الوطن:
2025-06-01@14:31:03 GMT

الأميرة رشا يسري تكتب : رفح.. قراءة في سطور الدور المصري

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

الأميرة رشا يسري تكتب : رفح.. قراءة في سطور الدور المصري

تتصاعد المخاوف بشأن إمكانية قيام إسرائيل بقصف واجتياح الجانب الفلسطينى من مدينة رفح، وتشير بعض الآراء والتقارير الصحفية فى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية إلى أنه قد يُلقى بظلاله على اتفاقية السلام التاريخية بين إسرائيل ومصر، خاصة بعد تصريح وزير الخارجية المصرى سامح شكرى بأن قصف رفح فى ظل وجود الكثافة السكانية لسكان غزة من شأنه أن يكون له عواقب وخيمة.

وإن كانت مصر قد أكّدت على مدار عقود التزامها باتفاقية السلام مع إسرائيل، وأنها تتعامل بفاعلية مع هذه الاتفاقية، التى تُعد أحد أهم منجزات الدبلوماسية الأمريكية، تتباهى بها وتحرص على استمرار منجزاتها، تحاول الولايات المتحدة ومجموعة من دول الشرق الأوسط استكمال خطة مفصلة وشاملة للسلام فى الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، بما فى ذلك جدول زمنى محدد لإقامة دولة فلسطينية، وأن هذه الخطة قد يتم الإعلان عنها خلال أسابيع قليلة. لكن الأحداث الحالية والقيام بأى عملية فى رفح قد تنذر بتعقيد المشهد. إذا تم تنفيذ تهديدات إسرائيل بشن هجوم على رفح، فإن ذلك يمكن أن يجعل من الخطة قيد الإعداد من أجل التسوية السياسية فى القضية الأكثر تعقيداً فى المنطقة والعالم أمراً أكثر صعوبة.

مشروع هذه الخطة التى أزاحت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية النقاب عنها أثار حفيظة المتشددين فى الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسهم وزير الأمن القومى «إيتمار بن جفير» الذى خرج معلقاً عليها بأنه «أصبح من الواضح أكثر من أى وقت مضى أنه لا ينبغى أن نمنحهم دولة» فى إشارة إلى الفلسطينيين.. وأضاف: «عندما نكون فى الحكومة فلن تقوم الدولة الفلسطينية» فى إشارة إلى المتشددين فى الحكومة الإسرائيلية.

تصريحات «بن جفير» لم تكن الأولى، فلديه العديد من التصريحات المتكررة والعدائية التى باتت تهدد علاقات إسرائيل الخارجية، فحينما أشار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، فى وقت سابق، إلى ضرورة أن يغير رئيس الحكومة الإسرائيلى نتنياهو حكومته المتشددة، خرج وزير الأمن القومى «بن جفير» معلقاً أن إسرائيل ليست نجمة فى العلم الأمريكى لتتلقى هذه التوجيهات، رغم الدعم اللامحدود الذى تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية.

إن المساعى الدولية للوصول لحل شامل يمكن أن تتلاشى فى ظل تلك التهديدات المتزايدة بشن عمليات عسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية، ووفق ما أطلقته المنظمات الإنسانية الدولية من صرخات تُنذر بخطورة هذا السيناريو على المدنيين العزل. تصبح إسرائيل، ولأول مرة، فى مواجهة ليست مع الفلسطينيين أو العرب وحدهم، بل مع كثير من دول العالم الفاعلة فى القضية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

لهذا طالبت مصر «بضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون استهداف مدينة رفح الفلسطينية، التى باتت تؤوى ما يقرب من 1.4 مليون فلسطينى نزحوا إليها لكونها آخر المناطق الآمنة بالقطاع».

وشددت مصر على أن «استهداف رفح، واستمرار انتهاج إسرائيل لسياسة عرقلة نفاذ المساعدات الإنسانية، بمثابة إسهام فعلى فى تنفيذ سياسة تهجير الشعب الفلسطينى وتصفية قضيته».

الوضع على هذا النحو يُبرز دور مصر فى دفع الولايات المتحدة والعالم نحو الضغط على إسرائيل للجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء هذا الوضع المأساوى، بينما يُبرز -من جهة أخرى- موقف إسرائيل الساعى إلى تصفية القضية الفلسطينية.

