اليمن في جاهزية عالية .. مواجهة التصعيد بالتصعيد
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تصر الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا على التعنت والاستمرار في معركة البحار لحماية إسرائيل من البأس اليماني، وعلى الرغم من الضربات الموجعة التي وجهت لهما إلا أن المؤشرات تدل على أننا قادمون إلى مرحلة تصعيد كبير وهو ما حذر منه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد.
مشهد احراق السفينة البريطانية “مارلين لواندا” لا يزال ماثلاً أمام القادة في لندن، فالسفينة ظلت تحترق من الليل إلى الليل، ومشاهد استهداف السفن الأمريكية والإسرائيلية لا تزال عالقة في أذهان القادة العسكريين في البيت الأبيض، لكنهم يتعمدون إخفاء هذه الحقائق الموجعة وحجبها عن العالم.
ويقول الخبير العسكري العميد ركن فضل الضلعي إن العدو الأمريكي والبريطاني هم أساس المشكلة في الشرق الأوسط، وأساس العدوان على اليمن وأساس العدوان على فلسطين، وهم الذين اعتدوا على العراق وليبيا ودمروا سوريا.
ويضيف أن العدو الأمريكي ظهر إلى الواجهة وبجانبه البريطاني-التابع لأمريكا أينما ذهبت- ليقوموا بعدوانهم المباشر على اليمن، بعد أن ظلوا يديرون العدوان على بلادنا بقيادة السعودية على مدى تسع سنوات مضت، لافتاً إلى أن لديهم أجندة متعددة ومنها تسليم المنطقة العربية للصهيونية العالمية.
وفيما يتعلق بالمسارعة الأمريكية البريطانية في العدوان على بلادنا حماية لإسرائيل يؤكد الضلعي أن قواتنا المسلحة جاهزة لوضع حد لهذا، وستصبح كل قواعدهم وكل مصالحهم وملاحاتهم في البحرين العربي والأحمر، وكذلك البحر الأبيض المتوسط أهدافاً سهلة للقوات المسلحة اليمنية.
العدو يعض أصابع الندم
ويمكن القول إن الإصرار الأمريكي البريطاني على حماية السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي هو الذي جلب لهما الكثير من المشاكل، وأدخل واشنطن ولندن في دائرة الاستهداف بعد أن كانت سفنهما تعبر البحر وهي آمنة، معتقداً أن العدوان على اليمن سيحد من قراره التاريخي بمنع السفن الإسرائيلية من المرور عبر البحر الأحمر، لكن واشنطن زادت الطين بلة.
وأثبتت اليمن بقيادته الثورية الممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أنها لا تخشى التهديدات، ولا تقبل بالترغيبات، وأنها ستمضي في المواجهة مع أمريكا وبريطانيا إلى أعلى سقف ممكن، وهذا ما أوقع الأمريكيون في مأزق، وفي مستنقع البحار اليمنية.
وفي هذا السياق يقول المتحدث باسم الأحزاب المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري إنه ومن خلال المعطيات الجديدة، وبالنظر إلى التطور التكنولوجي العسكري لدى القوات الجوية والبحرية والبرية تثبت صنعاء أن يدها هي الطولى، ليس فقط في البحرين الأحمر والعربي، ولكنها تجاوزت تلك الحدود.
ويضيف العامري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: “أصبح اليوم الكيان الصهيوني والنظامان البريطاني والأمريكي يعضان أصابع الندم جراء حماقاتهما التي باتت تدفع ثمنه غالياً لما شاهدته من الموقف اليمني الأصيل، مؤكداً أنه وبتوجهات وموقف القيادة الثورية المتمثلة في السيد القائد المولى عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- سيستمر اليمن في إسناد الشعب الفلسطيني، ويقف إلى جانب مظلوميته، ملتفاً حول هذا القائد الحكيم ، ومؤيداً لخياراته متمسكاً بها مهما كانت الخسائر.
ويؤكد أن الشعب اليمني مستعد للتضحية في سبيل الله، والذهاب إلى أبعد الخيارات الممكنة، وإلى أبعد مستوى من التصعيد الذي بدأه الأمريكي والبريطاني، ولن تتوقف العمليات العسكرية المعلنة الا بالشروط التي طرحها قائد الثورة وفوضه فيها أبناء الأمة اليمنية.
بدوره يؤكد الخبير السياسي والعسكري العميد ركن أحمد الزبيري أن استهداف السفن البريطانية والأمريكية يأتي في سياق الرد على الاعتداءات التي تعرض لها الشعب اليمني من التحالف الانجليزي الأمريكي البريطاني.
ويجدد الزبيري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” التأكيد على أن استهداف السفينة البريطانية “مارلين لواندا” كانت رسالة كافية للأعداء، فهي لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة، وأن المرحلة القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت.
ويؤكد أن الخيارات مفتوحة على مصراعيها، وأن أي اعتداء على اليمن لن يمر دون رد، وأن اليمن لن تتوقف تحت أي ظرف وستواجه التصعيد بالتصعيد، وهي على استعداد لخوض المعركة إلى النهاية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان على على الیمن
إقرأ أيضاً:
أزمة الصناعة الدفاعية الأمريكية: انهيار القدرة الإنتاجية في مواجهة التوسع الصيني السريع
رغم التشاؤم، ترصد نيويورك تايمز بوادر أمل. فقد بدأت الحكومة بإعادة بعض الإعانات لصناعة السفن، واستثمر البنتاغون نحو 6 مليارات دولار خلال العقد الماضي لدعم القوى العاملة وتعزيز البنية التحتية للصناعة
حذّرت صحيفة نيويورك تايمز من أن الصناعة الدفاعية الأمريكية تواجه أخطر أزمة في تاريخها الحديث، لا بسبب نقص التمويل، بل بسبب انهيار القدرة على الإنتاج السريع والفعال — في وقت يتسارع فيه المنافسون، وعلى رأسهم الصين، بخطى غير مسبوقة.
فبعد عقود من الاعتماد على مشاريع مكلفة ومعقدة، باتت الولايات المتحدة عاجزة عن بناء سفنها، طائراتها، أو حتى ذخيرتها، بالوتيرة والكفاءة المطلوبتين لردع خصومها أو خوض حرب طويلة الأمد.
وتشير الصحيفة إلى أن فشل مشروع فرقاطة "كونستيليشن" ليس استثناءً، بل عرضاً لخلل منهجي يضرب قلب القاعدة الصناعية الدفاعية.
من 1980 إلى اليوم: انهيار مُخطط لهتستعرض نيويورك تايمز جذور الأزمة في قرار استراتيجي اتخذه الرئيس رونالد ريغان في أوائل الثمانينيات، حين ألغى الإعانات الفيدرالية التي كانت تدعم صناعة السفن التجارية. فحتى عام 1980، كانت الولايات المتحدة تمتلك أكثر من 300 حوض بناء سفن تجاري، تنتج العشرات من السفن سنوياً.
ولكن إلغاء الدعم الحكومي أفقد هذه الأحواض قدرتها على المنافسة مع مصانع آسيوية منخفضة التكلفة، ما أدى إلى انهيار القطاع، وتسريح عشرات الآلاف من العمال، وترك البلاد تعتمد لاحقاً على بنية صناعية هشة لا تُنتج إلا للأغراض العسكرية.
واليوم، يعتمد الأسطول البحري الأمريكي — الذي يُفترض أن يكون الأقوى في العالم — في جوهره على تصاميم تعود إلى حقبة ريغان. وعلى مدى 35 عاماً، أطلقت البحرية أكثر من ستة برامج جديدة لبناء سفن — من زوارق ساحلية صغيرة إلى طرادات متقدمة — لكنها جميعاً، تقريباً، فشلت في الالتزام بالميزانية أو الجدول الزمني أو الأداء المطلوب.
ولم يختلف حال برامج الطائرات المقاتلة والقاذفات، التي يستغرق تطويرها اليوم نحو 12 عاماً في المتوسط، بينما تتقاعد الطائرات الحالية بوتيرة أسرع من قدرة سلاح الجو على استبدالها. وترى الصحيفة أن هذا التراجع ليس تقنياً فحسب، بل مؤسسياً: فقد فقد الاقتصاد الأمريكي، بما فيه قطاع الدفاع، قدرته على "البناء" بسرعة ودقة.
الصين لا تنتظروفي المقابل، تصف نيويورك تايمز الصعود الصيني بأنه "غير مسبوق في زمن السلم". فبكين تمتلك اليوم أكثر من 370 سفينة حربية — متفوّقة على الأسطول الأمريكي البالغ 296 — وتملك صواريخ فرط صوتية مضادة للسفن لم تدخل الولايات المتحدة حتى نسخة تجريبية منها الخدمة.
والأهم، كما تؤكد الصحيفة، أن الصين تُنتج حالياً أكثر من ثلاث سفن حربية مقابل كل سفينة أمريكية، ونحو 200 سفينة تجارية مقابل كل واحدة تُبنى في الولايات المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أن أكبر شركة صينية مملوكة للدولة لبناء السفن أنتجت وحدها أكثر من 250 سفينة العام الماضي، وأن السعة الإجمالية للإنتاج البحري الصيني تفوق ما أنتجته أحواض السفن الأمريكية مجتمعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية — وفقاً لتقديرات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن.
ويرى التقرير أن جذور الأزمة تكمن في تحوّل الصناعة الدفاعية إلى احتكار خماسي: لوكهيد مارتن، RTX، جنرال دايناميكس، نورثروب غرومان، وبوينغ. فهذه الشركات، التي تُعرف بـ"الشركات الرئيسية" (primes)، باتت خبيرة في إدارة العقود الحكومية والبيروقراطية، لكنها فشلت في تطوير القدرة على الإنتاج الضخم والسريع الذي تفرضه الحروب الحديثة — كما أثبتته تجربة أوكرانيا، حيث حوّلت الطائرات والزوارق المسيرة الرخيصة موازين المعركة ضد أسلحة تقليدية باهظة.
