أبراج المخابرات بغزة.. من منطقة تعج بالحياة لخرابة من ركام
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
للوهلة الأولى، لزائر غريب عن قطاع غزة وعند دخوله منطقة أبراج المخابرات شمالي القطاع، يدرك أنه كأنها تعرضت "لزلزال عنيف دمر كل شيء".
لكن هذا ليس بزلزال، بل صواريخ أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلي على تلك المنطقة ودمرتها بالكامل، إضافة للتوغل البري لقوات الجيش التي شهدتها المنطقة.
منطقة أبراج المخابرات كانت مأهولة بالعديد من الأبراج السكنية والمنازل، ولكن بفعل القصف الإسرائيلي العنيف تحولت إلى ركام وحطام.
ويصعب التصديق أن هذه الأطلال كانت منازل مزدهرة وأبراج وملاعب كرة قدم وحدائق ومرافق عامة تعج بالحياة.
الدمار الذي حل بمنطقة المخابرات ليس محدوداً فقط للممتلكات والمباني، بل أيضاً للحياة البشرية، فقد تضررت آلاف العائلات الفلسطينية وتشردت، وقتل وأصيب بها المئات من المدنيين الأبرياء، وتدمير آلاف الدونمات الزراعية.
وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من تلك المنطقة، تمكنت عدسة الأناضول في رصد حجم الدمار الذي حل بها، حيث تحولت الأبراج والمنازل السكنية إلى ركام وأطلال.
وتجولت عدسة الأناضول في مختلف أرجاء المنطقة، ورصدت الأطلال التي كانت تمثل يومًا مركزًا للحياة والنشاط، وتحمل ذكريات دمرتها إسرائيل لسكان تلك المنطقة الذين عاشوا فيها لسنوات طويلة.
وأصبح الدخول لمنطقة المخابرات يتطلب شجاعة ويقظة فائقتين، إذ يواجه الفلسطينيون الذين يعودون لمنازلهم خطرًا شديدًا في كل خطوة، حيث تعج الطرقات بالحفر والأنقاض، والمباني التي توشك على الانهيار.
ويعتبر وجود الصواريخ الإسرائيلية الغير منفجرة تهديدًا مستمرًا يضاف إلى المشهد المأساوي الذي ارتكبته إسرائيل، حيث يتراوح الخطر بين الظاهر والمخفي، مما يجعل عودة السكان للمنطقة محفوفة بالمخاطر.
يقول الفلسطيني تحسين فكري (35 عاما) للأناضول: "لم أستطع تمييز مكان البرج الذي كانت تقع فيه شقتي السكنية، فالدمار كان في كل مكان كما لو أن زلزالًا ضرب المنطقة".
وأضاف: "الاحتلال دمر ذكرياتنا في هذه المنطقة وأتلف سنوات من العمل، ولكن رغم ذلك، هناك أمل في أن نعود ونعيد بناء حياتنا من جديد".
ولفت إلى أن "المنطقة أصبحت معدومة، فلا بنية تحتية سليمة، ولا مرافق عامة، ولا منازل. نحن نواجه حربًا لا مثيل لها، لم نشاهد مثل هذا الدمار إلا في الأفلام والمسلسلات، ولكن الآن نعيشها في غزة".
وذكر فكري، أن "هناك مخلفات للجيش وصواريخ لم تنفجر بعد تم إطلاقها على المباني".
بدوره، قال يوسف أبو حسين (42 عاما)، في حديثه لوكالة الأناضول: "لم أتخيل يومًا أنني سأعود إلى منطقة المخابرات لأجدها بهذا الدمار الهائل".
وأضاف: "كانت الحياة تزدهر هنا حدائق وملاعب كرة قدم، ولكن اليوم لم يبقَ أثر للحياة، الشوارع مليئة بالحطام والدمار ".
وتابع أبو حسين: "لم يرحم الاحتلال لا بشرًا ولا حجرًا، وقد غطى التخريب كل معالم المنطقة الجميلة التي عهدناها، فكل شيء تلاشى بسبب الدمار والخراب".
وأشار إلى أنه كان أمام منزله ملعباً، حيث كان يتجمع مع الأصدقاء ويستمتعون بلعب كرة القدم حتى منتصف الليل، ولكن الآن كل شيء دُمر.
ويتمنى أبو حسين، أن تعود الحياة إلى تلك المنطقة مرة أخرى، وأن تنتهي الحروب التي أفقدتهم كل شيء.
وكشف الانسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق في الضواحي الشمالية الغربية لمحافظتي غزة وشمال القطاع، في 1 فبراير/ شباط الجاري، لأول مرة منذ بدء عمليته البرية، عن حجم الدمار الذي طال المناطق السكنية والمعالم الدينية والبنى التحتية.
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية شملت توغله في عدة مناطق وأحياء بمحافظتي غزة والشمال.
وبدأ الجيش بالانسحاب التدريجي من مناطق بمحافظة شمال القطاع، منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي ليتبعها في بداية يناير/ كانون الثاني الماضي بانسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.
وبينما أعاد توغله في بعض المناطق بمحافظتي غزة والشمال، منتصف يناير الماضي، لتنفيذ عمليات سريعة، حيث يغير أماكن التوغل بين الفينة والأخرى، يتراجع بعد انتهاء عملياته إلى أماكن تموضعه قرب الأطراف الشرقية والشمالية من محافظة الشمال، والشرقية و"الجنوبية الغربية" بغزة.
يأتي ذلك بينما دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس، ومعظم ضحاياها من الأطفال والنساء، وفق السلطات الفلسطينية، كما تسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: تلک المنطقة کل شیء
إقرأ أيضاً:
نخيل "الصفرا".. بواكير موسم التمور "بشرى اقتصادية" لأهالي الجوف
يمثل موسم التمور في منطقة الجوف، علامة بارزة في موائد الضيافة، إذ يستبشر الأهالي في كل عام خلال الصيف بطرح النخيل إنتاجها من التمور.
فيما تبرز أصناف معينة من التمور التي تسبق غيرها في النضج، منها "الصفرا" أو "السياطية" وفقًا للتسميات المحلية، التي تمتاز بأسبقية تمور الجوف.
وتحظى "الصفرا" بعناية واهتمام بارزين من أهالي منطقة الجوف نظرًا إلى كونها أولى التمور التي تطرح رطبًا في المنطقة، إذ كان الأهالي قديما يزرعون نخيل "الصفرا" للظفر بإنتاجها المبكر كل عام، وفي الوقت الحالي تخصص حقول زراعية من هذا النوع، إذ يكثر الإقبال عليها إلى جانب الأصناف المتأخرة من غيرها.
وأوضح أستاذ البيئة والزراعة المشارك بقسم الأحياء في جامعة الجوف بسام العويش، أن جغرافية منطقة الجوف تتناسب مع زراعات متنوعة منها أنواع مختلفة من النخيل، إذ يمثل انخفاض مستوى مدينة سكاكا ومحافظة دومة الجندل بيئة مناسبة لإنتاج التمور.
فيما تشكل جغرافية الأرض المرتفعة في بسيطا وطبرجل تناسبًا لإنتاج أنواع مختلفة إضافة إلى الزيتون، وهذا التنوع يكسب المنطقة فرصة لتنوع الإنتاج الزراعي وجودته.
وأفاد بأن منطقة الجوف تنتج أصنافًا متعددة من التمور تمثل "الصفرا" و"السياطية" و"حلوة الجوف" و"الحيزا" أبرز الأنواع فيها، ويمتاز كل نوع بما حباه الله من مميزات في تبكير وتأخير طرح الرطب.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بواكير موسم التمور بشرى اقتصادية لأهالي الجوف - واس
وأشار إلى اهتمام أهالي منطقة الجوف بأنواع التمور الممتد من تاريخ أجدادهم في زراعة أنواع مختلفة، وتأتي "حلوة الجوف" في مقدمة الاهتمام بإنتاج التمور.
وتنظم منطقة الجوف في كل عام مهرجان التمور في محافظة دومة الجندل، إذ يقدم إنتاج المزارعين في بيئة اقتصادية تنافسية لتسويق إنتاج المنطقة من التمور، وتبرز مشاركة منتجات تحويلية مثل دبس التمر وعجين التمر والبكيلة في نسخ المهرجان.
ويأتي المهرجان في كل عام ليكون نافذة تسويقية للمزارعين والمنتجين في إنتاج التمور.