شخصيات فرنسية بارزة: على أوروبا لجم إسرائيل عن القتل بأي ثمن
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أكدت مجموعة من الشخصيات المرموقة في المجتمع الفرنسي -بمقال في صحيفة لوموند- أن أوروبا صارت ملزمة بأن تعلق الشراكة بينها وبين إسرائيل، لإيقاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الفظاعات التي يرتكبها في قطاع غزة.
وأوضحت هذه المجموعة -التي تضم شخصيات، بينها رئيس رابطة حقوق الإنسان باتريك بودوان، وطبيب الطوارئ رافائيل بيتي، وسيمون سسكيند من مؤسسة منظمة العمل في البحر الأبيض المتوسط- أن هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبرر فظاعة الحرب التي تعاني منها غزة منذ 4 أشهر.
"ولن يؤدي إطلاق يد نتنياهو في غزة إلا إلى مقتل آلاف آخرين من الفلسطينيين الأبرياء وسيعرّض أمن إسرائيل للخطر"، ولن يتمكن أحد من بناء السلام والأمن في هذه المنطقة من العالم من خلال زيادة لائحة القتلى، ولا من خلال ترسيخ قيم الكراهية، كما ترى المجموعة.
ولهذا السبب حثت المجموعة القادة الأوروبيين -خاصة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو الذي يتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي- على التحرك والعمل بقوة على إطلاق سراح جميع المحتجزين وجميع السجناء السياسيين، والتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإنشاء قوة وساطة تحت رعاية الأمم المتحدة، وتنظيم مؤتمر سلام دولي لتنفيذ حل الدولتين.
وقف الشراكة
وتساءل مقال المجموعة: كيف يمكن ممارسة الضغط على حكومة إسرائيل لحملها على الخروج عن المنطق الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الأبرياء ودفع محكمة العدل الدولية إلى التأكيد على وجود "خطر الإبادة الجماعية؟".
وأكد أنه على أوروبا أن تفعل كل شيء لوقف عمليات القتل التي غرقت فيها إسرائيل.
وذكر المقال أن البرلمان الأوروبي رأى أن هجوم إسرائيل على غزة عام 2002 غير متناسب، وأصدر قرارا يدعو إلى فرض حظر على الأسلحة وإنشاء قوة للفصل، وتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل الموقعة في أعقاب اتفاقيات أوسلو لتعزيز معسكر السلام.
وهي اتفاقية تؤكد أن "العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يجب أن تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية التي تحكم سياستهما الداخلية والدولية".
ولسوء الحظ -حسب المقال- لم تنفذ أي من العقوبات التي طلبها البرلمان، واستمرت إسرائيل في انتهاك القانون الدولي بعدم امتثالها لأي من قرارات الأمم المتحدة التي تطالب بإنهاء الاستعمار.
وقد طلبت محكمة العدل الدولية -بالأغلبية- في الشهر الماضي من إسرائيل اتخاذ إجراءات "فورية وفعالة" لحماية سكان غزة، ولكن حكومة نتنياهو تقوم بالعكس تماما، وها هي الآن تخطط لمذبحة في رفح.
ولتجنب التواطؤ في جرائم إسرائيل يتعين على أوروبا -حسب المجموعة- أن تتحرك لدفعها إلى قبول وقف فوري لإطلاق النار والدخول في مسار السلام.
ودعت المجموعة رؤساء الدول والحكومات الأوروبية إلى التعليق الفوري لاتفاقية الشراكة وحظر الأسلحة، وإرسال قوة تدخل غزة تحت رعاية الأمم المتحدة، والاعتراف الكامل بدولة فلسطين من قبل الاتحاد الأوروبي ومن قبل كل دولة من الدول الأعضاء فيه.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تمرد داخل الخارجية الألمانية.. دبلوماسيون يطالبون بموقف حازم تجاه إسرائيل
كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية عن ظاهرة غير مسبوقة داخل وزارة الخارجية الألمانية، حيث شكل حوالي 130 دبلوماسيا، معظمهم من الشباب، مجموعة داخلية تدعو إلى تبني نهج أكثر صرامة تجاه الحكومة الإسرائيلية.
وتعبر المجموعة تحت شعار “مخالف مخلص”، عن استيائها من السياسة الألمانية الحالية تجاه إسرائيل، خاصة في ظل الوضع الإنساني المتفاقم في قطاع غزة.
ونقلت عن ناطق باسم الوزارة وجود هذه المجموعة، مشيرا إلى خطط لعقد اجتماع مع وزير الخارجية يوهان فاديفول، المنتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ.
وجاءت هذه التحركات في وقت تزداد الدعوات داخل ألمانيا، بقيادة المستشار فريدريش ميرتس، لإعادة تقييم الموقف من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتتكون المجموعة المعارضة بشكل رئيسي من دبلوماسيين شباب تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عامًا، يشغلون مناصب مثل الملحقين والمراجعين. هؤلاء، الذين لا يشاركون عادة في اتخاذ القرارات الكبرى، يرون أن دعم إسرائيل لا يمكن أن يكون مبررًا لتجاهل انتهاكات القانون الدولي بحسب المجلة.
ويتواصل أعضاء المجموعة عبر قنوات دردشة داخلية، ويعقدون اجتماعات دورية لتنسيق مواقفهم. شعارهم “مخالف مخلص” يعبر عن رغبتهم في البقاء أوفياء لقيم الوزارة مع الدعوة إلى تغيير جذري في السياسة.
ويدعم بعض الدبلوماسيين المتقاعدين، مثل مارتن كوبلر، هذا التوجه، محذرين من أن ألمانيا أصبحت معزولة في الاتحاد الأوروبي بسبب موقفها الداعم لإسرائيل.
ويؤكد كوبلر أن “مصلحة الدولة” لا ينبغي أن تتعارض مع الالتزام بالقانون الدولي.
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول، إن بلاده “تدعم إسرائيل” ولذلك فهي لا تستطيع أن تلعب دور الوسيط بينها وبين حركة حماس. و
وأضاف خلال مقابلة مع صحيفة “تسايت” الألمانية، ، أكد فادفول أن سياسة بلاده الداعمة لإسرائيل “لن تتغير”.
كما أشار إلى أن على ألمانيا "التزام لا ينتهي تجاه الدولة اليهودية" ردا على عدم توقيع ألمانيا على البيان المشترك الصادر، الاثنين، عن 25 دولة من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، والذي أدان تجويع إسرائيل للمدنيين في غزة وقتلهم وتهجيرهم.
وأوضحت المجلة، أن "المشهد في مقر الخارجية الألمانية في برلين يبدو بأنه يواجه تغييرات جذرية ليست كالمعتاد فقد لاحظ الزوار في الأسابيع الأخيرة ظهور بطاقات بريدية وملصقات على أبواب المكاتب وفي مقصف الوزارة، تحمل صورًا لأنقاض غزة مع عبارات مثل: “أمام أعين العالم، يستمر القتل في غزة”.
وتابعت أن "هذه البطاقات التي تنتمي لحملة منظمة ميديكو إنترناشيونال، تتهم الحكومة الألمانية بدعم سياسات إسرائيل التي تصفها بالإبادة، وتطالب بتحركات ملموسة بدلا من شعارات فارغة حول حقوق الإنسان".