أعلنت مؤسسة الزبير عن إطلاق مبادرتها الجديدة "The Zubair Connect"، ضمن إطار جهودها المتواصلة لتعزيز التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبما يتماشى مع أهداف رؤية عمان 2040، حيث استضافت المؤسسة المتحدث الدولي الشهير جايمس تايلور والذي يتمتع بخبرة تزيد عن 20 عاماً في مجال الإبداع والإبتكار في ريادة الاعمال.

حضر العديد من صنّاع القرار والمتخصصين والمهتمين من كلا القطاعين.

وقد تم رسم أسس برنامج المبادرة كخطوة استراتيجية من جهود مؤسسة الزبير لتعزيز الجهد المشتركة والتعاون المستدام بين الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة في السلطنة، بهدف تعزيز التنمية المستدامة عبر فكر متجدد.

وقد تم إطلاق منصة "The Zubair Connect"  لتكون منصة متكاملة تساهم في تعزيز التواصل بين صناع القرار، بهدف توحيد الرؤى والجهود وبما يتماشى مع أهداف رؤية عُمان 2040. كما تسعى المبادرة أيضاً إلى دعم الأهداف الوطنية من خلال تعزيز العلاقات بين المؤسسات الحكومية والخاصة، وتوفير فرص التواصل والإستفادة من نقل المعرفة على نطاق أوسع.

وفي هذا السياق، أشار رشاد بن محمد الزبير رئيس مجلس إدارة مؤسسة الزبير : في إطار التغيرات المتسارعة على مستوى العالم، والتحديات الجيوسياسية غير المسبوقة التي تواجهها مختلف الدول وبالتحديد منطقتنا العربية، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نتواصل بفعالية وبعقول مفتوحة لنرسم معاً طريقنا المشترك نحو المستقبل الذي نتطلع إليه جميعاً، المستقبل المستدام-  والذي يتطلب منا  تجديد الفكر لخدمة أهداف نهضة عمان المتجددة. لقد تم تحديد معالم الطريق الصحيح نحو بناء مستقبل أكثر إشراقاً للوطن، الأمر الذي رسمت ملامحه بوضوح رؤية عُمان 2040 والتي أشرف عليها شخصياً مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه–،  وعليه فإن مثل هذه اللقاءات التي نجتمع فيها اليوم تكون بمثابة منصات تساهم في رسم وتخطيط لغدٍ عمان المتجددة. مشيرا بأن توجهات مؤسسة الزبير المستقبلية تتمحور حول التركيز على قطاعي الصناعة والتقنية وذلك من خلال دعم كافة المساعي الجادة وتفعيل الشراكات المحلية والدولية، مما يعزز بناء نظام بيئي متكامل خدمة لصالح العام.

ومن جانبه قال نيلز بورمانز الرئيس التنفيذي لمجموعة الزبير: خلال الـ 57 عاما الماضية، ظلت مؤسسة الزبير ركيزة أساسية على الساحة الاقتصادية العمانية، حيث ساهمت بشكل فعّال في التنمية المستدامة. وأضاف: أن تزايد القوى التكنولوجية أدت إلى تغيرات ملحوظة وسريعة في العالم، وعلى الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19، فقد شهدنا مرونة ملحوظة في التواصل العالمي. وأشار: بالرغم من التوقعات الأولية بتزايد تقديم الخدمات البينية بين الدول، يجب علينا التركيز على الابتكار وتقديم خدمات ذات قيمة محلية مضافة.

وأشار بورمانز: أن الإبداع هو عملة المستقبل، لذا لا بد من التركيز على تعزيز الإبداع والابتكار. مشيرا إلى أهمية منصة "The Zubair Connect"، كوسيلة لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل المساهمة في تحقيق الازدهار لسلطنة عمان.

