انتصار مؤتة “قراءات في الانتصارات” / د. نبيل الكوفحي
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
د. نبيل الكوفحي
…
لم يكن نصر الله محصورا في شكل محدد، بل يتعدد وفق أهداف و طبيعة المعركة، والنتيجة تحقيق اهداف المسلمين وفشل الكفار. في غزوة الأحزاب؛ كان البادىء في الهجوم هم اعداء المسلمين وقد فشلوا في استباحة المدينة المنورة وقتل المسلمين فكان النصر للمسلمين.
بعد مقتل الحارث بن عمير الازدي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم للروم، لم يكن المسلمون يخشون الدولة الأعظم ويسكتوا على قتل رسولهم في خرق للاعراف آنذاك.
في هذه المعركة جعل الله الرعب ( وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) سببا لنصرة المسلمين، فحينما قام خالد بن الوليد رضي الله عنه بتغيير قطاعات الجيش فجعل المقدمة مؤخرة و الميمنة ميسرة وهكذا، فظن الروم ان المسلمين قد جاءهم المدد بعد ستة ايام، فدب الرعب في قلوبهم وكان وقتا مناسبا لانسحاب المسلمين بعدها دون ان يجرؤ الروم على ملاحقتهم.
كانت خسائر المسلمين ثلاثة عشر شهيدا في مقابل الاف القتلى من العدو. من ابرز الادلة على انتصار المسلمين؛ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب، ثم أخذ الراية ابن أبي رواحة فأصيب، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم )، والاشارة واضحة الى سيدنا خالد بن الوليد الذي حقق معجزة عسكرية بعدم فناء الجيش امام جيش الروم الذي يفوقه بسبعين ضعفا. واصبح المسلمون قوة مهابة بعدها، حتى ان غزوة تبوك لم يات الروم لملاقاة المسلمين – وقد خرج اليهم- اثر تلك المهابة.
كم نحن بحاجة ان نتأمل هذه المعركة لمعالجة الانكسار النفسي والمعنوي الذي حل بشعوبنا ودولنا، فلم تكن المكافئة بالعدد والعتاد لاعدائنا معيارا في هذه المعركة ولا غيرها. ان ما يحدث في غزة الان لأكبر دليل على هذه الحقيقة؛ فلا وجه للمقارنة بين اعداد وقدرات العدو وبين المجاهدين وهم محاصرون من سنين طوال، وما هذا الصمود لاربعة اشهر الا دليلا اخر ايضا على تلك الحقيقة، وقد فشل العدو في تحقيق اي من اهدافه المعلنة.
ان دعاءنا لله سبحانه بالنصر مهم، لكنه يحتم علينا الا نجعل امانينا بشكل النصر معيارا لتحققه، فالنصر غير التمكين لكنه مقدمة له باذن الله.
والى قراءة أخرى ان شاء الله.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
“الهلال الأحمر” يسخّر أكثر من 550 متطوعًا لخدمة حجاج بيت الله الحرام
البلاد – مكة المكرمة
هيّأ فريق التطوع التابع لهيئة الهلال الأحمر السعودي أكثر من (550) متطوعًا ومتطوعة للمشاركة في أعمال موسم الحج لعام 1446هـ، للإسهام في دعم التغطية الإسعافية التابعة للهيئة في كل من العاصمة المقدسة، ومشعر منى وعرفات ومزدلفة؛ لتقديم الخدمة الإسعافية والإنسانية لضيوف الرحمن. ويعمل الفريق التطوعي على خدمة حجاج بيت الله الحرام منذ وصولهم عبر منافذها في منطقة الجوف بمنفذ الحديثة، ومنطقة نجران بمنفذ الوديعة، ومنفذ جديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية، ومنفذ حالة عمار بمنطقة تبوك. وبلغ عدد المتطوعين المشاركين في خدمة الحجاج في المسار الإسعافي أكثر من (400) متطوعٍ، و(150) متطوعًا في المسار الإنساني، و(30) متطوعًا في اللوجستي، و(13) متطوعًا في المسار الإعلامي، إضافة إلى مترجمين لتسع لغات منتشرين في أماكن تواجد ضيوف الرحمن منذ وصولهم وحتى مغادرتهم؛ لتغطية تحركاتهم ودعم الفرق الإسعافية، وتقديم جميع الخدمات الممكنة سواءً على المستوى الطبي الإسعافي أو الإنساني من خلال الإرشاد والمساعدة وتقديم يد العون لهم. ويعمل المتطوعون والمتطوعات على مدار الساعة في أماكن الذروة في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة، من خلال فرق إسعافية وإنسانية موزعة على عدة نقاط من شأنها تغطية جميع المساحات المتواجد بها حجاج بيت الله الحرام. وتأتي مشاركة المتطوعين كجزء محوري من خطة الهيئة في الاستجابة الاستباقية، والتكامل مع الوحدات الإسعافية التابعة العاملة في الحج، بما يعكس عمق التزام الهيئة برسالتها الإنسانية وخدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه.