شطيرة دراكولا... علماء يكتشفون نجما غريبا في الفضاء.
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
اكتشف فريق من العلماء بقيادة سيبريان بيرجيا، من المرصد البحري الأمريكي، جسمًا جديدًا في درب التبانة، وأطلقوا عليه لقب "تشيفيتو دراكولا"، نسبة إلى الشطيرة المملوءة باللحم والتي تعد الطبق الوطني للأوروغواي.
ونشرت مجلة "ساينس أليرت" الاكتشاف العلمي الجديد، ووفقا لها فإن "تشيفيتو دراكولا" هو نجم صغير محاط بقرص سميك من الغبار والغاز، وعند النظر إليه من الحافة، يبدو وكأنه شطيرة، إذا أغمضت عيناك.
هذا ليس السبب الوحيد للاسم الغريب للكائن، حيث تم رصد جسم مشابه الشكل في مجرة درب التبانة عام 1985، وكان يسمى "همبرغر جوميز"، وتم تحديده لاحقًا في عام 2008، على أنه نجم صغير على بعد حوالي 900 سنة ضوئية.
"تشيفيتو دراكولا" يشبه بشكل ملحوظ همبرغر جوميز. إنه على مسافة مماثلة، حوالي 980 سنة ضوئية أو نحو ذلك. وهو موجه بالمثل، بحيث يقطع قرص الغبار والغاز ضوء النجم مثل حشوة شطيرة، مما يمنحنا رؤية مختلفة تمامًا لعملية تكوين النجوم مقارنة بتلك التي نراها عادة.
وعلى الرغم من أن الجسمين نادران، إلا أنهما يمكن أن يمثلا فئة من النجوم حديثة الولادة التي لا نعرف عنها سوى القليل جدًا. ذلك لأنه لا تشيفيتو دراكولا ولا همبرغر جوميز يظهران في البيئة النموذجية للنجوم الصغار المعروفة باسم الحضانات النجمية، والتي تكون غنية بالمواد التي تتكون منها النجوم الجديدة. بدلاً من ذلك، يبدو أن كلا النجمين يطفوان في مساحة فارغة نسبيًا، مع القليل من الأدلة حول كيفية ولادتهما.
يمثل هذا الاكتشاف فرصة جديدة لدراسة البنية الرأسية لعملية تكوين النجوم، ولكنه يشير أيضًا إلى أنه على الرغم من ندرتها، إلا أن النجوم الصغيرة المعزولة قد تكون أكثر شيوعًا مما كنا نعتقد. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من الأسئلة حول كيفية وصولهم إلى حيث هم.
يكتب الباحثون: "إن الاكتشاف المصادف لـ "تشيفيتو دراكولا" ، يعني أن مثل هذه الأقراص الطرفية غير المرتبطة بمناطق تشكيل النجوم المعروفة (غوميز همبرغر هي حالة أخرى) لا تزال في انتظار اكتشافها، وأن العثور على المزيد منها يمكن أن يساعد العلماء في حل هذه الأسئلة الرائعة".
عن سبوتنيك عربيالمصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
علماء فلك يرصدون جسما غامضا يُعتقد أنه قادم من خارج النظام الشمسي
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، لمراسلة الشؤون العلمية، نيكولا ديفيس، قالت فيه إنّ: "علماء اكتشفوا جسما جديدا يندفع بسرعة عبر جوارنا الكوني".
وأوضحت ديفيس عبر التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "قد تم الإبلاغ عن الجسم، الذي كان يُعرف في الأصل باسم A11pl3Z والمعروف الآن باسم 3I/Atlas، لأول مرة بواسطة تلسكوب المسح الأرضي لنظام الإنذار الأخير للاصطدام بالكويكبات (Atlas) في ريو هورتادو، تشيلي، يوم الثلاثاء".
ووفقا لوكالة ناسا، فإن التحليل اللاحق للبيانات التي جُمعت من تلسكوبات مختلفة قبل هذا التاريخ قد مدد عمليات الرصد إلى 14 حزيران/ يونيو، كما تم إجراء المزيد من عمليات الرصد. ونتيجة لذلك، يرسم الخبراء مسار الزائر.
