زرع شريحة في دماغ بشري..ما هي هذه العملية والهدف منها؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
قامت شركة “Neuralink” الناشئة التابعة لإيلون موسك بزرع، شريحة كمبيوتر في دماغ شخص، الأحد، وفق ما أفاد به رجل الأعمال الملياردير في منشور على منصة “X” (تويتر سابقًا)، الإثنين، رغم أنه لم يُقدّم سوى القليل من التفاصيل.
رغم أنّ ماسك وشركته حظيا باهتمامٍ كبير لمحاولة إنشاء واجهة بين الدماغ والحاسوب، إلا أنّ هناك عدد من الشركات الأخرى أيضًا في هذا المجال، بما في ذلك “Synchron”، وهي أول شركة تحصل على تصريح إدارة الغذاء والدواء لاختبار جهاز على البشر في عام 2021.
ومنذ ذلك الحين، بدأت “Synchon” في تسجيل المرضى وإخضاعهم لعمليات الغرس في تجربة مختبرية.
ما هي عملية زرع شريحة في دماغ بشري؟
يعرّف الباحثون زرع شريحة في الدماغ البشري بأنّه صلة الوصل بين الدماغ والحاسوب الذي سيسمح للشخص باستخدام أفكاره للتحكم بجهاز مثل الكمبيوتر أو الهاتف.
كيف تعمل؟
وتوازي شريحة “Neuralink” العملة المعدنية تقريبًا، فيما تُعتبر شريحة “Synchron” صغيرة وتُشبه الدعامة، وتدخل في الأوعية الدموية بالدماغ.
وتتضمن الشرائح العديد من الأقطاب الكهربائية التي لا يمكنها قراءة أفكار الشخص، لكنها في الأساس تراقب وتفسر الإشارات التي ترسلها الخلايا العصبية التي تستخدم الكهرباء والمواد الكيميائية لإرسال إشارات من الدماغ إلى بقية أجزاء الجسم، لمساعدته في الحركة والتنفس، والتحدث، وتناول الطعام.
وقال الدكتور بول نويوجوكيان، أستاذ الهندسة الحيوية وجراحة الأعصاب الذي يدير مختبر التواصل الدماغي في جامعة ستانفورد، إنّه “باستخدام التطوّرات الحديثة في أجهزة الكمبيوتر التي تحققت خلال الثلاثين أو الأربعين عامًا الماضية، بات لدينا أخيرًا قوة معالجة كافية لبناء وتدريب خوارزميات رياضية من أجل وضع تقديرات لما قد تبدو عليه تلك المعلومات، وأصبح لدينا أخيرًا القدرة الحاسوبية على إجراء هذه التقديرات في الوقت الفعلي”.
وأضاف نويوجوكيان أنه رغم أنّ التكنولوجيا أحدث، إلا أنّ العمل يعتمد على العلوم الأساسية حول كيفية تحكم الدماغ في الحركة التي فهمها العلماء منذ أكثر من 100 عام.
ما الذي يجعل هذه التكنولوجيا تنجح؟
كان لا بد من توصيل التكنولوجيا السابقة بالكمبيوتر. لكن اليوم تعمل شريحة “Neuralinnk” ببطارية يمكن شحنها لاسلكيًا والاتصال بتطبيق “Neuralink” الذي يقوم بفك تشفير البيانات. من جهة أخرى، تتصل شريحة “Synchron” بوحدة قياس عن بعد، تتصل بدورها في جهاز الكمبيوتر.
كيف سيتم استخدام هذه الأجهزة؟
يتمثل الهدف الأولي بمساعدة شخص أصيب بسكتة دماغية، أو يعاني من مرض تنكس حركي مثل التصلّب الجانبي الضموري، أو مشاكل جسدية أخرى، على التواصل مباشرة من خلال الغرسة بجهاز خارجي مثل الهاتف، أو الجهاز اللوحي، أو الكمبيوتر.
في عام 2021، أوضحت شركة “Neuralink” كيفية عمل ذلك مع قرد يُدعى بيجر، والذي زُرعت شريحتين لاسلكيتين في دماغه. سمحت الشريجتان لبيجر بالتحكم بمؤشر بواسطة أفكاره، وممارسة لعبة تُسمى “mind pong”
متى ستكون هذه الشرائح متوافرة؟
أوضح نويوجوكيان الذي عمل مع أكاديميين آخرين على هذا النوع من الأبحاث لعقود أن “لا شيء في هذا المجال يحدث بين عشية وضحاها”. لكن شهد الابتكار التقني ازدهارًا خلال الفترة التي تتراوح بين الـ5 والـ10 سنوات الماضية، مع دخول المزيد من شركات الهندسة العصبية في هذا المجال.
رغم ذلك ، فإن حصول هذه الشرائح على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يستغرق وقتًا لأن “الخطر على السلامة الفردية مرتفع”. يمكن أن تشمل المخاطر النزيف أو الالتهابات. غالبًا ما يستغرق الأمر ما بين 10 و20 عامًا، لحصول الغرسة على الموافقة، لا سيما تلك التي تتضمن مثل هذه التكنولوجيا الجديدة.
