استقبل اللواء بحري أحمد حواش رئيس مجلس إدارة هيئة ميناء دمياط، وفد الخط الملاحي العالمي ONE -  ( Ocean Network Express ) أحد أكبر مشغلي شحن الحاويات في العالم خلال زيارتهم لميناء دمياط لبحث سبل تطوير أوجه التعاون المشترك بين الجانبين بهدف زيادة حجم أعمال الخط بميناء دمياط، حيث ضم الوفد الربان هوسونو يوكيو مدير عام تشغيل عمليات السفن العالمية بمنطقة أوروبا – افريقيا  رادك ماجرسكى، مدير تشغيل عمليات السفن العالمية بمنطقة أوروبا وأفريقيا ومحمد سلطان رئيس العمليات بمصر ومحمد السايس مشرف أول العمليات بمصر .

حيث قدم رئيس مجلس الإدارة عرض توضيحي تضمن أهم الفرص الاستثمارية والمزايا التنافسية التي يتمتع به الميناء إلى جانب أهم المشروعات الجارية والمستقبلية .

كما تناولت مناقشات وفد المكتب الإقليمي للخط الملاحي ONE بإنجلترا مع رئيس مجلس إدارة الهيئة الخطة التشغيلية وسياسات وخطط وتوجهات الخط الملاحي و حجم أعماله بميناء دمياط فى ضوء الأحداث الحالية بالمنطقة، والخطط المقترحة للتعامل مع هذه المستجدات إلى جانب تبادل المقترحات التي تساعد على زيادة أعمال الخط الملاحي بالميناء  وتقديم كافة التسهيلات لتحقيق هذا الغرض .

كما تم إطلاع الوفد على جهود هيئة ميناء دمياط فيما يخص أعمال تعميق الممر الملاحي وحوض الدوران وصولاً إلى عمق 18.5 م بما يساهم في استقبال أحدث أجيال سفن الخط الملاحي، والذى أثمر مؤخراً عن نجاح الميناء فى استقبال سفينة الحاويات (ONE FREDOM)، والتى وصل غاطسها إلى 16 متر وهو أكبر غاطس لسفينة حاويات تصل الميناء منذ افتتاحه، هذا بالتزامن مع المشروعات القومية الكبرى الجاري إقامتها بالميناء إلى جانب مشروع تعميق وتطوير الأرصفة التي قامت به شركة دمياط لتداول الحاويات والبضائع مؤخرا .

حضر اللقاء اللواء بحرى طارق عدلي نائب رئيس مجلس الإدارة للتخطيط ، رئيس الإدارة المركزية للحركة والمناطق، رئيس الإدارة المركزية للخدمات البحرية، ومدير عام الاستثمار بالهيئة .

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: دمياط حركة ميناء دمياط صومعة ميناء دمياط الخط الملاحی رئیس مجلس

إقرأ أيضاً:

الإدارة التي تقيس كل شيء.. ولا تُدرك شيئًا

 

خالد بن حمد الرواحي

حين يصبح القياس هدفًا لا وسيلة أمام لوحةٍ إلكترونية مزدحمة بالأرقام والألوان، يقف مديرٌ يراقب مؤشرات خضراء ونسب إنجاز مرتفعة وتقارير أسبوعية محكمة. كل شيء يبدو متقنًا على الشاشة، فتعلو ابتسامة اطمئنان على وجهه. لكن حين يغادر مكتبه إلى الميدان، يكتشف صورةً أخرى: معاملات متأخرة، موظفين مرهقين، ومراجعين ينتظرون أكثر مما ينبغي. هناك فجوة صامتة بين ما تعرضه المؤشرات وما يعيشه الواقع؛ فجوة تختبئ خلف الأرقام وتُخفي الحقيقة بدلًا من أن تكشفها.

لم تكن المشكلة في الأرقام، بل في الطريقة التي صارت تُستخدم بها. فالمؤشرات التي صُمِّمت لتكون بوصلةً للتطوير تحوّلت تدريجيًا إلى غايةٍ في ذاتها. صار همُّ بعض المؤسسات أن ترفع النسب وتُحسّن الرسوم البيانية، لا أن تُصلح المسار أو تُشخِّص الخلل. وهكذا، تزداد الأشرطة الخضراء بينما تتراكم الشكاوى، وتُكتب تقارير النجاح في الوقت الذي يشعر فيه الناس أن شيئًا لم يتغيّر.

وفي أحد الاجتماعات، عُرض تقريرٌ يوضح أن المؤسسة عقدت خلال شهرٍ واحد 42 اجتماعًا مقارنةً بـ18 في الشهر الذي سبقه، فصفّق الحاضرون. لكن السؤال الذي لم يُطرح كان: ماذا تغيّر بعد كل تلك الاجتماعات؟ فزيادة اللقاءات لا تعني زيادة الفهم، وكثرة المؤشرات لا تعني تحسّن الأداء. ما يُقاس غالبًا ليس النتائج، بل النشاط؛ لا الأثر، بل الجهد المبذول.

السبب في هذا الانفصال بين الصورة الرقمية والواقع العملي أننا نقيس ما هو سهل لا ما هو مهم. فعدد الاجتماعات أسهل من قياس جودة القرار، وعدد المعاملات أسهل من فهم تجربة المستفيد. ولأن الأسهل يتغلب على الأهم، تمتلئ التقارير بالأرقام التي يمكن جمعها بسرعة، لكنها لا تشرح شيئًا عمّا يجري حقًا. إنها أرقام بلا روح؛ تصف النشاط بحماس، لكنها تصمت حين يُسأل عن المعنى والغاية.

ومع مرور الوقت، تنشأ حالة من الرضا الزائف، فيظن المسؤول أن الإنجاز متحقق لأن المؤشرات خضراء، بينما يشعر الموظف والمستفيد أن الواقع لا يتحرك. وهنا تكمن أخطر مشكلة: فالفجوة بين الشعور بالنجاح وتحقيقه فعليًا قد تبتلع أعوامًا من الجهد دون نتيجة، لأننا اكتفينا بقراءة الأرقام دون قراءة الحياة داخلها.

الحل لا يحتاج إلى ثورة في الأنظمة، بل إلى مراجعة في الفهم. فالمؤشرات ليست خصمًا، بل أداة حين تُستخدم بحكمة. المطلوب العودة إلى السؤال الجوهري: ماذا نريد أن نفهم؟ هل نبحث عن زيادة الأرقام أم عن تحسين الواقع؟ حين يكون الهدف واضحًا، يصبح القياس تابعًا له لا متقدمًا عليه.

ولعل الخطوة الأولى تبدأ بتقليل الأرقام لا زيادتها. فبدل عشرات المؤشرات التي تشتت الانتباه، يكفي اختيار خمسة مؤشرات تمسّ جوهر الأداء، مثل رضا المستفيد، ووقت إنجاز الخدمة، وجودة القرار، ومستوى التعاون بين فرق العمل. ومع الوقت، يتحوّل القياس من سباقٍ لملء الجداول إلى ممارسةٍ للتعلّم والتحسين، تُحرّر المؤسسة من عبء الشكل وتعيدها إلى روح العمل.

وفي سياق التحول الرقمي الذي تتبناه «رؤية عُمان 2040»، لا تكفي الشاشات الذكية ما لم تُترجم بياناتها إلى قرارات تُحسّن تجربة المواطن وترفع كفاءة الجهاز الإداري. فالرؤية لا تدعو إلى مزيدٍ من المؤشرات بقدر ما تدعو إلى حوكمةٍ أفضل للبيانات وربطها بما يعيشه الناس، حتى يصبح كل رقم خطوةً ملموسة على طريق التغيير، لا مجرد قيمة تُضاف إلى ملف العرض.

في نهاية المطاف، لا تُقاس المؤسسات بعدد الشرائح في العروض، ولا بكثرة المؤشرات التي تتلوّن بالأخضر، بل بما يتغيّر في حياة الناس. فالأرقام قد تمنح شعورًا بالنجاح، لكنها لا تصنع النجاح ذاته إلا إذا رافقها فهمٌ لما وراءها. وحين نضع الواقع قبل الرسم البياني، ونبحث عن الأثر قبل النسبة، يصبح القياس أداةً للتطوير لا غايةً للتزيين. وعندها فقط، تصبح المؤشرات شاهدةً على التقدم لا ستارًا يخفي هشاشة الإنجاز.

 

مقالات مشابهة

  • تحويل ميناء دمياط إلى محور إقليمي.. الشركات والتوكيلات تقدم مقترحات التطوير
  • نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية سقياهم
  • نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية سقياهم
  • الإدارة التي تقيس كل شيء.. ولا تُدرك شيئًا
  • في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. تأهيل العاشر من رمضان يستقبل وفدا حقوقيا لمتابعة أوضاع النزلاء
  • مركز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان يستقبل وفداً من المجالس القومية والمنظمات الحقوقية
  • اطلع على برامجها ومبادراتها المجتمعية.. نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء جمعية الرحمة الطبية
  • سامح عبد الوهاب رئيسًا .. ننشر أسماء الفائزين بانتخابات نادي قضاة السويس
  • محافظ شمال سيناء يستقبل وفدا رفيع المستوى من السفارة الكندية
  • وزير الخارجية يستقبل وفداً أوروبياً برئاسة المبعوث الأوروبي الخاص لعملية السلام