مصر تُشارك في إطلاق مُنتدى الألكسو للأعمال والشركات بتونس
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو - ألكسو - إيسيسكو)، على أهمية الدور الذي تقوم به اللجنة الوطنية في العمل على المُشاركة في تنفيذ برامج ومشروعات المنظمات الثلاثة (يونسكو - ألكسو - إيسيسكو) على نحو يحقق أهداف ورؤية مصر ٢٠٣٠.
وفي هذا الإطار، شارك الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات والمُشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو - ألكسو - إيسيسكو) ومُمثل مصر بالمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو"، في أعمال مُنتدى الألكسو للأعمال والشركات خلال يومي ٢٨ - ٢٩ يناير الجاري، والذي عُقد من قِبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" بحضور الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة، وهاني بن مقبل المقبل رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، وبمشاركة وفود الدول الأعضاء بالمنظمة، وذلك بالجمهورية التونسية.
ومن جانبه، ثمن الدكتور شريف صالح جُهُود منظمة الألكسو في إشراك الدول الأعضاء واللجان الوطنية والتنسيق معها من أجل تحديد الاتجاهات الجديدة لمشاريعها وبرامجها المُتعلقة بالتربية والثقافة والعلوم حتى تكون مستجيبة لمُتطلبات سياقات المستقبل لكافة الدول الأعضاء، إضافة إلى العمل على وضع رؤية مُتجددة لتحقيق الأهداف العامة للمنظمة، وذلك تماشيًا مع رؤية المنظمات الدولية للنهوض والتطوير في جميع مجالاتها واستراتيجياتها وسياسات العمل الخاصة بها.
وأضاف المُشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، أن المُنتدى يهدف إلى توسيع قاعدة الشراكات مع المُنظمات والمؤسسات العربية المعنية بمجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال والمعلومات، فضلًا عن التعريف بعمل منظمة "الألكسو" وجُهُودها في قطاع التربية والثقافة والعلوم في العالم العربي.
وأشار رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات إلى أن هذا المُنتدى يُعد الأول من نوعه في عمل المنظمات الإقليمية والدولية، مُوضحًا أنه ما يقرب من ١٧ دولة عربية قد وقعت شراكات خلال هذا المنتدى وهم: (جمهورية مصر العربية، المملكة العربية السعودية، الكويت، المغرب، الأردن، تونس، جيبوتي، سوريا، الصومال، العراق، قطر، لبنان، ليبيا، موريتانيا، السودان، فلسطين، اليمن).
ولفت الدكتور شريف صالح إلى أن الشراكات الموقعة بين منظمة الألكسو والدول العربية جاءت في مجالات عمل المنظمة في التربية والثقافة والعلوم والاتصال، بهدف تقديم مشاريع نوعية بين الدول العربية في تطوير ودعم المكتبات، فضلًا عن إقامة مُلتقيات ثقافية، ومعارض افتراضية، وبرامج تدريبية، بالإضافة إلى برامج إعداد المُدربين، وبرنامج لتمكين الشباب، وندوات تراثية، ومشاريع أخرى مُتخصصة في البرمجة وتقنية المعلومات، وتعزيز المهارات الرقمية والتكنولوجية.
شهد المُنتدى تكريم أعضاء اللجنة العُليا للمُنتدى، فضلًا عن التعريف بالشركات الفنية الموقعة مع الشركاء، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات الشركات، وكذا تكريم أمناء الجان الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، وأعضاء المجلس التنفيذي للألكسو.
جدير بالذكر أن منظمة الألكسو هي إحدى المنظمات العربية المُتخصِّصة التابعة لجامعة الدول العربية وتضم ٢٢ دولة، ويتألف هيكلها التّنظيمي من: (الهيكل التشريعي - الهيكل التنفيذي - الهيكل الفني والإداري - الأجهزة الخارجية).
IMG-20240129-WA0150 IMG-20240129-WA0148 IMG-20240129-WA0149المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التعليم العالي والبحث العلمي الجمهورية التونسية المجلس التنفيذي للمنظمة المنظمات الدولية رؤية مصر ٢٠٣٠ قطاع الشئون الثقافية والبعثات للتربیة والعلوم والثقافة والثقافة والعلوم اللجنة الوطنیة م نتدى
إقرأ أيضاً:
مؤتمر الترجمة الدولي يجسد التواصل الحضاري واستدامة الهوية والثقافة
عُقدت ضمن فعاليات المؤتمر الثامن للجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية عدد من الندوات، جاءت الندوة الأولى بعنوان "تكنولوجيا الترجمة: رؤية للمستقبل" بقاعة المؤتمرات والمعارض، بإدارة يعقوب المفرجي من شركة تنمية نفط عمان وبمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء الدوليين في مجال الترجمة وصناعة اللغة.
توقعات المستقبل
استهل يعقوب المفرجي الندوة بسؤال محوري حول أكبر تغيير يمكن توقعه في تكنولوجيا الترجمة خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة. وفي تعليقه على السؤال، قال الدكتور جوس موركنز أستاذ وباحث في تكنولوجيا الترجمة والذكاء الاصطناعي بجامعة مدينة دبلن بأيرلندا: إن تحديد تغيير واحد يعد صعبا، موضحا أن التغيرات التي تحدث اليوم ستؤثر في الأشهر المقبلة، لكن التنبؤ بما سيحدث خلال عقد من الزمن يظل تحديا نظرا لضخامة التطورات غير المتوقعة سابقا. وأوضح موركنز أن سوق الترجمة يشهد بالفعل تغيرا في المسارات المهنية لخريجي الترجمة، مشيرا إلى ملاحظته خلال عشرين عاما من العمل الأكاديمي أن نحو 70% من خريجي برامج الماجستير لا يصبحون مترجمين، بل ينتقلون إلى صناعة اللغة أو قطاع التكنولوجيا، وهو ما يعكس تغير هوية المترجم وظهور أدوار جديدة.
دعم اللغات
من جانبها، أكدت الدكتورة لين بوكر باحثة كندية في الترجمة والتكنولوجيا بجامعة لافال أن المستقبل القريب سيشهد تركيزا أكبر على دعم لغات العالم المختلفة وأوضحت: "الأدوات الحالية تخدم الإنجليزية، وخاصة الأمريكية، بشكل ممتاز، لكننا نأمل أن نرى أدوات عالية الجودة للغات أخرى، فالتنوع اللغوي ينبغي أن يكون محورا أساسيا للتطوير".
وأضافت بوكر: "الفترة القادمة ستشهد عودة لأهمية المصطلحات فبالرغم من أنها كانت دائما جزءا من تدريب المترجم، إلا أنها لم تكن في الصدارة ومع ظهور نماذج أكثر تخصصا، سيزداد الاعتماد على البيانات المهيكلة وهنا تبرز أهمية خبرة المتخصصين في المصطلحات بوصفها نوعا من هندسة المعرفة".
جودة المخرجات
كما أوضحت نورما صبيره من شركة ميموكيو لتكنولوجيا الترجمة في هنغاريا أن التطور في تكنولوجيا الترجمة لم يعد يركز فقط على سرعة المعالجة، بل أصبح يتجه نحو جودة المخرجات، موضحة: "هدفنا بدأ بزيادة السرعة ومعالجة النص والصوت والفيديو، لكن التوجه اليوم نحو الحساسية الثقافية وجودة الترجمة".
وأشارت صبيره إلى أن التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي يجب أن يبدأ منذ المراحل الأولى، قبل عملية الترجمة نفسها، من خلال تدريب النماذج وتحسين قدرتها على فهم المحتوى. وأكدت أن شركة ميموكيو تقدم حلولا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تمنح المستخدمين القدرة على ضبط سلوك النموذج وتزويده بذاكرات الترجمة والموارد الخاصة بهم لضمان إنتاج متسق يعكس خبراتهم. وقد شهدت الندوة نقاشا واسعا تناول التحولات المتوقعة في تكنولوجيا الترجمة.
