الجديد برس:

أكدت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، أن “الحوثيين” أثبتوا أنهم قادرون على إبراز قوتهم عبر كامل المجال البحري، وأصبحوا اليوم قوة عسكرية هائلة ومتحفزة للغاية، وأشارت إلى أن الضربات المكثفة من اليمن تساعد في تشتيت انتباه “إسرائيل”، مما يوفر لحماس مساحة للتنفس، كما قالت إنه لسوء حظ واشنطن ليس لديها طريقة سهلة لإحباط هجمات الحوثيين، مؤكدةً أن الضربات الأمريكية تساعد في تعزيز مكانتهم، ويجب على واشنطن بدلاً من الضربات، أن تعمل على وقف الحرب في غزة.

وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير إنه “منذ نوفمبر الماضي، أصبح البحر الأحمر موقعاً لهجمات متصاعدة من قبل حركة الحوثي اليمنية، الجماعة المسلحة التي تحكم معظم سكان اليمن. وتمثل هذه الهجمات، التي يقول الحوثيون إنها تهدف إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، ظهور منطقة صراع جديدة في الشرق الأوسط المضطرب أصلاً”.

وأشارت المجلة إلى أن “الحوثيين أثبتوا أنهم قادرون على إبراز قوتهم عبر كامل الجسم المائي، كما أثبتوا أيضاً أنهم قادرون على تشتيت انتباه المنافسين الإقليميين الثلاثة الرئيسيين لإيران وإلحاق الضرر بهم، إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وسرعان ما أصبح الحوثيون جزءاً أساسياً من محور المقاومة، وفي الواقع، قد يصبحون قريباً أعضاءها الأكثر أهمية”.

المجلة الأمريكية قالت إن “الحوثيين عززوا شعبيتهم بين اليمنيين من خلال إعلانهم أن ضرباتهم في البحر الأحمر هي دفاع عن الفلسطينيين، ولسوء الحظ، ليس لدى واشنطن طريقة سهلة لإحباط خطط الحوثيين”، مضيفةً “إن الاستراتيجية الأمريكية الحالية، المتمثلة في إطلاق الصواريخ على مخازن أسلحة الحوثيين ومنشآت التدريب، قد تعطل مؤقتاً قدرتهم على ضرب السفن، لكنها تقدم عن غير قصد خدمة للجماعة من خلال السماح لها بالادعاء بأنها تحارب الإمبريالية، وبخلاف ذلك، فإن الشراكة الحوثية الإيرانية سوف تزداد قوة، وكذلك نفوذ طهران في المنطقة، ولذلك يجب على واشنطن أن توقف الضربات، وينبغي لها، بدلاً من ذلك، أن تعمل على وقف الحرب في غزة. ويجب على الولايات المتحدة أيضاً أن تحاول تعزيز الاتفاقيات الدبلوماسية في المنطقة ودعم إطارها الأمني”.

واستدركت المجلة قائلةً: “من المؤكد أن الحوثيين ليسوا دمى في يد إيران، ووفقاً لمسؤولين أمنيين أمريكيين، على سبيل المثال، نصحت إيران الجماعة بعدم الاستيلاء على صنعاء، لكنها فعلت ذلك على أي حال في عام 2014، مضيفة أن المردود السياسي الكبير الذي يأتي من إشارة الحوثيين إلى أن هجماتهم في البحر الأحمر دعم للفلسطينيين، يشير إلى أنهم ليسوا مضطرين إلى تلقي المشورة من إيران، مؤكدةً أن القوة الفعالة التي أثبتها الحوثيون في ساحة المعركة أثارت دهشة الإيرانيين أنفسهم، كما أجبرت السعوديين على السعي للتوصل إلى هدنة.

وتابعت: “الضربات الحوثية المكثفة على المدن الإسرائيلية تساعد في تشتيت انتباه إسرائيل وقواتها، مما يوفر لحماس مساحة للتنفس. ومن خلال فتح جبهة جديدة، يزيد الحوثيون أيضاً من تكلفة أي هجوم إسرائيلي ضد حزب الله في لبنان، فضلاً عن تكلفة قصف الحرس الثوري الإيراني والقوات المتحالفة مع إيران في سوريا. وعلى عكس حماس أو حزب الله أو الجماعات المختلفة في سوريا، فإن المسافة الجغرافية بين إسرائيل وأراضي الحوثيين تجعل من الصعب على إسرائيل الانتقام”.

وأضافت المجلة الأمريكية: “بالنسبة لواشنطن، لا يوجد سوى عدد قليل من الطرق الجيدة لتقويض استراتيجية الحوثيين. ومن غير المرجح أن تؤدي الضربات الانتقامية التي تشنها الولايات المتحدة إلى إيقاف الجماعة”، موضحةً أن واشنطن تدعم موقف الحوثيين فيما يخص موقفهم الذي يقولون إنه ضد إسرائيل ورعاتها.

المجلة قالت إن الهجمات الأمريكية على اليمن قد تؤدي إلى “تصعيد يعم المنطقة ويسبب أزمة اقتصادية عالمية. ولهذه الأسباب، تردد بعض حلفاء الولايات المتحدة، مثل فرنسا، في تأكيد مشاركتهم في الهجمات. وقد رفضت المملكة العربية السعودية- الشريك الإقليمي الأساسي لواشنطن- الانضمام تماماً. وطلبت الولايات المتحدة من الصين المشاركة في تحالفها العسكري البحري. لكن رغم اعتمادها الكبير على البحر الأحمر في التجارة، فقد رفضت بكين ذلك”.

وأكدت المجلة أنه “في نهاية المطاف، فإن أفضل طريقة للولايات المتحدة لمحاولة تحقيق الاستقرار في البحر الأحمر هي من خلال الدبلوماسية السريعة. وإذا تمكنت واشنطن من الضغط على إسرائيل لوقف قصف المدنيين الفلسطينيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، فإن ذلك سيضعف الذريعة المباشرة لعمليات الحوثيين. وقد تكون الولايات المتحدة أيضاً قادرة على خفض التوترات من خلال الاستفادة من البنية التحتية الدبلوماسية الحالية في المنطقة- وهي مجموعة من قنوات الاتصال الرسمية وغير الرسمية بين الأطراف المتنافسة (مثل المحادثات التي تجري عبر عمان) – لدعم الهدنة السعودية مع الحوثيين. وبالمثل، ينبغي على واشنطن أن تعمل على الحفاظ على اتفاق الرياض مع طهران”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة البحر الأحمر من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

العقوبات الأمريكية ..حين تفلس الإمبراطوريات

 

في مشهد يعيد إلى الأذهان تقاليد الإمبراطوريات الغابرة عندما كانت تعاقب الشعوب لا لأنها ارتكبت جرمًا، بل لأنها تجرأت على قول “لا”، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على ما أسمته “شبكة تهريب نفط مرتبطة بالحوثيين”، متحدثة عن كيانات وأفراد، وأموال، وشبكات، وحسابات، في نبرة درامية تُخفي خلفها ارتباكًا سياسيًا أكثر مما تُظهر صرامة مالية.

لكن لنتوقف لحظة؛ ما الذي يزعج واشنطن فعلًا؟

هل هو تهريب النفط؟ أم كسر الحصار الأمريكي المفروض على اليمن ودول محور المقاومة، وآخره النجاح الذي حققته صنعاء في إنقاذ العملة الوطنية؟

هل الأمر فعلًا متعلق بـ”غسل أموال”؟ أم أن الغسيل الحقيقي يجري في غرف عمليات السياسة الأمريكية الملطخة بدماء الشعوب؟

تصريحات وزارة الخزانة ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) تبدو وكأنها نُسخت ولُصقت من أرشيف العقوبات القديمة. ذات العبارات: “شبكة مالية”، “شركات وهمية”، “غسل أموال”، “إيرادات مشبوهة”، و”التهديد للاستقرار الإقليمي”. كلمات تُستخدم كستار دخاني، لا لكشف فساد كما تدّعي، بل لحجب الحقيقة.

المضحك أن من شملتهم العقوبات لا يشكلون تهديدًا ماليًا على الاقتصاد الأمريكي ولا على بورصة نيويورك؛ لكن العقاب هنا ليس اقتصاديًا بقدر ما هو انتقامي.

