لجريدة عمان:
2024-06-16@10:40:01 GMT

معرض مسقط الدولي للكتاب

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

في كل مرة يقترب فيها معرض مسقط الدولي للكتاب، أتذكر علاقتي به، التي تحققت منذ طفولتي المبكرة، إذ بدأت بالضياع عام ٢٠٠٠ وانتهت إلى ضياع من نوع آخر مع عملي كمذيعة في البرامج التي قدمتها خلال الدورات الماضية عبر إذاعة وتلفزيون سلطنة عمان.

أتذكر أبي يجر عربة صغيرة وأمي تمسك بأختي، أنا بدوري أتأمل في الكتب وألمسها بأطراف أصابعي إن لم نتوقف عندها، هكذا حتى لم أعد أرى أبي، لم يتملكني الخوف، على العكس من ذلك، قررت المضي للبحث عنهم، حتى وصلتُ لركن الاستعلامات، وتلك الطفلة الانطوائية أخبرتهم بصعوبة عن اسمها لكي يعلنوا عن وجودها معهم.

لم أتخيل أبدا أنني عام 2016 مع عودتي من الدراسة سأضيع في أروقة المعرض بحثا عن ضيف أستضيفه كمراسلة لبرنامج «الجليس» الذي يقدمانه سليمان المعمري وعايدة الزدجالية عبر إذاعة سلطنة عمان العامة وإذاعة الشباب.

انتظرت دورات معرض مسقط الدولي للكتاب عاما تلو الآخر، فمنذ زيارتي الأولى له مع عائلتي، حتى درجتُ على معاودة الزيارة مع برامج زيارة المعرض المدرسية، أتذكر أننا في بعض السنوات تنافسنا على مقاعد الرحلة للمعرض في المدرسة، لكنني كنتُ محظوظة دوما بالفوز في تلك المنافسة. يدفعني لكتابة هذا كله الآن، هاجس أن يقرأ مقالي هذا أب، أو معلم، أن يعرفوا بأن فرصة أن يزوروا المعرض برفقة أبنائهم أو طلبتهم لا تفوت، وأنها يمكنُ أن تفتح العالم على رحابته لهم. لا أستطيع أن أتخيل حياتي دون القراءة، إنها وبطريقة ما يصعب شرحها هويتي!، أعرف كم يبدو هذا غريبا بعض الشيء، فنحن في العادة نقرأ لكي نعرف هويتنا ولكي نشكلها بل وأن نخترعها، أما أن تصبح القراءة هوية في حد ذاتها فهذا استثنائي. مثلت لي القراءة الأرض الراسخة في عالم سائب، وفي الوقت نفسه، رفعت القراءة قدمي عن الأرض، فأنا لا أمشي عليها، وإنما أحلم بها.

عرفتني القراءة على كل أصدقائي وأحبائي، قربتني منهم، وعافتني في بعض الأحيان من الجروح التي تسببوا بها، لم أتخيل على الإطلاق أن الأمر سينتهي بي ككاتبة أولا وكمذيعة برامج ثقافية ثانيا، صحيح أنني حصلتُ وأنا في الصف السادس على لقب أميز مذيع إذاعي في مدرستي، وأنني أحببتُ الإذاعة وعرفتني زميلاتي ومعلماتي عبرها، إلا أنني لم أتخيل أنني كنتُ أسير على الطريق المرسوم، الذي حدده لي ضياعي في معرض الكتاب ذلك العام. عندما تلتقي أمي بمعلماتي صدفة، يقلن لها: إن أمل حققت ما كانت تحلم به، وإنني في المكان الذي يناسبني وإنني اجتهدت ووصلت! يضحكني هذا الحديث في كل مرة، ويريني كيف أن الحياة في بعض الأحيان تعرفك أكثر مما تعرفها أنت. في الإنجليزية ثمة كلمة تعبر عن هذا وأحبها وهي path لا أعرف معادلا موضوعيا لها في العربية، ليس لأنها لا تتوفر عليه، بل لأنني أُحمل الكلمة كل هذه المعاني التي تختزن تجربتي مع عملي اليوم وما آلت إليه حياتي، أتخيل بأن الدرب مرسوم على الصفحة البيضاء، وأنني أوقعُ عليه فحسب، أن السيف قطع الوجود، وأن حياتي هذه ما هي إلا الدماء التي تسيل.

