لماذا سمي رجب بالأصب؟.. علي جمعة: بسبب 3 أرزاق يصبها الله علينا
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
لا شك أن لماذا سمي رجب بالأصب ؟ ، يعد أحد بوابات أسرار هذا الشهر الفضيل ، والتي تشير إلى أهمية الحرص على اغتنامه والفوز بنفحاته ، كما أوصانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فإذا كنا نعرف الكثير عن شهر رجب الفضيل ، وأنه أحد الأشهر الحرم ، إلا أنه لايزال هناك أسرار خفية عنه ، ومنها لماذا سمي رجب بالأصب ؟ وحيث إن معرفة السبب لا تبطل العجب فحسب، وإنما كذلك تشير للفضل ومن ثم الحرص على اغتنامه، أصبحت معرفة لماذا سمي رجب بالأصب ضرورة وليست فضولاً.
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن شهر رجب هو شهرٌ حرامٌ (لأنه من الأشهر الحرام الذي يستعظم فيها ربنا الآثام وإن كانت حراما في سائر السنة إلا أنها في هذه الأيام تكون أشد) .
وأوضح «جمعة» في إجابته عن ( لماذا سمي رجب بالأصب ؟)، أنه سُمِّي "رجب الفرد" (لأنه يأتي منفردًا خارج الشهور التي هي سرد: ذوالقعدة، ذوالحجة، المحرم) ، و"رجب الأصم" (الأصم أي الوحيد ، مثل الجذر الأصم في الرياضيات؛ وسمى بذلك لأنه جذر واحد فقط، وقيل : لأنه لا تسمع فيه قعقعة السلاح للقتال) .
وأضاف أنه "رجب الأصبّ " (لأن الله يصب فيه الرحمات والبركات والسكينة على عباده صبا) ، وهو تقدمة لرمضان وتهيئة لشعبان، ينبغي علينا أن نستعد لهذا الشهر العظيم، وأن ننتقل من دائرة غضب الله إلى رضاه، ومن معصيته سبحانه وتعالى ومجاهرته بالذنوب ليل نهار ؛ إلى أن نسارع إلى مغفرة من ربنا سبحانه وتعالى.
وأشار إلى أنه يجب علينا أن نتوب إلى الله، والتوبة الصدوق هي التي يعزم فيها الإنسان على ألا يعود للذنوب أبدا، ولكن الله سبحانه وتعالى خلق ابن آدم خطاء يقول فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يعلمنا كيف نربي أنفسنا: (كُلُّ بَني آدَمَ خطاءٌ وَخَيْرُ الخطّائينَ التّوّابونَ) .
وأفاد بأن (خطاء) و (تواب) على وزن (فعال) وهي صيغة تدل على تكرار وقوع الفعل وكثرته؛ فيجب عليك أن تتوب توبة مكررة، وكلما وقعت في الإثم أو المعصية فلا تيأس بل عد إلى الله؛ فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبتك.
واستشهد بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لَلّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاَةٍ. فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ. وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ. فَأَيِسَ مِنْهَا. فَأَتَى شَجَرَةً. فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا. قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ. فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ. فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا. ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ. أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ) سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفتح أمامك الأمل ويأمرك أن تعود إليه سبحانه وتعالى .
وأوصى قائلاً: هيا بنا ونحن نستقبل رجب نستقبلُ توبةً جديدة مع ربنا، وندعوه - سبحانه وتعالى - أن يقيمنا في الحق وأن يغفر لنا ذنوبنا وخطأنا، وأن يعفو عنا وأن يرضى عنا برضاه، وأن ينظر إلينا بنظر الرحمة، وألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا بما نسينا أو أخطأنا، ولا بما قصرنا عنه أو قصرنا فيه، ونقول له: يا ربنا هذا حالنا لا يخفى عليك فوفقنا إلى الالتجاء إليك.