تعمل مؤسسة الزبير لأكثر من خمس عقود على جذب الخبرات والابتكارات الجديدة من جميع أنحاء العالم إلى السلطنة وغيرها من الأسواق التي تعمل بها؛ حيث كانت من كبار المؤسسات التي ساهمت في إنشاء البنية الأساسية على المستوى الوطني، إلى جانب دورها المحوري في قطاعات الثقافة والسياحة والصناعة بمجالاتها المختلفة. وتضم مؤسسة الزبير مجموعة متنوعة من الشركات المميزة ووحدات الأعمال الاستراتيجية والمشاريع المشتركة التي تنتشر إلى جانب السلطنة في أسواق الشرق الأوسط والهند والشرق الأقصى وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

موسم الورد يجذب السياح من داخل وخارج سلطنة عمان

الجبل الأخضر- في قلب سلسلة جبال الحجر التي تبعد مسافة 242 كلم غرب العاصمة العمانية مسقط، وعلى ارتفاع يتجاوز 3 آلاف متر فوق سطح البحر بمحافظة الداخلية، تتفتح آلاف أزهار الورد العُماني في مشهد طبيعي يأسر الألباب، إذ يُعد موسم الورد في الجبل الأخضر -الذي يمتد من منتصف مارس حتى أوائل مايو- من أبرز الفعاليات الزراعية والسياحية في البلاد، حيث يتحول الجبل إلى لوحة فنية تتناغم فيها ألوان الورود، مع خضرة المدرجات الزراعية، مما يجذب الزوار من داخل السلطنة وخارجها. ​

في قرى مثل العين، وسيق، والشريجة، ووادي بني حبيب، تنتشر أكثر من 5 آلاف شجرة ورد على مساحات تتراوح بين 7 أفدنة (قرابة 3 هكتارات) إلى 10 (4.2 هكتارات) حسب الإحصاءات الرسمية.

هذه الأشجار تُزرع على مدرجات زراعية صخرية، تمثل إرثا زراعيا تناقلته الأجيال في هذه القرى الجبلية. مهارة الإنسان العُماني في ترويض الطبيعة أيضا تبدو واضحة في طريقة العناية بالحقول، حيث تُروى الأشجار بنظام الأفلاج، ويُعتنى بها عناية فائقة طيلة العام.

عملية قطف الورد تبدأ عند شروق الشمس، إذ يُفضل قطف الأزهار حين تكون نديّة للحفاظ على نقائها العطري. وبعد جمعها تُنقل الزهور إلى بيوت التقطير، حيث يُستخرج منها ماء الورد العماني الشهير.

إعلان إرث وعطر خالد

تُستخدم في عملية التقطير أدوات تقليدية، إلى جانب بعض التقنيات الحديثة، في مزيج يعكس توازنًا بين التراث والحداثة. ويُنتج ما يزيد عن 28 ألف لتر من ماء الورد سنويًا، تستخدم في صناعة العطور، وتحضير الحلويات، وإحياء المناسبات التقليدية والاستخدامات الطبية.

ُعرف ماء الورد العُماني بصفائه العالي ورائحته الفريدة التي تميّزه عن غيره في الأسواق (الجزيرة)

تتفاوت أسعار ماء الورد وفقًا لحجم الزجاجة وجودة الاستخلاص، حيث تُباع بأسعار تتراوح بين 5 إلى 11 ريالا عمانيا (ما بين 13 و28.5 دولارا). ويُعرف ماء الورد العُماني بصفائه العالي ورائحته الفريدة التي تميّزه عن غيره في الأسواق الإقليمية.

وشهد موسم 2024 نموا ملحوظا في حجم الإنتاج، حيث بلغ إجمالي المحصول قرابة 20 طنًا من الورد، بزيادة قدرها 9 أطنان مقارنة بموسم 2023، بحسب الإحصائيات الصادرة عن مركز الأعمال والحاضنات بهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة. وقدرت القيمة السوقية لهذا الإنتاج بنحو 200 ألف ريال (519 ألف دولار)، ما يعكس انتعاشًا اقتصاديًا متزايدًا مع كل موسم ورد جديد.