تعقيدات الحفاظ على السلم تماماً مثل تعقيدات إدارة الحرب، وهى خبرات تُظهر قوة ومكانة مصر فى إدارة الصراع.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين مصر غزة الانتهاكات الإسرائيلية الولایات المتحدة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

لطالما تعاملت الولايات المتحدة مع ملف السودان بوصفه ثانويًا غير عاجل

إعادة نظر !
لطالما تعاملت الولايات المتحدة مع ملف السودان بوصفه ثانويًا غير عاجل، مرتبطًا بشركاء تتناقش معهم حسب أولوياتهم. فخلال إدارتي ترامب وبايدن، اقتصرت خطوات واشنطن على ادعاءات ضعيفة حول الانتقال الديمقراطي، حيث أسهم تعيين سفير بدلًا من مبعوث خاص في تعقيد الأزمة عبر “الاتفاق السياسي الإطاري”، الذي وضع الجيش في مواجهة مباشرة مع قوات الدعم السريع المسلحة.

وفقًا لتقرير “Country Reports on Terrorism 2023″، علّقت واشنطن التعاون الأمني وبرامج بناء القدرات بعد انقلاب 2021، مما أضعف جهود مكافحة الإرهاب – باستثناء جمع معلومات محدودة. ومع ذلك، واصل السودان مشاركته الفاعلة في المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة الإرهاب، مثل الإنتربول وبرامج الأمم المتحدة، وفقًا للتقرير ذاته.

أظهرت تقارير 2024 تأثر أداء الحكومة السودانية بالحرب، لكن الموقف الأمريكي المتساهل مع قوات الدعم السريع وداعميها – خاصة الإمارات – زاد من إضعاف الحكومة المركزية. وفي مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية الأمريكية في 15 مايو، تجاوز المتحدث “تومي بيغوت” سؤالًا عن الدعم الإماراتي للدعم السريع، وهو ما يعكس انحيازًا واضحًا.

تستعد واشنطن لفرض عقوبات جديدة بحجة عدم امتثال السودان لاتفاقية الأسلحة الكيميائية، بناءً على تقرير 15 أبريل 2025. هذه الخطوة تمثل استمرارًا لسياسة الضغط الأمريكية التي يعتبرها كثيرون “هراءً نقِيًّا”، خاصة مع تمسك مستشاري البرهان بوهم دعم ترامب أو بايدن للحكومة.

غياب الشجاعة في مواجهة العدوان الإماراتي، واعتماد الخرطوم على تحالفات غير مدروسة مع دول “مصلحة السودان”، أدى إلى تراجع الموقف الدولي للحكومة. وقد تفاقم الوضع بسبب “شبيحة” القرار الذين أقنعوا البرهان بالانتظار، متناسين أن واشنطن تعمل وفق مصالحها حتى لو تعارضت مع استقرار الدول.

الخيارات الحالية لمجلس السيادة ومستشاريه – بما في ذلك تعيين كامل إدريس – قد تدفع البلاد نحو تخبط في المواقف و العلاقات الخارجية ورغم التشاؤم من هذه الخطوات- تعين كامل إدريس- فإن مراقبة التحركات القادمة ستكون مفتاحًا لتقييم الاتجاه الذي سيسير فيه رئيس الوزراء المكلف.


حسان الناصر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • متى تتراجع الولايات المتحدة؟
  • الصين تحذر الولايات المتحدة من "اللعب بالنار".. ماذا حدث؟
  • انخفاض سعر البتكوين وسط التوترات التجارية ومخاطر التضخم في الولايات المتحدة
  • ترامب: الولايات المتحدة ستضاعف الرسوم الجمركية 50% على الصلب
  • الدكتور المصطفى: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا تم بدون شروط مسبقة، ومسار العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأ للتو
  • الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن الغابون
  • ماكرون يلوّح بتشديد الموقف ضد إسرائيل ويؤكد: الاعتراف بالدولة الفلسطينية واجب
  • ما وراء قرار الحكومة المصرية بإعفاء منتجات الألبان الأمريكية من شهادة حلال؟
  • لطالما تعاملت الولايات المتحدة مع ملف السودان بوصفه ثانويًا غير عاجل
  • الولايات المتحدة تلغي عقدا بقيمة 590 مليون دولار للقاح مضاد لإنفلونزا الطيور