يناير 29, 2024آخر تحديث: يناير 29, 2024

المستقلة/- أدى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين و إصابة عشرات يوم الأحد على يد جماعات مدعومة من إيران إلى زيادة الضغوط السياسية على الرئيس جو بايدن لتوجيه ضربة مباشرة لإيران، و هي خطوة كان مترددًا في القيام بها خوفًا من إشعال حرب واسعة النطاق.

و تعرضت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط للهجوم أكثر من 150 مرة من قبل القوات المدعومة من إيران في العراق و سوريا و الأردن و قبالة سواحل اليمن منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و حماس في أكتوبر.

و لكن لم تتعرض القوات الأمريكية لأي خسائر بشرية حتى هجوم البارحة. و قال بايدن إن الولايات المتحدة سترد، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

و اتهم الجمهوريون بايدن بالسماح للقوات الأمريكية بأن تصبح هدفاً سهلاً. و صرحوا إن على بايدن أن يضرب إيران رداً على الهجوم.

و قال السيناتور الجمهوري الأمريكي توم كوتون: “لقد ترك قواتنا هدفاً سهلاً”. و أضاف أن “الرد الوحيد على هذه الهجمات يجب أن يكون انتقاما عسكريا مدمرا ضد القوات الإرهابية الإيرانية، سواء في إيران أو في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

كما دعا النائب مايك روجر الجمهوري الذي يقود لجنة الرقابة العسكرية الأميركية في مجلس النواب، إلى اتخاذ إجراءات ضد طهران.

و قال روجرز: “لقد مضى وقت طويل على أن يقوم الرئيس بايدن بمحاسبة النظام الإيراني الإرهابي و وكلائه المتطرفين على الهجمات التي نفذوها”.

و صور الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يأمل في مواجهة بايدن في الانتخابات الرئاسية هذا العام، الهجوم على أنه “نتيجة لضعف جو بايدن و استسلامه”.

و قالت إدارة بايدن إنها تبذل قصارى جهدها لحماية القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم.

و أعرب أحد النواب الديمقراطيين علانية عن قلقه من فشل استراتيجية بايدن لاحتواء الصراع بين إسرائيل و حماس في غزة.
و قالت النائبة الديمقراطية باربرا لي “كما نرى الآن، الأمر يخرج عن نطاق السيطرة. لقد بدأ يظهر كحرب إقليمية، و لسوء الحظ فإن الولايات المتحدة وق واتنا في طريق الخطر”، مجددة الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة.

و حث النائب الديمقراطي سيث مولتون، الذي خدم أربع جولات في العراق كجندي في مشاة البحرية، على معارضة دعوات الجمهوريين للحرب، قائلاً: “الردع صعب، و الحرب أسوأ”.

و قال مولتون: “إلى صقور الدجاج الذين يدعون إلى الحرب مع إيران، أنتم تلعبون في أيدي العدو، و أود أن أراكم ترسلون أبناؤكم و بناتكم للقتال”. “يجب أن يكون لدينا رد فعل استراتيجي فعال وفقا لشروطنا وجدولنا الزمني.”

و يحذر الخبراء من أن أي ضربات ضد القوات الإيرانية داخل إيران قد تجبر طهران على الرد بقوة، مما يؤدي إلى تصعيد الوضع بطريقة قد تجر الولايات المتحدة إلى حرب كبرى في الشرق الأوسط.

و قال مسؤول دفاعي أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه من غير الواضح ما هي التأثيرات التي ستترتب على ملاحقة إيران.

و قال المسؤول: “ما لم تستعد الولايات المتحدة لحرب شاملة، فما الذي سيحققه لنا مهاجمة إيران؟”.

