وصفت صحيفة «صباح» التركية، الزيارة الرسمية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى مصر اليوم الأربعاء، حيث يستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى بأنها تمثل تطورا مهما فى العلاقة الآخذة فى التطور بين تركيا ومصر، إذ تعد هذه الزيارة بمثابة شهادة على التقدم الكبير الذى تم إحرازه فى مسيرة العلاقات بين البلدين.

وقالت الصحيفة، في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني، إن هذه التطورات تشير إلى تحول نحو تعاون جديد حيث تظل منطقة الشرق الأوسط تحظى بأهمية حاسمة بالنسبة للسياسة الخارجية التركية، لا سيما فيما يتعلق بالسياسات الأمنية التي تركز على سوريا والعراق، والتعاون المتنامي في مجال الصناعة مع دول الشرق الأوسط علاوة على ذلك أصبحت تركيا مركزا مهما للتفاعل بين مواطني الدول العربية ليس فقط للزيارات القصيرة ولكن كمركز للمشاركة الكبيرة".

وأشارت إلى أن مصر باعتبارها لاعبا رئيسيا في العالم العربي، تحتل موقعا فكريا وسياسيا محوريا.. قائلة: "إن العمق التاريخي للعلاقات التركية المصرية والذي يتميز بالتبادلات الثقافية المكثفة والتفاعلات الفكرية والسياسية، يؤكد أهمية هذه العلاقات، وعلى الرغم من فترات الخلاف السياسي، فقد استمرت الصداقة الرمزية بين الأتراك والمصريين".

وقالت الصحيفة التركية "إن الرئيس السيسي يقدر العلاقات مع تركيا، وبالمثل، يعطي الرئيس أردوغان الأولوية للعلاقات مع مصر معترفا بالحقائق الهيكلية التي تغير المنطقة، إذ تهدف المبادرات التي أطلقها أردوغان إلى تعزيز فهم جديد للدول العربية، والاعتراف بالظروف المتغيرة وترشيد دور تركيا في الشرق الأوسط في هذا العصر الجديد".

ورأت "صباح" أن العلاقة المتطورة بين تركيا ومصر - والتي ترتكز على الروابط التاريخية التي شكلتها الجهود الدبلوماسية الأخيرة - تعكس تحولا أوسع في المشهد الجيوسياسي في المنطقة وبينما تسعى تركيا إلى إعادة تعريف نفوذها في الشرق الأوسط فإن الحوار مع مصر يرمز إلى محور استراتيجي نحو المشاركة التعاونية والبناءة مما يمهد الطريق لفصل جديد في السياسة الإقليمية.

ويحمل هذا التطور - الذي يرمز إلى إعادة ضبط السياسة الخارجية التركية على نطاق أوسع- في طياته وعدا بتعزيز الاستقرار والتعاون في منطقة تتسم بالتعقيد والتحول.

ووفقا للصحيفة فإنه منذ السابع من أكتوبر الماضي، أصبح الشرق الأوسط مرة أخرى بؤرة للتوتر الجيوسياسي، ولم يؤد الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى تسريع الجهود الدبلوماسية بين الدول المجاورة مثل مصر والأردن فحسب بل وأيضا بين اللاعبين الإقليميين في حين ترى مصر أهمية في تعزيز العلاقات.

ونوهت في هذا السياق بأن العلاقة بين تركيا ومصر باتت تكتسب أهمية إضافية.. قائلة: "إن جهود أردوغان الرامية إلى تنويع مجالات التعاون المحتملة مع مصر، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتعميق التعاون في المسائل الأمنية، يمكن أن تضطلع بدور حاسم في منع الصراعات في المنطقة، ومن الممكن القول إن تركيا ومصر لهما مصالح مشتركة فيما يتعلق بفلسطين، وكلاهما يدعم رؤية الدولة الفلسطينية المستقلة، علاوة على ذلك، فإن وصول مصر إلى غزة يمكن أن يسهل تنسيق تركيا لجهود المساعدات الإنسانية المتمركزة في غزة".

ومضت الصحيفة تقول: "إن أحداث السابع من أكتوبر قد فرضت الواقع على الجهات الفاعلة الإقليمية والمتمثل في أن التعاون أمر بالغ الأهمية".. مشيرة إلى أن السبب وراء كثافة وسرعة الدبلوماسية غير المسبوقة بين دول المنطقة هو من الدروس المستفادة من عواقب النزاعات السابقة، فهناك مجموعة واسعة من مجالات التعاون بين مصر وتركيا، كما أن الالتزام الراسخ على مستوى القيادة لن يمنح زخما إيجابيا للعلاقات الثنائية فحسب وإنما أيضا يقلل من المخاطر الإقليمية، ويخلق تأثيرا داعما للاستقرار.

