كيف تحول شركتك الناشئة إلى مشروع ملياري؟.. 10 نصائح للإدارة الناجحة
تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT
تعد الشركات الناشئة من أهم ركائز تطور أي اقتصاد يهدف للنمو السريع، حيث يتحول العديد منها من مجرد شركات صغيرة إلى شركات مليارية خلال سنوات محدودة. وتتحول من مجرد أفكار ريادية إلى شركات تكنولوجية أو مالية عملاقة تسهم في حل مشكلات المجتمع.
وإدارة الشركات الناشئة ليست أمرا سهلا، حيث تحتاج إلى مهارات عديدة وخبرات متراكمة لتنفيذ تلك الأفكار الريادية وتحويلها لواقع ملموس.
ونشر موقع "إنيك" (Inc) الأميركي تقريرا كتبه مارتن زويلينغ، الخبير والمتخصص في الشركات الناشئة، تحدث فيه عن أهم النصائح والأسس لإدارة الشركات الناشئة بنجاح، وأشار إلى أن الكثيرين يعتقدون أن إدارة الشركات الناشئة مهمة ثقيلة ومملة، بينما في الحقيقة هي ليست كذلك، لأن ريادة الأعمال تعد مهمة إدارية شيقة في المقام الأول.
وأكد الكاتب أن الشركات الناشئة تواجه العديد من التحديات ولذلك يجب أن يتبع صاحب الشركة أسسا إدارية قوية لمواجهة تلك التحديات، ومن أهم النصائح الإدارية التي ذكرها التقرير لإدارة شركة ناشئة بنجاح ما يلي:
وضوح الرؤيةيجب أن يقارن صاحب الشركة دائما ما تحققه شركته من إنجاز برؤيته ورسالته الأساسية، هل تم حل المشاكل التي كنت تسعى إليها. ومراقبة الإنجاز والتطور دائما ما يضمن استمرارك في الطريق السليم للنجاح.
حدد القيمة السوقية لشركتك
بمجرد انطلاق شركتك الناشئة في العمل، لا بد أن تكون لديك أدوات مالية لتحديد قيمتها السوقية، لأن معرفة ذلك يسهّل عليك التواصل المستمر مع المستثمرين وجلب المزيد من الشركاء الأَكْفاء واكتساب المزيد من الخبرات التي تساعدك على النجاح. ويجب أن يضع التقييم المالي للشركة في الاعتبار القيمة السوقية للمنتج أو الخدمة التي تقدمها، بالإضافة إلى العائد على الاستثمار.
إدارة الأموال بحكمةمن أسس الإدارة الناجحة إدارة الأموال الاستثمارية بتأن وحكمة وفق الخطة الموضوعة سلفا، ولذلك لا بد أن تكون لديك رقابة مالية صارمة واتباع سياسة مالية مقتصدة وحكيمة.
كن مرنا في خطة التنفيذالمرونة في إدارة الشركات الناشئة أمر لا بد منه، فمع انطلاق الشركة في العمل لا تسير الأمور كما هو مخطط لها في أغلب الأحيان، وعدم توافر المرونة الكافية سيمنعك من اتخاذ القرارات السليمة، ومع توفر المرونة تحصل على القوة الكافية للانتصار على المشكلات ورؤية الفرص البديلة.
الرقابة الجيدةمن أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها رواد الأعمال، الانشغال الشديد، لذا عليك متابعة كافة تفاصيل شركتك الصغيرة والكبيرة على حد سواء، ولا تفترض دائما أن الأوضاع تسير على ما يرام ثم تفاجأ بالمشكلات لاحقا، إذ تساعدك الرقابة المستمرة لكافة أمور الشركة في تفادي حدوث مشكلات كبرى، والتعامل مع الأزمات فور حدوثها وهو ما يساعد أيضا في إيجاد الحلول وسرعة اتخاذ القرارات.
من جانب آخر، نشر موقع "فوربس" (Forbes) الأميركي تقريرا آخر كتبه ديمتري نورتنكو حدد فيه المزيد من الأسس والركائز التي تساعدك في إدارة الشركات الناشئة بنجاح، من أهمها مايلي:
استمع لكل الآراءمن أسس النجاح المعروفة أن تحيط نفسك بالخبراء والمستشارين ذوي الخبرة والمعرفة، ولا بد من استشارة كل الخبراء في التخصصات المختلفة وأن يدلي كل واحد منهم بدلوه وبما لديه من معلومات. ولا تهتم برأي المديرين فقط، واستمع لكل فريق العمل وخصص وقتا لذلك بشكل دوري.
مراقبة الابتكار
تعتمد الشركات الناشئة على الابتكار في نجاحها، ولذلك من الأهمية بمكان أن تراقب مدى تقدمك نحو أهدافك، ويجب أن تقيس نجاعة الخطوات التي تسير عليها وإسهامها في عملية الابتكار التي وضعتها لنفسك، ومدى تطورك وفق الخطة الرئيسية الموضوعة سلفا.
التعلم الفعالتحتاج الشركات الناشئة دائما إلى خبرات جديدة مبتكرة، ولذلك التعلم الفعال أمر لا بد منه، إذ من أسس الإدارة الناجحة تحديد الجهود التي تؤدي إلى خلق قيمة ونتائج إيجابية ومنع الجهود التي تضيع بلا طائل، ويساعد التعليم الفعال المستمر دائما على اكتساب مثل هذه المهارات.