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

حول قضية الأسلحة الكيميائية والعقوبات الأمريكية

خالد عمر يوسف أصدرت الخارجية الأمريكية عقوبات على السودان إثر اتهامات باستخدام القوات المسلحة لأسلحة كيميائية في العام ٢٠٢٤ خلال الحرب الدائرة بينها وقوات الدعم السريع، وتشمل العقوبات قيوداً على الصادرات الأمريكية للسودان إضافة لعقوبات اقتصادية أخرى. اتخذ الفريق الداعم للقوات المسلحة وجهة نفي هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً دون تثبت، واستعار بعضهم تعبيرات المخلوع البائسة مثل “امريكا تحت جزمتي”، وقال وزير إعلام بورتسودان أن أمريكا قد نحت هذا المنحى لتخفي آثار استخدام الدعم السريع لأسلحة أمريكية خلال الحرب الحالية. هذه الوجهة ليست مفيدة وضررها أكبر من نفعها، حيث أن الأمر أكثر خطورة ويحتاج لتناول موضوعي من كافة جوانبه، يضع حياة البشر وكرامتهم وأمانهم أولاً وفوق كل شيء، وهنا أريد أن أتحدث عن جانبين من هذه القضية، هما الاتهام نفسه والعقوبات المترتبة عليه. الحقيقة هي أن هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها تقارير تتهم القوات المسلحة باستخدام أسلحة كيميائية، فقد صدرت من قبل تقارير عديدة منها تقرير منظمة العفو الدولية في سبتمبر 2016، تحت عنوان “الأرض المحروقة، الهواء المسموم”، والذي أورد أدلة على استخدام القوات المسلحة لأسلحة كيميائية في منطقة جبل مرة خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2016، أدناه رابط التقرير: ‏ https://www.amnesty.org/…/sudan-credible-evidence…/ إضافة لتقارير أممية وحقوقية عديدة في الفترة منذ العام ٢٠٠٥، وأخيراً جاء تقرير نيويورك تايمز في ١٦ يناير الماضي، والذي أشار لاستخدام القوات المسلحة لأسلحة كيميائية في بعض المناطق الطرفية ضد قوات الدعم السريع، ووجود مخاوف من استخدامه في مناطق مكتظة بالسكان في الخرطوم، كما هو موضح في رابط الخبر ادناه: ‏https://www.nytimes.com/…/sudan-chemical-weapons… الغريب حقاً أن بعض من يقفون إلى جانب القوات المسلحة الآن وحاولوا التشكيك في الحادثة، هم ذات من تولى كِبر التسويق لتقرير منظمة العفو آنذاك، وهو سلوك مثير للغثيان إذ أنه يفتقر للحد الأدنى من الأخلاق للتعاطي مع قضية بهذه الخطورة، فلا يمكن أن تدعم اتهام استخدام هذه الأسلحة حين يوافقك سياسياً وتنبري للتشكيك فيه حين تغير موقعك السياسي! السودان دولة عضو في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية منذ العام ١٩٩٩ وهذه القضية خطيرة ولها عواقب مستقبلية وخيمة، ووفقاً للمؤشرات العديدة التي استندت عليها هذه الاتهامات سابقاً والآن فإن المطلب الصحيح هو ضرورة ابتدار تحقيق دولي مستقل وشفاف ومهني للتحقق من هذه الاتهامات وتمليك الرأي العام نتائجه دون أي تدخلات سياسية. الجانب الثاني من هذه القضية هو العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على السودان، وهي تمثل انتكاسة كبيرة للبلاد التي قطعت مشواراً طويلاً للتخلص من تركة نظام الإنقاذ الذي كبل السودان بالحصار الدولي جراء سياساته الإرهابية الإجرامية. حققت الحكومة المدنية الانتقالية نجاحات مهمة في فك الحصار عن السودان وتطبيع علاقاته مع المجتمع الدولي، توجت ذلك برفع السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، ونجحت في تأهيل السودان لبرنامج إعفاء قسط وافر من ديونه وتسوية متأخراته، والحصول على دعم تنموي دولي وانفتاح البلاد على السوق العالمي، مما يسهم مباشرة في تحسين معاش الناس وحياتهم. قطع الانقلاب هذه المسيرة وعكس مجرى الإصلاحات التي جاءت بعد ثورة ديسمبر المجيدة، وتوالت العقوبات على قادة الدعم السريع والقوات المسلحة ومؤسساتهم، ولكن الفرق النوعي في العقوبات الأمريكية الأخيرة هي انها فرضت على البلد نفسها وليس على الأفراد، وهو ما يعيد السودان تدريجياً لظلام سنوات حكم الإنقاذ. إن هذا الأمر يتطلب انتباهة حقيقية وجهد وطني مخلص لمخاطبة الأسرة الدولية لاتخاذ مقاربات أكثر إحكاماً، بحيث لا تضر العقوبات بسائر أهل السودان الذين يعانون الأمرين جراء الحرب وتبعاتها. أخيراً فإننا لن نمل من تكرار ما هو معلوم بالبداهة. هذه الحرب ستقود بلادنا كل يوم من سيء لأسوأ. الخير في ايقافها اليوم قبل الغد، وهو أمر متاح متى ما توافرت الإرادة الوطنية لذلك. أرجو أن نبلغ ذلك قبل فوات الأوان، فكل يوم يمضي يزيد من تعقيد المشهد بصورة أكبر بكثير. الوسومخالد عمر يوسف

مقالات مشابهة

  • الدكتور المصطفى: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا تم بدون شروط مسبقة، ومسار العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأ للتو
  • تونس: تشديد الأحكام على 20 مدانًا في قضية الهجوم على السفارة الأمريكية
  • وزير الدفاع الأمريكي يشارك في تدريبات عسكرية مع القوات الأمريكية في سنغافورة.. فيديو
  • معركة الفجر.. قوات الجيش تحبط هجوماً حوثياً مزدوجاً وتنتقل للهجوم في الضالع
  • منظمة “إنسان” تًصدر تقريرًا حول الجريمة الأمريكية في رأس عيسى النفطي بالحديدة
  • الولايات المتحدة تعلن عن سياسة جديدة لشروط التأشيرات
  • إيران تعلّق على مدى قبولها بـمفتشين أمريكيين إذا توصلت لاتفاق نووي
  • نتائج التحقيق في معركة كرم أبو سالم: الجيش تخلى عن المستوطنين والجنود 
  • نتائج التحقيق في معركة "كرم أبو سالم" صباح 7 أكتوبر
  • حول قضية الأسلحة الكيميائية والعقوبات الأمريكية