واختتمت الصحيفة التركية مقالها بالقول: "إن هذا التركيز المتجدد على التعاون يعكس وعيا يتسم بالفطنة بالترابط بين الديناميكيات الإقليمية والحاجة إلى بذل جهود متضافرة لمجابهة التحديات المشتركة، وإن إمكانية قيام تركيا ومصر بالقيادة بالقدوة والاستفادة من مواقفهما الاستراتيجية ومصالحهما المشتركة، بمقدوره أن يمهد الطريق لمشهد شرق أوسطي أكثر استقرارا وتعاونا، ويقدم هذا النهج -الذي يرتكز على الدبلوماسية العملية والمصالح المتبادلة- خطة لتخفيف التوترات وتعزيز المناخ الذي يفضي إلى السلام والاستقرار في المنطقة.

اقرأ أيضاًالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصل القاهرة للقاء الرئيس السيسي

قمة مصرية - تركية بين الرئيسين السيسي وأردوغان بالقاهرة اليوم

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أردوغان السيسي قمة مصرية تركية الشرق الأوسط ترکیا ومصر

إقرأ أيضاً:

الخارجية الليبية: نحترم الضوابط التنظيمية لمصر بشأن المنطقة الحدودية لقطاع غزة

أكدت وزارة الخارجية الليبية في بيان لها احترام الضوابط التنظيمية حول زيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة، في إشارة إلى بيان الخارجية الصادر أمس الأربعاء حول ما تردد بشأن سعي القائمين على ما يسمى قافلة الصمود التي دخلت ليبيا إلى المرور من الأراضي المصرية وصولا إلى معبر رفح البري.

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية، إنه بشأن قافلة الصمود المغاربية لدعم الشعب الفلسطيني تتابع وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية باهتمام بالغ المبادرة المغاربية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ممثلة في قافلة الصمود المغاربية التي تهدف إلى زيارة الأراضي الفلسطينية والمساهمة في كسر الحصار الجائر المفروض على أهلنا في قطاع غزة.
وأضاف البيان أن اذ ترحب الوزارة الليبية بهذه المبادرة الشعبية الشجاعة، فإنها تعبر عن دعمها الكامل لها، لما تمثله من موقف أخلاقي وانساني يجسد عمق الانتماء المغاربي والعربي للقضية الفلسطينية، في وقت يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني لجرائم تجويع وحصار وقتل ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية وعلى رأسها القانون الدولي الإنساني. 
وتابع البيان أنه في هذا الإطار تود التنويه إلى بيان وزارة الخارجية بجمهورية مصر العربية الصادر بتاريخ 11 يونيو 2025، والذي يحدد الضوابط التنظيمية الخاصة بزيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة، وتشدد على أهمية احترام هذه الضوابط والتنسيق الكامل مع الجهات المختصة لضمان سلامة المشاركين ونجاح أهداف القافلة. 
وجددت الخارجية الليبية التاكيد على ضرورة تحرك كافة الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، سواء الحكومية أو غير الحكومية، من أجل دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه المحتلة، وعاصمتها القدس، وفك الحصار عن غزة وكافة المدن الفلسطينية والعمل على ضمان عودة المهجرين تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة. 
كما تؤكد وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية على الموقف الثابت للحكومة الليبية الداعم للقضية الفلسطينية والمعاملة المتساوية للفلسطينيين مع المواطنين الليبيين في المجالات الاقتصادية والصحية والتعليمية، وقرار مجلس النواب الليبي الذي يجرم كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. 
واختتمت بيانها بالقول إن هذه المواقف تشكل ركيزة أساسية للسياسة الخارجية الليبية المدعومة بإرادة الشعب الليبي المناصر دوما لقضية فلسطين العادلة، والرافض للظلم والاحتلال، والمتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف

طباعة شارك الخارجية الليبية قطاع غزة قافلة الصمود الأراضي المصرية معبر رفح

مقالات مشابهة

  • الداخلية التركية: تراجع عدد السوريين تحت الحماية المؤقتة في تركيا إلى 2.7 مليون
  • ترامب يطالب بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران.. تركيا والسعودية تصعدان دعوات خفض التوتر
  • أردوغان يبلغ ترامب استعداد تركيا لمنع التصعيد بين إيران وإسرائيل
  • نشاط دبلوماسي دولي لاحتواء المواجهة بين إسرائيل وإيران
  • ولي العهد يتلقى اتصالاً هاتفيًا من رئيس الجمهورية التركية
  • المشاط: دفع العلاقات الاقتصادية مع بريطانيا ومصر على تنمية العلاقات الثنائية
  • بيان قوي للخارجية المصرية .. إسرائيل تُشعل فتيل كارثة.. والقاهرة تُحذر من حرب إقليمية شاملة
  • توقعات صادمة من الأرصاد التركية.. أمطار رعدية في إسطنبول وتحذير من السيول في الشرق
  • باحث إسرائيلي: تركيا تملأ فراغ إيران وتعيد تشكيل تحالفات الشرق الأوسط
  • الخارجية الليبية: نحترم الضوابط التنظيمية لمصر بشأن المنطقة الحدودية لقطاع غزة