جيرمي كوربن يتحدى الحكومة البريطانية ويدعو لحركة عالمية لدعم فلسطين
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
أعلن الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، جيرمي كوربن، عن إطلاق تحقيق شعبي دولي مستقل في جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة، وذلك بعد فشل تمرير مشروع قانون رسمي في البرلمان البريطاني، يمنح التحقيق صفة قانونية وصلاحيات موسّعة.
جاء ذلك خلال خطاب ألقاه كوربن، السبت، أمام المؤتمر الدولي الأول لتأسيس تحالف عالمي للتضامن مع فلسطين، والذي يُعقد في لندن، بمشاركة حقوقيين وسياسيين ونشطاء من مختلف دول العالم.
وأوضح كوربن أن التحقيق المرتقب سيُعقد يومي 4 و5 أيلول/ سبتمبر المقبل في قاعة "تشرش هاوس" التاريخية في وستمنستر، وهو ذات الموقع الذي ألقى فيه قبل سنوات خطابه الشهير بالاعتذار عن دعم حرب العراق.
وقال إنّ: "الحكومة البريطانية لم تكتف برفض التحقيق، بل رفضت حتى مناقشة مشروع القانون الذي قدمناه"، مضيفًا: "هذا ليس مفاجئًا، لكنه مخزٍ".
وأشار إلى أنّ التحقيق الجديد سيركز على ثلاث قضايا محورية: تجارة السلاح، وجرائم الاحتلال، وانتهاكات القانون الدولي في سياق الحرب الإسرائيلية على غزة، داعيًا شخصيات قانونية وحقوقية إلى تقديم شهادات مكتوبة ومرئية ومباشرة خلال جلسات التحقيق.
ونوّه كوربن إلى تصاعد الدعم العالمي للمساءلة الدولية، خاصّة من خلال مبادرة "مجموعة لاهاي"، التي تضم دولا من الجنوب العالمي تسعى لدعم قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة مجرمي الحرب في فلسطين.
وأشاد بمواقف دول مثل جنوب أفريقيا، كولومبيا، ماليزيا، وإندونيسيا، التي واجهت ضغوطا شديدة وتهديدات بفرض عقوبات غربية، لكنها رفضت التراجع عن دعمها لفلسطين.
"لا مغادرة ولا استسلام.. بل مقاومة"
في خطابه، قال كوربن: "نعيش لحظة تضامن عالمية حاسمة مع الشعب الفلسطيني.. الاحتلال يسعى لفرض سيطرة دائمة على غزة والضفة، لكن الفلسطينيين لم يغادروا.. قرروا البقاء والمقاومة".
وأضاف: "علينا أن نقف مع الضحايا، مع من فقدوا أحبّتهم، مع من تنزف أرواحهم كل يوم. يجب وقف تصدير الأسلحة التي تُستخدم في الإبادة، ويجب بناء حركة عالمية تنهي هذا الظلم المستمر منذ عقود".
وعلى الرغم من الهجمات السياسية والإعلامية التي تعرض لها كوربن داخل بريطانيا، لاسيما من اللوبيات المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، بسبب دعمه الثابت للقضية الفلسطينية، إلا أنه واصل نشاطه الحقوقي والسياسي العالمي دون تراجع.
ويأتي إعلان كوربن في وقت تشهد فيه غزة كارثة إنسانية متفاقمة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر بشكل كامل منذ 2 مارس/ آذار الماضي، ما أدى إلى تفشي المجاعة وحرمان السكان من الغذاء والدواء.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس الجمعة، أن 122 فلسطينيًا، بينهم 83 طفلًا، قضوا بسبب الجوع وسوء التغذية منذ بداية الحرب في تشرين الأول.أكتوبر الماضي.
إلى ذلك، تُظهر مشاهد مؤلمة من القطاع أطفالا يعانون من هزال شديد وأعراض إعياء وفقدان وعي، في ظل غياب تام لأي ممرات آمنة أو آليات إغاثة فاعلة.
توزيع مساعدات مشبوهة
رغم تحذيرات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية من تداعيات الحصار، شرع الاحتلال الإسرائيلي، منذ 27 أيار/ مايو الماضي، في تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات إنسانية عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة وتل أبيب، لكنها مرفوضة أمميا ومحليا بسبب شبهات التوظيف السياسي والإخضاع الأمني.
وتستهدف قوات الاحتلال المدنيين الفلسطينيين عند نقاط توزيع المساعدات، خصوصا في مناطق التماس العسكري، في محاولة واضحة لتفريغ الدعم الدولي من مضمونه وتحويله إلى أداة للابتزاز.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، بدعم سياسي وعسكري مطلق من الولايات المتحدة، أسفرت عن سقوط أكثر من 203 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة تحصد الأرواح يومًا بعد يوم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية كوربن تحقيق غزة بريطانيا بريطانيا غزة تحقيق كوربن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نائب فرنسي يتحدى الاحتلال: التحرير الكامل لفلسطين قادم لا محالة
أكد النائب في البرلمان الفرنسي توماس بورتس أن "تحرير فلسطين كاملة أمر لا مفر منه"، مشددا على أن هذا الاستحقاق التاريخي "لن توقفه إسرائيل ولا غيرها"، في موقف لافت يعكس تصاعد الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية داخل الساحة السياسية الفرنسية.
وقال بورتس، في منشور عبر منصة "إكس"، السبت، إن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف مفصلي، مضيفًا: "لا شيء يمكن أن يمنع تحرير فلسطين كاملة.. لا إسرائيل ولا حلفاؤها".
ويأتي تصريح بورتس بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت سابق، أن باريس ستعترف بدولة فلسطينية مستقلة، مؤكدًا أن "الحاجة باتت ملحة لوقف الحرب على غزة وإنقاذ المدنيين من المجازر المتواصلة".
وقد قوبل موقف ماكرون بترحيب واسع، خصوصا من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعدد من الدول العربية والإسلامية، في حين قلّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أهمية الخطوة الفرنسية، واصفا ماكرون بـ"الرجل الطيب"، ومعتبرا أن الاعتراف "لا يغير شيئا في الواقع".
وتزامن الموقف الفرنسي مع تصاعد الغضب الدولي حيال القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان، وتعثر محادثات وقف إطلاق النار، بعد انسحاب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي من مفاوضات الدوحة.
4 آلاف جندي من مزدوجي الجنسية الفرنسية
وفي وقت سابق، فجّر النائب الفرنسي توماس بورتس قضية شائكة تتعلق بمشاركة آلاف الفرنسيين مزدوجي الجنسية في العدوان الإسرائيلي على غزة، قائلاً إن "أكثر من 4185 جنديا من حاملي الجنسية الفرنسية يقاتلون ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي".
Plus de 4000 français engagés dans l'armée israélienne qui commet des crimes de guerre à Gaza !
Une enquête réalisée par Europe 1 indique que 4.185 soldats de nationalité française sont actuellement mobilisés au sein de l’armée israélienne sur le front à Gaza. Il s’agit du… pic.twitter.com/zs5rMNO4kG — Thomas Portes (@Portes_Thomas) December 16, 2023
واستند بورتس في حديثه إلى نتائج مسح أجرته إذاعة "أوروبا1"، كشف أن هؤلاء الجنود يُعتبرون ثاني أكبر قوة أجنبية في الجيش الإسرائيلي بعد الجنود الأمريكيين، وهو ما وصفه النائب بـ"الأمر غير المقبول إطلاقا"، في ظل ما يرتكبه الاحتلال من جرائم حرب موثقة في غزة والضفة الغربية.
وطالب بورتس الحكومة الفرنسية بإدانة صريحة لمشاركة مواطنيها في هذه الانتهاكات، ودعا وزير العدل إلى تقديم الفرنسيين المشاركين في ارتكاب جرائم حرب إلى العدالة الوطنية، بغض النظر عن ازدواجية الجنسية، مشددا على أن "فرنسا يجب أن تكون دولة تحترم القانون الدولي، لا شريكا في خرقه".
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مطلق من واشنطن، حرب إبادة شاملة في قطاع غزة، خلفت حتى الآن أكثر من 202 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود تحت الأنقاض، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة كارثية أودت بحياة عدد متزايد من المدنيين.
ويواجه الاحتلال الإسرائيلي اتهامات متصاعدة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، في خطوة غير مسبوقة تؤشر إلى بدء تفكك الحصانة السياسية التي طالما تمتعت بها حكومة الاحتلال.