فبراير 8, 2024آخر تحديث: فبراير 8, 2024

المستقلة/- وجدت السيدة Solongo Ganbold طريقها إلى علم الأحياء الدقيقة في مرحلة لاحقة من الحياة، بينما كانت تساعد والدتها في البحث الخاص بدرجة الدكتوراه، بفضل توجهها الدائم نحو العمل الخيري وخلفيتها الأكاديمية في مجال الاقتصاد. وقد كان سمّ نحل العسل (الأبيتوكسين) هو الذي استحوذ على اهتمامها لما يحتويه من إمكانات في مجال علاج مرضى السكري.

وبهذا الدافع الجديد، تحوّلت إلى رائدة أعمال، وكان حافزها أيضًا مسابقة اقامتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة).

وقد أرادت السيدة Solongo منذ نعومة أظفارها مساعدة الناس. فعندما كانت في الخامسة عشر من عمرها، تطوعت لتدريس اللغة الإنكليزية للفتيات اللواتي يعانين الحرمان. وفي سنّ المراهقة، عكفت على جمع الملابس القديمة للأيتام وأطفال الشوارع. وفي العشرينات من عمرها، وبفضل خلفيتها الاقتصادية، بدأت العمل في القطاع الحكومي والمنظمات الدولية من أجل مناصرة السياسات التي تصبّ في مصلحة الأطفال والنساء.

ولكن خلال إجازة الأمومة، بدأت في البحث عن التأثيرات العلاجية لسمّ نحل العسل.

وكلّما ازدادت علمًا بهذا الموضوع، كلما ازداد إدراكها لقدرتها على الاستفادة من هذه المعرفة العلمية لتطوير منتجات مبتكرة، مثل أنواع البلسم المسكّنة للآلام والمراهم المساعدة في الترميم المشتقة من سمّ نحل العسل. وأنشأت شركة “Magic Bee Foods”، ورغم الصعوبات المبكرة التي تصاحب أي شركة ناشئة، إلّا أن السيدة Solongo حافظت على عزيمتها.

وأتت لحظتها المحورية عندما فازت بالمركز الثاني في “تحدي ريادة الأعمال الزراعية”، وهي مسابقة مصممة لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال في قطاع الإنتاج الزراعي والغذائي وتحديد الشركات الناشئة الواعدة التي لديها حلول محتملة لتحديات القطاع.

وقد نُظّمت هذه المسابقة في إطار المشروع بعنوان مواءمة الميزانيات مع أهداف التنمية المستدامة من أجل تحويل العمالة في منغوليا الذي يموله الاتحاد الأوروبي وتتولّى تنفيذه منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ومن خلال العمل مع منظمة العمل الدولية، ساعد المشروع الحكومة على توفير خدمات عامة فعالة ومسؤولة ومتجاوبة في قطاع علاقات العمل والعمالة، ممّا أفضى إلى دعم إصلاح الميزانية ونظام الإدارة المالية وتعزيز القدرات المؤسسية.

وكانت المنافسة أكثر من مجرد مسابقة عادية؛ إذ قدّمت برنامجًا تدريبيًا شاملًا لحاضنات المشاريع وحلقات عمل في إطار معسكر تدريبي حيث قام الخبراء الرائدون في القطاع بتدريب المشاركين وتزويدهم بالمعارف والنصائح المحددة المصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم.

وكشفت السيدة Solongo أن مشاركتها في المسابقة شكّلت مصدر إلهامها لاستكشاف سُبل البحث والتطوير بشأن المنتجات الأخرى المستخرجة من سمّ نحل العسل.

إضافة إلى ذلك، اكتسبت السيدة Solongo بفضل الإنجاز الذي حققته في هذه المسابقة، مهارات قيّمة من رجال الأعمال ذوي الخبرة الذين أصبحوا مرشدين لها، وحصلت على ما تحتاج إليه من تمويل لجعل عملية الإنتاج الخاصة بها شبه آلية.

ونتيجة لذلك، تقول السيدة Solongo إن نشاطها التجاري انطلق أخيرًا مع زيادة المبيعات بنحو 16 ضعفًا مقارنة بما كانت عليه عندما أنشأت الشركة بمفردها في بداية الأمر.

وهي كانت في السابق تراوح مختبرها وتعمل على العلوم التي تكمن وراء المنتجات، ولا تتفاعل سوى بقدر ضئيل مع شبكات القطاع أو الشبكات التجارية. أما الآن، فقد أقامت علاقات مع شركات هندية ويابانية وهي تجري حاليًا مناقشات حول تصدير منتجاتها. وتبشّر هذه الشراكات بالكثير بالنسبة إلى أعمال السيدة Solongo.