أسماء شهر رجبقالت دار الإفتاء المصرية، إن أسماء شهر رجب تعددت ، فورد منها ما يقرب من 18 إسمًا، حيث إن شهر رجب هو من الأشهر الأربعة الحُرم، لقوله تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ» [التوبة : 36]، والأربعة الحُرم ثلاثة منها متواليات: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، والفرد هو شهر رجب.
وأوضحت “ الإفتاء ” في مسألة ماهي أسماء شهر رجب ؟، أن العرب كانت في قديم الزمان يعظمون هذا الشهر، فكان تعظيمُ الشهرِ الحرامِ أمرًا متوارَثًا لدى أهلِ الجاهليّةِ قبلَ الإسلام؛ يكفُّون فيه عن سفكِ الدَّمِ الحرامِ، وعن الأخذِ بالثّأرِ والانتقامِ؛ ولذا لقب بأسماء كثيرة أحصاها العلماء بثمانية عشرة اسمًا.
ونبهت إلى أن من أسماء شهر رجب ، أنه شهر الله، ورجب، ورجب مضر، ومنصل الأسنة، والأصم، والأصب، ومنفس، ومطهر، ومعلي، ومقيم، وحُرم، والمعشعش، ومبريء، وفرد، وذكر غيره: أن له سبعة عشر اسما فزاد: رجم بالميم، ومنصل الآلة، وهي الحربة ومنزع الأسنة.
سبب أسماء شهر رجبوأضافت أنه سمي رجب لأنه كان يرجب في الجاهلية أي يعظم، وسُمي رجبًا، لترك القتال، يقال: أقطع الله الرواجب، وسُمي رجبًا لأنه مشتق من الرواجب، وورد في كتاب «لسان العرب:12/342» لمؤلفه ابن منظور، أن شهر رجب سمي بذلك، لأنه كان يرجب: أي يعظم كما قال الأصمعي، والمفضل، والفراء، وقيل: لأن الملائكة تترجب للتسبيح والتحميد فيه، وفي ذلك حديث مرفوع إلا أنه موضوع "ليس صحيحًا".
وأفادت أنه سمي الأصم، لأنهم لا يسمعون فيه قعقعة السلاح، والأصب لأن كفار مكة كانوا يقولون: إن الرحمة تصب فيه صبًا، ورجم؛ لأن الشياطين ترجم فيه، أى تطرد ،والشهر الحرام، والحرم لأن حرمته قديمة، من زمن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، والمقيم لأن حرمته ثابتة، لم تنسخ، فهو أحد الأشهر الأربعة الحرم.
وتابعت: والمعلى لأنه رفيع عندهم، فأعلى سهام الميسر الذى يحدد الأنصبة عندهم، فيقولون لفلان: السهم المعلى، وسمى بذلك لكونه رفيعًا عندهم فيما بين الشهور، والفرد وهذا اسم شرعي، ومنصل الأسنة، ذكره البخاري، ومفصل الآل؛ أي الجواب؛ ذكره الأعشى في ديوانه و منزل الأسنة وهو كالعاشر.
واستطردت: وشهر العتيرة لأنهم كانوا يذبحون فيه، والمبري، والمعشعش، وشهر الله، وسُمي رجبًا، لترك القتال، يقال: أقطع الله الرواجب، وسُمي رجبًا لأنه مشتق من الرواجب، والأصم: لأنهم كانوا يتركون القتال فيه، فلا يسمع فيه قعقعة السلاح، ولا يسمع فيه صوت استغاثة.
وأشارت إلى أنه ذكر ابن منظور سبب إضافة رجب إلى قبيلة «مضر»: لأن مضر كانت تزيد في تعظيمه، واحترامه، فنسب إليهم لذلك، وقيل: بل كانت قبيلة "ربيعة" تحرم رمضان، وتحرم مضر رجبًا، فلذلك سماه رجب مضر رجبًا، فيما أن من أسماء شهر رجب “ المبرئ” لأنهم كانوا فى الجاهلية يعدون من لا يستحل القتال فيه بريئًا من الظلم والنفاق، وشهر العتيرة: لأنهم كانوا يذبحون فيه العتيرة، وهى المسماة الرجبية، نسبة إلى رجب.
