أبو الغيط والبديوي: «القضية الفلسطينية» والتدخلات الإيرانية أكبر التحديات
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
دبي: «الخليج»
أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وجاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن القضية الفلسطينية باتت أكبر التحديات التي تواجهها الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي في الوقت الراهن، داعين إسرائيل إلى إيقاف الحرب في غزة والعودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى، مشددين على أن التصرفات الإسرائيلية الحالية تهدد اتفاقيات السلام مع الدول العربية.
وحذرا خلال جلسة بعنوان رؤية إقليمية للفرص والتحديات المستقبلية، أدارها الإعلامي المصري عماد الدين أديب، خلال اليوم الثاني من فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، من مواصلة إيران تدخلاتها في شؤون الدول العربية بصفة عامة ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة، مؤكدين ضرورة وجود شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل بالكامل.
ووصف أحمد أبو الغيط الوضع العربي الراهن بالحزين الذي يحتاج إلى «لملمته» والذي جاء نتاجاً لآخر 20 عاماً كانت حافلة بالأخطاء والتداعيات؛ مشيراً إلى أن هذا هو التحدي الأول، الذي يحتاج إلى مواجهة عربية، فيما يتمثل التحدي الثاني في «المأساة الفلسطينية»، كما أسماها، والتي تتجسد في لأحداث التي نراها ونعيشها في غزة منذ أكثر من أربعة أشهر الآن، مؤكداً أن الغرب أصبح يؤمن بضرورة وجود دولة فلسطينية.
وفي إجابته عن سؤال حول الموقف تجاه ما تحاول أن تفعله إيران وإسرائيل من جر المنطقة إلى الصراع؛ قال أبو الغيط: «هذه ظاهرة منذ أكثر من 30 عاماً وليست وليدة اليوم.. الحل في تقديري يكمن في منع التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، وخصوصاً دول الخليج، وعدم استغلال القضية الفلسطينية من أجل تعميق المواجهة».
وتابع: «أعتقد بأن الملف النووي الإيراني هو مفتاح الحل والمشكلة في وقت واحد»، داعياً إلى ضرورة وجود شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل بالكامل، لأن الهدف من جميع تحركات إيران إنما هو حماية ملفها النووي».
وحول ما إذا كانت هناك إمكانية للوصول إلى سلام عربي شامل مع إسرائيل في ظل ما يحدث حالياً، أكد أبو الغيط أن إسرائيل بتصرفاتها الحالية أصبحت تهدد استمرارية اتفاقيات ومعاهدات السلام التي وقعتها مع الدول العربية، وخصوصاً اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن، لافتاً إلى أن طريقة التفكير الإسرائيلي تعني أن هناك مواجهة بينها وبين الدول العربية ل1000 سنة قادمة.
وتطرق الحوار إلى اجتماع الأمين العام لجامعة الدول العربية، مؤخراً، مع وزير الخارجية الأمريكي، حيث أشار أبو الغيط إلى أن أمريكا في الأسابيع القليلة الماضية، ومعها الغرب بأكمله، أخذوا في تغيير وجهة نظرهم تجاه ما تفعله إسرائيل في غزة، وهذا عكس موقفهم من الأحداث التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر.
وأضاف: «لست مع ما حدث في السابع من أكتوبر، لأن هناك أوضاعاً غير صحيحة نتجت عن ذلك، لكن في الوقت نفسه ما تفعله إسرائيل في حق المدنيين شيء من المستحيل قبوله، لقد بدأت أمريكا والغرب معها تأييد فكرة إنشاء دولة فلسطينية، وبالتالي بدأ الغرب يكتسب مصداقية معقولة، والأيام هي التي ستثبت مدى هذه المصداقية».
من جانبه قال جاسم البديوي: «تقيم دول مجلس التعاون الخليجي علاقات ثنائية مع إيران، حيث تقيم كل دولة منها علاقات تختلف قوتها من دولة إلى أخرى».
وأضاف: «تتعاطى دول مجلس التعاون الخليجي مع إيران بكل صراحة، فنحن نتحدث مع الإيرانيين بوضوح حول ضرورة عدم التدخل في شؤون الدول الخليجية، فإيران جار تاريخي ويجب إقامة حوار جاد وعميق معها».
وتابع: «يجب على إيران حسم أمرها فيما يتعلق بالملفات الإقليمية، وأن تمنع تدخلاتها في المنطقة، سواء في لبنان أو اليمن أو العراق، وكذلك في سوريا».
وتابع البديوي: «يمكن أن تتعامل دول الخليج ككتلة واحدة مع إيران، على أن يكون الحوار هو الحل، وليس أي شيء آخر؛ لأن هناك فرصاً عظيمة أمام دول الخليج والعالم العربي، وبالمثل يمكن أن توفر دول الخليج فرصاً مهمة لإيران».
وحول قدرة أمريكا على إيقاف إسرائيل عن ممارساتها الحالية، أفاد البديوي، بأن العالم يعول على أمريكا في أن تستخدم نفوذها على حليفتها إسرائيل، حتى توقف الحرب في غزة، مشدداً على أن هناك مخاطر كبيرة تحيط بالعالم والمنطقة بسبب استمرار هذه الحرب.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات أحمد أبو الغيط دول مجلس التعاون الخلیجی الدول العربیة دول الخلیج أبو الغیط أن هناک فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما حقيقة التهديدات بضرب المواقع النووية الإيرانية؟.. مباحثات سرية في عمان تطرح القضية
كشف مصدر مطلع عن مباحثات إيرانية - أمريكية غير رسمية جرت في العاصمة العمانية مسقط، أمس الأول، تخللها "نصف مرونة أمريكية" ما مهد لإعلان موعد انعقاد الجولة الخامسة من المباحثات العلنية التي تتم بين البلدين بوساطة عمانية.
وقال مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لصحيفة "الجريدة" الكويتية، إن الجانب الأمريكي أبدى ما وصفه بنصف مرونة» في مباحثات غير رسمية وغير علنية تمت خلف الكواليس في مسقط، أمس الأول، مبينا أنها أثمرت تحديد موعد إجراء الجولة الخامسة من المفاوضات الصعبة والشائكة بين البلدين التي أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أنها ستعقد الجمعة في روما.
وأضاف المصدر الذي نقلته عنه "الجريدة"، أن الوفد الأمريكي غير الرسمي تفهّم تمسك طهران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها كحق مشروع بحسب القوانين الدولية مع فتح المجال أمام بحث الموضوع بهدف إيجاد إطار مقنع للجانبين على طاولة المفاوضات، حيث يتمسك صقور إدارة الرئيس دونالد ترامب بضرورة منع أي تخصيب داخل الجمهورية الإسلامية.
وبحسب المصدر، فإن الأطراف الإيرانية التي شاركت بالجلسة أكدت أن طرح تلك القضية على طاولة المباحثات عمليا سينسف المفاوضات برمتها لأن الجانب الإيراني الرسمي لا يمكنه الموافقة على وقف التخصيب إضافة إلى أن قيام الجانب الأميركي بطرح مواضيع يجب بحثها على طاولة المفاوضات عبر وسائل الإعلام يؤدي إلى ايجاد ضغط على الوفد المفاوض في الداخل الإيراني تقلص من فرص التوصل إلى تفاهم.
وأشار إلى تطمينات أمريكية للوفد الإيراني بأن ما يتم طرحه عبر وسائل الإعلام حتى على لسان الرئيس دونالد ترامب أو مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف ليس بالضرورة آخر الخط لكنه ضرورة لامتصاص المعارضة القوية للمفاوضات داخل إدارة ترامب الذي يريد هو نفسه أن يعكس صورة الرجل القوي القاطع في المباحثات بشأن الصفقة المحتملة والتي لا يرغب بأن تظهر كأنها مماثلة لاتفاقية 2015 التي انسحب منها عام 2018.
وتحدث المصدر عن تأكيد الجانب الأمريكي أن ترامب هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يعارض أي عمل عسكري ضد طهران وفي حال أقدم على مثل تلك الخطوة دون تنسيق مسبق وكامل معه، فإنه سيتخذ خطوات لا يمكنه تصورها، مؤكدا أنه لن يسمح بجره إلى أمر واقع على غرار ما كان يفعله مع الرئيس السابق جو بايدن.
وأوضح أنه عقب المشاورات التي امتدت أكثر من 5 ساعات أبلغ الجانبان المسؤولين في طهران وواشنطن بتفاهماتها حيث قام وزير الخارجية العمانية بإعلان موعد الجولة الخامسة.
كما لفت إلى أنه عقب الإعلان طلب وزير الخارجية رئيس الوفد الإيراني المفاوض عباس عراقجي من نظيره العماني التأكد من أن الجانب الأميركي لن يطرح موضوع وقف التخصيب على الأراضي الإيرانية لأن ذلك سيضيع وقت الجميع بالمباحثات التي بدأت منذ 39 يوما.
والخميس، أعلن وزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي، أن الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية - الأمريكية تعقد الجمعة، في روما.
يأتي هذا ذلك بعد تحفظ وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على المشاركة، مع تأكيده تمسك طهران بخيار التفاوض وعدم انسحابها من المسار الدبلوماسي.
وبعد أربع جولات من المحادثات التي تهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق المحادثات.
وسبق أن شكك المرشد الإيراني علي خامنئي فيما إذا كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق.
وقال إن على الطرف الأمريكي أن يتوقف عن "الهراء"، مضيفا "خسئوا من تحدثوا عن وقف التخصيب".