في سبيل تقديم المزيد من الدعم والمساندة لأهالي قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر الماضي، نظمت الفنانة التشكيلية الأردنية زين الرازم، معرضا و مزادا علنيا للوحات فنية توثق أوجاع الحرب، على هامش عشاء خيري لجمعية الشهيد راشد الزيود للأعمال الخيرية والتنموية بالعاصمة الأردنية عمان من أجل تخصيص المبالغ لمساعدة مرضى غزة الذين يعانون جراء الأوضاع الكارثية في القطاع.

إنشاء مركز متكامل لغسيل الكلى في غزة، كان هو الهدف الرئيس الذي من أجله تم إقامة هذا المعرض والمزاد الذي تم بيع عدد كبير من لوحاته الفنية المبدعة والتي ترصد الحالة الراهنة في القطاع من كوارث إنشائية أو إنسانية يعيشها سكان القطاع منذ بداية الحرب وحتى الآن، فيما كانت اللوحات الفنية ناطقة باسم أوجاع الصغير قبل الكبير والسليم قبل السقيم.

أوجاع غزة

الفنانة زين الرازم، بنت مدينة الخليل الفلسطينية، قالت إن هذه اللوحات الفنية تمثل مشاعر وأحاسيس من هم بعيد عن غزة كموقع لكنهم قريبين كآلام وأوجاع ما يشهدونه أمام الشاشات الفضائية ليلا ونهارا، مؤكدة أن كل لون ورسم من خلال الريشة الفنية الخاصة بها ما هو إلا وجع يناظر أوجاع أهلنا في غزة العزة.

وأضافت الفنانة الرازم في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان خلال تفقد الأعمال الفنية بالمعرض، أن الفن وسيلة من وسائل المشاركة والدعم لأهالي غزة في هذا الوقت العصيب جراء حرب الإبادة التي يمرون بها على يد قوات الاحتلال، مشيرة إلى أن اللوحات الفنية عكست بشكل كبير ما يحدث بغزة بمشاعر الفنان الراصد للكوارث والأوضاع الصعبة التي يعيشون فيها.

وأشارت إلى أنها وجميع أسرتها الفنية أيضا، حريصون على التواصل مع أهالي غزة عبر لوحات فنية توثق الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق البشر والحجر، مؤكدة أن الفن رسالته أقوى من المدافع والطائرات الإسرائيلية لأنه عنصر من عناصر السلام وليس الحرب.

ونوهت الفنانة الرازم إلى أن كل الأموال التي سيتم الحصول عليها من بيع بالمزاد العلني لهذه اللوحات سيكون مكملا مع جمعية الزيود للأعمال الخيرية لشراء وإنشاء وحدات غسيل الكلى في غزة كنوع من الدعم والمساندة لهؤلاء المرضى الذين يعانون من قلة وجود فرص لغسيل الكلى جراء الأوضاع الكارثية للمنظومة الطبية التي دمرتها قوات الاحتلال.

وكشفت أنها تمارس الرسم منذ صغرها ولديها من الأعمال الفنية التي ترصد جمال الطبيعة في غزة وحرصت على وجودها في المعرض حتى تكشف الأعمال التدميرية للقوات الاحتلال بحق الطبيعة في غزة وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أنها لم تزر فلسطين إلا أن كل شبر وجزء في الأراضي الفلسطينية محفورا في وجدانها ومشاعرها وتتطلع دائما إلى يوم الاستقلال.

وأعربت الفنانة الرازم عن تطلعها ورغبتها في المشاركة في أي معرض يتم إقامته في الدول الشقيقة والصديقة كرسالة إلى العالم بأن الفن أداة من أدوات السلام والأمن وأن ريشة الفنان بمثابة مدفع بيده لمواجهة قنابل وصواريخ الدمار والخراب.

القدس والأقصى

وخلال جولة لـ«أ ش أ» في أروقة المعرض وبين اللوحات الفنية المبدعة والجاذبة، كانت غزة بكل تفاصيلها حاضرة سواء قبل الحرب أو خلالها، حيث رصدت الفنانة في اللوحات شاطئ غزة ومراكب الصيد التي تمثل المهنة الكبيرة لدى قطاع كبير من سكان غزة وكيف دمرت إسرائيل هذه المهنة وجعلت من البحر نهر من الدماء والركام خلال هذه الحرب المستعرة، حيث اللوحة الفنية الزيتية المعبرة عن مشهد حقيقي لشواطئ غزة المبهرة ومسكن الشهداء.

كما تم رصد لوحات عن أطفال غزة وأوجاعهم وكذلك الشهداء من الأطفال والنساء وكيف كانت ريشة الفنانة معبرة عن حجم الدمار والخراب في القطاع جراء سقوط المنازل على الأطفال والأسر الفلسطينية، فيما كانت جوامع وكنائس غزة في صورة تعبر عن الحياة في القطاع رغم الدمار.

غزة لم تكن وحدها حاضرة في اللوحات الفنية للفنانة زين الرازم، حيث كانت مدينة القدس والمسجد الأقصى عنوان عريض في عدد كبير من اللوحات ربما تم رسمها قبل معاناة غزة الراهنة، ولكن المسجد الأسير والمدينة المحتلة عبرا عن نفسها في لوحات فنية مبدعة تحكي الزمن البعيد والتطلع إلى الحرية والاستقلال.

وخلال الحفل، قدمت الشاعرة الأردنية عائشة الرازم، والدت الفنانة زين الرازم، مجموعة من القصائد وأبيات الشعر التي تحكي أيضا مواجع وقصص الفلسطينيين في غزة، فيما تفاعل معها الحضور معبرين عن الدعم والتضامن مع الأشقاء في غزة ضد الحرب الإسرائيلية القائمة.

وفي إطار دورها الخيري والتنموي، أطلقت جمعية الشهيد راشد للأعمال الخيرية والتنموية بالأردن حملة تحت شعار «عطاء الشهداء شفاء للأحياء»، والتي هدفت من خلالها تنظيم حفل عشاء خيري يرصد تبرعاته لشراء أجهزة غسيل الكلى وإرسالها لأهلنا في غزة، وجمعت قرابة 70 ألف دينار أردني ومازالت مستمرة، حيث قال الدكتور مراد الرفاعي مستشار وزير الأوقاف الأردني خلال الحفل إن هذه الحملة تمثل جاهد في سبيل الدفاع عن القدس والأقصى وأهالي غزة، مشددا على ضرورة تحقيق التكافل الاجتماعي بين الجميع وخصوصا في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة وخصوصا غزة.

اقرأ أيضاًاعتراض جديد لموظفين فيدراليين ضد سياسة بايدن تجاه حرب غزة

استشهاد 20 فلسطينيًا على الأقل جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلًا في غزة

بعد قتل أفراد عائلتها.. دبابات الاحتلال تُحاصر طفلة داخل سيارة في «غزة»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أخبار إسرائيل أخبار إسرائيل اليوم أخبار لبنان أخبار لبنان اليوم احداث فلسطين اخبار فلسطين اسرائيل اسرائيل ولبنان الاحتلال الاسرائيلي الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان تل ابيب صراع اسرائيل ولبنان طوفان الاقصى عاصمة فلسطين غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مستشفيات غزة اللوحات الفنیة لوحات فنیة فی القطاع فی غزة

إقرأ أيضاً:

توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل

كتب توماس فريدمان أنه رأى هذه المرة إشارات جديدة في إسرائيل تشير إلى أن مزيدا من الإسرائيليين، من اليسار والوسط وحتى من اليمين، يستنتجون أن استمرار هذه الحرب كارثة على بلدهم أخلاقيا ودبلوماسيا وإستراتيجيا.

وذكر الكاتب المعروف بميوله الليبرالية -في عموده بصحيفة نيويورك تايمز- أن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وهو من الوسط، كتب مقالا لم يتردد فيه في مهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه، قائلا إن "حكومة إسرائيل تخوض حاليا حربا بلا هدف ولا تخطيط واضح، ودون أي فرص للنجاح"، وأضاف "ما نفعله في غزة الآن حرب إبادة، قتل عشوائي للمدنيين بلا حدود، وحشي وإجرامي"، وخلص إلى القول "نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدوليlist 2 of 2إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغربend of list

أما من اليمين، فهذا أميت هاليفي، وهو عضو حزب الليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو، وهو مؤيد شرس للحرب، يعتقد أن تنفيذها كان فاشلا، وأن إسرائيل لم تنجح في تدمير حماس.

 

ومن اليسار، صرح زعيم التحالف الليبرالي الإسرائيلي يائير غولان بأن إسرائيل في طريقها إلى أن "تصبح دولة منبوذة مثل جنوب أفريقيا، إذا لم تتصرف كدولة راشدة لا تحارب المدنيين، ولا تتخذ قتل الأطفال هواية".

الحرب أنهكت المجتمع

وذكّر فريدمان بأنه لم يُسمح تقريبا لأي صحفي أجنبي مستقل بالتغطية المباشرة من غزة، وبالتالي عندما تنتهي الحرب وتمتلئ غزة بالمراسلين والمصورين الدوليين الأحرار، سيتم الإبلاغ عن حجم الموت والدمار وتصويره بالكامل، وستكون تلك فترة عصيبة للغاية بالنسبة لإسرائيل ويهود العالم.

إعلان

ولذلك كان غولان، وفقا لفريدمان، محقّا في تنبيهه شعبه إلى ضرورة التوقف الآن، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستعادة المحتجزين، وإرسال قوة دولية وعربية إلى قطاع غزة، ولكن نتنياهو أصر على مواصلة الحرب.