شهر رجبيعد شهر رجب هو الشهْر السّابع في التقويم الهجري٬ ولأنّهُ من الأشهرُ الحُرم فهو شهرٌ كريم وعظيم عند الله٬ وهو أحد الشهور الأربعة التي خصّها اللهُ تعالى بالذّكر٬ ونهى عن الظُّلم فيها تشريفاً لها٬ ويتركُ فيه العَرب القتال إحتراماً وتعظيماً لهُ٬ وقد ذكر اللهُ في كتابِهِ العزيز: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ))[التوبة:36]٬ أمّا الأشهر الحُرم التّي ذُكرت في الآية فهي مُحرَّم٬ وذي الحجَّة٬ وذي القعدة.
و سُمِّيت الأشهُر الحُرم بهذا الاسم لأنّ الله سُبحانهُ وتعالى منع فيها القِتال إلّا أن يبدأ العدو٬ ولتحريم انتهاك المحارِم فيها أشدّ من غيرِهِ من الأشهر.
يُطلقُ على شهر رجب أحياناً اسم "مضر" نسبةً إلى قبيلة مضر؛ حيثُ كانت هذه القبيلة تُبقي وقتَهُ كما هو دون تغيير ولا تبديل مع الأشهر الأخرى على عكس القبائل الأُخرى من العرب الذين كانوا يغيِّرون في أوقات الأشهُر بما يتناسب مع حالات الحرب أو السّلم عندهم٬ كما اقتضت حكمةُ الله أن فضَّل بعض الأيام٬ والشهور٬ واللّيالي على بعض، و يُسمّى أيضاً رجب بالأصم لأنَّه لا يُنادى فيه إلى القتال، ولا يُسمع فيهِ صوت السِّلاح.
فضل شهر رجبيعتبر شهر رجب من الأشهر الهجرية المحرمة التي سميت بذلك بسبب تحريم القتال فيها إلا أن يبادر العدو إليه، كما أنَّ انتهاك المحارم في هذا الشهر أشدّ من غيره من شهور السنة، لذلك نهانا الله تعالى عن الظلم وارتكاب المعاصي في هذا الشهر الفضيل، قال تعالى: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )، والحق والصواب أنَّ شهر رجب ليس له فضيلة أو خصوصية على غيره من الشهور باستثناء أنَّه من الأشهر الحرم، كما أنَّ الروايات التي تفيد بنزول آية الإسراء والمعراج فيه لا تبرر وإن صحّت ابتداع عبادات معينة في هذا الشهر كما يفعل بعض الناس، وذلك أنَّ مثل هذه الأفعال لم تكن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام أو عهد الخلفاء الراشدين أو التابعين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسماء شهر رجب شهر رجب رجب صلى الله علیه وسلم سبحانه وتعالى لأنهم کانوا من الأشهر هذا الشهر إلا أن م فیها إلى أن
إقرأ أيضاً:
بين الأشهر والأشطر".. مؤتمر EATN يعيد صياغة دور الطبيب في العصر الحديث
تحت شعار لافت يتساءل: "مين الناس بتروح له أكتر: الدكتور الأشهر ولا الأشطر؟"، نظّمت الجمعية المصرية للتغذية العلاجية والأمراض المرتبطة بالسمنة (EATN)، مؤتمرها السنوي الثالث – والسادس على مستوى عدد المؤتمرات، في حضور نخبة من أساتذة وخبراء التغذية والصحة العامة، إلى جانب عدد كبير من الشباب والأطباء ورواد المجال الصحي.
