أراد المشهد أن يكتمل في قطر، ففازت بكأس آسيا المرة الثانية في تاريخها، وانضمت لركب الدول القليلة التي فازت بها مرتين متتاليتين.
لقد كان الحصاد وفيراً في منصة الشرف وهي تحرز أيضاً وحدها دونما منازع كل الألقاب الأخرى الفردية، أفضل روح رياضية وأفضل هداف وأحسن لاعب وأحسن حارس، ناهيك عن الجائزة الكبرى التي تتعلق بتنظيم دقيق، وملاعب مبهرة، وفعاليات مبهجة، وحضور جماهيري ضرب رقماً قياسياً ففاق المليون ونصف المليون.
فازت قطر في النهائي على منتخب الأردن بثلاث ركلات جزاء، وهو مشهد لم يكن في الأحلام، ولكنه حدث، وقناعتي أنه لا مجال للتشكيك، فهناك من فعل من دون حتى أن يرى لمجرد أنها ثلاثة، ركلات الجزاء هي كذلك دائماً محفوفة بتعدد وجهات النظر، ووجهات النظر تبدو مقبولة، ما دام أنها ستكون بعيدة عن التشكيك الذي لا طائل من ورائه ولا تستحقه قطر بما أنجزت.
أما عن منتخب الأردن الشقيق فقد حاز الإعجاب، وبالعلامة الكاملة، قدم درساً مجانياً لكل من يريد في كل شيء، بدءاً من الروح الوطنية حينما تكون في أحسن حالاتها، وانتهاء بفنيات اللعبة ومهاراتها، وبأقل القليل من المصروفات والملاعب والدوريات. أعلم جيداً أنهم سعداء بما أنجزوه، ولكن المؤكد أن بداخلهم حسرة كامنة، لعدم اكتمال الحلم، وعصيان اللقب الذي كان يبدو مستحقاً.
لقد ذكرنا ذلك بمنتخب الإمارات في سنة 1996، حينما خسر النهائي بركلات الجزاء، ويومها تحولت الأفراح بالوصول للنهائي إلى أحزان، ومن أيامها ونحن مختلفون في توصيف ما حدث، هل كان المركز الثاني وفضية آسيا إنجازاً، أم إخفاقاً بعدما ضاع اللقب وتبدد الحلم بسبب ركلة جزاء؟!
آخر الكلام
مبارك لقطر، التنظيم والاستضافة والبطولة، والحظ الأوفر للأردن، فما حدث بداية لعهد جديد.
محمود الربيعي – جريدة البيان
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
دواء جديد يُحفّز تجديد خلايا العين ويُعيد الأمل لفاقدي النظر
صراحة نيوز ـ في اختراق طبي واعد، نجح فريق بحثي من كوريا الجنوبية في تطوير علاج جديد يُعيد الأمل لملايين الأشخاص حول العالم ممن فقدوا بصرهم، وذلك عبر تحفيز الخلايا العصبية في شبكية العين على التجدد ذاتياً.
وبحسب دراسة نُشرت حديثاً في موقع “ساينس أليرت” العلمي المتخصص، فإن الاختبارات الأولية التي أُجريت على الفئران أظهرت نتائج مبشّرة لدواء يعتمد على توصيل أجسام مضادة تعمل على حجب بروتين يُدعى Prox1، والذي يلعب دوراً رئيسياً في تعطيل قدرة خلايا العين على الشفاء الذاتي.
ورغم أن بروتين Prox1 يُعد مهماً في تنظيم الخلايا عموماً، إلا أن الباحثين وجدوا أنه يعيق تجدد الخلايا العصبية في شبكية العين عند الثدييات، عبر تسربه إلى خلايا دعم الأعصاب المعروفة باسم خلايا مولر الدبقية (MG) بعد حدوث ضرر. هذه الخلايا، المسؤولة عن إصلاح وتجديد الشبكية لدى بعض الكائنات مثل سمك الزرد، تفقد هذه القدرة لدى البشر بسبب تأثير هذا البروتين.
ويُعد الدواء الجديد أول تدخل مباشر يستهدف هذا البروتين ويُزيل العائق أمام خلايا MG، ما يُعيد لها القدرة الطبيعية على تجديد الأنسجة العصبية داخل العين.
وقال الباحثون: “يواجه المرضى المصابون بأمراض شبكية العين صعوبة في استعادة البصر بسبب افتقار الثدييات إلى آلية التجديد الذاتي التي تعتمد على خلايا MG، بعكس الفقاريات ذوات الدم البارد”.
وأشار التقرير إلى أن هذا النهج العلاجي لم يُختبر بعد على البشر، لكن النتائج التي تحققت على الفئران تشكّل خطوة هامة نحو تطبيقه سريرياً. ويتوقع الفريق أن تبدأ التجارب البشرية بحلول عام 2028، بعد إجراء المزيد من التطويرات والتحقق من الأمان والفعالية.
ويُذكر أن هذا البحث يُضاف إلى جهود علمية متسارعة لاستكشاف طرق مختلفة لعلاج أمراض العين، من بينها تنشيط خلايا الشبكية بالليزر أو زراعة الخلايا الجذعية، ما يعزز الآمال بقرب التوصل لعلاجات تعيد البصر للملايين حول العالم.