خطيب الجامع الأزهر : رجب شهر الغرس وشعبان للسقي ورمضان للحصاد
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور حسن الصغير، الأستاذ بجامعة الأزهر، ورئيس أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، والتى دار موضوعها حول "دروس من نفحات شهر رجب".
قال د. حسن الصغير، إن من حكمة الله -تعَالى- ورحمته أن جعل رجبا شهرًا حراما تُتجنب فيه الذنوب؛ ليكون هو وشعبان كالتمهيد والمقدمة لشهر رمضان، "رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر الحصاد"، فحريّ بمن في رجب أن يحسن في شعبان، وجدير بمن اغتنمهما أن يكون من الموفقين المعتقين في رمضان.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أنه يجب على كل مسلم ألا يتجاوز حدود الشرع وألا يخالفه، بل يتقرب إلى الله بالعبادات والطاعات من صلاة وصيام وزكاة وصدقات وليصنع ما كان يصنعه رسول الله ﷺ، وليكثر من ذكر الله تعالى، فكلها أعمال خير لها ثواب كبير وفضل عظيم عند الله، لافتا إلى أن الطاعات والتقرب إلى الله لايرتبط بوقت معين أو شهر معي، بل يتوجب على المسلم أن يتقرب إلى خالقه بالطاعات والعبادات في جميع الأوقات والأحوال.
ونوه د. الصغير، إلي المبادرة بالأعمال الصالحة فهي مقبولة عند الله عزّ وجلَّ في كل وقت وحين، فالروح تتعطش إلي العبادات والطاعة، والتعاون على البر والتقوى قال ﷺ{ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى} ويجب التنبيه على أن يشعر المسلم بمن حوله من الفقراء والمساكين الذين يعانون من الجوع والعطش، بالدفع، والتصدق، والإطعام، وأن كل ذلك من الحلال الطيب لأن الله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل إلاّ طيباً.
ووجّه د. الصغير، رسائل إلى الزارع والصانع والتاجر وغيرهم أن يتقوا الله، وأن يحسنوا أعمالهم كل في مجاله، وألا يكنزون أو يحتكرون السلع، وأن يظهروا توادهم ورأفتهم بالفقراء والمحتاجين، بأن يعطفوا عليهم وأن يحسنوا إليهم، فيكونوا متسامحين وكرماء معهم؛ لأن فى ذلك الخير كله والربح عند الله عزّ وجلَّ. قال ﷺ: (الْمُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، مَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه بها كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ). وفي النهاية الكل مسئول أمام الله وسوف يحاسبه على ما صنع.
ولفت فضيلته إلى أن شهر رجب هو شهر معجزة الإسراء والمعراج، تلك المعجزة التي وقعت بالجسد والروح، وذكرت في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ؛ فلنتذكر العبرة والدروس التي من أجلها أسري بالنبي ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلي السماوات العُلا، فمهما اشتد البلاء، ومهما بلغ الضيق مداه، سيأتي بعده اليسر، قال تعالي: ﴿إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً﴾. وبالعقيدة والثبات واليقين بالله في نصره، وفتحه، ورزقه، وبركته مع التضرع واللجوء إليه، والعمل الصالح، والأخذ بالأسباب يكون الفرح ويكون النصر. قال تعالي: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا﴾.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
خطيب الأوقاف: هذا سبب تنوع العبادات من الله للمسلمين.. فيديو
قال الشيخ ياسر الغاياتي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الله تعالى جعل هناك تنوعا في العبادات وهو يعلم سبحانه وجود الملل من العبد وأنه لا يصبر على كثرة العبادة في نوع معين كالصلاة فقط أو الصيام فقط.
وأضاف الغاياتي، في خطبة الجمعة من مسجد الشهيد علي إبراهيم، بمحافظة القليوبية، أن الله تعالى نوع في الطاعات والعبادات، ليدخل كل إلى رحمة الله من المدخل الذي يتناسب مع ما أعطاه الله تعالى، ولذلك نجد الأعمال الصالحة في هذه الأيام متنوعة، ففيها الصلاة الواجبة وفيها الصيام المستحب وفيها الصدقة المندوب إليها، وفيها يوم عرفة وفيها يوم النحر، فكثر خير ربنا وفاض علينا في هذه الأيام.
وأشار إلى أن من الأعمال الصالحة في هذه الأيام ويستحب فعلها هو كثرة الذكر لله تعالى، فقال تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) وقال تعالى (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) وقال العلماء إن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة.
وأوضح أن من الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة، صيام هذه الأيام أو صيام بعضها وإن لم تستطع فصيام يوم عرفة فإنه يكفر سنة ماضية وسنة قادمة.
وتابع: وأقول لمن لم يستطع حج بيت الله الحرام "إن فضل الله واسع، فكرم الله يسع الجميع، وسيدنا النبي يريد أن يوسع لنا فضل الله، فيقول النبي (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم).