في مشهد مؤلم رج قلوب الملايين حزنًا وألمًا على الحال التي وصلت له غزة الأبية.. لصورة متدوالة على مواقع التواصل تظهر طفلة "بائعة الخبز" في أحد شوارغ غزة، وهى تناضل ظروف الحرب وشح القوت وطقس الشتاء القارس وحيدة باكية بجانب مخبوزاتها على أحد الأرصفة .

وبطبيعة الحال أعاد المشهد المذكور  قصة الفتاة بائعة الكبريت إلى الأذهان  للكاتب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن، والذي لم يدرك يومًا أن خياله سيتحقق وسطوره ستلخص آلاف طفلة فلسطينية تكافح لمساعدة أهلها بالتزامن مع العدوان الذي يدك العائلات الفلسطينية دكًا بغزة.

فيما كانت الطفلة "بائعة الكبريت" التي نسجها الكاتب عام 1845 من محض خياله أوفر حظًا من  "بائعة الخبز" الحقيقية، فالأخيرة لم يكن لديها أعواد ثقاب تساعدها على تدفئة يديها الباردتين، ولا ظهرها المقوس أمام لفحات البرد.

ولعل تشابه الأحداث بين الأسطورة والواقع لا يصل إلى نفس النهاية التي لقت فيه  بطلة قصة "بائعة الكبريت"  الرحيل بهدوء بمعدة خاوية وجسد بارد "إلى السماء مع جدتها"، وإن كان واقع .
نهايات الكثير من أطفال غزة بذات الألم المآساوي تحت وطأة حرب لا تفرق بين طفل أو عجوز أو شريد، وانتهى بهم الحال   تحت الركام، أو في برادات المستشفيات، أو في الشوارع الباردة بلا مأوى من مياه الأمطار.

وبحسب الاحصائيات الرسمية التي تلخص المآساة  بلغ عدد الأطفال القتلى في غزة أكثر من 10400 طفل منذ بداية الصراع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وبالرغم  من هول هذا الرقم في عالم تسوده منظمات "اليونيسيف" و"حقوق الإنسان" و"حرية التعبير" وغيرها، إلا أن جميعها فشل في إيقاف الحرب الطاحنة التي أودت بالآلاف.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة الإحصائيات الرسمية

إقرأ أيضاً:

إدارة الأزمات إعلاميًا

في زمن يشهد فيه العالم سرعة تناقل المعلومة والخبر، عبر مختلف وسائل التواصل الإلكترونية، القادرة على التأثير والتحكم في الرأي العام واستمالته فكريًا وعاطفيًا، أصبح من الضروري اتخاذ قرار لإيجاد (مركز خاص لإدارة الأزمات إعلاميًا)، يتم من خلاله التعامل السريع مع أي أزمة أو حادثة، -بغض النظر عن زمانها ونوعها- يتولى المركز مهام إدارة زمام الحدث إعلاميًا، محافظًا على أساسيات الخبر والمعلومة، بما يمتلكه من قوة تؤهله لقيادة التوجيه والتحكم، والحضور المتمثل في القدرة للوصول والحصول على المعلومة الصحيحة من مصادرها الموثوقة، وامتلاكه لوسائل النشر والبث الرسمية التي التي لا تقبل التأويل، ويثق فيها المجتمع.

ففي الوقت الذي يشهد فيه العالم تطورًا واتساعًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ووجود فضاء إعلامي مؤثر بهذه الصورة الماثلة أمامنا، وقدرتها على الوصول والانتشار والاستمالة، وصناعة رأي عام، أصبحت المجتمعات بحاجة إلى وجود المعلومة الرسمية؛ لتأخذ مكانها بين الكم الهائل من المعلومات والأخبار التي تتناقلها وسائل التواصل الإلكترونية؛ ليستند عليها المتلقي وتكون الدرع الذي تتحطم أمامه كل الشائعات والأقاويل.

