عبدالله الشعيلي.. الناسك في محراب الإعلام يترجل بعد مسيرة ثرية من التميُّز والمهنية
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
◄ إعلاميون ينعون فقيد تلفزيون سلطنة عُمان
◄ الوهيبي: كان يُحفزني دائمًا ويمتدح زملاءه المجتهدين
◄ الدرمكي: الشعيلي عبّر عن جوهر القضية الفلسطينية في تقرير "أفلا تبصرون"
◄ السلامي: المخزون اللغوي للإعلامي الراحل يجعل منه "ملك الفصاحة"
◄ الحاتمي: الشغف سمة أساسية في مسيرة الإعلامي الراحل
الرؤية- مدرين المكتومية
الكتابة عن الموت مؤلمة، موجعة، قاسية، حادة؛ إذ لا نملك القدرة الحقيقية على التعبير عن تلك المشاعر في صورة كلمات ومقالات، تخوننا الحروف، ولا نستطيع كتابة سطر واحد بصياغة رصينة، لأننا للحظة ننسى أننا نؤدي واجبنا ونتذكر ما يربطنا بالآخر من علاقة إنسانية صادقة، عندئذٍ نحاول أن نتذكر أننا هنا لا نملك سوى الكلمة التي يمكننا من خلالها أن نودع من رحلوا للعالم الآخر، لا نملك سوى أن نعيد لهم الحياة بأقلامنا التي تتوجع على رحيلهم.
هذه كلمة وداع في حق الأستاذ الإعلامي الراحل عبدالله بن سعيد الشعيلي، الرجل المهني الذي وافته المنية قبل يومين.. كان صديق الشاشة، يتحدث بطلاقة وفصاحة، تصل رسائله مباشرة إلى عقل وقلب كل مُشاهِد، كان مُحاورًا بليغًا، متزنًا في طرحه، يرى أن الإعلام رسالة وطنية، يقدمها بحب، ويستشعر قيمتها في مختلف برامجه وإطلالاته الإعلامية.
وعندما ننعى ونودع الزميل عبدالله الشعيلي يعني أننا خسرنا صوتًا وطنيًا صادقًا، ظل يكافح طيلة حياته المهنية التي كرسها للإعلام، من أجل تقديم الأفضل لعُمان.
الشعيلي كان مقدم برامج في تلفزيون سلطنة عُمان وقد شغل عدة مواقع قيادية في المجال الإعلامي، آخرها المدير العام للمديرية العامة للإذاعة والتلفزيون في محافظة ظفار، كما اشتهر الراحل بتقديم برنامج "رؤية اقتصادية" على تلفزيون سلطنة عُمان، وقدم الكثير من البرامج التليفزيونية على مدى أكثر من 20 عامًا، وتم تعيينه رئيسًا للقطاع المرئي بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون (سابقًا).
والزميل الراحل عبد الله الشعيلي كان واحدًا من أعمدة الإعلام البارزين في عُمان؛ إذ شارك في تغطية العديد من الأحداث والمناسبات، فضلًا عن دوره المُميز ونشاطه الملحوظ في الساحة الإعلامية، وجهوده لتطوير المشهد الإعلامي تطويرًا يواكب التحديثات الأخيرة.
نعيٌ ورثاء
العديد من الإعلاميين والصحفيين نعوا الزميل الفقيد، وكتبوا عبارات الرثاء عبر مختلف حسابات التواصل الاجتماعي.. "الرؤية" تحدثت إلى عدد منهم؛ حيث عبروا عن حزنهم الشديد لفقدان الشعيلي، الذي ظل حتى آخر أيامه يعمل دون كلل أو ملل.
ويقول الإعلامي فارس بن جمعة الوهيبي إن الإعلامي عبدالله بن سعيد الشعيلي صوت الوطن الذي قرأ تقريره الشهير "أجهش العُمانيون بالبكاء وأبيضت أعينهم من الحزن كاظمين، وأغرورقت أجفنهم من الأسى الطارق، والأرض واجفة تكاد تمور"، وقال وقتذاك: "أجهش العُمانيون بالبكاء وأبيضت أعينهم من الحزن كاظمين، وأغرورقت أجفنهم من الأسى الطارق، والأرض واجفة تكاد تمور".
وأضاف أن الشعيلي عمل في صناعة الأخبار وبزغ نجمه مبكرًا، وحمل ناقل الصوت مراسلا تلفزيونيا منذ أن كان على مقاعد الدراسة بجامعة السلطان قابوس، وعيناه أن يحجز مقعده في مدينة الإعلام المنتشية بالأحداث الوطنية في تسعينيات القرن المنصرم، فتحقق الحلم بالالتحاق بدائرة الأخبار بتلفزيون سلطنة عُمان محررًا إخباريًا. وتابع الوهيبي قائلًا: "ما هي إلا فترة وجيزة أصبح صاحب القلم الوطني الرصين رئيسًا لقسم الأخبار المحلية، فذاع صيته أمام قامات الإعلام في تلك الفترة، يرون في نظراته إعلامي المستقبل، كيف لا وهو من رسمت حروفه أهمّ الأحداث ناقلاً الصوت والصورة من مسندم شمالا إلى آخر نقطة في أرض اللبان". ومضى الوهيبي في نعيه للراحل يقول: "صوت الوطن الراحل كلمح البصر، تدرج وظيفياً لنائب مدير الأخبار، فمدير الأخبار، ثم مديرا لاختيار البرامج، فمكلفاً بمدير عام التلفزيون، ثم عين رئيسا للقطاع المرئي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، فمستشارا إعلاميا لوزير الإعلام، وما بين ذلك من مسؤوليات وظيفية وإدارية عظيمة، لم يكن عمله الميداني خفيا في الوطن، حيث ارتباط الصوت بمشهد الأعياد الوطنية، فعندما يصدح صوت الشعيلي تهتز معه المشاعر شيبا وشبانا، وقلمه الذي لا يشبه أحدا كان حاضرا في كل مناسبة، يحيك ذهب الكلمات لتبقى في ذاكرة كل عُماني، مرصعة في أرشيف وطن أحبه حتى النخاع، ومشاهد كثيرة لا تنسى وهو يقف في حضرة السلطان قابوس ممثلاً لأبناء عُمان في محافلهم المجيدة الغراء".
الإعلام الاقتصادي
وأوضح الوهيبي أن الإعلامي عبدالله الشعيلي كان أفضل من يقرأ ويحلل الاقتصاد لا سيما من خلال نافذته الأسبوعية "رؤية اقتصادية" وهو البرنامج الاقتصادي الأقوى في التلفزيون العماني، حيث كان يحاور ضيوفه ويناقشهم في مختلف الموضوعات الاقتصادية التخصصية، مواكبًا المستجدات الوطنية ومشاريعها وأهدافها التنموية الاقتصادية، وخططها الاستراتيجية الخمسية، ورؤيتها المستقبلية. ويمضي الوهيبي قائلًا: "عهدي لم يكن كثيرا وطويلاً بالقامة الإعلامية القديرة، ولكن الذاكرة تعود عند لقائنا مصادفة في العبارة المتجهة إلى مسندم؛ حيث طلب مني الجلوس بجانبه، حينها كنت في بداية عملي في أخبار التلفزيون، وقد أبدى الأستاذ عبدالله إعجابه بالعمل المتحقق في صناعة التقارير، وفي كل مرة يكون اللقاء بيننا أشعر أننا نعرف بعضنا منذ زمن طويل".
حزن عميق
من جهته، يقول الإعلامي أحمد الدرمكي مراسل تلفزيون سلطنة عُمان في ولاية قريات: إن نبأ وفاة الإعلامي عبدالله الشعيلي نزل علينا كالصاعقة، وكان خبرًا مُفجِعًا انفطرت له قلوب الأهل والأصدقاء، وقد أصبح عبدالله الشعيلي هو الخبر، بعد سنوات طويلة من الإبداع في قراءة نشرات الأخبار وتحريرها. ويتذكر الدرمكي أحد التقارير المؤثرة للراحل عبدالله الشعيلي حول الحرب في غزة، إذ لخّص جوهر القضية الفلسطينية في تقريره التلفزيوني "أفلا تبصرون؟!" عندما وصف شهداء غزة بأنهم "يمنحون للموت حياة والدم الفلسطيني المتدفق في جسد القضية لتبقى حية للضمير العربي والإنساني".