جاء المؤتمر هذا العام ببُعد جديد غير تقليدي، إذ سعى إلى الجمع بين الجانب العلمي والمهني من جهة، وروح ريادة الأعمال والتطور التقني من جهة أخرى، في محاولة لإعادة تعريف دور الطبيب المعاصر، ليصبح ليس فقط مقدّمًا للخدمة العلاجية، بل قائدًا مجتمعيًا ومؤثرًا رقميًا ومُتحدثًا فعالًا باسم العلم في مواجهة طوفان المعلومات الخاطئة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور أحمد الغريب، رئيس الجمعية ورئيس المؤتمر، أن انعقاد هذا الحدث يحمل رؤية مستقبلية لتمكين الطبيب، وتزويده بالمهارات التي تساعده على التواصل مع الجمهور بكفاءة في ظل التحولات الرقمية الكبرى. وقال الغريب: "لم يعد الطبيب مجرد معالج، بل هو صانع وعي وقائد رأي، ويجب أن يمتلك أدوات العصر مثل الذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي ليحافظ على تأثيره ومكانته".
الدكتور أحمد الغريب رئيس الجمعية ورئيس المؤتمروقد شهد المؤتمر حضور الدكتورة صفاء شوقي، دكتورة التغذية العلاجية، والتي أبدت إعجابها الشديد بتوجه الجمعية في المزج بين التخصص العلمي ومتطلبات السوق والمجتمع.
وأشارت في كلمتها إلى أن المؤتمرات العلمية باتت ضرورة لا غنى عنها، ليس فقط للاطلاع على الجديد في المجال، ولكن لتوسيع شبكة العلاقات المهنية والتفاعل المباشر مع الخبراء. وأضافت: "حضور المؤتمرات يغني الطبيب علميًا واجتماعيًا، ويتيح له الوصول لأحدث ما توصل إليه المتخصصون في مجالاتهم".
الدكتورة صفاء شوقي دكتورة التغذية العلاجيةوأشارت الدكتورة صفاء إلى ظاهرة توسع غير المتخصصين في تقديم الاستشارات الغذائية، مؤكدةً أن "من المقلق أن تجد مهندسين أو محامين يقدمون نصائح غذائية على الإنترنت بعد حصولهم على دورات قصيرة، في حين يفتقد المتخصصون الطبيون القدرة على التسويق لأنفسهم". ولفتت إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت عاملًا حاسمًا في هذا التفاوت، مؤكدة ضرورة أن يتعلم الأطباء كيفية استخدام هذه الأدوات لتقديم علمهم بشكل جذاب ومؤثر.
وفي هذا السياق، كشف الدكتور أحمد الغريب عن استثمار الجمعية في أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها الاشتراك في النسخة المتقدمة من منصة “ChatGPT”، بقيمة 230 دولارًا شهريًا، لاستخدامها في تحرير المحتوى العلمي وتوليد الفيديوهات التثقيفية. وقال: "نحن نستخدم أدوات مثل مانوس، وديب سيك، وGPT لتقديم محتوى احترافي، ولتعليم شباب الأطباء كيف يمكنهم تقديم خدماتهم بشكل متطور ومنافس".
وأوضح الغريب أن المؤتمر هذا العام تضمن جلسات تدريبية عملية حول الذكاء الاصطناعي، وأهمية بناء العلامة الشخصية للطبيب، وكيفية إدارة العيادة ككيان اقتصادي، مؤكدًا أن الحضور من كافة الأعمار تفاعلوا بقوة مع هذه الموضوعات غير التقليدية.
وقد اتسمت أجواء المؤتمر بالحيوية والانفتاح، حيث شارك الحضور في نقاشات مفتوحة، وطرحوا تجاربهم وأسئلتهم حول كيفية تطوير الذات، وتعزيز التواجد الرقمي، ومواجهة ظاهرة بيع الوهم عبر الإنترنت. وأجمع الحضور على أن الحاجة أصبحت مُلحة لامتلاك الطبيب أدوات العصر الجديدة، حتى لا يُترك المجال لغير المتخصصين للاستحواذ على ثقة الجمهور.
ويُذكر أن جمعية EATN تسعى منذ تأسيسها إلى تطوير مجال التغذية العلاجية في مصر، وفتح آفاق جديدة للأطباء الشباب، وتبني القضايا المعاصرة التي تمس الصحة العامة، لا سيما في ظل التحديات التي تفرضها ثورة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الصحية الحديثة.