فعندما يقف اليمن اليوم، وسط الحصار، ويعلن بوضوح أن بوصلته غزة، وأن صواريخه وطائراته المسيرة موجهة ضد الكيان الصهيوني وداعميه، فهل ننتظر أن ترد عليه واشنطن بتحية؟

وحين يتحول اليمن من بلد منكوب إلى ركيزة إقليمية تعيد رسم قواعد الاشتباك، وتخترق المعادلات الدولية من باب البحر الأحمر، لا بد أن يُعاقب في القاموس الأمريكي!

إن كانت أمريكا تبحث عن شبكات تهريب حقيقية، فلتنظر إلى شبكات التهريب التي تمد الكيان الصهيوني بالصواريخ والقنابل، وتُمرَّر عبر صفقات سلاح سنوية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.

وإن كانت تبحث عن “تمويل للإرهاب”، فلتسأل عن ملايين الدولارات التي تُغدق على جرائم الحرب في غزة والضفة ولبنان وإيران وسوريا واليمن، وتُصرف من ضرائب المواطن الأمريكي لدعم كيان يرتكب أبشع المجازر في العصر الحديث.

التوقيت ليس صدفة؛ فالعقوبات الجديدة تأتي بعد فشل الضغوط الأمريكية في وقف العمليات اليمنية في البحر الأحمر وفي عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعد أن أصبحت الضربات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية تشكّل تهديدًا استراتيجيًا لمصالح الغرب الداعم للكيان، لا سيما في خطوط الملاحة والطاقة.

كما تأتي بعد أن بات الموقف اليمني أكثر صلابة من كثير من الأنظمة المترنحة، وأصبحت صنعاء محورًا لا يمكن تجاوزه، لا في المعركة ولا في السياسة.

والمفارقة أن هذه العقوبات باتت، في نظر الشعوب، وسام شرف.

لأن كل من عاقبته واشنطن، إما أنه قاوم، أو دافع عن أرضه، أو أنه وقف مع فلسطين، أو لأنه كشف وجه أمريكا الحقيقي.

فالعقوبات اليوم أصبحت شهادة بأنك خارج دائرة التبعية، أنك لا تنتمي إلى حلف العملاء.

أنك لست من الذين يتسولون “الرضا الأمريكي”، بل من الذين يفرضون إرادتهم رغم الحصار.

فعندما تعجز أمريكا عن إيقاف مسيرة أو صاروخ أو موقف، تلجأ إلى العقوبات.

وعندما تفشل دبلوماسيتها في ليّ ذراع الدول الحرة، تلجأ إلى الخنق المالي.

لكن الأهم: حين تفقد قدرتها على التأثير في الميدان، تتحول إلى ضجيج فارغ على الورق، تمامًا كما تفعل الآن.

ليست هذه أول مرة تفرض فيها أمريكا عقوبات على اليمنيين، ولن تكون الأخيرة.

لكنها كل مرة تؤكد أن المسار صحيح، والاتجاه سليم، وأن الاستقلال له ثمن، لكن له أيضًا كرامة لا تُشترى.

فالعقوبات لا توقف إرادة الشعوب، ولا تحاصر الوعي، ولم ولا ولن تطفئ الشعلة التي أوقدها اليمنيون في وجه الظلم والطغيان.

فكلما عاقبتمونا.. زدنا يقينًا أننا على الطريق الصحيح.

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: فيديو طاقم سفينة “إتيرنيتي C” يشعل ارتباكًا في واشنطن وتل أبيب
  • نيوزويك : مشاهد طاقم سفينة اتيرنيتي تصيب واشنطن وتل ابيب بالارباك
  • مجلة بريطانية: القوات اليمنية تفتتح “مرحلة رعب جديدة” في البحر الأحمر
  • مجلة بريطانية: اليمن يفتتح مرحلة رعب جديدة في البحر الأحمر
  • العقوبات الأمريكية ..حين تفلس الإمبراطوريات
  • وزارة الخارجية الأمريكية: واشنطن ترفض مؤتمر حل الدولتين
  • واشنطن تستهلك ربع مخزون “ثاد” في حرب “إسرائيل” وإيران
  • مستنقع اليمن.. لماذا لا تنتصر القوة الأمريكية على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • جنرال أمريكي: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ساهمت في تطوير التكتيكات العسكرية الأمريكية
  • «ترامب»: اتفاق تاريخي مع الاتحاد الأوروبي يجلب الاستقرار ويتضمن شراء معدات عسكرية أمريكية