كما أنها تشعر أن عملها يمثل فرصة لتمكين النساء الأخريات. ومع توسّع مشروعها، احتاجت إلى المزيد من الأشخاص للعمل بدوام كامل. وقد اختارت تقديم هذه الوظائف خصيصًا للنساء في منطقة تندر فيها فرص العمل.

وهي توظّف النساء المحليات، وبعضهن من ذوات التحصيل العلمي المحدود، وتوفّر لهن رواتب تنافسية وساعات عمل مرنة وإمكانية الحصول على فرص التدريب المختلفة. وتهدف رؤيتها إلى كسر حلقة الفقر وتعزيز التنمية الشخصية والمهنية للموظفات لديها.

وقالت السيدة Battsetseg Baatarzorig، وهي مساعدة في المصنع “أشكر السيدة Solongo على دعمها المستمر وإيمانها بنا. وبفضل هذا الدعم، اشتريت أرضًا لتشييد “الجير” [بناء سكني منغولي تقليدي] الخاص بي، وبات لدي الآن مكان أعتبره منزلًا لي. وقد شجعتني على الاستمرار في هواية الخياطة وأعطتني المال لشراء آلة خياطة، مما وفّر لي دخلًا إضافيًا. وأريد أن أعمل بمزيد من الكدّ والجدّ للمساهمة في رؤيتها الرامية إلى تمكين المرأة. فقد أحدثت مساعدتها فرقًا كبيرًا في حياتي”.

ويعمل حاليًا فريق السيدة Solongo بنشاط في مجالي البحث والتطوير لابتكار منتجات جديدة مشتقة من سمّ نحل العسل. ومع ذلك، من أجل المضي قدمًا في تحصيل درجة ماجستير العلوم في مجال التكنولوجيا البيولوجيّة، تعكف على البحث في الإمكانات العلاجية لسمّ نحل العسل في ما يخص سرطان الثدي، وذلك بهدف فهم آلياته للقضاء على الورم وتطوير علاج فعال من حيث الكلفة لدمجه مع علاجات السرطان التقليدية، ما من شأنه أن يقلّل في نهاية المطاف من الوفيات المرتبطة بالسرطان.

وتستخدم النساء الملهمات مثل السيدة Solongo شغفهن بالعلوم من أجل دفع عجلة التقدم وإلهام من هم حولهن. ومن خلال دعم رواد الأعمال المبتكرين في قطاع الإنتاج الزراعي والغذائي، تعمل المنظمة على دفع هؤلاء النساء والرجال نحو تحويل القطاع وتهيئة فرص جديدة لكسب العيش.

 

المصدر: FAO

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: نحل العسل من أجل

إقرأ أيضاً:

عمار المشاط: العراق يحتاج خلق بيئة أكثر جذبا للاستثمار

يونيو 7, 2025آخر تحديث: يونيو 7, 2025

المستقلة/-افاد المختص في الشأن الاقتصادي عمار المشاط بضرورة تهيئة بيئة أكثر جذبا للاستثمار في العراق.

وقال المشاط ان البلاد تحتاج حجم عمل كبير يمكنه ان يستوعب جهود عالمية ودولية، لافتا الى انه في ذات الوقت تتطلع شركات عالمية متخصصة في العمل داخل العراق.

وأشار إلى أن القطاع الخاص بدأ يوفر جميع المعدات التي يتطلبها العمل لجميع القطاعات وهذا يحسب لجهد القطاع الخاص الوطني.

ولفت إلى أن وكلاء الشركات العالمية المتخصصة في المعدات الثقيلة يوفرون في بغداد جميع متطلبات الشركات الاستثمارية.

مقالات مشابهة

  • العسل الاسود اللبناني مفقود
  • تحذيرات في غزة من ساعات حاسمة قبل توقف العمل بمستشفيات القطاع
  • نظام الصحة بغزة ينهار والمستشفيات على وشك الخروج عن الخدمة
  • مستشفيات غزة مهددة بالتوقف
  • تفقد سير أعمال تصفية سد ضمران وتنفيذ مبنى السلطة المحلية في الشعيب بلحج
  • منتجات تساعد على نمو الشعر
  • الزراعة تتفقد أعمال الجمعيات وأنشطة القطاع بالفيوم وبني سويف
  • عمار المشاط: العراق يحتاج خلق بيئة أكثر جذبا للاستثمار
  • برلمانية: الدولة وفرت بيئة أعمال محفزة تدعم تحقيق معدلات نمو مرتفعة
  • 3209 فرص عمل في 59 شركة خاصة تنتظر شباب 14 محافظة