الحالمون.. ماذا بعد صدمة سان بيدور الموجعة ومن يتحمل مسؤولية هذا الإقصاء المذل؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
قبل انطلاق الكان، لا أحد كان يشكك في قدر المنتخب الوطني على بلوغ مراحل متقدمة من هذه البطولة القارية، سيما بعد إنجاز قطر المونديالي الذي استباح لنا أن نحلم أحلاما عديدة، سرعان ما استيقظنا بعدها على وقع صدمة كبيرة، إثر الإقصاء المبكر من أمم إفريقيا، على يد خصم (جنوب إفريقيا) غالبية لاعبيه من البطولة المحلية.
الأكيد أن إنجاز مونديال قطر لم يكن أبدا صدفة، بل كان نتاج عمل ومجهودات فريق اشتغل في صمت بعيدا عن الضغط و "تبياع العجل"، لكن دعونا نعترف أن الوضع في إفريقيا مختلف تماما، بالنظر إلى طقوسه وأجوائه خاصة، وهنا أقصد الطقس المتسم بالحرارة المرتفعة ونسبة الرطوبة التي يصعب "التطبيع" معها، خاصة بالنسبة لمن تعود اللعب في "الثلج والبرد"، وحتى لو جئت بـ"ميسي" أو "رونالدو" في عز عطائهما، فلن يكون بمقدروهما تقديم أفضل مما قدمه الأسود في أدغال ساحل العاج.
لكن تبرير الإقصاء المذل بالطقس وصعوبة المناخ لا يستقيم، لأن هناك ظروف أخرى كانت وراء هذه النتيجة المخيبة لآمال كل المغاربة، وهنا لابد أن نعترف أن المدرب أخطأ التقدير أو لنقل أنه غلب العاطفة على مصلحة الفريق الوطني، باستدعاء لاعبين "معطوبين" وآخرين بات من الواضح أن مستوياتهم لم تعد تسمح بحمل قميص الأسود، الأمر الذي تسبب في حرمان لاعبين كان بوسعهم تقديم الإضافة المرجوة، خاصة أولئك الذين تعودا اللعب في أجواء مناخية "قاسية" مثل تلك التي عليها الوضع في سان بيدرو.
بداية هفوات الركراكي ظهرت بشكل جلي حينما تم كسر حاجز "أساسي" يفترض أن يكون بين أي اللاعب ومدربه، وقد شاهدنا مرارا كيف أصبحت علاقته بجل لاعبي المنتخب، لدرجة أن بعضهم "مبقى ليه غير يطلع ليه فوق راسو"، وهنا أتحدث عن الصرامة اللازمة، "وخلينا من ديك الهدرة ديال العائلة وووو"، لأن اللاعب حينما يشعر بأنه "هو لي كاين"، يشرع في تطبيق قانونه الخاص، وهو ما حصل تماما حينما انخرط عدد من اللاعبين في استعراض مهاراتهم الفردية، بعيدا عن منطق "الجماعة كتغلب السبع"، الأمر الذي تسبب في إهدار فرص عديدة، كان بالإمكان ترجمتها إلى أهداف حقيقية.
في نفس السياق، يمكن القول أن الركراكي أفرط في توظيف العاطفة، باستقدامه لاعبين انتهت صلاحيتهم من قبيل العميد سايس وزميله سليم أملاح الذي كان عبئا ثقيلا على المنتخب ولم يقدم شيئا يذكر، إلى جانب لاعبين عائدين من الإصابة حرموا آخرين من فرصة المشاركة في الكان، وهنا أقصد مزراوي الذي تم إشراكه في مقابلة حاسمة وهو الذي غاب عن الميادين لمدة طويلة، والحال ذاته بالنسبة لكل من "بوفال" و"حارث" العائدين لتوهما من إصابات صعبة.. مع إصراره (الركراكي) على الاعتماد على "النصيري" في كل المقابلات، رغم اقتناعه بأن مهاجم إشبيلية يصلح توظيفه في مواجهات دون آخرى، والأسباب يعلمها الصغير قبل الكبير.