واعتبر الدرمكي أن الشعيلي خلّد في هذا التقرير شهادة حق ونصرة للقضية الفلسطينية بخلود الموقف العُماني الثابت تجاه عدالة القضية، خاصة عندما قال: "وإن أُخضعت للنسيان؛ فالأوطان في دم كل حر يد سلفت، ودين مستحق". ومضى الدرمكي قائلًا: "لطالما تنافست تقارير الشعيلي جزالة الكلمات والصورة بألف كلمة؛ فيسبقها بعمق مفرداته المنسابة من حنجرة رواها فلج المعمور عراقة وفخامة". واختتم الدرمكي ناعيًا الفقيد بالقول: "رحل الملهم عبدالله الشعيلي صوت الوطن تاركًا فينا ألمًا وأملًا للسير قدمًا في أداء الرسالة بإخلاص، مخلفًا إرثًا من التقارير الرصينة المتفردة في أدبيات الرسالة الإعلامية العُمانية المتسمة بالحنكة والتوازن تستحق أن تكون مدرسة تدرس للأجيال القادمة".
عُمق البلاغة
أما الإعلامي خالد السلامي فقد أكد أن الإعلامي الراحل عبدالله الشعيلي، جمع قوة الفصاحة وعمق البلاغة، فهو بين المذيعين ملكٌ في قوة اللغة وفصاحتها، بارعٌ في الاقتباس والتضمين؛ إذ إن مخزونه اللغوي والأدبي جعل منه مذيعًا متمكنًا من الصياغة وحسن الكتابة، يكاد متفردًا في اختيار الألفاظ وتركيب الجمل، بشكل لا يشبهه في ذلك أحد، يغلف ذلك صوت جهوري يحسن تطويعه حسب طبيعة النص ومضامينه".
ويقول الإعلامي سلطان الحاتمي: "امتهن الشعيلي الإعلام بشغف، وصقل هذا الشغف بقريحته المُبدعة، بما يملكه من فصاحة وعمق في اللغة، قلمّا نجده في وسائل الإعلام في هذا الزمن الغارق في السطحية". وعبر الحاتمي عن عميق ألمه لفقدان الإعلامي عبدالله الشعيلي، داعيًا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يُلهم أهله وذويه وجمهوره في كل بيت عُماني الصبر والسلوان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عبدالله آل حامد: الإعلام سلاح العصر وأداته الفاعلة للتغيير والتأثير
الكويت - وام
ترأس عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، وفد دولة الإمارات المشارك في الملتقى العربي للإعلام في دولة الكويت الذي انطلق اليوم تحت رعاية سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي ويستمر حتى 12 مايو الجاري تحت شعار «تحديات الإعلام.. في ظل تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي».
مكانة ريادية في المشهد الإعلاميوحلّت دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف الملتقى الإعلامي العربي لهذا العام، تقديراً لمكانتها الريادية في المشهد الإعلامي العربي، واعترافاً بدورها البارز في دعم وتطوير المنظومة الإعلامية على المستويين الإقليمي والدولي وتأكيداً على إسهاماتها النوعية في ترسيخ مبادئ الإعلام المهني والمسؤول، وتعزيز الحوار الثقافي والتواصل الحضاري بين الشعوب.
وأكد عبدالله آل حامد أن العلاقة بين دولة الإمارات ودولة الكويت تمثل نموذجاً أخوياً فريداً، تزداد عمقاً ورسوخاً مع مرور الزمن، بفضل الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، منوهاً إلى أن هذه العلاقة تزدهر يوماً بعد يوم، وتمضي بثبات نحو آفاق أوسع من التعاون والتكامل في مختلف المجالات وعلى رأسها قطاع الإعلام، بما يعكس عمق الروابط التاريخية ويجسد تطلعات الشعبين الشقيقين لمستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، بقيادة تدفع بعزم نحو التقدم والريادة.
و نقل رئيس المكتب الوطني للإعلام في مستهل كلمته التي ألقاها خلال الملتقى تحيات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وتقديرها العميق للمشاركين في الملتقى لما يقومون به من جهود بناءة في خدمة الرسالة الإعلامية، وتعزيز حضورها أداة فاعلة في نشر الوعي، وترسيخ القيم، ومواكبة التحديات والمتغيرات في محيطنا العربي والعالمي.
تعزيز أواصر التعاونوتوجه في كلمته بخالص الشكر لدولة الكويت على اختيار دولة الإمارات ضيف شرف الملتقى الإعلامي العربي، الذي نجح، على مدار دوراته السابقة، في تعزيز أواصر التعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية وترسيخ مكانته باعتباره منصةً رائدةً تجمع النخب الإعلامية العربية لتبادل الرؤى والخبرات والطموحات.
وتوجه بالشكر أيضا لعبدالرحمن المطيري، وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب في دولة الكويت، وفريق عمله المتميز، على جهودهم الكبيرة في تنظيم الملتقى الذي جمع نخبة من القيادات الإعلامية العربية، وأتاح فرصة مثمرة لتعزيز التعاون الإعلامي العربي.
وأكد رئيس المكتب الوطني للإعلام أن دولة الإمارات تؤمن إيماناً راسخاً بأن الإعلام شريك رئيسي في مسيرة التنمية والتطوير، وأنه المرآة التي تعكس إنجازات الحاضر وتستشرف آفاق المستقبل، مشيراً إلى أنه ومن هذا المنطلق، تسعى دولة الإمارات لتطوير منظومة إعلامية متطورة تواكب أحدث المستجدات العالمية، وتقديم محتوى إعلامي متميز يعبر عن هويتها الإسلامية والعربية الراسخة ويعكس قيمها الإنسانية النبيلة، وبما يضمن أن يكون الإعلام جسراً يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
وأضاف: «لا يخفى عليكم حجم التحديات التي باتت تواجه وسائل الإعلام، فمع التطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي، وإن كان يحمل في طياته فرصاً عظيمةً للتواصل الإنساني ونشر المعرفة، إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل التحديات الناجمة عن تحويل البعض لهذه المنصات إلى أدوات تُستخدم في بث الفرقة والكراهية، ونشر الشائعات والأخبار المضللة، واستهداف استقرار المجتمعات وتماسكها».
ومن هذا المنطلق، دعا إلى استحداث منظومة تشريعية عربية مشتركة، تمنع الاستخدامات السيئة لهذه المنصات، وتُرسخ قيم المسؤولية المجتمعية، وتحمي حرية التعبير وتحصنها من الابتذال والعبث.
مرحلة مفصليةولفت إلى أن المنطقة العربية تمر بمرحلة مفصلية تتسم بتغيرات متسارعة وتحديات متشابكة تمس مختلف القطاعات، مشيراً إلى أن من أبرز هذه التحديات الانفتاح الهائل وغير المسبوق في الفضاء الرقمي، والذي فرض واقعاً جديداً يتطلب من المؤسسات الإعلامية مراجعة أدواتها وأساليب خطابها.
ونوه إلى أن القدرة على الإقناع لم تعد تُقاس بوفرة المحتوى، بل بعمقه وصدقه وملامسته لنبض الجمهور، خاصة في ظل ما تشهده المنصات الإلكترونية من جذب لشرائح واسعة من المتابعين بسبب سهولة الوصول وسلاسة العرض.
وشدد رئيس المكتب الوطني للإعلام على أن هذه المرحلة تتطلب خطاباً إعلامياً متجدداً، يجمع بين الاحترافية والمرونة، ويوازن بين الانفتاح على تقنيات العصر والحفاظ على القيم الأصيلة، بما يمكن الإعلام من استعادة مكانته مصدرا موثوقا وصانعا للوعي ومؤثرا في الرأي العام لا مجرد ناقل للحدث.
تطوير المشهد الإعلاميواستعرض أحدث المبادرات الإعلامية التي أطلقتها دولة الإمارات، والتي تستهدف تطوير المشهد الإعلامي والارتقاء بأدواته ومعاييره، وبناء فكر إعلامي رصين يواكب المتغيرات المتسارعة ويستشرف المستقبل، مؤكداً أن هذه الجهود تنطلق من رؤية شاملة، تحظى بدعم متواصل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث يضع سموه الإعلام في قلب مشروع التنمية الوطنية باعتباره أداة فاعلة في تعزيز الهوية ونشر المعرفة وترسيخ قيم التسامح والانفتاح.
وقال:«تطلق دولة الإمارات قمة «بريدج» العالمية التي نسعى من خلالها إلى ترسيخ أطر التعاون والشراكات الدولية التي تساهم في بناء مستقبل إعلامي متطور يقوم على المعرفة والابتكار والقيم الإنسانية المشتركة، وذلك وفي إطار مساعي الدولة لبناء منظومة إعلامية تعزز الابتكار، وتدعم الإعلام المسؤول في العصر الرقمي».
وأضاف رئيس المكتب الوطني للإعلام أنه انسجاماً مع هذه الرؤية سنعمل على أن تكون قمة بريدج منصة مستدامة تربط بين الشرق والغرب، وتعزز التكامل الإعلامي، وتواكب التحولات الرقمية لصياغة مستقبل إعلامي أكثر تأثيراً ومسؤولية.
وقدم الدعوة لحضور الملتقى الإعلامي العربي لمشاركة رؤاهم وأفكارهم حول سبل الارتقاء بالعمل الإعلامي العربي، وتعزيز حضوره على الساحة الدولية؛ خلال القمة المرتقبة، مؤكداً أن مشاركتهم وإسهاماتهم الفكرية ستُثري حتماً هذه القمة وستساهم في تحقيق أهدافها النبيلة.
وشدد عبدالله آل حامد خلال كلمته على أن إعادة بناء إعلام مسؤول يمتلك القدرة على التواصل والمنافسة، لم تعد خياراً، بل ضرورة ملحة تفرضها تحديات العصر ومتغيراته، الأمر الذي يستدعي تعزيز تكامل الرؤية الإعلامية العربية حول هذه المتغيرات والعمل على تطوير خطاب إعلامي موحد يعبر عن هويتنا ويدافع عن قضايانا، ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويصب في خدمة مصالح دولنا وشعوبنا.
جسر للتواصل والحواروأكد رئيس المكتب الوطني للإعلام أن الإعلام اليوم هو سلاح العصر وأداته الفاعلة للتغيير والتأثيرِ، داعياً إلى أن نجعل منه أداة بناء وتنمية، وجسراً للتواصل والحوار بين الشعوب والثقافات، ومنبراً للحقيقة، يعكس قيمنا وهويتنا، ويسهم في بناء مستقبل أفضل لدولنا وشعوبنا.
وتشارك دولة الإمارات خلال فعاليات الملتقى الإعلامي العربي 2025 بجناح تستعرض فيه تجربتها الإعلامية والتي تجسد قصة الإعلام الوطني من طموح البدايات، إلى الحاضر المزدهر الذي ينبض بالحداثة، وصولاً إلى آفاق مستقبلية طموحة تسعى لصياغة منظومة إعلامية مؤثرة، شاملة، وراسخة الجذور.
ويستعين الجناح بتقنية الهولوغرام، التي تفتح للزوار نافذة تفاعلية على محطات مضيئة من مسيرة الإعلام الإماراتي، في عرض بصري مبدع يمزج بين سرد حي وتكنولوجيا متقدمة، ليصنع تجربة تتجاوز حدود الزمان والمكان، ويقدم لقاء حياً بين الماضي والحاضر، في إطار يرسم ملامح الغد، ويعكس روح الابتكار التي تنبض بها رؤية دولة الإمارات لمستقبل الإعلام العربي.
ويعكس جناح الإمارات ثلاث محطات رئيسية تستعرض مسيرة الإعلام الوطني بداية من كونه مرآة لصوت الاتحاد في بداياته، حيث نقل رسائل الوحدة والهوية والانتماء في وقت كانت فيه الموارد محدودة ولكن الطموح لا حدود له، وصولاً للمرحلة الثانية التي شهدت تطوراً جمعت فيه المنظومة الإعلامية بين البنية التحتية المتطورة والمحتوى المهني، مدعومةً بقيم التسامح والانفتاح، ليصبح إعلامنا لاعباً محورياً في المشهد الإقليمي والعالمي، وانتهاء باليوم، حيث تواصل دولة الإمارات تعزيز حضورها الإعلامي برؤية طموحة تستشرف المستقبل، وتدعو إلى التعاون مع مختلف دول العالم وتبادل الخبرات لمواكبة التغييرات السريعة في أدوات وأساليب الإعلام، بما يضمن استجابة فعالة لتحديات العصر.