وأبرز التقرير أنه: "الآن على بعد حوالي 416 مليون ميل من الشمس ويسافر من اتجاه كوكبة القوس، يُعتقد أن الجسم ينطلق بسرعة عبر النظام الشمسي بسرعة حوالي 60 كم/ ثانية بالنسبة للشمس في مدار زائدي شديد الانحراف. يشير ذلك إلى أنه، مثل الجسم على شكل سيجار 'Oumuamua الذي ظهر في عام 2017 والمذنب 2I/Borisov الذي ظهر في عام 2019، فهو زائر من بعيد".
ونقلت الصحيفة عن المحاضر الأول في علم الفلك بجامعة سنترال لانكشاير، مارك نوريس، قوله: "إذا تم تأكيد ذلك، فسيكون ثالث جسم بين- نجمي [interstellar ] معروف من خارج نظامنا الشمسي نكتشفه، مما يوفر المزيد من الأدلة على أن مثل هذه الأجسام المتجولة بين النجوم شائعة نسبيا في مجرتنا".
"في حين أن طبيعة الزائر الجديد لم تكن واضحة في البداية، فقد كشف مركز الكواكب الصغيرة عن رصد علامات مبدئية على نشاط المذنبات" تابع نوريس، مشيرا إلى أنّ: "الجسم له ذؤابة هامشية وذيل قصير. نتيجة لذلك، أُطلق على الجسم اسم C/2025 N1".
وبحسب التقرير، فإنّ "بعض الخبراء قد اقترحوا أن يبلغ قطر الجسم 12 ميلا (20 كيلومترا) - أي أكبر من الصخرة الفضائية التي قضت على الديناصورات غير الطائرة - يبدو أنه لا داعي لقلق سكان الأرض". فيما صرحت ناسا: "لا يُشكل المذنب أي تهديد للأرض، وسيبقى على مسافة لا تقل عن 1.6 وحدة فلكية [حوالي 150 مليون ميل]".
وقال أستاذ علم الفلك الكوكبي بجامعة إدنبرة، كولين سنودغراس، إنّ: "الجسم قد يتبين أنه أصغر"، مضيفا: "بناء على السطوع المُبلغ عنه في الملاحظات الأولية، يُترجم ذلك إلى كويكب يبلغ قطره 20 كيلومترا إذا افترضنا الخصائص النموذجية، ولكن فقط إذا افترضنا أنه كويكب وليس مذنبا".
إلى ذلك، تشير التقارير إلى أنه يُظهر ذيلا صغيرا يشبه المذنب، ما يعني أن جزءا كبيرا من سطوعه ناتج عن الغلاف الجوي للغبار المحيط به، ومن المرجح أن تكون نواة الجسم الصلبة أصغر حجما.
أيضا، صرحت ناسا بأن الجسم سيصل إلى أقرب نقطة له من الشمس حوالي 30 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث سيقترب من الشمس بحوالي 130 مليون ميل، أو ضمن مدار المريخ. ومن المتوقع بعد ذلك أن يغادر المذنب هذا النظام الشمسي ويعود إلى الكون.
وقال نوريس: "مع اقترابه، من المتوقع أن يزداد سطوعه، خاصة إذا اتضح أنه مذنب وليس كويكبا. وبحلول الوقت الذي يصل فيه إلى أقرب نقطة له، سيكون هدفا سهلا نسبيا لهواة علم الفلك لرصده".
من جهته، قال عالم الفلك في المرصد الملكي في غرينتش، جيك فوستر: "في الوقت الحالي، لا يُتوقع رؤية المذنب بالعين المجردة، ولكن من المتوقع رؤيته باستخدام تلسكوب هواة ذي حجم معقول في أواخر عام 2025 وأوائل عام 2026. ومع دراسته بشكل أعمق خلال الأسابيع المقبلة، سنحصل على فكرة أوضح عن مدى وضوحه بشكل واقعي".
واختتم التقرير بالقول: "لمن لا يستطيعون الانتظار كل هذا الوقت، يتوقع مشروع التلسكوب الافتراضي، وهو شبكة من التلسكوبات الروبوتية، بثا مباشرا على قناته على يوتيوب ابتداء من الساعة 11 مساء بتوقيت المملكة المتحدة يوم الخميس".