صحيفة تركية: زيارة أردوغان لمصر تسطر فصلًا جديدًا من العلاقات بين أنقرة والقاهرة
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
وصفت صحيفة «صباح» التركية، الزيارة الرسمية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى مصر اليوم الأربعاء، حيث يستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى بأنها تمثل تطورا مهما فى العلاقة الآخذة فى التطور بين تركيا ومصر، إذ تعد هذه الزيارة بمثابة شهادة على التقدم الكبير الذى تم إحرازه فى مسيرة العلاقات بين البلدين.
وقالت الصحيفة، في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني، إن هذه التطورات تشير إلى تحول نحو تعاون جديد حيث تظل منطقة الشرق الأوسط تحظى بأهمية حاسمة بالنسبة للسياسة الخارجية التركية، لا سيما فيما يتعلق بالسياسات الأمنية التي تركز على سوريا والعراق، والتعاون المتنامي في مجال الصناعة مع دول الشرق الأوسط علاوة على ذلك أصبحت تركيا مركزا مهما للتفاعل بين مواطني الدول العربية ليس فقط للزيارات القصيرة ولكن كمركز للمشاركة الكبيرة".
وأشارت إلى أن مصر باعتبارها لاعبا رئيسيا في العالم العربي، تحتل موقعا فكريا وسياسيا محوريا.. قائلة: "إن العمق التاريخي للعلاقات التركية المصرية والذي يتميز بالتبادلات الثقافية المكثفة والتفاعلات الفكرية والسياسية، يؤكد أهمية هذه العلاقات، وعلى الرغم من فترات الخلاف السياسي، فقد استمرت الصداقة الرمزية بين الأتراك والمصريين".
وقالت الصحيفة التركية "إن الرئيس السيسي يقدر العلاقات مع تركيا، وبالمثل، يعطي الرئيس أردوغان الأولوية للعلاقات مع مصر معترفا بالحقائق الهيكلية التي تغير المنطقة، إذ تهدف المبادرات التي أطلقها أردوغان إلى تعزيز فهم جديد للدول العربية، والاعتراف بالظروف المتغيرة وترشيد دور تركيا في الشرق الأوسط في هذا العصر الجديد".
ورأت "صباح" أن العلاقة المتطورة بين تركيا ومصر - والتي ترتكز على الروابط التاريخية التي شكلتها الجهود الدبلوماسية الأخيرة - تعكس تحولا أوسع في المشهد الجيوسياسي في المنطقة وبينما تسعى تركيا إلى إعادة تعريف نفوذها في الشرق الأوسط فإن الحوار مع مصر يرمز إلى محور استراتيجي نحو المشاركة التعاونية والبناءة مما يمهد الطريق لفصل جديد في السياسة الإقليمية.
ويحمل هذا التطور - الذي يرمز إلى إعادة ضبط السياسة الخارجية التركية على نطاق أوسع- في طياته وعدا بتعزيز الاستقرار والتعاون في منطقة تتسم بالتعقيد والتحول.
ووفقا للصحيفة فإنه منذ السابع من أكتوبر الماضي، أصبح الشرق الأوسط مرة أخرى بؤرة للتوتر الجيوسياسي، ولم يؤد الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى تسريع الجهود الدبلوماسية بين الدول المجاورة مثل مصر والأردن فحسب بل وأيضا بين اللاعبين الإقليميين في حين ترى مصر أهمية في تعزيز العلاقات.
ونوهت في هذا السياق بأن العلاقة بين تركيا ومصر باتت تكتسب أهمية إضافية.. قائلة: "إن جهود أردوغان الرامية إلى تنويع مجالات التعاون المحتملة مع مصر، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتعميق التعاون في المسائل الأمنية، يمكن أن تضطلع بدور حاسم في منع الصراعات في المنطقة، ومن الممكن القول إن تركيا ومصر لهما مصالح مشتركة فيما يتعلق بفلسطين، وكلاهما يدعم رؤية الدولة الفلسطينية المستقلة، علاوة على ذلك، فإن وصول مصر إلى غزة يمكن أن يسهل تنسيق تركيا لجهود المساعدات الإنسانية المتمركزة في غزة".
ومضت الصحيفة تقول: "إن أحداث السابع من أكتوبر قد فرضت الواقع على الجهات الفاعلة الإقليمية والمتمثل في أن التعاون أمر بالغ الأهمية".. مشيرة إلى أن السبب وراء كثافة وسرعة الدبلوماسية غير المسبوقة بين دول المنطقة هو من الدروس المستفادة من عواقب النزاعات السابقة، فهناك مجموعة واسعة من مجالات التعاون بين مصر وتركيا، كما أن الالتزام الراسخ على مستوى القيادة لن يمنح زخما إيجابيا للعلاقات الثنائية فحسب وإنما أيضا يقلل من المخاطر الإقليمية، ويخلق تأثيرا داعما للاستقرار.
واختتمت الصحيفة التركية مقالها بالقول: "إن هذا التركيز المتجدد على التعاون يعكس وعيا يتسم بالفطنة بالترابط بين الديناميكيات الإقليمية والحاجة إلى بذل جهود متضافرة لمجابهة التحديات المشتركة، وإن إمكانية قيام تركيا ومصر بالقيادة بالقدوة والاستفادة من مواقفهما الاستراتيجية ومصالحهما المشتركة، بمقدوره أن يمهد الطريق لمشهد شرق أوسطي أكثر استقرارا وتعاونا، ويقدم هذا النهج -الذي يرتكز على الدبلوماسية العملية والمصالح المتبادلة- خطة لتخفيف التوترات وتعزيز المناخ الذي يفضي إلى السلام والاستقرار في المنطقة.
اقرأ أيضاًالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصل القاهرة للقاء الرئيس السيسي
قمة مصرية - تركية بين الرئيسين السيسي وأردوغان بالقاهرة اليوم
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أردوغان السيسي قمة مصرية تركية الشرق الأوسط ترکیا ومصر
إقرأ أيضاً:
تركيا ومصر في خدمة العدو الصهيوني.. شراكة لوجستية لكسر الحصار البحري اليمني
يمانيون |
في ظل الحصار البحري الصارم الذي تفرضه القوات البحرية اليمنية على الملاحة المرتبطة بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر، تكشف بيانات ملاحية حديثة عن استمرار تعاون تركي ومصري مكشوف مع كيان الاحتلال، بهدف كسر هذا الحصار والالتفاف عليه عبر مسارات بديلة وإجراءات لوجستية معقدة.
مواقع تتبع السفن أوضحت أن تدفق الشحنات التجارية إلى الموانئ الصهيونية لم يتوقف، بل يتم عبر خطوط بحرية تربط موانئ تركيا ومصر بموانئ حيفا وأسدود، في تحدٍ صريح للتحذيرات اليمنية، وتواطؤ واضح مع العدو الذي يرتكب جرائم حرب وإبادة في غزة.
وبحسب الأرقام، فقد استقبل ميناء حيفا خلال مطلع أغسطس الجاري 6 سفن قادمة من تركيا ومصر، شملت ناقلات نفط وسفن نقل مركبات وشحنات أسمنت وبضائع متنوعة، فيما وصل إلى ميناء أسدود سفينتان من البلدين، مثّلتا معاً ما نسبته 24% من إجمالي حركة السفن القادمة من مختلف أنحاء العالم.
الإحصائيات نفسها تكشف أن 28% من الواردات البحرية للكيان الصهيوني مصدرها تركيا ومصر، حيث تصدّر أنقرة للعدو مركبات وأجهزة كهربائية ومعادن، بينما تؤدي الموانئ المصرية، وخاصة ميناء بورسعيد، دوراً محورياً في عمليات الترانزيت وإعادة الشحن، ما يتيح للكيان تفادي خطوط الملاحة المحاصَرة من قبل اليمن.
رصدت البيانات حركة نشطة للسفن في الاتجاه المعاكس أيضاً، حيث غادرت 12 سفينة من الموانئ الصهيونية نحو تركيا، و15 سفينة نحو الموانئ المصرية، وهو ما يعكس شبكة تبادل تجاري نشطة رغم الحظر، ويؤكد حجم التورط اللوجستي في دعم اقتصاد العدو.
هذا التعاون البحري لا يقف عند حدود التجارة، بل يمثل دعماً استراتيجياً لآلة الحرب الصهيونية، ويكشف عن اصطفاف سياسي واقتصادي مع العدوان الأمريكي-الصهيوني على غزة واليمن، رغم التحذيرات المتكررة من القوات المسلحة اليمنية التي شددت على أن أي طرف يقدم تسهيلات أو يتعامل مع العدو سيكون عرضة للاستهداف والمخاطر أثناء عبوره في البحر الأحمر أو مضيق باب المندب.