هل يجوز صيام جميع أيام الأسبوع في شعبان عدا الجمعة
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صيام الإنسان طوال أيام الأسبوع عدا الجمعة، جائز، بشرط ألا يترتب عليه ضرر بالإنسان أو يؤثر على حق من حقوق الزوج أو الأولاد أو حق من حقوق العمل.
وأكد «شلبي» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردا على سؤال: ما حكم الصيام طوال أيام الأسبوع عدا الجمعة؟ أن المرأة لا يجوز لها الصيام تطوعا إلا بعد استئذان زوجها ما دام موجودا معها، مستشهدا بما رواه الإمامان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ).
مدى صحة كراهية صيام جميع أيام الأسبوع
أجاب الشيخ محمد عبدالسميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليه، وذلك خلال البث المباشر لصفحة دار الإفتاء المذاعة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مضمونة (ما مدى صحة كراهية صيام جميع أيام الأسبوع؟).
أكد "عبد السميع"، أن هناك أحاديث في كراهية صيام يوم الجمعة منفردا لمن قصد ذلك؛ لكون الجمعة يوم عيد واحتفال للمسلمين ولا يصح صيامه، ولكن من كان يصوم الجمعة في عادة ضمن أيام محددة فلا مانع في ذلك، وهناك أحاديث ضعيفة عن كراهية إفراد يوم السبت بالصيام لكونه معظم عند غيرنا، وصيام شخص لهذا اليوم باستمرار يعني تعظيم هذه الشعائر وديننا يأمرنا ألا نعظم شعائر غيرنا.
حكم صوم يوم السبت منفردا
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صيام يوم السبت منفردا ليس حراما ولكنه مكروه إذا كان بغير سبب.
وأضاف عثمان، فى إجابته على سؤال « ما حكم الصيام يوم السبت منفردا ؟»، أن هناك حديثا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو (( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما إفترض عليكم))، فبعض العلماء حكموا على هذا الحديث بالأضطراب.
وبين أنه لو صام الإنسان يوم السبت منفردا فإنه يجوز ولو أراد أن يخرج من الخلاف فصام يوما قبله أو يوما بعده فيكون أفضل.
حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام
ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده ) رواه البخاري (1849) ومسلم (1929).
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم )
( الصيام/1930) .
وفي الصحيح عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال أصمت أمس قالت لا قال تريدين أن تصومي غدا قالت لا قال فأفطري وقال حماد بن الجعد سمع قتادة حدثني أبو أيوب أن جويرية حدثته فأمرها فأفطرت ) رواه البخاري ( الصوم/1850)
قال ابن قدامة : " يكره إفراد يوم الجمعة بالصوم , إلا أن يوافق ذلك صوما كان يصومه, مثل من يصوم يوما ويفطر يوما فيوافق صومه يوم الجمعة , ومن عادته صوم أول يوم من الشهر , أو آخره , أو يوم نصفه . المغني ج/3 ص/53
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان النبی صلى الله علیه وسلم أیام الأسبوع یوم الجمعة رضی الله الله عن
إقرأ أيضاً:
أبواب العفاف كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى أمر بعدم الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية إلا بطريقة آمنة، من باب العفاف، والمقصود بالخلوة هنا المكانُ الخاصُّ وليس المكان العام.
أبواب العفافوأوضح فضيلته أن معيار الخصوصية والعمومية هو وجوب الاستئذان من أجل النظر من عدمه؛ فالمكان الذي يجب علينا أن نستأذن للنظر إلى داخله، ولا يجوز أن ندخله إلا بعد الاستئذان، فهو مكانٌ خاص، والمكانُ الذي لا يحتاج إلى استئذان، كالطريق ووسائل النقل العامة والمساجد والمحلات العامة، فهو مكانٌ عام، ولا يسمَّى انفرادُ الرجل بالمرأة، أو المرأةُ بالرجل، فيه خلوةً، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ» (الترمذي في سننه).
وأضاف فضيلة الدكتور علي جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتحري العفاف في الكلام، فنَبَّه معاذًا فقال: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» (الترمذي في سننه). وربنا يقول في سورة النساء: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148]، ولكنه بعدها حثَّ على العفو فقال: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149].
وأكد فضيلته أن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن التسول والرشوة والسرقة، كما نهى عن السبِّ واللَّعن والفُحش والبذاءة، من باب العفاف، فقال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» (البخاري)، وقال: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي» (أورده أبو داود في سننه)، وقال: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَأَيْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» (مسند الإمام أحمد)، وقال: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ، وَلَا بِلَعَّانٍ، وَلَا بِالْفَاحِشِ الْبَذِيءِ» (مسند الإمام أحمد).
العفاف
وأشار فضيلته إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أيضًا البُعد عن الشبهات؛ فعن عليِّ بنِ الحسينِ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتته صفيةُ بنتُ حُيَيٍّ، فلمَّا رجعت انطلق معها، فمرَّ به رجلان من الأنصار، فدعاهما فقال: «إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ». قالا: سبحان الله! قال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ» (البخاري)، كما أنه علَّمنا وأمرنا بالبعد عن مواطن الفتن، فقال: «وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» (البخاري).
ونبه فضيلة الدكتور علي جمعة على أن هذا كلُّه من العفاف في الظاهر والسلوك، أمَّا العفاف في الباطن والمفاهيم فله حديثٌ آخر، قد يكون أهمَّ وأعمقَ من عفاف الظاهر الذي هو في غاية الأهمية في نفسه، وأرى أن فقدَنا للعفاف الظاهر والباطن يُسَبِّب كثيرًا من اختلاف المعايير والرؤى، ويُحْدِث الفجوات، بل إنني لا أُبالغ إذا قلت إن عدم العفاف يَسُدُّ بابَ استجابة الدعاء من ناحية، ويُوقِع الضغينةَ بين الناس من ناحية أخرى، وبالجملة يُغَبِّش على القلب، الذي هو مهبطُ الرحمات الربانية، أن يرى الحقَّ حقًّا والباطلَ باطلًا.