مئة لوحة من غزة.. لوحات تشكيلية نجت من المذبحة (صور)
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
يشهد متحف محمود درويش في مدينة رام الله، هذه الأيام، افتتاح معرض الفن التشكيلي "مئة لوحة من غزة"، في قاعة الجليل الذي يتواصل حتى الثلاثاء المقبل.
ويتضمن المعرض لوحات لثلاثين مشاركًا من فناني قطاع غزة الذين يعيشون في القطاع، بجانب لوحة وحيدة للفنانة الشهيدة هبة زقوت التي استُشهدت في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
موضوعات متنوعة تتحدث عنها الأعمال الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيلين في قطاع عزة؛ عن قسوة الحياة في قطاع غزة وكيف يرى الفنان التشكيلي تلك الحياة وعن علاقة الانسان بالطبيعة.
جدير بالذكر أن هذه اللوحات التي أحضرتها وزارة الثقافة الفلسطينية، قبيل بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بغية الإضاءة على "ما تُقدّمه غزّة للثقافة الفلسطينية"، وفق المُنظّمين. غير أنّ تدمير آلاف اللوحات والأعمال الفنّية والمراسم في القطاع خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة منذ أربعة أشهر، يجعل هذه اللوحات المعروضة من بين الأعمال الفنّية القليلة التي نجت من الإبادة.
وعلق وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف قائلا إن "عرض هذه اللوحات التي ربما تكون الناجية الوحيدة من المذبحة البشعة التي تقوم بها دولة الاحتلال بحق الفن والثقافة في غزة، يأتي ضمن التركيز على إبداعات غزة وقوة المشهد الثقافي في القطاع، ففي الوقت الذي يصارع فنانونا من أجل الحياة في خيام النزوح ومراكز الإيواء فإن أعمالهم الفنية تحتفل بالحياة وبالصمود والبقاء مثلهم".
وأضاف أن "عشرات الفنانين والفنانات قد خسروا مراسمهم وتم تدمير آلاف اللوحات الفنية التي كانت في تلك المراسم، بجانب أخرى ضمن المقتنيات الفردية والعامة".
يُذكر أن معرض "مئة لوحة من غزة" كانت قد أطلقته وزارة الثقافة منذ أكثر من عام، وعرضت خلاله اللوحات المئة في أكثر من مكان، كان آخرها في "ممشى الفن" خلال فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب في أيلول/سبتمبر الماضي، وسيتواصل المعرض في الأسابيع المقبلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير العدوان الفلسطينية المذبحة فلسطين المذبحة العدوان لوحات من غزة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
"رماد الطناجر".. وسيلة "رغد" لتجسيد مآسي غزة تحت وطأة الإبادة
غزة - خاص صفا "فكرة الرسم بشحبار الطناجر بدأت أول مرة خلال نزوحنا إلى المواصي قبل سنة ونصف، لم أكن وقتها أملك أي من أدوات الرسم شيئًا، حتى قلم الرصاص، فكان لا بد من إيجاد بديل يفي بالغرض فكان الفحم". بهذه الكلمات تُلخص النازحة رغد بلال شيخ العيد تطويعها لما هو متاح في سبيل التعبير عن معاناة أهالي قطاع غزة تحت وطأة حرب الإبادة، بما تملكه من مهاراة الفن والرسم. على ناصية خيمة نزوحها غربي مدينة خان يونس حيث لا حياة هنا سوى أيدٍ نحيلة أذابها الجوع، تحاول بقدر استطاعتها توصيف الحال الذي وصلت إليه غزة بعد ما يقارب العامين من الزمان. لم تكن لوحات رغد خطوط عابرة، بل كانت تجسيد لما تعيشه وباقي الغزيين، في ظل أزمات متفاقمة تنهش أجسادهم دون نهاية قريبة تلوح بالأفق. واقع مؤلم رغد التي هجرتها آلة الحرب الإسرائيلية من مدينة رفح، عكفت بكل طاقتها على تجسيد واقع غزة في لوحاتها التي كانت تنبض بالألم، كي تُحاكي وجعها ووجع من حولها، بلغةٍ بصرية ترى فيها كل ما لا يُقال. تقول شيخ العيد لوكالة "صفا": "كان الفحم البديل الذي سيعطي نتيجة أقرب ما تكون لقلم الرصاص، فبدأت أستخدم آثار احتراق أواني الطهي، وحوّلتها إلى لوحاتٍ تحاكي واقع الحياة بعد الحرب". وتضيف "أخذتُ أبحث في البيئة المحيطة حولي عما يمكن أن يقوم مقام الألوان والفرشاة، ليساعدني في خلق صورة تُحاكي الواقع كما هو، فكان الفحم وبقايا احتراق أواني الطهي الوسيلة التي يمكن أن تعبر عنه مثل الألوان والفرشاة". لم تكن لوحات رغد تقليدية عابرة، بل هي شهادة حية على مآسي قطاع غزة ترى في إحداها وجوه أطفال ينتظرون طعامًا على أبواب التكيات، وفي ثانية مشهد من مجزرة دوّار الكويتي، وفي ثالثة، طفلٌ استشهد جوعًا شمال القطاع، توثّق بالفحم حياة عجزت الكاميرا عن التقاطها. حلم لا يتوقف تتابع "أغلب أعمالي تتحدث عن وجع الأمهات، وعيون الأطفال، وركام البيوت، وأجساد الجرحى، أحاول بلوحة واحدة إيصال كل ذلك، بصمتٍ يختصر الكلام". وتردف "كنت أدرس أنظمة معلومات حاسوبية، لكن في سنتي الأخيرة تعطل اللابتوب الخاص بي، بسبب النزوح المتكرر، فاضطررت لتغيير التخصص، واليوم أبدأ من جديد بدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها". وتكمل حديثها "أرسم من الرماد، لأن هذا ما تبقى لي، أرسم لأنني لا أملك إلا هذا الشكل من الحياة". حياة النزوح والتشرد والنجاة بقطعة خبز في ظل خرب ضروس تعيشها رغد، إلا أنها تحتفظ بحلمها وتسعى لتحقيقه. تقول رغد: "أحلم بإقامة معرض فني خاص، تُعرض فيه لوحاتي التي رسمتها بشحبار الطناجر، لتكون شاهدًا على زمن عشنا فيه بلا أدوات، لكننا لم نتوقف عن الحلم".