لبنان ٢٤:
2025-06-03@13:15:17 GMT

دموع وظروف صعبة.. كيف يعيش 86 ألف نازحٍ داخل لبنان؟

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

دموع وظروف صعبة.. كيف يعيش 86 ألف نازحٍ داخل لبنان؟

نشرت وكالة الصحافة الفرنسية تقريراً جديداً سلطت فيه الضوء على أوضاع النازحين في جنوب لبنان، جرّاء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ 8 تشرين الأول الماضي.   وجاء في التقرير: منذ نحو 4 أشهر، فرّت إيناس طحيني مع عائلتها من بلدتها الحدودية في جنوب لبنان مع بدء حزب الله وإسرائيل تبادل القصف، ولم تظنّ أن النزوح سيطول وأن منزلها سيتضرّر جراء التصعيد.


وتتحسّر الأم لـ3 أطفال على مصير بيتها وعلى ظروف النزوح الصعبة بعدما باتت تقيم في مدرسة حولت على عجل إلى مركز إيواء في مدينة صور الساحلية يفتقد لأبسط مقومات الحياة.

وتقول طحيني (37 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية إن الإسرائيليين قصفوا بيت شقيقي؛ وهو ما أدى إلى احتراقه بالكامل، بينما تضررت شقتي في الطابق الأسفل.

وطحيني في عداد أكثر من 86 ألف شخص نزحوا، وفق الأمم المتحدة، من منازلهم منذ بدء التصعيد عبر الحدود على وقع الحرب في قطاع غزة التي اندلعت في السابع من تشرين الأول.

وتتعرّض البلدات الحدودية اللبنانية منذ وقتٍ لقصف إسرائيلي ردا على إطلاق حزب الله صواريخ من جنوب لبنان يقول إنها دعما للمقاومة الفلسطينية.

وتعتمد عائلة طحيني التي نزحت من بلدة عيتا الشعب الحدودية على راتب زوجها الجندي البالغة قيمته حاليا 150 دولاراً، والذي لم يكن يكفي العائلة حتى قبل النزوح.

وتوضح بينما امتلأت عيناها بالدموع: "لو كنت قادرة على استئجار منزل في صور لفعلت ذلك، لكن ذلك ليس بمقدورنا ولا نعرف ماذا سيحدث لنا".

وعيتا الشعب من البلدات الحدودية الأكثر تضرراً بالقصف الإسرائيلي الذي أدى إلى دمار عدد كبير من المنازل.

وتنشر "الوكالة الوطنية للإعلام" بشكل شبه يومي تقارير عن ضربات تلحق أضراراً بالغة بمنازل وتدمر بعضها الآخر. بدوره، يعلن "حزب الله" استشهاد عناصر منه في تبادل إطلاق النار مع إسرائيل، في حين يطال القصف مدنيين أيضاً.

وتنقل طحيني عن جيرانها تضرّر ممتلكات لهم جراء القصف الإسرائيلي، وتقول بحرقة: "على كل هؤلاء الناس أن يبدؤوا مجددا من الصفر".

"انقلبت حياتنا"
وتسبّب التصعيد باستشهاد 216 شخصاً في لبنان بينهم 161 مقاتلاً من حزب الله و26 مدنياً، ضمنهم 3 صحافيين، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية، بينما قُتل 15 شخصاً في الجانب الإسرائيلي بينهم 6 مدنيين، بحسب الجيش الإسرائيلي.

ويعلن "حزب الله" استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يرد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

وفي قاعة تدريس باتت مسكنه في مركز الإيواء ذاته في صور، يروي حافظ مصطفى (46 عاماً) أن أولاده العشرة انقطعوا عن التعلّم في المدارس والجامعات نتيجة النزوح.

ويقول الرجل الذي كان يعتاش من مزرعتي بقر قبل نزوحه من بلدته بيت ليف "اضطرت ابنتاي إلى التوقف عن ارتياد الجامعة بسبب عدم قدرتي على توفير 400 دولار قبل الامتحانات".

واستهدف القصف الإسرائيلي على حد قوله مزرعة يمتلكها مع شريكه، وهو ما أدى إلى مقتل عدد من الأبقار وهروب بعضها الآخر.

اضطر حافظ إلى بيع 17 بقرة كانت في مزرعة ثانية بسبب عدم قدرته على تأمين مكان لإيوائها ومن أجل توفير مورد عائلته، ويقول بحسرة: "كنا نعلّم الأولاد ومعنا المال وأمورنا جيدة… الحرب قلبت حياتنا رأسا على عقب".

ويتابع: "حتى لو عدت إلى بلدتي، فسأبدأ حياتي من الصفر"، مضيفاً: "ملّينا من الحرب، لقد طالت كثيراً ولم نعد نحتمل".

وتضم منطقة صور العدد الأكبر من النازحين مع هروب أكثر من 27 ألف شخص إليها، وفق الأمم المتحدة، ويقيم قرابة ألف منهم في مراكز إيواء.

ويقول رئيس وحدة إدارة الكوارث التابعة لاتحاد بلديات صور مرتضى مهنا: "هناك متطلبات كثيرة يحتاجها النازحون لسنا قادرين على تأمينها"، مضيفا: "لم نتوقّع أن تطول فترة النزوح.. والوضع يزداد تعقيدا".

ويحتاج النازحون المتحدرون من 87 قرية وبلدة معظمها حدودية، إلى مساعدات على الصعد كافة، وفق مهنا الذي كان يتحدث من غرفة إدارة الكوارث محاطا بمتطوعين وموظفين حكوميين يعملون بدون توقف وقربهم شاشات وقوائم عليها أسماء وأرقام هواتف.

وعلى وقع الانهيار الاقتصادي غير المسبوق وتدهور قيمة العملة المحلية منذ العام 2019 في لبنان، تضاءلت قدرة السلطات على تقديم الخدمات الأساسية.   ولم يتلق النازحون في منطقة صور، وفق مهنا، حصصا غذائية إلا مرة واحدة في غضون نحو 4 أشهر، وسط نقص في الحاجات الرئيسية من فرش وأغطية ووسائد.

ويتابع: "هذه العائلات خسرت ممتلكاتها وأشغالها وليست قادرة على شراء ما تحتاج إليه".

وعلى غرار مصطفى، يؤكد كثيرون أنهم وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها نازحين بعدما كانوا ميسورين وقادرين على تأمين كل احتياجاتهم.

واختار عباس فقيه (40 عاماً) النزوح مع زوجته وأطفاله الأربعة من قرية رب تلاتين إلى بلدة صريفا الواقعة على بعد 15 كيلومترا من الحدود والتي بقيت بمنأى عن القصف الإسرائيلي.

يعتبر عباس نفسه محظوظاً كونه يقيم مع عائلته الكبيرة في منزل من دون دفع بدل إيجار، ولتمكنه من نقل ماشيته إلى قطعة أرض قريبة، لكن ذلك لم يحل بدون خسارته بعضاً من مصدر رزقه.

يقول فقيه لوكالة الصحافة الفرنسية بينما يلهو أطفاله مع أولاد عمهم قربه: "كان لدي 250 رأسا من الماعز، بعت قرابة 60 منها حتى الآن من أجل تأمين الطعام للعائلة والعلف لبقية الماشية".

ويوضح أن العديد من الجديان المولودة حديثا ماتت بسبب البرد ولعدم جهوزية قطعة الأرض التي نقلها إليها. ويتحسّر لعدم قدرته هذا العام على زرع مواسم القمح والعدس.

ويأمل فقيه أن يتوقف القصف ويعود إلى قريته، ويقول: "نتابع الأخبار بفارغ الصبر على أمل سماع أخبار عن هدنة". (وكالة الصحافة الفرنسية)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الصحافة الفرنسیة القصف الإسرائیلی حزب الله

إقرأ أيضاً:

"ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي

مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وارتفاع أعداد القتلى، تتزايد الأصوات المعارضة داخل الجيش الإسرائيلي لا سيما بين جنود وضباط الاحتياط. وقد خرج بعضهم عن صمته علنًا، في انتقاد غير مسبوق للحكومة وقراراتها التي يصفونها بأنها غير أخلاقية وتحمل دوافع سياسية. اعلان

ومن بين هؤلاء يوڤال بن آري، جندي احتياط خدم في جولتين داخل القطاع، الأولى في الشمال والثانية في الجنوب، وقد أعلن عبر مقابلة مع شبكة NBC أنه يرفض المشاركة في ما وصفه بـ"جرائم حرب"، مشددًا على أن "الموقف الوطني الحقيقي هو أن تقول لا".

كما عبّر عن شعوره بالخجل والذنب حيال معاناة المدنيين في غزة، قائلاً: "أناشد الحكومة الإسرائيلية وقف تجويع مليوني إنسان".

بن آري، الذي أعيد تجنيده في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 رغم إصابته السابقة في ساقه، أشار إلى أن صدمته من حجم الدمار الذي شاهده خلال المهمة الأولى دفعته لاحقًا إلى طلب إعفائه من المهمة بعد أسبوع واحد فقط على انتشار جديد جنوب القطاع في آذار/مارس. وقد كتب عبر وسائل التواصل: "لن أرتدي هذا الزي العسكري ما دامت هذه الحكومة في السلطة".

ورغم تلقيه دعمًا من بعض أفراد عائلته وأصدقاء مقرّبين، فقد واجه بن آري أيضًا اتهامات بـ"الخيانة" و"التخلي عن الرهائن"، وهي اتهامات قال إنه كان يتوقعها. ودوّن تجربته لاحقًا في مقال بصحيفة "هآرتس" دون الإفصاح عن هويته.

تصاعد المعارضة داخل المؤسسة العسكرية

لم يكن موقف بن آري معزولًا عن موجة اعتراض آخذة في الاتساع، فمع انطلاق عملية "عربات جدعون" مطلع الشهر الجاري، تصاعد زخم الرافضين داخل الجيش الإسرائيلي.

ووفق منظمة "ريستارت إسرائيل"، التي ترصد الاعتراض على سياسات الحكومة، فقد وقّع أكثر من 12 ألف جندي حالي وسابق على رسائل احتجاج منذ انهيار الهدنة في آذار/مارس، دعوا فيها إلى وقف الحرب، وأعلنوا رفضهم أداء أي مهام قتالية مستقبلية في حال استمرارها.

جنود من الجيش الإسرائيلي ينعون الرقيب أول روعي ساسون، في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.Maya Alleruzzo/ AP

وفي هذا السياق، برز موقف الطيار المتقاعد غاي بوران (69 عامًا) في مقابلة مع شبكة NBC، والذي عبّر عن رفضه العلني لما يجري، مؤكدًا من تل أبيب أن الاعتراض لا يأتي من منطلق التعب بل لأن "هذه الحرب غير شرعية".

وكان بوران من أوائل من بادروا إلى صياغة رسالة احتجاج وقّع عليها نحو 1200 من الطيارين الحاليين والسابقين. واعتبر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "غارق في مشاكل قانونية خطيرة"، في إشارة إلى محاكمته في قضايا فساد.

ورأى بوران أن الحرب تُدار خدمةً لمصالح الشركاء اليمينيين في الائتلاف الحاكم، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين هددا بإسقاط الحكومة في حال التوصل إلى هدنة مع حماس، كما دعا كلاهما إلى "إبادة كاملة" للحركة، واحتلال غزة مجددًا وإعادة توطينها. وعلّق بوران قائلًا: "إسرائيل أصبحت رهينة لهذا الابتزاز السياسي".

حرب "غير إنسانية"

اعتراضات أخرى برزت من داخل صفوف ضباط الاحتياط. أحدهم، برتبة رائد، أعرب عن قلقه من تصريحات بعض الوزراء بشأن استخدام التجويع كأداة ضغط، قائلاً: "هذه لم تعد حكومة أخلاقية... على الجيش أن يضع حدًا لهذا الجنون".

وعلى الرغم من أن القانون الإسرائيلي يمنع فصل الموظفين دون مبرر قانوني، أفادت تقارير بأن الجيش قام فعلًا بفصل أو تهديد عدد من الجنود الموقّعين على رسائل الرفض.

في المقابل، اكتفى الجيش الإسرائيلي بإصدار بيان مقتضب قال فيه إن "الجنود الاحتياطيين الذين يتركون عائلاتهم ووظائفهم للدفاع عن البلاد هم ركيزة أساسية في قوة الجيش"، من دون أن يتطرق إلى الانتقادات أو الخلفيات السياسية المرتبطة باستمرار الحرب.

Relatedمظاهرات في تل أبيب تطالب بعودة الرهائن وبإنهاء الحرب في غزةإسرائيل تتهم ماكرون بشن "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية" بعد انتقاده الحرب على غزةغزة: جوع وطوابير ولا حل في الأفق.. الآلاف يتجمعون أمام مركز جديد للمساعدات في رفح

وفي ختام تصريحاته، قال بوران إن الصراع الجاري لم يعد سوى "حرب انتقام"، محذرًا من غياب الحلول الواقعية: "حتى الجيش يقول إن هذا ليس حلًا طويل الأمد. إذا احتلّ غزة، فعليه أن يطعم سكانها، ويعالجهم، ويوفر لهم التعليم والبنية التحتية. من سيتولى ذلك؟".

اعلان

أما بن آري، فاختصر موقفه بالقول: "لا يمكن تهجير مليوني إنسان من ديارهم بهذه البساطة... هذا فعل غير إنساني".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • آيفون 17 قد يخسر هذه الميزة الجديدة بينما باقي الهواتف تستفيد منها
  • سلام بحث مع حيدر والنابلسي أضرار العدوان الإسرائيلي
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: أطفال غزة يدفعون ثمنا باهظا للعدوان الإسرائيلي
  • جشي: العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة
  • شهداء وجرحى جراء استمرار القصف الإسرائيلي على غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر ثانٍ من حزب الله في جنوب لبنان
  • عن غارة أرنون... ماذا كشف الجيش الإسرائيلي؟
  • "ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • الشرطة الفرنسية تقف متفرجة بينما يتجه زورق مهاجرين إلى بريطانيا
  • من قلب الجيش الإسرائيلي... شهادات تفضح ما يحدث في غزة