خسائر بمئات ملايين الدولارات تهدد الاقتصاد العالمي جراء الجفاف في قناة بنما
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
واشنطن-سانا
تصاعدت التحذيرات من موجة الجفاف التي تمر بها قناة بنما مع توقع الخبراء بتكبد الاقتصاد العالمي والتجارة الدوليةخسائر بمئات ملايين الدولارات.
وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أنه رغم جميع الإجراءات التي تم اتخاذها للحد من جفاف قناة بنما الواقعة بين مياه البحر الكاريبي والمحيط الهادئ إلا أن الخسائر قد تصل إلى 700 مليون دولار، حيث تفرض الطبيعة نفسها بشكل سلبي على التجارة الدولية.
وتعمل قناة بنما من خلال نظام من الأقفال الموجودة في كل طرف والتي ترفع السفن إلى بحيرة غاتون، لكن المشكلة هي أن نهر غاتون يعاني من الجفاف وتراجع مستوى المياه فيه منذ سنوات، ما تسبب في انخفاض كبير في عدد الممرات اليومية المسموح بها على الطريق.
ويقدر معهد الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في بنما بأن هطول الأمطار في البلاد عام 2023 كان أقل بنسبة تتراوح بين 15 و30 بالمئة عن المعتاد، ما يجعل العام واحداً من أكثر الأعوام جفافاً في أراضي أمريكا الوسطى منذ عام 1981 بسبب ظاهرة النينيو التي تسببت في انخفاض غير مسبوق في منسوب المياه في القناة والبحيرة بين المحيطات.
وتتوقع قناة بنما التي تنقل في الظروف العادية ما بين 500 و 510 ملايين طن من البضائع كل عام انخفاضاً كبيراً في الإيرادات هذا العام بسبب انخفاض حركة المرور لتوفير المياه.
ومددت الحكومة البنمية الشهر الماضي حالة الطوارئ المناخية والبيئية في البلاد لمدة خمسة أشهر في ضوء التوقعات التي أشارت إلى أن الجفاف قد يمتد حتى منتصف العام الجاري.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: قناة بنما
إقرأ أيضاً:
مصر والصين.. شراكة صناعية متنامية تحول قناة السويس إلى قلب الاستثمار العالمي
تحولت المنطقة المحيطة بقناة السويس خلال السنوات الأخيرة إلى مساحةٍ حيوية للاستثمارات الصينية في مصر، ليست مجرد نموذج تعاون اقتصادي بل نافذة للصين نحو أسواق إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. دخول مئات الشركات وتأسيس عشرات المشروعات أعادا تشكيل ملامح النشاط الصناعي واللوجيستي في المنطقة، في وقت تعمل فيه القاهرة على تعظيم الفائدة من موقعها الاستراتيجي وسياساتها التحفيزية.
قوة الأرقام ونمو الاستثمارات
شهدت الاستثمارات الصينية ارتفاعاً ملموساً خلال العام الجاري، إذ سجّلت زيادة قدرها نحو 2.7 مليار دولار في أول أحد عشر شهراً لتصل إلى 5.7 مليار دولار في نوفمبر مقارنةً بفترة سابقة كانت فيها نحو 3 مليارات دولار، وفق بيانات الهيئة المعنية. وعلى مدار ثلاث سنوات ونصف نجحت الهيئة في جذب استثمارات تُقدّر بنحو 11.6 مليار دولار، نصفها تقريباً من شركات صينية، ما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية بين البلدين في هذه المنطقة.
مشروعات استراتيجية وشراكات لوجستية وصناعية
لم تقتصر التدفقات الصينية على أعمال صغيرة بل تضمّنت مشاريع كبرى متعددة المجالات. فالتعاون مع منطقة "تيدا" الصينية داخل المنطقة الاقتصادية شمل أكثر من مئتي مشروع صناعي وخدمي ولوجستي باستثمارات تتجاوز ثلاثة مليارات دولار، فيما بلغ حجم التعاون في منطقة القنطرة غرب الصناعية نحو 700 مليون دولار. أما على صعيد الصفقات الفردية فقد أُبرمت عقودٌ مهمة هذا العام، أبرزها عقد بقيمة مليار دولار لشركة "سايلون" الصينية لتصنيع إطارات السيارات، وعقد آخر لشركة CJN لإنشاء مصنع أسمدة فوسفاتية ضمن مشروع "سخنة 360" المطور من قبل شركة السويدي للتنمية الصناعية باستثمارات مماثلة.
مزايا المنطقة الاقتصادية وجذب المستثمرين
تستفيد الاستثمارات من سهولة الإجراءات، والإعفاءات الجمركية والضريبية التي توفرها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى جانب موقعها الجغرافي الذي يربط بين قارات العالم ويتيح وصولاً سريعاً إلى أسواق بمليارات المستهلكين. هذه العوامل، إلى جانب التوترات التجارية العالمية وارتفاع تكلفة سلاسل الإمداد التقليدية، دفعت العديد من الشركات الصينية إلى تنويع مواقع إنتاجها واللجوء إلى مصر كمحطة استراتيجية للتصدير وإعادة التصدير.
القاهرة تُظهر حرصًا واضحًا على تعميق شراكتها مع الصين وتوسيع قاعدة الإنتاج المشترك، ليس كهدف رقمي بحت بل كمسار لبناء قدرات صناعية وتكنولوجية حقيقية ذات قيمة مضافة. المسؤولون يؤكدون أن الغاية تتجاوز جلب رأس المال إلى مجرد أرض مصرية؛ الهدف هو خلق صناعة وطنية أقوى، رفع حصة الإنتاج المحلي في سلاسل القيمة، وزيادة الصادرات إلى الأسواق الإقليمية والدولية مع إبقاء أكبر قدر ممكن من العائد الاقتصادي داخل اقتصادنا.
أما قناة السويس فصارت أكثر من ممر ملاحٍ؛ تحولت إلى حلبة استثمارية تنافسية يشعلها تزايد التدفقات الصينية. ومع استمرار تحسين بيئة الأعمال وربط الحوافز بسياسات التصنيع والتصدير، تبدو مصر في وضع يمكنها من تحويل هذه الاستثمارات إلى محرك نمو حقيقي يعيد تنشيط الصناعة ويوفر فرص عمل جديدة ويعزز موقع البلاد داخل شبكات القيمة العالمية.