فيما جاءت الندوة الثانية بعنوان "دور الترجمة في استدامة الهوية والتراث والثقافة". شارك فيها ممثلون عن ثلاث مؤسسات وطنية معنيّة بالتراث والثقافة.
ترجمة التاريخ العماني
تحدث سيف بن عبدالله الكلباني من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية عن الدور المحوري للهيئة في نقل التاريخ العُماني إلى العالم من خلال الترجمة. وأوضح أن الهيئة تولي اهتماما كبيرا بالترجمة، وقد أصدرت وثائق وكتبا متعددة تعمل على ربط عمان بدول العالم. وأكد الكلباني على أهمية الدقة في عملية الترجمة، خاصة الوثائق والمستندات السياسية، مشيرا إلى أن الوثيقة تمر بعدة أقسام وخبراء لضمان دقتها قبل أن تحال إلى قسم الترجمة. كما أشار إلى تبني الهيئة للتحول الرقمي، حيث تعد الوثيقة الرقمية أسهل وأدق في التعامل والترجمة.
وأضاف الكلباني أن إصدارات الهيئة تجاوزت 40 إصدارا، وذلك بفضل التعاون مع مترجمين متخصصين من خارج المؤسسة، بالإضافة إلى استقبال متدربين من جامعة السلطان قابوس لتعزيز قدراتهم وتمكينهم في هذا المجال.
دعم الهوية العمانية
من جانبه تناول عبدالله العجمي من مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، جهود مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم في دعم اللغة العربية والهوية الثقافية. حيث أوضح أن المركز أطلق العديد من المبادرات وأقام شراكات فعالة مع الجامعات، بهدف تعزيز الهوية العُمانية والحرص على الانفتاح الواعي على التنوع الثقافي العالمي.
وأكد أن من أبرز مبادرات المركز إطلاق معهد عُمان لغير الناطقين باللغة العربية، الذي تأسس عام 2012، ويستقبل طلابا من دول متعددة مؤكدا أن الهدف من المعهد يتجاوز تعليم اللغة ليشمل إثراء التجربة الثقافية للمنتسبين وتعريفهم بالثقافة العُمانية الأصيلة.
كما سلط الضوء على أهمية جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب ودورها في دعم وتشجيع المترجمين، مؤكدا أنها تعد أحد أهم أدوات الاستثمار الثقافي، مع الإشارة إلى وجود أساتذة مقيمين من جامعة السلطان قابوس لضمان جودة المخرجات.
أصالة وحداثة
من جهتها تحدثت موزة الوردية من متحف عُمان عبر الزمان، عن الآليات المتبعة في متحف عُمان عبر الزمان لدراسة الرموز والدلالات الثقافية. وأوضحت أن العمل يبدأ بتحليل دلالات ورموز المقتنيات كالصخور والمخطوطات ثم يتم عرضها على الزوار بطريقة مبسطة ومناسبة لجميع الفئات.
وأشارت الوردية إلى اعتماد المتحف على التقنيات الحديثة لتعزيز تجربة الزائر، بهدف نقله من المفهوم التقليدي إلى تجربة حديثة وتفاعلية. وفيما يخص الترجمة داخل المتحف، أكدت أن المتحف يعتمد على الترجمة البشرية بشكل أساسي للحفاظ على دقة الرسالة الثقافية وأصالتها، مع استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة تعزيزية فقط.
وفي الختام، أكدت الندوة على أهمية استمرار هذه الجهود المشتركة لضمان استدامة الهوية العُمانية وتعزيز حضورها في المشهد العالمي. بالإضافة إلى ضرورة التوظيف الواعي للتكنولوجيا الحديثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، لتعزيز الحضور الثقافي العُماني دون المساس بأصالته.
وتحدثت الندوة الثالثة عن "دور الترجمة في تعزيز التواصل الحضاري". شارك فيها مختصون من مؤسسات وطنية معنية بالترجمة والتراث والثقافة، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، وأدار الجلسة رحمة بنت محمد الحبسية.
حفظ الذاكرة وتواصل الشعوب
استهل الجلسة المكرم الدكتور عبدالله بن سيف الغافري من جامعة نزوى -أستاذ كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج وعلم المياه الاجتماعي بطرح ورقته البحثية حول الدور المركزي للترجمة في التراث الثقافي، مؤكّدا على إسهامها في حفظ الذاكرة الجمعية ونقل التجارب الحضارية بين الأمم. وأشار إلى بعض التحديات التي قد يواجهها المترجم عند التعامل مع المفردات التراثية ذات الدلالات المعقّدة، كعدم فهم المصطلح بدقة أو اللجوء إلى النقل الصوتي دون مراعاة السياق الثقافي، مما قد يؤدي إلى فقدان الرسالة الأصلية.
حضور ثقافي وشراكات دولية
من جانبها، قدمت الدكتورة هدى بنت مبارك الدايرية من اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، عرضا حول الدور الثقافي للجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم. واستهلت حديثها بالتعريف برسالة اللجنة ورؤيتها وأهدافها، مؤكدة على التعاون الوثيق مع منظمة اليونسكو باعتبارها الشريك الأهم في تنفيذ البرامج الثقافية. كما أبرزت تسجيل تسع شخصيات عمانية في المنظمة، بالإضافة إلى الإصدارات والإنجازات التي حققتها اللجنة في مجالات الثقافة والتراث، ودورها في دعم الجهود الوطنية المرتبطة بالترجمة والتعليم.
تحديات التقنية في نقل الثقافات
كما ناقشت الأستاذة عزّة بنت يوسف المعينية من المتحف الوطني أبرز تحديات الترجمة الرقمية، مبيّنة أن التطور التكنولوجي المتسارع يحمل فرصا كبيرة لكنه يفرض تحديات تتعلق بدقة نقل المفاهيم الثقافية عبر المنصات الرقمية. وأوضحت أن الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي يستدعي وجود مراجعة بشرية واعية لضمان صحة المحتوى الثقافي ودقته.
استراتيجيات ترجمة تحافظ على الأصالة
وقدمت هند بنت سعيد الحراصية من متحف عمان عبر الزمان عرضها الذي تناولت فيه ترجمة المصطلحات الثقافية والأمثال الشعبية العمانية، مستعرضة ثلاث استراتيجيات يعتمدها المتحف الوطني كنماذج عملية، وهي: الترجمة الشارحة والترجمة الوظيفية والترجمة السياقية وأكدت أن أبرز الإشكاليات تتمثل في أن العديد من المصطلحات العمانية تحمل دلالات متشابكة ومتداخلة، ما يجعل ترجمتها إلى لغات أخرى عملية دقيقة تتطلب فهما عميقا للسياق الثقافي والاجتماعي.
وفي ختام الجلسة، أكد المشاركون على أهمية استمرار الجهود المشتركة بين المؤسسات الثقافية والأكاديمية بهدف تعزيز حضور الثقافة العمانية عالميا، وضمان نقل التراث والهوية بأسلوب يعكس أصالتهما. كما شددوا على ضرورة التوظيف الواعي للتقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، بحيث تخدم العملية الترجمية دون التأثير على المعنى الثقافي أو القيمة التراثية للنصوص.
وتأتي هذه الندوات ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للجمعية الذي يسلط الضوء على التطورات الراهنة في دراسات الترجمة وآفاقها المستقبلية ويجمع نخبة من الخبراء والباحثين لمناقشة أحدث الاتجاهات في هذا المجال.