اكتشف العلماء فستان زفاف قديم يعود للقرن السابع عشر الميلادي بين حطام سفينة عُثر عليها قبالة ساحل جزيرة تيسل في هولندا، وهي إحدى أكبر جزر بحر الشمال، ورغم مرور أكثر من أربعة قرون على الفستان، فإنه لا يزال محافظًا على تفاصيله الرائعة التي أدهشت الخبراء في عمليات الترميم في هولندا، بالمقابل، بقي من حطام السفينة النجيلة التجارية الهولندية ذات الهوية المجهولة سوى القليل، ومع تراكم الطمي والرمل على الحطام، بدأت الصناديق المكسورة تكشف تدريجيًا عنها منذ عام 2010، حتى ظهرت بشكل كامل ومتكامل.


اكتشاف الفستان القديم في حطام السفينة

في إحدى أكبر جزر بحر الشمال، جزيرة تيسل في هولندا، تم اكتشاف حطام سفينة يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر. ومن بين حطام السفينة التجارية الخشبية المجهولة الهوية، انبعثت قصة مثيرة للاهتمام، فقد عُثر على فستان زفاف قديم يرجع تاريخه للفترة نفسها، ورغم مرور ما يقرب من 400 سنة على صنعه، لا يزال الفستان مذهلًا بتفاصيله الرائعة وجماله الخالد.

تفاصيل المكتشفات المدهشة

بالإضافة إلى الفستان الزفاف، احتوت الصناديق التي عُثر عليها على مقتنيات أخرى استثنائية، وفقًا للباحثين في متحف Kaap Skil في هولندا، تضم المجموعة النادرة ملابس وأقمشة فاخرة، وأواني فضية، وأغلفة كتب جلدية، وغيرها من السلع الفاخرة، يُعتقد أن هذه المقتنيات تعود لأشخاص من الطبقات الاجتماعية الأعلى في تلك الحقبة الزمنية، وقد عرضت هذه القطع الفريدة في المتحف، حيث أثارت إعجاب الزوار وشدّت انتباه العالم.

جمالية الفستان القديم

فستان الزفاف القديم المكتشف مصنوع من الحرير الفاخر، وعثر عليه بين العناصر الأثرية الأخرى في حطام سفينة تُعرف بـ Palmwood، يتميز الفستان بقطع فنية منسوجة بشكل رائع، حيث يجمع بين الحرير والفضة.

ويرجح أن يكون الفستان كان جزءًا من زي الزفاف، بالرغم من مرور أكثر من أربعة قرون على غرق السفينة وبقائها في أعماق بحر الشمال، إلا أن الفستان والأقمشة الأخرى المرافقة له ما زالت محتفظة بجمالها وتفاصيلها الرائعة، ويشدد المرممون في المتحف الهولندي على ندرة العثور على مثل هذه الفساتين القديمة بين حطام السفن، حيث يعتبر تلف الأقمشة أمرًا شائعًا بسبب تأثير الزمن والعوامل البيئية.

رحلة الاكتشاف وتأثيرها العاطفي

تعبر إيمي دي غروت، خبيرة إصلاح الأقمشة ومستشارة تمت دراستها بعناية لفحص الفساتين الزفاف القديمة في هولندا، عن إعجابها ودهشتها الشديدة عند رؤية القطع النسيجية لأول مرة، وفي فيديو نشره متحف "Kaap Skil"، قالت: "عندما رأيت قطع الأقمشة، شعرت بالإثارة والتأثر العميق.

إن الملابس هي عناصر شخصية تحمل ذكريات وروح الأشخاص الذين ارتدوها، فمجرد لمس النسيج يجعلك تشعر كأنك قريب جدًا من الأشخاص الذين عاشوا في تلك الحقبة الزمنية البعيدة، وهو شيء مدهش حقًا".

تفاصيل الفستان القديم تعكس روعته وأناقته، فهو مصنوع من الحرير النفيس والساتان الدمشقي، ويزينه نمط زهور مذهل منسوج ببراعة، يُعد هذا الفستان إحدى القطع الثمينة التي تروي قصة حقبة زمنية فريدة، ويعكس أهمية الملابس في تعبير الثقافة والتاريخ.

باكتشاف هذه الكنوز النادرة في حطام السفينة، يتم إلقاء نظرة عميقة على الماضي والحياة في الماضي، وتعزيز فهمنا للتراث الثقافي والتاريخي، إن هذا الاكتشاف الرائع يسلط الضوء على قدرة الأشياء القديمة على البقاء حية عبر الزمن، ويثير الدهشة والإعجاب بمهارة الحرفيين وجمال الأزياء التي تم إبداعها منذ قرون.


يتكون الفستان من صدرية وأكمام مكشكشة، وتنورة كاملة ذات ثنيات مفتوحة من الأمام، وهو مستوحى من صيحة الموضة في أوروبا الغربية بين عامي 1620 و1630.

لإضفاء الأناقة على الفستان، يتضمن تنانير داخلية وأكمام مزينة بقطع حريرية وأزرار فضية أو ذهبية، ويتميز الفستان أيضًا بياقة من الكتان أو الدانتيل وزخارف أخرى، أما ألوان الفستان، فتشمل الكريمي والأحمر والبني، على الرغم من أن الباحثين يعتقدون أنه ربما كان لونًا واحدًا في الأصل، ولكن الأصباغ الأصلية قد تلاشت مع مرور الوقت، مع ترك بقع من الملابس الأخرى التي كانت موجودة في نفس الصندوق.

