وسط فوضى التهديدات الأمنية الكبيرة في الشرق الأوسط تواجه الولايات المتحدة منعطفا محوريا يتسم بالإحباط ويجبرها على حماية مصالحها، وخاصة في التحالف مع إسرائيل.

ومع ذلك، فإن المشهد يتغير، والهيمنة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط تجد نفسها عالقة في شبكة غير مسبوقة من التحديات. يتعمق هذا المقال في السيناريو المحتمل، ويسلط الضوء على تكثيف الضربات ضد الجماعات الإرهابية والجهود الهائلة للحفاظ على الهيمنة في مواجهة التهديدات المتزايدة.

ومع تصاعد مشهد التهديد، تستعد الولايات المتحدة لعرض غير مسبوق للقوة العسكرية، حيث تقوم الصواريخ الموجهة بدقة والطائرات بدون طيار بإطلاق العنان لكثافة نيران لا مثيل لها تهدف إلى تفكيك القدرات العملياتية للجماعات الإرهابية بشكل حاسم.

وتعمل الولايات المتحدة أيضًا من خلال تدابير السيطرة المالية، المدعومة بتعاون دولي لا هوادة فيه لتعطيل مصادر التمويل لهذه الجماعات وحماية المصالح الأمريكية بقوة.

في هذا العصر الذي يتسم بالتهديدات المعقدة، يحتل التعاون الاستخباراتي العسكري مركز الصدارة باعتباره وجهًا أساسيًا للهيمنة العسكرية الأمريكية.

الولايات المتحدة عازمة على التنسيق الوثيق مع الشركاء الإقليميين، والاستفادة من المعلومات الاستخباراتية المهمة والتقنيات المتطورة للمراقبة الصارمة للجماعات الإرهابية.

ويسعى هذا النهج الاستخباراتي، الذي يتمحور حول الجيش إلى إنشاء دفاع لا يمكن اختراقه، ولا يترك أي مجال للخصوم.

وعلى سياق متصل توجه الولايات المتحدة موارد مالية كبيرة إلى برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية ذات التوجه العسكري. والهدف منها هو تفكيك جاذبية الأيديولوجيات المتطرفة إعلاميا، والترويج النشط للخطابات المضادة التي تتحدى خطابات الجماعات المتطرفة لمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار.

وتشهد التحالفات العسكرية الأمريكية وخاصة مع إسرائيل، ارتفاعاً في درجة الحزم العسكرية المأمول. ويستلزم ذلك تقديم دعم لا ينقطع وتدريبا متقدما لقوات الأمن الإقليمية، وتعزيز القدرات لمواجهة التهديدات الإرهابية. حيث لا يزال التزام الولايات المتحدة العسكري تجاه إسرائيل ثابتًا، مما يملي موقفًا استراتيجيًا في المنطقة يعطي الأولوية للقوة العسكرية على المجاملات الدبلوماسية.

وتصبح الدبلوماسية العسكرية أداة استراتيجية للتنقل عبر الاختلافات الجيوسياسية المعقدة في الشرق الأوسط، مما يضمن بيئة آمنة لكل من الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، مع التزام لا لبس فيه بالتغلب على أي معارضة.

وفي مواجهة الإحباط والالتزام الصارخ بحماية نفسها ودعم إسرائيل، تقوم الولايات المتحدة بتنسيق رد فعل عسكري، للحفاظ على هيمنتها العسكرية في الشرق الأوسط. ولا تهدف هذه الاستراتيجية الحازمة إلى مواجهة التهديدات الأمنية المباشرة فحسب، بل تسعى أيضًا إلى خلق الظروف التي لا تترك مجالًا لنمو المنظمات الإرهابية.

عمرو جوهر – بوابة روز اليوسف

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: العسکریة الأمریکیة الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

أميركا وحلفاؤها ينددون بتزايد التهديدات من أجهزة المخابرات الإيرانية

نددت الولايات المتحدة و13 دولة غربية، اليوم الخميس بما وصفته بتصاعد مؤامرات الاغتيال والخطف والإيذاء التي تحاك من أجهزة المخابرات الإيرانية ضد أفراد في أوروبا وأميركا الشمالية.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة و13 دولة حليفة نددت "بتزايد التهديدات" من أجهزة المخابرات الإيرانية في بلدانها، وذلك في بيان مشترك صدر اليوم الخميس.

وأضاف البيان الصادر عن حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وألبانيا والنمسا وبلجيكا وكندا وجمهورية التشيك والدانمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد: "نحن متحدون في معارضتنا لمحاولات أجهزة المخابرات الإيرانية قتل وخطف وإيذاء الناس في أوروبا وأميركا الشمالية، في انتهاك واضح لسيادتنا".

وذكرت أن تنفيذ هذه الأعمال يتزايد بالتعاون مع شبكات إجرامية دولية.

علاقات متوترة

وكانت الولايات المتحدة قصفت في يونيو/حزيران الماضي 3 منشآت نووية إيرانية بينها منشأة فوردو، وذلك بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران.

وتحدث ترامب مرارا عن "محو" البرنامج النووي الإيراني بعد تلك الضربات، لكن تقييمات استخبارية أميركية ألقت بظلال من الشك على تلك التأكيدات.

وأكدت طهران أن برنامجها النووي تضرر كثيرا بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية، وهي تنفي بشدة سعيها لإنتاج أسلحة نووية.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الخميس، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن توافق على تعويض بلاده عن الخسائر التي تكبدتها خلال حرب يونيو/حزيران الماضي.

وأضاف في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز "عليهم أن يشرحوا لماذا هاجمونا في منتصف المفاوضات، وعليهم ضمان عدم تكرار ذلك".

وفي إطار ما يعتبر تشديد طهران موقفها قبل استئناف المحادثات النووية مع واشنطن، أكد عراقجي أن على الأميركيين أن يعوضوا إيران عن "الضرر الذي تسببوا فيه".

إعلان

ومن جهته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منتصف الشهر الجاري، أنه ليس في عجلة من أمره للتفاوض مع إيران لأن مواقعها النووية "دُمرت"، لكنّ الولايات المتحدة، بالتنسيق مع الترويكا الأوروبية، وافقت على تحديد نهاية أغسطس/آب المقبل موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق.

وعقدت الولايات المتحدة 5 جولات من المحادثات مع إيران قبل غاراتها الجوية في يونيو/حزيران، التي قال ترامب إنها "قضت" على برنامج تقول واشنطن وحليفتها إسرائيل إنه يهدف إلى تطوير قنبلة نووية.

مقالات مشابهة

  • أميركا وحلفاؤها ينددون بتزايد التهديدات من أجهزة المخابرات الإيرانية
  • مصطفى بكري: «الإخوان الإرهابية» أداة في يد إسرائيل والمخابرات الأجنبية
  • البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تحبذ إدراج جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية
  • واشنطن وحلفاؤها ينددون بتزايد التهديدات من مخابرات إيران
  • عاجل. بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل.. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية
  • وسط دعوات حصر السلاح.. ما هي القدرات العسكرية للجيش اللبناني وهل يمكنه مواجهة التهديدات الخارجية؟
  • مركز أمريكي: العقوبات والحملة العسكرية الأمريكية يفشلان في وقف هجمات صنعاء
  • منذ مطلع يوليو.. أوروبا تواجه موجة جفاف غير مسبوقة
  • أمواج تسونامي تبدأ بضرب سواحل الولايات المتحدة الأمريكية
  • خبير عسكري: الاحتلال يواجه ضغوطا دولية غير مسبوقة.. وارتباك واضح في الإدارة الأمريكية