واشنطن- مع تصاعد عنف الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وصل عدد الضحايا الفلسطينيين حتى الآن إلى نحو 500 شهيد طبقا لتقارير إعلامية موثقة.

وقالت الأمم المتحدة إن "غالبية هؤلاء استشهدوا على يد القوات الإسرائيلية، لكن 8 منهم على الأقل قُتلوا على يد المستوطنين الإسرائيليين".

وطالبت الحكومة الأميركية السلطات الإسرائيلية بتقديم توضيحات عاجلة، حول انتهاكات ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وسط قلق كبير بين عدد من المشرعين الديمقراطيين من انتهاك إدارة الرئيس جو بايدن لـ"قانون ليهي"، الذي ينص على حظر توريد الأسلحة للجهات الأمنية، التي تخالف المعايير الأميركية للحفاظ على حقوق الإنسان.

ما قانون ليهي؟

يشير مصطلح "قانون ليهي" إلى حكمين قانونيين أقرهما الكونغرس في 1997، ويحظران على الحكومة الأميركية تقديم مساعدات لقوات أو وحدات أمن أجنبية، حال وجود معلومات موثوقة تشير إلى تورط تلك الوحدات في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

ويرجع اسم القانون إلى السيناتور الراحل من ولاية فيرمونت، باتريك ليهي، ويتطلب تنفيذه من وزارتي الخارجية والدفاع وقف نقل المساعدات العسكرية الأميركية إلى "أي وحدة من قوات الأمن في دولة أجنبية، إذا كان لدى وزير الخارجية معلومات موثوقة بأنها ارتكبت انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان".

"قانون ليهي" أقره الكونغرس في 1997 بحظر تقديم مساعدات لمتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان (الجزيرة) إسرائيل استثناء

ودفع كل من لورا لومب، وويليام هارتونغ، من معهد كوينسي بواشنطن، إلى القول إن الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بخصوص دعوى جنوب أفريقيا حول احتمال ضلوع إسرائيل في أعمال إبادة جماعية في غزة، يجب أن يدفع إدارة الرئيس جو بايدن إلى مراجعة السياسة الأميركية الحالية، بشأن إمداد إسرائيل بالأسلحة التي تُستخدم في الهجمات على القطاع.

وطالب الكاتبان كذلك بالتخلي عن ممارسة منح إسرائيل معاملة خاصة واستثنائية، عندما يتعلق الأمر بإنفاذ قوانين حقوق الإنسان الأميركية القائمة، حول ما يتعلق بعمليات نقل الأسلحة.

ولطالما كان "الاستثناء الإسرائيلي" في تقديم المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل عُرفا دأبت عليه الإدارات الديمقراطية والجمهورية خلال العقود الأخيرة، حيث لم تُستدعَ معايير حقوق الإنسان، أو مخالفة القوانين الأميركية من إسرائيل.

وفي الأيام التي تلت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، بدأت وزارة الدفاع بإرسال الأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك القنابل ذات القطر الصغير، والذخائر الموجهة بدقة، والدبابات المدرعة، وقذائف المدفعية والذخيرة.

وقال البيت الأبيض والبنتاغون في ذلك الوقت إنهما لن يضعا "خطوطا حمراء" للنشاطات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وشدد وزير الدفاع لويد أوستن في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على أن الولايات المتحدة "لم تضع أي شروط على توفير" الأسلحة والمساعدات الأميركية لإسرائيل.

وعلى الرغم من وقوع جرائم قتل عديدة في الضفة الغربية على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، ومن قبل ذلك اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، لم تجد الحكومة الأميركية أي مسوّغ لتفعيل القانون.

ويقول جوش بول، مدير شؤون الكونغرس السابق في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية التابع لوزارة الخارجية، الذي استقال احتجاجا على إخفاق وزارة الخارجية في تطبيق قانون "ليهي" على إسرائيل، إن "عملية التدقيق الاستباقية عادة تُعْكَس بالنسبة لإسرائيل، حيث تُرَاجَع الادعاءات فقط، بعد أن تقدم الولايات المتحدة المساعدة بالفعل".

وأضاف بول في أحاديث صحفية "تقليديا يتطلب الأمر شخصا واحدا، وإشارة واحدة، لوقف تقديم المساعدة العسكرية، لكن في حالة إسرائيل، يتطلب الأمر إجماعا من جميع أصحاب المصلحة لوقفها. ومرة أخرى، لم يُتَوَصَّل إلى هذا التوافق في الآراء، على الرغم من توافر الادعاءات المقنعة، والمثيرة للقلق والمصداقية بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

وقبل أسبوعين، أوضحت صحيفة الغارديان البريطانية كيف طبقت وزارة الخارجية الأميركية معايير خاصة لإسرائيل لتتحايل بشكل أساسي على قانون "ليهي".

وخلافا للبلدان الأخرى، حيث يكفي ادعاء موثوق بسوء المعاملة من وحدة من الجيش أو الشرطة أو قوات الأمن القومي الأخرى، لمنع تلك الوحدة من تلقي المساعدة الأميركية، حتى يُفصل في المسألة، بالنسبة لإسرائيل يجب أن يكون هناك إجماع بين جميع مكاتب وزارة الخارجية على ذلك.

 

باحثان أميركيان: دعوى جنوب أفريقيا يجب أن تدفع إدارة بايدن لمراجعة إمداد إسرائيل بالأسلحة (الجزيرة) بايدن يتحرك ببطء

وتضغط إدارة بايدن على إسرائيل لتقديم إجابات بشأن سلسلة من الحوادث التي تقول إن وحدات الجيش الإسرائيلي العاملة في مدن الضفة الغربية المحتلة ربما تكون قد انتهكت "قانون ليهي".

ويشير الطلب الأميركي إلى أنه إذا أخفقت إسرائيل في تقديم إجابات مُرضية، فإن قواتها العاملة في الضفة الغربية لن تحصل على ذخائر من الولايات المتحدة.

وفي الأسبوع الماضي، أصدرت إدارة بايدن أمرا تنفيذيا يعاقب "الأشخاص الذين يقوّضون السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية"، مشيرة إلى "مستويات عالية من عنف المستوطنين المتطرفين، والتهجير القسري للناس والقرى وتدمير الممتلكات".

ووافق الرئيس بايدن على فرض عقوبات على 4 مستوطنين إسرائيليين متهمين بمهاجمة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. ووقّع بايدن أمرا تنفيذيا جاء فيه أن العنف في الضفة الغربية وصل إلى "مستويات لا تُطاق"، وتمنع العقوبات هؤلاء الأفراد من الوصول إلى أي ممتلكات، أو أصول لهم داخل الولايات المتحدة.

وعبَّرت النائب من ولاية ميشيغان، رشيدة طليب، ذات الأصول الفلسطينية، في تغريدة على موقع "إكس"، رفضها موقف الإدارة الأميركية.

وقالت "من غير المعقول أن الرئيس جو بايدن لم يراجع بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة تنتهك قانون "ليهي" أو القوانين الخاصة بنقل الأسلحة التقليدية المرسلة إلى الحكومة الإسرائيلية. المحاسبة يجب أن تُطبّق بغض الطرف عن انتماء الرئيس للحزب الجمهوري، أو الديمقراطي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الضفة الغربیة وزارة الخارجیة حقوق الإنسان على إسرائیل إدارة بایدن التی ت یجب أن

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن رواتب موظفي البيت الأبيض؟.. فجوة في الأجور وأعلى من إدارة بايدن

أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، تقريرها السنوي حول رواتب موظفي البيت الأبيض، كاشفة عن تفاصيل الرواتب التي يتقاضاها أكثر من 400 موظف خلال الولاية الثانية للرئيس الجمهوري. 

ويقدم هذا التقرير سنوياً إلى الكونغرس بموجب التشريعات الفيدرالية المتعلقة بالشفافية الإدارية.

ويُسلط التقرير الضوء على الفوارق في مستويات الأجور داخل البيت الأبيض، ويتيح مقارنة هيكل الرواتب الحالي بتلك التي كانت معتمدة خلال إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن.

أعلى الرواتب: من هي الأسماء البارزة؟
بحسب ما أوردته شبكة "فوكس نيوز"، تتصدر جاكلين كلوب، كبيرة المستشارين في البيت الأبيض، قائمة الأعلى أجرا براتب سنوي يبلغ 225 ألف و700 دولار، وهو الحد الأقصى المعتمد قانونيًا لموظفي البيت الأبيض.

وتليها مباشرة إدجار مكرتشيان، المستشار المساعد، براتب سنوي قدره 203 ألف و645 دولارًا، فيما يتقاضى 33 موظفًا آخرون٬ من بينهم شخصيات بارزة٬ رواتب تصل إلى 195 ألف و200 دولار. 

وتشمل هذه المجموعة أسماء مثل كارولين ليفيت (السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض)، وتوم هومان (مسؤول الحدود)، وسوزان وايلز (رئيسة الموظفين)، وبيتر نافارو (المستشار التجاري)، وستيفن تشيونج (مدير الاتصالات)، وستيفن ميلر (مستشار الأمن الداخلي).

وتتراوح رواتب مساعدي النواب ما بين 155 ألف و175 ألف دولار، بينما يحصل المساعدون الخاصون على ما بين 121 ألف و500 و150 ألف دولار. 

أما كُتّاب خطابات الرئيس فيتقاضون أجورًا تتراوح بين 92 ألف و500 و121 و500 دولار.

ترامب.. بلا راتب فعلي
رغم أن القانون الأمريكي يمنح رئيس البلاد راتبا سنويا يبلغ 400 ألف دولار، بالإضافة إلى بدلات بقيمة تصل إلى 169 ألف دولار تشمل نفقات سفر وترفيه وتجديد سكني، إلا أن ترامب واصل خلال ولايته الثانية تعهده بالتبرع بكامل راتبه لصالح وكالات حكومية، كما فعل في ولايته الأولى.

ورغم أن إجمالي المزايا الرئاسية يبلغ حوالي 569 ألف دولار سنويًا، إلا أن ترامب يُعد من بين رؤساء الولايات المتحدة القلائل الذين تنازلوا عن رواتبهم الرسمية.


موظفون بلا أجور.. لماذا؟
أظهر التقرير أن ثمانية موظفين في البيت الأبيض لا يتقاضون أي رواتب على الإطلاق، وذلك بسبب توليهم مناصب حكومية أخرى يحصلون بموجبها على تعويضات مالية. 

ومن أبرز هؤلاء، وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يعمل كمستشار للأمن القومي في البيت الأبيض دون تقاضي راتب إضافي، وكذلك المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يتقاضى أجره من وزارة الخارجية.

متوسط أعلى من عهد بايدن
يشير التقرير إلى وجود فجوة ملحوظة في سلم الرواتب داخل البيت الأبيض، حيث يتمركز كبار الموظفين في أعلى السلم بأجور تتجاوز 180 ألف دولار، بينما يتقاضى أكثر من 100 موظف رواتب تقل عن 80 ألف دولار سنويًا. 

وبحسب الأرقام، فإن متوسط الراتب في إدارة ترامب يبلغ 194 ألف و114 دولارا، وهو أعلى من متوسط رواتب إدارة بايدن لعام 2024، البالغ 166 و109 دولارا.

وتجدر الإشارة إلى أن إدارة بايدن كانت تضم في عام 2024 نحو 564 موظفا، أي أكثر من إدارة ترامب، لكن بعدد أقل من ذوي الدخول المرتفعة، إذ لم يتجاوز عدد من يتقاضون أكثر من 180 ألف دولار سوى 21 موظفًا فقط.

وتعكس هذه الأرقام توجه إدارة ترامب نحو تقليص عدد الموظفين مع التركيز على تعيين كبار مستشارين برواتب مرتفعة، مقارنة بإدارة بايدن التي اتسمت ببنية إدارية أوسع ولكن بأجور أكثر توازنًا. 

كما يثير الفارق في متوسط الرواتب تساؤلات بشأن أولويات الإنفاق داخل المكتب التنفيذي، ومستوى تركز السلطة وصناعة القرار بين نخبة ضيقة ذات أجور عالية.

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، من المرجح أن يُعاد طرح هذا التقرير كأداة للمقارنة بين رؤى الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإدارة البيت الأبيض، سواء من حيث الكفاءة الإدارية أو التوزيع العادل للموارد داخل الجهاز التنفيذي.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع الاستيطان بالضفة الغربية بولاية نتنياهو بنسبة 40%
  • أردوغان: إسرائيل حولت المنطقة إلى حمام دم ولن نصمت إزاء جرائمها
  • الخارجية الإيرانية: العار الأبدي لكل من يدعم إسرائيل أو يبرر جرائمها
  • تحذير إسرائيلي من تصاعد الإرهاب اليهودي بالضفة ضد الفلسطينيين
  • ماذا تعرف عن رواتب موظفي البيت الأبيض؟.. فجوة في الأجور وأعلى من إدارة بايدن
  • تاكنبرج: إسرائيل تُسيّس معاداة السامية لتبرير جرائمها
  • وزير الخارجية يحذر من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية بسبب استمرار الاقتحامات والاعتقالات وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية
  • البنتاغون تنتقد إدارة بايدن بشأن تزويد أوكرانيا بالأسلحة
  • إدانة عربية واسعة لدعوة إسرائيل بـ ضم الضفة الغربية
  • الأردن يدين دعوات عبرية لفرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية المحتلة