ويتميز الفستان بأنماط مضفرة مطرزة بالخيوط الفضية التي تشبه القلوب المعقدة، بالإضافة إلى أقراص فضية مخيطة على الفستان، ووفقًا لأليك إيوينج، أحد الخبراء في مجال الترميم، فإن الفضة تضفي على الفستان مظهرًا رسميًا وخفيفًا وبراقًا، ويُعتقد أنه كان من بين أكثر الفساتين استثنائية التي ارتدتها السيدات من الطبقات الاجتماعية الراقية في أوروبا الغربية، على الرغم من أن الفضة تتلاشى وتتآكل بسرعة نسبية في البيئات المالحة، إلا أن آثار وأنماط الزخارف الأصلية لا تزال مرئية.


لا شك أن هذا الفستان القديم يعد كنزًا ثمينًا وشاهدًا تاريخيًا يروي قصة الأزمان الماضية، ويجذب اهتمام الناس من جميع أنحاء العالم، ومع استمرار عمليات الترميم والحفاظ على هذه القطع الثمينة، ستظل قصة الفستان القديم وحطام السفينة تلهم الباحثين والمهتمين بالتاريخ وعشاق الموضة على حد سواء.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حطام السفن فستان زفاف فستان الزفاف حطام السفینة على الفستان الفستان ا فی هولندا

إقرأ أيضاً:

تناول التطورات في غزة و منطقة القرن الإفريقي.. اتصال هاتفي لوزير الخارجية ونظيره الإيطالي

جرى اتصال هاتفي بين الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، و «أنطونيو تاياني»، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية إيطاليا، يوم الأحد 27 يوليو، حيث تناول التطورات في قطاع غزة، والمستجدات في منطقة القرن الأفريقي، وليبيا، والأمن المائي المصري.

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير عبد العاطي أطلع نظيره الإيطالي على الجهود الحثيثة التى تبذلها مصر للتوصل لوقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في ظل الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

وقد أبدى الوزير الإيطالي تقديره الكامل للجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار وضمان نفاد المساعدات الإنسانية والإغاثية، كما أبدى دعمه الكامل لمؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار المقرر ان تستضيفه مصر فور التوصل لوقف إطلاق النار، مؤكدا مشاركة إيطاليا فيه.

وأكد الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك خلال الفترة القادمة لممارسة الضغط المكثف من أجل التوصل لوقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات إلى قطاع غزة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول تطورات الأوضاع فى منطقة القرن الإفريقي بشكل عام فى ظل التوترات بالمنطقة، حيث تم التأكيد على مواصلة التنسيق المشترك بين البلدين الصديقين، وفى ظل العلاقات القوية التى تربط بين القيادتين فى البلدين.

كما تناول الوزير عبد العاطي شواغل مصر فيما يتعلق بملف نهر النيل والأمن المائي المصري، واطلع نظيره الإيطالي على موقف مصر المستند إلى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة، موضحاً ضرورة التعاون علي أساس التوافق والمنفعة المشتركة لتحقيق مصالح كافة دول حوض النيل، مشددا على رفض الإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي ومؤكدا أن مصر ستتخذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي لحماية المقدرات الوجودية لشعبها.

كما استعرض الوزيران الأوضاع فى ليبيا، حيث تم التأكيد على الأهمية البالغة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن فى أقرب وقت، وضرورة تفكيك المليشيات وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، باعتبار ذلك الضمان الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار فى ليبيا، ومنع الهجرة غير الشرعية.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يبحث مع نظيره القطري تطورات الأوضاع في قطاع غزة

وزير الخارجية البريطاني يدعو لتوسيع عملية إيصال المساعدات للفلسطينيين

وزير الخارجية يهدي مستنسخًا لـ مومياء وتابوت الملك توت عنخ آمون إلى متحف الحضارات الإفريقية في داكار

مقالات مشابهة

  • تناول التطورات في غزة و منطقة القرن الإفريقي.. اتصال هاتفي لوزير الخارجية ونظيره الإيطالي
  • حُكّام العرب أضحوكة القرن، ونصر غزة سيأتي من اليمن
  • هولندا تدرج العدو الصهيوني ضمن قائمة الكيانات التي تهدد أمنها القومي
  • ما الإجراءات حال فقد النسخة الأصلية للأحكام؟.. الإجراءات الجنائية يجيب
  • بعد قرون من الابداع.. المقام العراقي إرث موسيقي يتلاشى بصمت
  • عاجل | الوكالة الوطنية للأمن في هولندا: إدراج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • هولندا تدرج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • لغز عمره قرون .. اكتشاف هوية سفينة غارقة منذ القرن الـ18 يشعل اهتمام العالم!
  • القانون يتيح لنائب الشيوخ الاحتفاظ بوظيفته الأصلية طوال مدة العضوية
  • بالونة ولا صفقة القرن.. خالد الغندور يثير الجدل برسالة لجمهور الأهلي