في إحدى سفراتي، كنتُ وكالعادة أقرأ كتابي في الطائرة، كتاب «لا أحد ينام في المنامة» للدكتور نادر كاظم الذي يؤرخ ويحلل فيه واقع مدينة المنامة البحرينية والتحولات التي شهدتها، والتي تعكس وبطبيعة الحال تغييرات إقليمية ودولية لم يسلم منها أحد. قال لي المسافر بجانبي: كيف لا ينام الناس في المنامة؟ ظننتُ أول الأمر أنه يسخر من المفارقة في العنوان، إذ إن اسم المنامة قادم من «النوم» لكنه كان يسأل حقا عن سبب عدم نوم الناس في المنامة! لقد علمتني القراءة إذن لغة أخرى، لغة قد تصبح مقفلة أمام آخرين لم يحظوا بمثل فرصتي التي أدين بالفضل بها لعائلتي.

ولذلك المسافر أقول: ينام الناس في المنامة كثيرا، لكنهم وفي كثير من الأوقات انشغلوا بالسهر، وها نحن نبالغ، فما أحلى المبالغات، إذ نقول بأن السهر، حرم الناس من نومهم في منامتهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی المنامة

إقرأ أيضاً:

مفاجأة جديدة عن بطل واقعة صفعة عمرو دياب.. وإعلامية: "الهضبة بقى بتاع فئة معينة"

علقت الإعلامية أميرة بدر على واقعة صفع المطرب عمرو دياب لشاب حاول التقاط صورة معه خلال أدائه لأغانيه في إحدى حفلات الزفاف على المسرح في أحد الفنادق الكبرى.

 

وكشفت بدر خلال تقديمها برنامج “آخر النهار”، المذاع عبر فضائية “النهار”، معلومات جديدة عن الشاب المصفوع، قائلة إنه يعمل ضمن “العمالة المؤقتة” في الفندق، وأنه أنهى عمله ليلة الواقعة الساعة الثامنة والنصف مساء ولم يكن من المدعوين.

توقعت أزمة عمرو دياب وخطوبة شيرين.. ليلى عبداللطيف تريند الوطن العربي عمرو دياب يتصدر تريند يوتيوب وإكس بـ"الطعامة"

وقالت إن عمرو دياب يقلل من ظهوره في الإعلام والبرامج لأنه لا يجيد فن التعامل مع الناس و"جبر خواطر المعجبين"، مردفة: “هو تحول من شخص بتاع الناس لبتاع فئة معينة، والجمهور يتعامل معه بأنه ذكريات عكس مطربي المهرجانات الذي يستطيعون السير في الشارع”.

ولفتت إلى أن سرعة رد فعل عمرو دياب في صفعه للشاب تدل على عدم توازن، رغم ذكائه الذي وضعه على القمة على مدار السنوات الطويلة، مواصلة: “تعامله مع الناس في الفترة الأخيرة عليها علامات استفهام”.

ووجهت اللوم على الشاب، مؤكدة أنه مخطيء في إصراره على التصوير مع عمرو دياب فهو ليس “ماء الحياء وليس نبي”، منوهة إلى أنه ارتكب خطأ بالإمساك بالهضبة والتزاحم على مسرح الزفاف رغم أنه ليس من المدعوين.

 

وتابعت: “المشكلة سيتم حلها لأن الفندق طرف وهو ما سيحاول تجنبه من اتهامات ستوجه إليه من أصحاب حفل الزفاف الأثرياء بالسماح بدخول أشخاص لا علاقة لهم بالمناسبة”.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 17 ألف منفذ لخدمات بنك مسقط الرقمية تلبي احتياجات العملاء
  • "مصر القديمة.. فن الخلود".. معرض لقطع أثرية مصرية في سيبيريا
  • برنامج حافل لـ«تريندز» في «بكين الدولي للكتاب 2024»
  • برنامج حافل لـ«تريندز» في «بكين الدولي للكتاب 2024»
  • افتتاح قصير لـ«يورو 2024» بـ «نار» وتكريم بيكنباور
  • شاب يُطلق مبادرة داخل منطقته لتشجيع جيرانه علي القراءة في الإسكندرية
  • 8 تطبيقات مميزة لمساعدة أصحاب الهمم على تعلم اللغات.. للكبار والصغار
  • “تريندز” يناقش العلاقات الصينية ــ الخليجية خلال “معرض بكين للكتاب”
  • مفاجأة جديدة عن بطل واقعة صفعة عمرو دياب.. وإعلامية: "الهضبة بقى بتاع فئة معينة"
  • عبر مسقط.. عمان ترحب بإفراج طهران عن مواطن فرنسي ونقله إلى بلاده