اقتصاد موسمي

لا يقتصر أثر موسم الورد على الجوانب الزراعية فقط، بل يشكل ركيزة اقتصادية موسمية لعشرات الأسر العُمانية التي تعتمد عليه كمصدر دخل رئيس. فإلى جانب بيع ماء الورد، تنشط صناعات أخرى كالصابون، والزيوت العطرية، والمراهم الطبيعية، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويحفّز ريادة الأعمال الصغيرة.

موسم الورد ركيزة اقتصادية موسمية لعشرات الأسر العُمانية التي تعتمد عليه كمصدر دخل رئيس (الجزيرة)

كما يشهد الجبل في هذه الفترة توافد الحرفيين والسياح والمصورين والباحثين، مما يُنعش مختلف الأنشطة التجارية من الضيافة والمطاعم إلى بيع المشغولات اليدوية.

وتترافق مواسم الحصاد مع تنظيم جولات ميدانية تتيح للزوار التفاعل المباشر مع التجربة، بدءا من المشاركة في قطف الورد، وصولًا إلى حضور جلسات تقطير الماء، والاستماع إلى قصص المزارعين. هذا التفاعل يُعزز السياحة البيئية، ويجعل من منطقة الجبل الأخضر وجهة فريدة تمزج بين الاستجمام والمعرفة.

إعلان

وتشير بيانات وزارة التراث والسياحة إلى أن الجبل الأخضر يشهد في موسم الورد ارتفاعا كبيرًا في عدد الزوار من داخل السلطنة وخارجها، ليصبح أحد أبرز المقاصد العُمانية في فصل الربيع.

بيانات وزارة التراث والسياحة تشير إلى أن الجبل الأخضر يعد أبرز المقاصد السياحية العُمانية في فصل الربيع (الجزيرة)

ويبعد الجبل الأخضر نحو 150 كيلومترا عن العاصمة مسقط، وتُعد بلدة بركة الموز بمحافظة الداخلية نقطة الانطلاق نحو القمة. ويتطلب الطريق استخدام مركبات الدفع الرباعي فقط، نظرا للطبيعة الجبلية. عند نقطة تفتيش بوابة الصعود يُجرى فحص للمركبات لضمان جاهزيتها، ثم تبدأ الرحلة بين منعطفات جبلية منحدرة، تكشف عن مناظر خلابة للوديان والتكوينات الصخرية.

إطلالات على الورد

يُعد الجبل الأخضر من أبرز مقاصد السياح في سلطنة عُمان، ولا تقتصر جاذبيته على طبيعته الخلابة فحسب، بل تمتد إلى تنوع خيارات الإقامة التي تلبّي مختلف التفضيلات والميزانيات.

ففي حين توفر المنتجعات الفاخرة، مثل منتجعات إنديغو الجبل الأخضر، وأنانتارا وأليلا تجارب إقامة تتراوح أسعار الغرف فيها بين 100 و250 ريالا لليلة الواحدة (ما يعادل 260 إلى 650 دولارا)، تُتيح بيوت الضيافة المحلية والنُّزُل الصغيرة بدائل اقتصادية بأسعار تبدأ من 30 ريالا (قرابة 78 دولارا).

أزهار الجبل الأخضر تُقطف ندية عند الشروق لضمان نقاء الزيت العطري (الجزيرة)

أما على صعيد المأكولات، فيمكن للزائرين الاستمتاع بتجارب طعام متعددة، من المطاعم الشعبية التي تقدم أطباقًا عُمانية تقليدية بأسعار معتدلة تتراوح بين 2 و6 ريالات (ما بين 5.2 و15.6 دولارا) للوجبة، إلى المطاعم الفندقية الراقية التي توفر مزيجا من المأكولات العالمية والمحلية بأسعار تبدأ من 10 ريالات (نحو 26 دولارًا) للوجبة.

