وفد الأوقاف وإدارة أموال القصر بدبي يلتقي وزير الأوقاف المصري بالقاهرة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
التقى معالي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري سعادة علي محمد المطوع الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر بدبي بديوان عام وزارة الأوقاف المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، وذلك للوقوف على تجربة "أوقاف دبي" في إدارة وتنمية أصول الوقف وتعظيم عوائده واستثمارته.
واطلع المطوع يرافقه محمد علي الكمزاري مدير الاتصال المؤسسي بالمؤسسة خلال اللقاء على تجربة وزارة الأوقاف المصرية في إدارة وتنمية مال الوقف واستعرض مشروعات المؤسسة الوقفية واستثماراتها الخيرية والتجربة الوقفية لإمارة دبي وسبل إدارة واستثمار الأصول الوقفية وفق أفضل الممارسات التي تضمن الوصول إلى العائد الأمثل وسلط الضوء على أبرز المشروعات الوقفية التي تديرها المؤسسة.
ونوه إلى أن المؤسسة حريصة على الاستفادة من التجارب الوقفية لمختلف الجهات الوقفية حول العالم للوصول إلى أفضل النتائج في إدارة واستثمار أصول الوقف بما يضمن تعظيم العوائد والحفاظ التام على رأس المال وإدخال مشروعات وقفية جديدة تنسجم مع التطور الحضاري الذي يشهده العالم.. مشيدا في هذا الصدد بتجربة الأوقاف المصرية في الحفاظ على مال الوقف وحسن استثماره إلى جانب جهودها في نشر الفكر الوسطي المستنير داخليا خارجيا.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
محمد دياب يكتب: ولا يوم الطين؟
كانت جارية تُباع في الأسواق، كأي سلعة لا تثير انتباه أحد، حتى رآها هو بعين مختلفة. ما أسَره جمالها فقط، إنما فصاحتها وذكاؤها كان لهما وقع أعمق في قلبه. اقترب منها، وبدلًا من أن يبقيها في خانة الجواري، حررها من الرق، ورفعها إلى مرتبة المودة والرحمة. تزوجها، وجعلها سيدة القصر، لا يسبقها في قلبه أحد، ولا يخالف لها رأيًا أو رغبة
هو المعتمد بن عباد، آخر ملوك بني عباد في الأندلس، وهي اعتماد الرميكية، جارية الأمس، وزوجة اليوم، وصاحبة قصة خالدة لم يكتبها شعراء البلاط، بل سجلها التاريخ تحت عنوان "ولا يوم الطين؟"
خرج ذات يوم يتجول معها في شوارع إشبيلية حيث البسطاء وعبق الحياة، فشاهدت نساء يلعبن في الطين، تأملت المشهد بعين الحنين، وقالت مازحة: "يا ليتني أشاركهن اللهو في الطين"
ابتسم، لكنه لم يجد مجالًا يليق بملوك أن يخوضوا الطين. مع ذلك، لم يحتمل رؤية الحزن في عينيها، ولا أن يُطفئ رغبتها البريئة
عاد إلى القصر، وأمر بتغطية ساحة القصر بخليط من الحناء والمسك وماء الورد والزعفران، فبدت كالطين، لكنه طين الأمراء، وجعل لها قربًا من الحرير، وقال " هذا طينك يا اعتماد... العبى كما شئتِ"
كانت لحظة حب عظيمة، حين عرف كيف يُسعد امرأة أحبها ولو بمشهد طفولي
ومرّت السنوات، وتبدلت الأحوال، وخلع المعتمد من عرشه، وسُجن، وعاش ذليلًا لا جاه له. وفي لحظة ضيق تشاحنا كالأزواج
"والله ما رأيت منك خيرًا قط" فقالت له:
فقال لها: "ولا يوم الطين"
فصمتت وبكت
وسط تراجع الوفاء وارتفاع قيمة المادة، تظل قصة المعتمد واعتماد درسًا بليغًا في قيمة اللحظات البسيطة التي تصنع عمق العلاقة
نحتاج جميعًا إلى إعادة تذكير أنفسنا فالحب يُقاس بصدق المشاعر وحرص القلب، أكثر من أي هدية تُمنح
الرجال والنساء معًا يتحملون مسؤولية بناء علاقة تستند إلى احترام وتفاهم، وليس مجرد واجبات والحياة الزوجية رحلة تحتاج إلى دفء اللحظات الطفولية التي تبقي المشاعر حية وسط رتابة الأيام
السؤال لك أيها القارئ:-
كم من "يوم طين" مرّ في حياتك وأهملته؟
كم لحظة وفاء ضاعت بين الغضب والانفعال؟
كم كلمة جافة قلتها لمن تحب وكانت تحتاج لدفء القلب فقط؟
حان الوقت لإعادة زرع بذور الوفاء في قلوبنا وقلوب من نحب. الرجل الحقيقي من يعرف كيف يدخل السرور لقلب امرأته ولو بتفاصيل بسيطة، والمرأة الذكية لا تنسى رجلًا غامر من أجلها بـ "جنون جميل"
اللهم احفظ زوجاتنا وشركاء أعمارنا، وأدم بيننا المودة والرحمة، وارزقنا سكينة القلب ورضا الروح، وجنّبنا أسباب الخصام، واصرف عنا النكد والهم، وقرّ أعيننا بابتسامة من نحب.