ويُعتبر نويوجوكيان واثقًا بأن هذه التكنولوجيا ستساعد الناس في المستقبل، مؤكدًا أنه “ما من سبب يدعو لعدم نجاحها”. وتابع: “العلم موجود وسليم، وهو موجود منذ عقود، وهذا يمنحني الكثير من الضمانات. لأنه أمر ممكن”.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
حركات بهلوانية وركلات.. روبوت بشري يغزو الأسواق والسعر مفاجأة
بسعر أقل من 6000 دولار من المقرر أن يتواجد هذا الروبوت البشري المصنوع في الصين في الأسواق وهو روبوت R1 البشري الأرخص سعرًا في السوق.
فبينما لا تزال شركات التكنولوجيا الأمريكية تضع رؤيتها لمستقبل الروبوتات، تعمل شركة صينية بالفعل على نشر الروبوتات الشبيهة بالبشر من خلال نموذج بسعر 5900 دولار ويُباع أحدث روبوت بشري من شركة Unitree Robotics، المسمى R1، بسعر أقل من سيارة MG Comet EV ويبدو أن هذا يدل على مدى جدية شركة الروبوتات الصينية في الترويج لاستخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر على نطاق واسع.
في فيديو نُشر على منصة التواصل الاجتماعي X، يظهر الروبوت R1 وهو يؤدي حركة بهلوانية، ويمشي على يديه، ويسدد لكمة، ويستلقي ثم ينهض، ويركض أسفل التل، مما يُظهر مدى تطوره. يزن الروبوت حوالي 25 كجم، ويبلغ طوله حوالي مترين، وهو مزود بنموذج متعدد الوسائط كبير الحجم لأداء المهام المعقدة. كما يتميز R1 برؤية واسعة للغاية ومجموعة من أربعة ميكروفونات لمساعدته على التعرف على الأصوات والصور، ويدعم اتصال Wi-Fi 6 وBluetooth 5.2.
R1 الروبوت البشرييُعدّ R1 الروبوت البشري الأرخص سعرًا في السوق. وكانت شركة يونيكورن، ومقرها هانجتشو بمقاطعة تشجيانج، قد أطلقت سابقًا روبوتين بشريين: G1، الذي يبلغ ارتفاعه 130 سم ووزنه 35 كجم، وH1، الذي يبلغ ارتفاعه 180 سم ووزنه 47 كجم. ويبدأ سعرهما من 99,000 يوان (13,838 دولارًا أمريكيًا) و650,000 يوان (90,858 دولارًا أمريكيًا) على التوالي.
على عكس الهند، تمتلك الصين مئات شركات الروبوتات التي تُطوّر روبوتات بشرية متطورة، وتُنافس شركات التكنولوجيا الأمريكية. في حين أن روبوت شركة Unitree Robotics الشبيه بالإنسان لا يتجاوز سعره 5900 دولار أمريكي، كشف مجتمع الذكاء الاصطناعي Hugging Face الشهر الماضي عن روبوت بشري كامل الحجم، مفتوح المصدر، يُدعى HopeJR، بسعر 3000 دولار أمريكي فقط.
في الولايات المتحدة، أبدى الملياردير إيلون ماسك اهتمامه بتصنيع روبوتات بشرية متطورة مستقبلًا. روبوت أوبتيموس من تيسلا، الذي لم يُطرح تجاريًا بعد، قد يقل سعره عن 20 ألف دولار إذا وصل الإنتاج السنوي إلى مليون وحدة، مع العلم أن السعر النهائي سيعتمد على طلب السوق.
قال ماسك خلال حفل الإطلاق في عام 2022: "هدفنا هو صنع روبوت بشري مفيد في أسرع وقت ممكن". وأضاف أنه قد "يساعد ملايين الأشخاص في النهاية"، لكن تطبيقاته الأولية ستكون داخل مصانع سيارات تيسلا.
تُعد الروبوتات الشبيهة بالبشر من أروع الأمثلة على كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في ابتكار روبوتات، وهي رؤية لطالما تخيلها البشر، مثل أداء الأعمال المنزلية أو العمل في المصانع. عملت شركات مثل بوسطن ديناميكس لسنوات على تطوير روبوتات شبيهة بالبشر، لكنها لم تُنتج حتى الآن سوى نماذج أولية. حاليًا، تُستخدم الروبوتات على نطاق واسع في المصانع. أما في المنازل والمطاعم، فقد اقتصر استخدامها على روبوتات ذات قدرات أبسط، مثل روبوتات التوصيل ذات العجلات. في السابق، حاولت أمازون صنع روبوت منزلي يُدعى أسترو، وهو جهاز لوحي منزلي مزوَّد بكاميرا على عجلات، لكنه لم يحقق نجاحًا يُذكر حتى الآن.