هذا التنوع في الإقامة والطعام يمنح السائح حرية تصميم تجربته حسب أولوياته، سواء كان يبحث عن الفخامة والراحة، أو عن بساطة الحياة الجبلية وروح الضيافة المحلية.

إعلان "إنديغو".. رفاهية بإطلالة وردية

من المنشآت السياحية الفاخرة التي افتتحت مؤخرا، منتجع وسبا "إنديغو الجبل الأخضر" التابع لمجموعة فنادق ومنتجعات "آي إتش جي" (IHG)، الذي افتُتح في 2024 في قلب الجبال المطلة على المدرجات الزراعية. ويُعد المنتجع أحد أحدث المشاريع السياحية التي تواكب النمو المتسارع في القطاع، حيث يقدم تجربة إقامة تمزج بين التصميم العصري والطابع المحلي العُماني، وتتميز معظم غرفه بإطلالات خلابة على مدرجات الورد والوديان الجبلية.

منتجع إنديغو من أحدث المشاريع السياحية التي تواكب نمو قطاع السياحة في منطقة الجبل الأخضر (الجزيرة)

ويُوفّر المنتجع لنزلائه باقة من الأنشطة الثقافية والبيئية، تشمل زيارات ميدانية لمزارع الورد، ولقاءات مع الحرفيين المحليين، والمشاركة في تجربة تقطير ماء الورد.

كما يضم مركز سبا تستخدم فيه عناصر طبيعية من بيئة الجبل كالورد والصخور البركانية، إلى جانب مطاعم تقدم مأكولات فاخرة مستوحاة من المطبخ العُماني والعالمي، لتمنح الزائر تجربة ذوقية وثقافية لا تُنسى.

طابع مستدام

تكمن أهمية موسم الورد في الجبل الأخضر في كونه نموذجا حيا للسياحة المستدامة، إذ يدمج بين الحفاظ على البيئة، وتمكين المجتمعات المحلية، والحفاظ على التراث غير المادي. وتقوم المؤسسات الفندقية في الجبل بدور محوري في هذا السياق، من خلال توظيف أبناء القرى، ودعم المنتجات المحلية، وتنظيم فعاليات ثقافية وسياحية تراعي خصوصية المكان.

جانب من الإطلالة الجميلة لمنتجع إنديغو على مدرجات الورد والوديان الجبلية (الجزيرة)

كما تعمل الجهات الحكومية المعنية مثل وزارة التراث والسياحة وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، على دعم المزارعين والحرفيين وتمكينهم من التوسع في الإنتاج والتسويق، بما يعزز من مكانة الورد العُماني كمنتج وطني ذي هوية راسخة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • بعد غد.. انطلاق فعاليات أسبوع عمان للاستدامة
  • الحراك الشعبي في الزبير: مجلس البصرة لا يمثلنا وماضون بالتحول لمحافظة
  • «حياة كريمة» تطلق معسكرًا تدريبيًا موسعًا لمتطوعيها في 13 محافظة بالغردقة
  • سعي حثيث لصون التراث العُماني وتعزيز الثقافة المتحفية
  • هيئة البيئة _ أبوظبي تطلق خدمة الرخصة الفورية لرعي الإبل عبر منصة «تم»
  • تعرف على موعد عرض الحلقة الجديدة من مسلسل "برسيتيج" لـ مصطفى غريب ومحمد عبدالرحمن
  • وزارة الداخلية تطلق سراح 6 موقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة التي وقعت في بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، وذلك بحضور إدارة منطقة داريا وعدد من الوجهاء
  • موسم الورد يجذب السياح من داخل وخارج سلطنة عمان
  • العالمية القابضة تطلق منصة عالمية لإعادة التأمين مقرّها أبوظبي العالمي
  • سفير موسكو بالقاهرة: نقدر موقف مصر وندعم جميع مبادراتها السلمية