إن الحضور الرسمي في أي حادثة أو أزمة، يحافظ على مبدأ الشفافية والتعاطي، ويتولى الإمساك بزمام المبادرة، قبل أن تتلاقفها أياد أخرى تؤول وتقول ما تشاء، وتصبح الحقيقة فيها غائبة والمعلومة الصحيحة حبيسة الأدراج.

إن مفهوم إدارة الأزمات، تعمل به اليوم كبرى المؤسسات في معظم دول العالم، وهو مفهوم فرض وجوده في ظل تغير المعطيات، وسرعة تناقل المعلومات، وتأتي المعلومة أو الخبر والإعلام في مقدمة أدوات الإدارة للأزمة، باعتبار أن الأزمات تنطلق بحدث، والحدث عبارة عن خبر ومعلومة، فإذا غاب الخبر والمعلومة الرسمية (الموثوقة)، حلت بدلا عنها المعلومة أو الخبر الخطأ! من هنا تأتي أهمية التحرك والدراسة والسرعة في اتخاذ القرار؛ لتكون في المكان والوقت المناسب في دوامة أزمة قد تتدحرج ككرة الثلج وتأخذ مسارات ينساق خلفها المجتمع.

إن التجارب هي الرحم الذي تولد منه الأفكار، وما يدفعنا إلى تبني هذه الفكرة، هي التجارب الماضية، التي شهدتها البلاد، وكان المجتمع في أمسّ الحاجة إلى المعلومة الصحيحة من مصدرها الموثوق والرسمي، وفي ظل غياب هذين الاثنين، يستطيع أي قابع خلف جهاز حاسب آلي أو نقال أن يكتب وينشر ما يشاء، وبطبيعة الحال فإن ما ينشر ويتلقاه المجتمع ويسهم في نشره ويتفاعل و يتأثر به، في غالبه ليس صحيحًا، ولكن لوسائل التواصل الإلكترونية مسار واضح في الاستمالة والتأثير على العاطفة، وهي واحدة من أبرز وسائل التأثير وأسرعها.

إن أي أزمة أو حادثة ما تلامس المجتمع اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا، لابد لها من إدارة، وبداية الإدارة هي السيطرة والإمساك بزمام المبادرة؛ بهدف التأثير الإيجابي في الرأي العام وملء الفراغ المعلوماتي الذي قد يستغله المتربصون أو مثيرو الشائعات؛ فحين يغيب الخبر الرسمي، تتصدّر الساحة الأخبار المضللة، وتبدأ الروايات المغلوطة في الانتشار.

ومن هنا، فإن إنشاء مركز متخصص لإدارة الأزمات إعلاميًا ضرورة ملحّة لا تحتمل التأجيل؛ مركز يجمع نخبة من الخبرات القادرة على التحليل واستشراف الأحداث واتخاذ القرار الرشيد، بما يضمن إعداد خطة إعلامية متكاملة تُبقي المجتمع على تواصل دائم مع المعلومة الدقيقة والخبر الموثوق، وتحدّ من الالتفات إلى المصادر غير الرسمية أو المعلومات المضللة.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد الحرام: ستظل فلسطين والقدس في قلوب المسلمين والعرب
  • فيديو - مآسي القطاع تتواصل.. أمطار غزيرة تجتاح شوارع غزة وتقتلع خيام النازحين
  • عرض سعودي مغر.. هل تتحقق نبوءة ليلى عبداللطيف عن مصير محمد صلاح؟
  • ما وراء الخبر يناقش أثر العقوبات الأميركية على مسار الحرب السودانية
  • إدارة الأزمات إعلاميًا
  • الدويري: أخشى أن تنقسم الجغرافيا السودانية كما هو الحال في ليبيا
  • فى حب فخر العرب.. نجوم الفن يدعمون محمد صلاح: الأساطير لا تسقط أبدا
  • تحذير عاجل للمصريين: هجمات إلكترونية إسرائيلية تهدد خصوصية الملايين
  • هآرتس: إسرائيل وقطر تتنافسان على كسب قلوب وعقول الأمريكيين
  • أصوات انفجارات في منطقة المزة بدمشق والشرطة تتحقق من طبيعتها