مخالفة القواعد؟المنطق ليس بالضرورة هو الطريق الصحيح، ففي أحيان كثيرة تكون كافة المؤشرات تدل على أن شيئا ما إن تم فعله بطريقة معينة فسيكون خاسرا وإذ به في النهاية يكون سببا في نجاح أفكارك.
ولعل أشهر الأمثلة على ذلك ما قام به جيف بيزوس مؤسس موقع أمازون، ففي البداية الأمر طلب منه الخبراء وضع الكتب المميزة والأكثر مبيعا فقط على المتجر الإلكتروني، ولكنه قام بنشر كل الكتب حتى للكتّاب الذين لا يعرفهم أحد، فقد أراد أن يحظى بسمعة أن كل كتاب منشور سيكون متوافر على "أمازون"، وكان ذلك سر النجاح.
اعتمد المنطقالاعتماد على دلالات الأرقام أمر حيوي لاتخاذ القرارات الناجحة، ولكن في الشركات الناشئة تواجه في أحيان كثيرة العديد من المتغيرات. وفي هذه الحالة اعتمد حدسك والمنطق في إدارة الأمور.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الكذب عارض بشري والسكوت لا يعني دائما الرضا
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان من العوارض البشرية الكذب: وهو خطأ متعمد عن سوء نية، لذلك هو خطيئة ويكون لحقد أو تدبير سيء أو خجل أو نحو ذلك.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه من الكذب ايضا الذهول ويكون عن عدم تركيز الأمر وقلة العناية به، ويكون عن دهشة من أمر طارئ، ومن العوارض البشرية الإكراه من الغير سواء أكان أدبياً أو مادياً.
واشار الى ان كل هذه العوارض التي تعتري الإنسان تجعل الأصل أنه "لا ينسب لساكت قول"، فالناقل قد يقع في شيء من العوارض البشرية، فإذا سكت المنقول عنه لا ينسب له قول ذلك القائل ولا بد من التحري ومن هنا اخترع المسلمون علوم التوثيق في جانب القرآن، وضبطوا المسألة غاية الضبط ليس فقط على مستوى الآية أو الكلمة أو الشكلة، بل على مستوى الأداء الصوتي وفي جانب السنة أبدوا أكثر من عشرين علما لضبط الرواية، والنبي ﷺ يحذر من هذا فيقول : « من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار ».
وفي جانب العلوم المختلفة أوجدوا أسانيد الدفاتر أي الكتب في العلوم جميعًا، ونراهم في جانب القضاء يؤكدون على العدالة والضبط في الشاهد، فليس كل أحد تقبل شهادته، بل لابد من حالة نأمن فيها تقليل العوارض البشرية، وضبط النقل متمثلا بالحديث النبوي الشريف فعن ابن عباس قال : « سُئل النبي ﷺ عن الشهادة. قال : هل ترى الشمس ؟ قال : نعم. قال : على مثلها فاشهد ».
أما إذا لم يكن قد صدر عنه القول أو الفعل أصلا فهو أشد من الحالة الأولى، ولا يكلف قطعا برد كل بهتان عليه، ويذكر الإمام السخاوي في الضوء اللامع أبياتا عن شيخه يلخص فيها تلك الحالة :
كم من لئيم مشى بالزور ينقله ** لا يتقي الله لا يخشى من العار
يود لو أنه للمرء يهلكه**ولم ينله سوى إثم وأوزار
فإن سمعت كلاما فيك جاوزه ** وخل قائله في غيه ساري
فما تبالي السما يوما إذا نبحت
** كل الكلاب وحق الواحد الباري
وقد وقعت ببيت نظمه درر **قد صاغه حاذق في نظمه داري
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا ** لأصبح الصخر مثقالا بدينار
وعلى الرغم من تقرر هذه القاعدة في الشرع نقلا وشهادة وقضاء وعلماً فإن الشرع استثنى منها شأن كل قاعدة ما يستوجب الاستثناء لغرض صحيح أخر فقال رسول الله ﷺ: « البكر تستأمر فتستحي فتسكت. قال : سكاتها إذنها ».
فأيام ما كانت الناس تستحي وكان الحياء خلقا كريماً كانت البنت تخجل عندما يتقدم لها خاطب فإذا سألها أبوها استحت فقدر الشرع هذا الحياء، والنبي ﷺ يقول : « الحياء خير كله ». فاكتفى بصمتها عن إذنها، وهي أيضًا إذا كرهته أو رفضته لا تخجل من إبداء رأيها والجهر به، ومن هنا جاء في الثقافة الشائعة (السكوت علامة الرضا) وهو علامة قاصرة على البكر التي تستحي فتعميم هذه العلامة ليس بسديد.
هل لنا أن نواصل أصولاً لحياتنا الثقافية نرجع إليها جميعا وتكون بمثابة الدستور أو بمثابة ميثاق الشرف الثقافي أو إننا سنظل هكذا في متاهة حوار الطرشان نسير من غير أصول نسعى في حياتنا الثقافية على غير هدى.