وبين كل هذه الأحداث والمعطيات، لا يمكن إلا أن نصفق بحرارة على ما جامعة "لقجع" التي وفرت كل الظروف التي يحلم بها أي لاعب في العالم مهما على قدره، ليبقى السؤال المطروح هنا، هل ستتوقف مسيرة الركراكي مع المنتخب الوطني، عطفا على عقد الأهداف الذي يربطه بالجامعة (بلوغ نصف نهائي كأس إفريقيا)، وأيضا تعاقده الأخلاقي مع المغاربة، حينما تعهد بالاستقالة ما لم يحقق هذا الهدف.. فعلا، الرجل تحمل مسؤولية هذا الإخفاق، وصرح بها علانية، لكن هل يشفع له ذلك في الاستمرار مع الاسود، ربما لا، لأن المتتبع لمساره مع الفريق الوطني، أدرك تمام الإدراك أنه محدود التفكير وقراءته للخصوم غالبا ما تكون غير سليمة، بدليل أنه يتيه كلما استقبلت شباك منتخبنا أهدافا "خارج النص" في غفلة من الجميع.
نحن هنا لا نجرد الرجل من الانجاز الذي حققه في مونديال قطر ولم نقل أنه كان صدفة، ولكن ربما الأمور عنده خرجت عن السيطرة، وبالتالي صار من الضروري في حالة ما تم فك الارتباط معه، أن يتم التعاقد مع الناخب وطني جديد في أقرب وقت ممكن، حتى يتمكن من تكوين فريق جديد قادر على الذهاب بعيدا في مشوار الـ"كان" الذي ستستقبله بلادنا السنة المقبلة، غير ذلك، فالركراكي إن استمر، مطالب بإحداث ثورة شاملة داخل محيط المنتخب، حتى لا تتكرر لا قدر الله نفس الكارثة ونفس الإخفاق.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
فاتح أربكان: كل مولود في تركيا يتحمل 400 ألف ليرة ديون
أنقرة (زمان التركية) – وجه رئيس حزب الرفاه من جديد فاتح أربكان انتقادات حادة للحكومة خلال مشاركته في المؤتمر العام الثاني للحزب في ولاية أكسراي، حيث سلط الضوء على الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تعصف بالشعب في تركيا.
كشف أربكان في خطابه أن “كل مواطن تركي يحمل على عاتقه دينًا يقدر بـ424 ألف ليرة تركية”، معتبرًا أن “كل طفل يولد اليوم في تركيا يبدأ حياته تحت وطأة هذا العبء المالي الثقيل”. وأضاف أن “ما بين 6 إلى 7 ملايين طفل يعيشون تحت خط الفقر، بينما يعاني ثلثا الأطفال من سوء التغذية القائم على الخبز والمعكرونة مما يؤثر سلبًا على نموهم الجسدي والعقلي”.
مشاكل الشباب وسوق العمل
تطرق الزعيم السياسي الذي فاز حزبه بالمركز الثالث في الانتخابات البلدية العام الماضي، إلى معاناة الشباب التركي قائلاً: “الشباب اليوم لا يجدون فرص عمل حتى مع حيازتهم الشهادات الجامعية، حيث أصبحت المحسوبية شرطًا أساسيًا للتوظيف”. وكشف أن “25% من الشباب بين 15-17 عامًا يضطرون للعمل لمساعدة أسرهم، بينما يعجز الكثيرون عن تلبية حتى احتياجاتهم الأساسية ناهيك عن الزواج”.
وتحدث عن أزمات الفئات الهشة، قائلا:
• المتقاعدون: يعيشون تحت خط الفقر مع معاشات لا تتجاوز 14 ألف ليرة بينما يقدر خط الفقر بـ26 ألف ليرة.
• المزارعون: تضخمت ديونهم من 2.5 مليار ليرة إلى تريليون ليرة خلال حكم حزب العدالة والتنمية.
• الدعم الحكومي: لا يتجاوز 11/1 مما يتم صرفه على خدمة الديون.
انهيار اجتماعي مقلق
واختتم أربكان كلمته بالإشارة إلى “تضاعف عدد السجناء أربع مرات منذ وصول حزب العدالة والتنمية للحكم”، محذرًا من “تفاقم المشاكل الاجتماعية وانتشار اليأس بين الشباب بسبب غياب الحلول الحكومية”.
Tags: أربكانتركياتضخمغلاءفاتح أربكان