ملكة جمال اليابان تُثير جدلا كبيرا بسبب ملامحها
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
تسبب فوز عارضة أزياء بلقب ملكة جمال اليابان، في إثارة الكثير من الجدل الثقافي والاجتماعي، بسبب ملامحها الأوروبية.
وحسب شبكة “سي إن إن” الأميركية، تمنح مسابقة ملكة جمال نيبون”الاسم المحلي لليابان” السنوية، التاج للمتسابقة التي تمثل “الجمال الأول لجميع النساء اليابانيات”.
وأثار قرار اختيار كارولينا شينو، ذات الأصول الأوكرانية، والملامح الأوروبية، تساؤلات بشأن معايير الحسن في البلاد، وما يعنيه “الجمال الياباني”.
وولدت شينو، في أوكرانيا، وإنتقلت إلى مدينة ناغويا منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، وتتحدث اليابانية بطلاقة.
وقالت شينو الحاصلة على الجنسية اليابانية، في تصريحات للشبكة الأميركية: “أردت أن يتم الاعتراف بي كشخصية يابانية”.
وأوضحت أنها واجهت صعوبات في قبولها كمواطنة محلية بسبب مظهرها. وأعربت عن أملها في أن يؤدي فوزها بالتاج إلى تغيير الآراء بشأن “من يمكن اعتباره يابانيًا”.
وأضافت ملكة الجمال: “في نهاية المطاف نحن نعيش في عصر التنوع المطلوب.. وهناك الكثير من الناس مثلي يشعرون بالقلق بشأن الفجوة بين مظهرهم وهويتهم”.
وتابعت: “لقد قيل لي دائمًا إنني لست يابانية، لكنني يابانية تمامًا. لذلك شاركت في مسابقة ملكة الجمال، وأنا أؤمن بنفسي حقًا.. كنت سعيدة للغاية لأنه تم الاعتراف بي بهذه الطريقة”.
وكتب أحد المعلقين على منصة “إكس” تدونية قال فيها: “كارولينا يابانية الجنسية، لذا لا حرج في فوزها”. مقارنًا إياها بالعديد من الرياضيين المولودين في الخارج الذين مثلوا بلاده في المسابقات الرياضية الدولية.
وأشاد آخرون بحب الملكة المتوجة لوطنها، إذ كتب أحدهم في منصة إكس:”الكثير من اليابانيين لا يقدرون بلادهم. فلماذا نعتبر أن هناك مشكلة لأنها تعتز باليابان. حيث عاشت منذ أن كانت طفلة، لدرجة أنها أصبحت مواطنة متجنسة”.
وكتب آخر: “أعتقد أن منشوراتها على تطبيق إنستغرام كانت مهذبة ومكتوبة بشكل جيد. وهي لا تتمتع بالجمال فحسب، بل تتمتع أيضًا بروح التناغم اليابانية. وبالتالي تستحق أن تكون ملكة جمال البلاد”.
بينما كتب المؤرخ، هيرو ياماشيتا: “التمييز العنصري غير مقبول على الإطلاق. لكن إذا كانت مسابقة ملكة جمال نيبون مبنية على مفهوم الجمال. فأنا شخصياً أتمنى أن تكون مبنية على معايير الجمال الياباني”.
وأضاف: “مع وجود كارولينا شينو، فإنه لم يكن لدى الفتاة اليابانية (عرقيًا) أية فرصة للفوز. في ظل قيم الجمال الحديثة”.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: ملکة جمال
إقرأ أيضاً:
الذائقة الجمعية "المُشوَّهة"
عائض الأحمد
الذائقة الجمعية ليست مجرد انعكاس لميول فردية، بل هي نتاج تراكمي لتفاعلات ثقافية، اجتماعية، وإعلامية تُشكِّل الوعي الجمالي للمجتمع. وتتجلى هذه الذائقة في الفنون، والأدب، والموسيقى، وحتى في السلوكيات اليومية.
في زمننا المعاصر، تؤدي وسائل الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل الذائقة الجمعية. من خلال التكرار والترويج المستمر لأنماط معينة من الجمال والقيم، تُرسّخ مفاهيم قد تكون سطحية أو مشوّهة. على سبيل المثال، قد يُروَّج لفكرة أن النجاح مرتبط بالمظاهر الخارجية فقط، متجاهلين القيم الحقيقية كالإبداع والصدق.
وهذا التوجيه الإعلامي قد يؤدي إلى تعصّب جماعي تجاه مفاهيم أو كيانات معينة؛ حيث يُنظر إليها كمعايير لا يجوز المساس بها. يُغذّي هذا التعصّب بعض الإعلاميين ممن يفتقرون إلى المهنية، ما يؤدي إلى نشر أفكار مغلوطة وتعزيز الانقسامات داخل المجتمع.
وفي هذا السياق، قد يظهر أشخاص يعبّرون عن آرائهم بانفعال مفرط، مدّعين أن فشل فريقهم المفضل أو تراجع مكانته يعود إلى مؤامرات أو تحامل من جهات معينة، متجاهلين الأسباب الحقيقية والموضوعية، ولعلها الإشارة التي توضّح ما ذهبنا إليه سابقًا، لقياس مدى تضارب هذه الأفكار مع الواقع الحقيقي الذي نعيشه.
ومن الضروري أن نعيد النظر في كيفية تشكيل ذائقتنا الجمعية، وأن نكون أكثر وعيًا بالتأثيرات الخارجية التي قد تُشوّه تقديرنا للجمال والقيم الحقيقية. علينا أن نعزز الذائقة الفردية المستقلة، المبنية على التفكير النقدي والتقدير الصادق للفنون والقيم الإنسانية.
إنَّ الذائقة الجمعية هي مرآة للمجتمع، تعكس وعيه وثقافته. ومن مسؤوليتنا جميعًا أن نُسهم في بناء ذائقة جمعية صحية، تُقدّر الجمال الحقيقي، وتُعلي من القيم الإنسانية النبيلة.
لسنا ملائكة نمشي على الأرض، لكننا نملك عقولًا تهدينا وترشدنا إلى الطريق الصحيح، وإن ضللنا، فحتمًا سنعود.
لها: كوني الصوت المختلف الذي لا يُجامل؛ بل يُعيد نشوة الحب وشغف اللقاء الأول. لا تتبعي القطيع؛ فالتميُّز لا يُقاس بالضجيج؛ بل بالبصمة الصامتة التي تترك أثرًا لا يُمحى.
شيء من ذاته: السائد ليس لنا، لن نُدجِّن عقولنا أو نُغيِّبها. الجمال لا يُصنَّع؛ بل يُكتشف، والذوق لا يُفرض؛ بل يُبنى.
نقد: يقولون ما يريدون، ونفعل ما نشاء. سُنن الحياة لا تتغير، لكن وعينا بها هو ما يصنع الفارق.
رابط مختصر