ومع استهداف الجيش الإسرائيلي مزيدا من الأهداف الثانوية، تكون النتيجة هي قتل مدنيين من غزة كل يوم، مع أنه ليس ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة وحده هو ما يثير غضب الإسرائيليين المتزايد ضد الحرب، حسب فريدمان، بل ما يثيره هو أن الحرب أنهكت المجتمع بأسره.

واستشهد فريدمان هنا بما قاله عاموس هاريل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس بأن مؤشرات الفشل تشمل كل شيء من "تزايد حالات الانتحار إلى تفكك العائلات وانهيار الشركات".

وإذا كان العديد من الإسرائيليين يشعرون بأنهم محاصرون من قبل قادتهم، فإن سكان غزة أيضا يشعرون بمثل ذلك -حسب فريدمان- وإذا كان بعض القادة الإسرائيليين سوف يواجهون الحساب عندما تصمت مدافع الحرب، فإن الشيء ذاته سيحدث لقادة حماس بغزة.

وإذا كان قادة حماس قد ظنوا أنهم ينزلون كارثة بإسرائيل، فإنهم -حسب فريدمان- منحوا نتنياهو فرصة لتدمير حليفهم حزب الله في لبنان وسوريا، مما أضعف قبضة إيران على هاتين الدولتين، وحتى على العراق، بل ساعد في إخراج روسيا من سوريا، فيما اعتبرها الكاتب هزيمة مدوية "لشبكة المقاومة" التي تقودها إيران.

وإذا كانت عمليات نتنياهو العسكرية مهدت للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما يرى فريدمان، فإن نتنياهو يضيع فرصة السلام هذه برفضه أن يفعل الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يطلق العنان لسياسة المنطقة بأكملها، ألا وهو فتح الطريق أمام حل الدولتين مع سلطة فلسطينية مُصلحة.

قبيلة اليهود ضد قبيلة الديمقراطية

ولا عجب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد إضاعة الوقت مع نتنياهو، فهو يذهب إلى الدول التي تعطيه، لا إلى الدول التي تطلب منه مثل إسرائيل، ولكن نتنياهو لن يسمح لترامب بصنع أي تاريخ معه.

إعلان

غير أن ترامب، ربما ليست لديه أي فكرة عن مدى التغيير الداخلي الذي طرأ على إسرائيل، خاصة أن العديد من اليهود الأميركيين لا يدركون مدى ضخامة وقوة المجتمع الديني المتطرف والقوميين المتدينين الاستيطانيين في إسرائيل، ومدى اقتناعهم برؤيتهم لغزة كحرب دينية، كما يقول الكاتب.

وقد أوضح الرئيس السابق للكنيست أفروم بورغ، متحدثا عن اليمين القومي المتدين الاستيطاني في إسرائيل "بيبي (لقب نتنياهو) هو في الواقع بيدقهم وليس اللاعب الحقيقي".

وأضاف بورغ "حدِّثهم عن إمكانية تحقيق إسرائيل السلام مع السعودية، يتجاهلونك ويقولون إنهم ينتظرون المسيح، حدثهم عن فرصة إسرائيل لتحقيق السلام مع سوريا، يردون بأن سوريا ملك للشعب اليهودي، حدثهم عن القانون الدولي، يحدثونك عن القانون التوراتي. حدثهم عن حماس، يحدثونك عن العماليق".

وخلص بورغ إلى أن الانقسام الحقيقي في إسرائيل اليوم ليس بين المحافظين والتقدميين، "بل بين القبيلة اليهودية والقبيلة الديمقراطية. والقبيلة اليهودية هي المنتصرة الآن".

وختم فريدمان بمقارنة بين أسلوبي نتنياهو وترامب المتشابهين في تقويض ديمقراطيتيهما، حسب زعمه، فكلاهما يحاول تقويض محاكم بلاده و"الدولة العميقة"، أما الهدف فهو بالنسبة لترامب إثراء نفسه شخصيا ونقل ثروات البلاد من الأقل حظا إلى الأكثر امتيازا، أما بالنسبة لنتنياهو فهو التهرب من تهم الفساد ونقل السلطة والمال من الوسط الإسرائيلي الديمقراطي المعتدل إلى المستوطنين والمتدينين.

مقالات مشابهة

  • زايد العليا: «السند» نهجنا لدعم مرضى التصلب اللويحي
  • المشاط: نتمنى التوفيق للرئيس الجديد للبنك لدعم مسيرة التنمية في إفريقيا التي تمرُّ بمرحلة حاسمة
  • 23.1 مليون جنيه حصيلة مزاد علني لبضائع وسيارات جمارك بورسعيد
  • مقتل 67 وإصابة 184 إثر قصف إسرائيلي على غزة
  • الإمارات.. جهود بارزة لدعم القطاع الزراعي في السودان
  • سرايا القدس توثق بالفيديو تفجير منزل بقوة إسرائيلية في الشجاعية
  • مصر: اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة تتعاونان لدعم العائلات التي تواجه الانفصال
  • سلمى أبو ضيف توثق أول رحلة مع طفلتها وتكشف كواليس الأمومة
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل