في ظل انتشار الصور الرقمية.. كيف تعززين ثقة ابنتك بذاتها؟
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
في عصر تهيمن عليه الصور الرقمية، تنشأ الفتيات في عالم غالبا ما تتشكل فيه تصورات الجمال، من خلال صور معالجة بدقة ومُعدلة رقميا. ويشكل انتشار هذه الصور في وسائل الإعلام والإعلانات تحديا فريدا للأمهات والآباء والمعلمين، الذين يسعون إلى تنمية الثقة بالنفس في العقول الشابة.
ولمواجهة المعايير السطحية للجمال التي تبثها الصور التي يُتلاعب بها رقميا، يجب تحويل الاهتمام من المظاهر الخارجية إلى الصفات والشخصيات الداخلية، ومن خلال غرس الفهم في بناتنا بأن قيمتهن لا تتوقف على التوافق مع المثل التي وُضعت في العالم الرقمي.
وتقول د. رولى، في حديثها للجزيرة نت، إن "الحديث مع بناتنا بشكل يسلط الضوء على تفرد كل واحدة منهن، ودعم صفاتهن من ذكاء وتعاطف والاهتمام بميولهن ومواهبهن، يعزز فكرة أن الجمال الحقيقي ينبع من الأصالة، بدلا من الالتزام بقالب مفروض خارجيا؛ فالتركيز على القيمة الجوهرية يمكّن بناتنا من التعامل بسهولة في عالم مشبع بالتشوهات البصرية، مع الحفاظ على إحساس ثابت بالذات".
وتضيف، أن تعليمهن كيفية التحليل النقدي وفهم مدى انتشار تحرير الصور، والتمييز بين الواقع والصور التي يُتلاعب بها، يعزز الشعور بالقوة، وبالتسلح بهذا الوعي تستطيع بناتنا اتخاذ خيارات مستنيرة للتوافق مع معايير الجمال غير الواقعية.
وتقول رولى أبو بكر يعدّ التواصل حجر الزاوية لبناء صورة ذاتية إيجابية لدى البنات. لذا يجب على الأهل خلق بيئة تشعر فيها بناتهم بالراحة عند مناقشة المخاوف المتعلقة بالمظهر دون خوف من الحكم.
وترى أن تشجيع الحوار المفتوح حول معايير الجمال والتوقعات المجتمعية وتأثير تصوير وسائل الإعلام يساعد البنات على تطوير منظور نقدي، من خلال الاستماع بنشاط إلى أفكارهن ومشاعرهن، ويمكن للأهل معالجة المفاهيم الخاطئة وغرس الشعور بقيمة الذات، الذي يتجاوز المظاهر الخارجية.
وتقول "لا يؤدي هذا التواصل إلى تقوية الرابطة بين الوالدين وبناتهم فحسب، بل يزودهن -أيضا- بالأدوات اللازمة للتغلب على الضغوط المجتمعية بثقة".
ويتضمن توجيه البنات نحو الثقة بالنفس تقديم وجهات نظر واقعية حول الجمال وتأكيد الفردية، إذ يمكن للوالدين المشاركة بنشاط في المناقشات حول تنوع الجمال، وتسليط الضوء على أنه يتجاوز الجوانب السطحية. موضحة، بأن تشجيع البنات على احتضان صفاتهن وميزاتهن الفريدة يعزز التصور الذاتي الإيجابي.
من جانبها تقول الخبيرة في تقنية المعلومات والمستشارة في مجال التوعية بثقافة استخدام الإنترنت، هناء الرملي، عندما تقارن الفتيات أنفسهن بنجومهن المفضلين، عادة ما يشعرن أنهن يفتقدن لمعايير الجمال ويُصبن بقلة الثقة بالنفس، وعدم تقدير الذات. وقلة الشهية لدى بعضهن، والشعور بالاكتئاب.
وتتابع المسيء أكثر عندما لا يجدن تفاعل من متابعيهن، ويجدن إقبالا كبيرا لمنشورات الفتيات الأكثر جمالا، مما يصيبهن بمشاعر الإحباط الذي قد يصل إلى حد الاكتئاب، وإضافة إلى كل هذا ضعف التحصيل الدراسي، وهذا يُدرج ضمن ظاهرة التنمر الإلكتروني، أو "البلطجة" الإلكترونية.
وتقترح الرملي، نصائح للأسرة لحماية الفتيات من الوقوع في فخ هوس الجمال ومتلازمة المقارنة والإحباط:
النظر إلى الطريقة التي تقضي بها ابنتك وقتها، والتأكد من أنها تمر بتجارب تعزز تقدير الذات لديها. مراقبة حسابات ابنتك على مواقع التواصل الاجتماعي لإدراك قناعاتها واهتمامهما بمظهرها، هل هو طبيعي أو قد يصل إلى حد الهوس؟ ملاحظة اهتمامها باستخدامها المرشحات "الفلاتر" وتطبيقات تحرير الصور، كي تبدو أكثر رشاقة وإشراقا وجمالا. متابعة التعليقات المكتوبة تحت منشوراتها، هل هناك تعليقات ساخرة، ومدى تأثير ذلك في مشاعرها. يجب الحرص على تشكيل معايير الجمال لديها، فتأثير الأسرة ومفاهيمها أهم بكثير من تأثير الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. تشجيع ابنتك على ممارسة الرياضة وتحقيق لياقة بدنية من خلال النشاطات الممتعة التي تضيف لها الثقة بالنفس، كذلك تعزيز وعيها بالعناية بصحة الجسد. والتركز في الحديث معها عن أهمية الصحة الجسدية والأداء الجسدي، وكونه هو الأكثر أهمية من جمال الجسد.وتقول هناء الرملي "ليست الفتيات فقط من يتعرضن لهوس الجمال. الفتيان -أيضا- يحدث لهم ذلك وإن كان بنسب أقل. حيث يصور النجوم والمشاهير والأبطال الخارقين أنواعا غير واقعية من الأجسام، ويبدؤون في إرسال رسائل خاطئة إلى الأولاد في سن مبكرة. وقد يسعى الأولاد المراهقون إلى الحصول على الجسم المثالي من خلال اتباع نظام غذائي أو ممارسة التمارين القهرية. وقد يصابون -كذلك- باضطرابات الأكل أو مشكلات صحية ناجمة عن صورة الجسم المثالية".
الثقة بالذاتونشر موقع "تشيلد مايند" نصائح للأمهات حول كيفية مساعدة الفتيات على بناء الثقة بذاتهن بناء على ما يمكنهن فعله، وليس على مظهرهن:
اجعلي ابنتك مثقفة إعلاميا: يمكن مشاهدة التلفاز معا والتحدث عما تراه، يمكن مساعدتها على تطوير عين ناقدة يمكنها من خلالها فك تشفير رسائل الوسائط وتصفيتها. "لا تربيها على أنها شخص ممتع": شجعيها على الدفاع عن الذي تحتاجه وتريده، من خلال خلق فرص لاستخدام صوتها "اسأليها: ماذا تريدين؟" ودعيها تختار، ثم عليك احترام هذا الاختيار. ممارسة الرياضات الجماعية مبكرا: تظهر الأبحاث أن الفتيات اللاتي يلعبن في فرق يتمتعن بقدر أكبر من احترام الذات. ابتعدي عن مدح المظهر: يجب بذل جهد واع للغاية لتحقيق التوازن بين مجاملاتنا لمظهر الفتاة، مع مجاملات حول شخصيتها وما تفعله في العالم. امدحي ابنتك على جهودها، وليس على أدائها: يجب التركيز بشكل أقل على النتائج، وأكثر على الجهود وتطوير مهارات جديدة، فالإتقان هو ما يبني الثقة، وتعلم تحمل الإخفاق يعزّز المرونة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الثقة بالنفس من خلال
إقرأ أيضاً:
خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
كشف الدكتور خالد حنفي أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر، الذي عقد بعنوان: "نحو تعاون أوثق – الانشاءات والطاقة"، في أثينا – اليونان، بمشاركة وفود من 17 دولة عربية تمثل رؤساء شركات ورجال اعمال ومسؤولين، بالإضافة إلى حضور 180 رجل أعمال يوناني يمثلون رؤساء شركات ومسؤولين، إلى جانب حضور عدد من السفراء العرب المعتمدين في اليونان، بالإضافة إلى رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، عن إطلاق اتحاد الغرف العربية أربعة مبادرات للتعاون بين العالم العربي واليونان "المبادرة الأولى تقوم على بناء جسور بين العالم العربي واليونان من أجل التعاون في مجال إعادة الإعمار، حيث هناك مبالغ مرصودة تقدّر بنحو 450 إلى 500 مليار دولار للدول العربية التي تحتاج إلى إعادة إعمار".
وتابع: "أما المبادرة الثانية فتقوم على إنشاء ممر للهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، من خلال التشبيك بين الشركات الموجودة في العالم العربي واليونان، وذلك عبر التنسيق والتشاور بين القطاع الخاص من كلا الجانبين ولا يسما بين اتحاد الغرف العربية والغرفة العربية اليونانية".
وتقوم المبادرة الثالثة وفق أمين عام اتحاد الغرف العربية على إنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في الطاقة والمياه، حيث أنّ الدراسات تشير إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يساهم في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية بنسبة 30 في المئة، وفي حال نجحنا في إدارة هذا الملف بالشكل المطلوب فإننا سنتمكّن من تحقيق النجاح المطلوب في ملف إعادة الإعمار.
أما المبادرة الرابعة والأخيرة المقترحة من جانب اتحاد الغرف العربية، بحسب الدكتور خالد حنفي، فتقوم على تحالف لوجستي وإنشاء موانئ محورية تقوم على مبدأ التعاون لا التنافس وذلك ضمن منظومة متناغمة تكون اليونان محطة محورية فيها بالشراكة مع الموانئ المحورية المتواجدة في العالم العربي، ومنها قناة السويس التي تقوم من خلال رئيس هيئة القناة الفريق أسامة ربيع بجهود جبارة وقد تجلى ذلك في الفترة الأخيرة من خلال الأزمة التي شهدها البحر الأحمر، مما ساهم في القاء ربط مصر والعالم العربي بجميع دول العالم.
وتابع: "إننا في ظل ما يواجهه العالم من تحديات اقتصادية ومناخية متزايدة، نحتاج إلى شراكة مبنية على الابتكار والمسؤولية المشتركة، تضع الإنسان والبيئة في صميم المعادلة الاقتصادية، وتُحوّل التحديات إلى فرص نمو مشتركة".
وخلال كلمة لأمين عام الاتحاد، بصفته منسّقا ومديرا لجلسة بعنوان: "الطاقة والبناء في عصر الذكاء الاصطناعي"، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر"، شدد على "أننا نحن نجتمع اليوم في لحظة مفصلية، حيث تتلاقى ثلاث قوى تشكل مستقبل الاقتصاد: الطاقة والبناء والتحوّل الرقمي من خلال الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تشهد الاستثمارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط نموًا بنسبة كبيرة، حيث تأتي المنطقة في طليعة الاستفادة من هذه التقنيات، خصوصا وأنّ التبني الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي مع تعزيز المرونة المناخية قد يضيف ما يصل إلى232 مليار دولار إلى الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2035.
وهناك شركات كبرى في قطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط بدأت فعليًا في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية، وذلك في ظل القلق المتزايد من الاستهلاك المتنامي للطاقة نتيجة للنمو السريع في مراكز البيانات، وهو ما يُلقي بظلاله على الطلب الكهربي مستقبلا".
وأضاف: "أما في قطاع البناء، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل تصميم المباني، التكلفة، الصيانة، وحتى استهلاك الطاقة. كما أن التحول الرقمي في البناء من خلال الذكاء الاصطناعي يفتح فرصًا للشراكة بين القطاعين العربي واليوناني، سواء في البنية التحتية أو في بناء المدن الذكية ومستدامة".
ودعا إلى أهمية الاستفادة من خبرات اليونان، وكذلك من قدرات الدول العربية، لبناء نموذج تعاون مستقبلي يُسهم في التنمية الخضراء والرقمنة.
ومن هذا المنطلق على القطاعين العام والخاص في اليونان والعالم العربي، التفكير في إطلاق مبادرات ملموسة ومشاريع تجريبية في مجالات الطاقة والبناء الذكية، بما يرفع من مستوى العلاقة القائمة بين الجانبين العربي واليوناني من إطارها التقليدي القائم على التبادل التجاري، إلى الشراكة الاستراتيجية بما يساهم في تحقيق التطلعات المشتركة.