وبينما استثمر البنتاغون 700 مليار دولار في بناء السفن منذ التسعينيات، تقلّص الأسطول بنسبة 45%. وفي 2024، ذهب 86% من إنفاق البرامج الكبرى إلى المورّدين التقليديين، ما يكبح الابتكار ويُبقي النظام رهينة نموذج لم يعد يصلح للاستخدام.
وتسلط الصحيفة الضوء على أزمة العمالة المتفاقمة: فصناعة بناء السفن تضم 150 ألف عامل، لكنها ستحتاج إلى 140 ألفاً إضافياً خلال العقد المقبل فقط لتلبية طلبات الغواصات.
ومع ذلك، يعجز القطاع عن جذب المهارات المطلوبة، لأن الرواتب لا تكاد تختلف عن وظائف في قطاع الخدمات. "هذه مسألة رواتب بحتة"، وفقاً لوزير البحرية جون فيلان، في تصريح نقلته الصحيفة.
Related نيودلهي تُجمّد مفاوضات شراء أسلحة أمريكية على خلفية تعريفات ترامبأوكرانيا تستخدم أسلحة أمريكية لضرب الداخل الروسي وفق مسؤول غربيأسلحة أمريكية تصل للعمق الروسي.. كييف تستهدف مستودعًا على بُعد أكثر من 100 كيلومتر "كونستيليشن": قصة فشل متكاملةويقدم التقرير مشروع "كونستيليشن" كدراسة حالة مثالية للفشل المؤسسي. فالفكرة الأصلية — اعتماد تصميم فرنسي-إيطالي جاهز عبر حوض "مارينيت مارين" — كانت واعدة. لكن سرعان ما أدخل البنتاغون سلسلة لا نهاية لها من التعديلات: محرك كهربائي جديد، مولّد ديزل مختلف، مراوح معدّلة. وبدون قاعدة صناعية مرنة أو قوة عاملة كافية، تحول المشروع إلى كابوس تكاليف وتأخير، حتى ألغته البحرية في نوفمبر، تاركة سفينتين نصف منتهيتين، و93 عاملاً عاطلاً.
وتشير الصحيفة إلى أن محاولات إدخال الابتكار — مثل برنامج "ريبليكيتر" الذي أطلقته وحدة الابتكار الدفاعي (Defense Innovation Unit) — تعثرت بشكل صارخ. فرغم هدفه الطموح بشراء آلاف الطائرات والزوارق المسيرة خلال عامين، فشل البرنامج في تحقيق أهدافه الأولية. ويعزو التقرير ذلك إلى ما يُعرف بـ"وادي الموت": الفجوة القاتلة بين الابتكار الأولي والاعتماد الصناعي.
فبين 2001 و2016، تخلّى 40% من الشركات الناشئة عن السباق بعد ثلاث سنوات، و80% بعد عقد. ويعود السبب، وفق الصحيفة، إلى بيروقراطية العقود الفيدرالية — التي تمتد إلى نحو 2000 صفحة — وتمويل غير مستقر، وصلاحيات محدودة لجهات مثل وحدة الابتكار، ما يجعل من المستحيل على الشركات الناشئة التنافس مع "الشركات الرئيسية" التي تمتلك جيوشاً من المحامين وخبراء المشتريات الحكوميين.
ورغم التشاؤم، ترصد نيويورك تايمز بوادر أمل. فقد بدأت الحكومة بإعادة بعض الإعانات لصناعة السفن، واستثمر البنتاغون نحو 6 مليارات دولار خلال العقد الماضي لدعم القوى العاملة وتعزيز البنية التحتية للصناعة. كما دعا وزير الدفاع بيت هيغسيث إلى "إصلاح جذري" في سياسات الشراء، محذّراً مصنّعي الأسلحة في نوفمبر: "إما أن تُوفّروا ما نحتاجه، أو سنفشل. إنها مسألة حياة أو موت".
وتوصي الصحيفة بخطوات ملموسة: تمرير قانون "بناء السفن والبنية التحتية للموانئ من أجل الازدهار والأمن لأمريكا"، ورفع الإنفاق الدفاعي بنسبة نصف نقطة مئوية (ما يعادل نحو 150 مليار دولار) على القدرات التصنيعية، وتفعيل قانون الإنتاج الدفاعي في حالات الطوارئ لزيادة إنتاج الذخائر والصواريخ والقاذفات، وتخفيف القيود على الشركات الناشئة لتمكينها من الدخول في سلسلة التوريد الدفاعية.
وتختتم نيويورك تايمز تقريرها بتذكير تاريخي: فصناعات عملاقة — من الطيران إلى الأقمار الصناعية، الروبوتات، الرادار، تقنيات الموجات الدقيقة، وحتى وادي السيليكون — نشأت من رحم الاستثمار الدفاعي. وخلصت الصحيفة إلى أن إحياء القاعدة الصناعية الدفاعية ليس مسألة عسكرية فحسب، بل اقتصادية وطنية. فصناعة دفاعية قوية وسريعة الإنتاج لا تمنع الحروب فحسب، بل تخلق فرص عمل، وتدفع الابتكار، وتجعل أمريكا أكثر أمناً وأكثر ازدهاراً.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة