حسن محمد الزبن: مشروع قانون الجرائم الإلكترونية يعني دولة ناطقة ووطنا مستمعا!
تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT
حسن محمد الزبن جاء هذا المشروع استكمالا لما تم إقراره لقانون الجرائم رقم 27 لعام 2015م، أي بعد سبع سنوات من إنشاء وحدة الجرائم الإلكترونية في الأردن التي أسست عام 2008م، والتي كان وجودها ضروريا وملحا لما شهده الفضاء الإلكتروني من إشكاليات وضعت مؤسسات أردنية ومواطنون في مآزق من خلال الاختراق والتحايل والابتزاز، ولم تكن واسعة ومتوغلة كما نشهد الوضع الآن في عام 2023م، ودار حوله الكثير من الآراء والنقد، مما استدعى إعادة النظر في القانون القديم والعمل على المشروع الجديد، إلا أنه أيضا مشروع اليوم عليه تحفظات أكثر، ففي هذا القانون عدد من مواده وتحديدا المواد (15,16,17,18,19,25)، فهذه المواد على التوالي تتعارض مع مقولة “الحرية سقفها السماء”، وهي مواد للجم حرية التعبير وتخالف ما نحن مقبلون عليه في محطات قادمة من منظومة التحديث السياسي ولا تخدمه على الإطلاق، وفيه تقييد ووضع حدود للحرية الصحفية والعامة التي أحد أهدافها تعزيز حق المواطن والقارئ بالمعرفة ضمن معايير أخلاقية تعهدتها المؤسسات الصحفية والمواقع الإخبارية والعاملون فيها من رؤساء تحرير وكتاب أعمدة وصحفيين ومحققين ومحرري أخبار، بدءا من المحتوى الذي يمر بمراحل إنتاج يتسلسل بمهنية وإتقان إلى المحطة الأخيرة وهي النشر عبر صفحات الجرائد أو المجلات أو المواقع الإخبارية أو القنوات الفضائية أو التلفزيون، وكل هذه المراحل هدفها الأول والأخير أن يظهر العمل الصحفي او الاعلامي بصورة احترافية ويعبر عن مصداقية وقبول لدى القارئ أو المستمع، فالأساس أن حرية الصحافة مصونة ويجب عدم المساس بها وقد كفلها الدستور، ولا أرى بالصحافة الحرة إلا رافعة من روافع الدولة لحماية القانون وتعزيز الديمقراطية ودعم منظومة التحديث السياسي والاقتصادي، وعتبة من عتبات محاربة الفساد بأشكاله كافة وغيره من المواضيع والإشكالات التي يمكن أن تُحدث الخلل أو الانحراف الذي يعود على المجتمع بالضرر والسلبية في الجو العام.
والأمور لا تمر في عالم الصحافة بمزاجية، فكما هي الدولة دولة مؤسسات، فكذلك المؤسسات الصحفية تقوم على طبيعة ونظام مؤسسي، وهناك ميثاق شرف للمهنة الصحفية يتم الالتزام به، ومن خلاله احترام لأخلاقيات المهنة، وما يحكمها من قيم وعادات وأعراف للمجتمع والدولة، مبنية على مبادئ سامية واحترام للأديان وللمواثيق والاتفاقيات الدولية التي لها علاقة بحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير وحرية تداول المعلومات. فمشروع القانون 2023م، في ظاهر مواده يوحي لك أنه مع حفظ كرامة العائلة والأسرة وحماية المجتمع المحلي، لكن في ذات الوقت يطلق في مواده وتفرعات بنوده للحكومات أن تتصرف كيفما ترى وكيفما تشاء في إدارة الدولة، ولكن هل هذه الحكومات تطبق كل برنامجها حسب كتب التكليف السامية الموجهة لها، وهل هي معصومة عن الخطأ، وهل رؤيتها وفكرها فقط من يدرك المصلحة العليا للدولة، حتى تسعى جاهدة لتمرير هذا القانون وتأمن من أي كان لمجرد التفكير بنقدها أو طرح قضايا تعرضها للمساءلة، على اعتبار أنها تعتبر مجلس النواب الجهة المخولة بالمساءلة والاستجواب ضمن الدستور ولوائح النظام الداخلي للمجلس، والسؤال هل في كل مراحل ومحطات الدولة يعتبر مجلس النواب واجهة حقيقية لنبض الشارع ويعبر عن أفكاره وطموحاته وتساؤلاته والجواب مفتوح برسم الإجابة… وعليه فمن حق الصحافة الحرة أن تكون عين الرقيب ايضا على أداء الحكومات وعلى غير الحكومات ومن حقها أن تقول كلمتها دون المساس بفضاء ومساحات الحرية لديها، ومن حق الموطن أن ينتقد من يدير الولاية العامة المسؤول الأول في الحكومة كرئيس للوزراء في إي حكومة وكل وزير ومسؤول وموظف عام، وإذا ما أقر القانون كما هو في مسودة المشروع فإن في ذلك ضرب لكل ما قيل في محاربة الفساد بكل أشكاله في الدولة، وذهب أدراج الرياح، كما أنه إذا غض مجلس النواب عن مسؤوليته الدستورية والقانونية، ولم تتم معالجة نصوص القانون أو رده أو رفضه سنشهد تراجعا في الحياة العامة وتراجعا في المؤسسات الإعلامية والصحفية، وفي القضايا الهادفة لصلاح المجتمع، وسيسود ما لا يحمد عقباه ونترحم على المئوية الأولى وكل شيء جميل فيها ونقول يا ليت تلك الأيام تعود. القانون يبني حصونا وقلاعا للمسؤول ويمنع نقده أو إبداء الرأي بمسيرة إنجازه، عبر الصحافة أو إي من منصات التواصل الاجتماعي، أو أي موقع إخباري ما يعني أننا بعد اليوم لا يحق لنا الحديث عن المصالح العليا للوطن والدولة، وستتوقف أقلام أصحاب الرأي الجريء والمنابر الحرة مغبة الوقوع في براثن العقوبات للقانون الجديد، وبهذا يكون الرأي والرأي الآخر على الحياد، ويصبح حق المواطن في حرية التعبير والرأي على الهامش. مع أن المجتمع كله ضد أي ابتزاز أو انتهاك للحرية الشخصية أو ما يهدد الأمن والسلم المجتمعي، أو يهدد الأمن الوطني القومي، وضد التعرض للأعراض وخصوصيات الأسر والعائلات وقضايا الشرف التي تنال من أسر وتشكل خطورة في انعزالها وهدمها، والمجتمع أيضا ضد الذم والتحقير وضد نشر التفاهات ونشر الكراهية في المجتمع وترويج الإشاعات أو إي فعل من شأنه أن يقزم المنظومة القيمية في المجتمع. والمجتمع أيضا يعلم أن الفضاء الإلكتروني مفتوح وفيه الكثير من الجرائم وكثير من العبث والإساءات، وفيه ما فيه من التهديد والتنمر والتحرش واغتيال الشخصية، ويمضي في حرب ممتدة لا تتوقف ولا تنتهي، ولا ننكر أنه يحتاج إلى من يضبط عالمه، حماية لسلامة الأفراد والمجتمعات، فقضايا كثيرة مطروحة في أروقة المحاكم سببها الشكاوى الإلكترونية وهي تزداد يوما بعد يوم، وتؤرق المجتمع وتشكل عبئا على القضاء الأردني، ولا بد من تحجيمها والتقليل منها إلى أبعد قدر ممكن، ونحن مع المواد في هذا القانون الخاصة بذلك شرط معالجتها وإزالة اللبس والغموض عنها، فهمنا جميعا أن لا نصل إلى مرحلة الخراب المجتمعي وظاهرة تشكل خطر حقيقي وتساهم في الهم والانحلال. إن مواد مشروع القانون الخاصة فيما يتعلق بالقرصنة والدخول غير المشروع إلى مواقع أفراد أو مواقع جهات رسمية أو هيئات ومراكز حساسة في الدولة، والتهكير وإتلاف المعلومات وتزوير الحسابات والبرامج والتطبيقات ونسبتها زورا إلى جهات رسمية أو موظف عام، أو جرائم انتهاك سرية البيانات وانتحال الشخصية واستخدام عناوين وهمية أو جرائم الترويج للأعمال الإباحية واستغلال الأطفال والمرضى النفسيين وذوي الإعاقة والإساءة لهم باي شكل، نؤيد بنودها ونراها تواكب العالمية في تشريعاتها ولا غضاضة في تغليظ العقوبات حتى تكون رادعا لمن تسول له نفسه التعدي على حقوق الآخرين، وارتكاب جرائمه بحماقة دون مراعاة للمشاعر. ونجد ما هو وارد في نصوص مواد المشروع التي وردت بالتفصيل لحالات كثيرة، ومن خلال القانون يعطى للدولة القدرة الكافية للتعامل مع الاتفاقيات الدولية في مجال مكافحة الجريمة الإلكترونية والتعاون معها في هذا الجانب. لكن القانون يحتوي على مصطلحات فضفاضة ومطاطة وهذا حسب خبراء في القانون، تجد منها في بنود القانون مصطلح أخبار كاذبة، إشاعة، اغتيال الشخصية، ازدراء الأديان، إثارة النعرات، التحقير، خطاب الكراهية، إلخ… وهذه تحتاج إلى تحديد ماهيتها . فالأخبار الكاذبة لم تأت من فراغ، وقلناها مرارا على إعلام الدولة والحكومة يجب أن يتقدم خطوات على الإعلام الخاص وعلى الفضاء الإلكتروني، ويجب أن يُقدم المعلومة للمواطن بكل مصداقية وشفافية، حتى وإن كان فيها جور على الذات، وتعزيزا للثقة أن لا نترك للموطن الخيار البديل لأن يسمع أو يقرأ من مصادر أخرى يجدها عبر الصحافة العالمية، والفضاء الإلكتروني الواسع الذي لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتكون واردة في حوضه وفضائه. كما أن الوضع الاقتصادي للمواطن لن يفي بما يترتب عليه أمام القانون من غرامات وعقوبات مالية مغلظة، وسيكون البديل السجن في مراكز الإصلاح في وقت نبني فيه استراتيجيات للتخفيف من أعباء الدولة وجهاز الأمن العام في معالجة الازدحام المتصاعد في هذه المراكز، فلماذا نحاول أن نزيدها تخمة من خلال هذا القانون. وبما أننا دول مؤسسات فلماذا غاب عن الحكومة التشاور مع الأحزاب التي ما زلنا ندعو لتشكيلها والانضمام إليها، وكذلك النقابات المهنية ونقابة الصحفيين، ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات والنخب الوطنية، ولا ننسى التربويين والأكاديميين، والناشطين والمؤثرين الذين استقطبتهم الحكومة ورأت فيهم قدرة على الترويج لقضايا سياحية وغيرها، ولن أضيف النواب لهذه القائمة، لأن مجلس النواب دستوريا سيناقش مشروع الحكومة المقترح للجرائم الإلكترونية ويرد عليه بالقبول أو التعديل أو الرفض، وتقع عليه مسؤولية اتخاذ القرار أمام الوطن بأكمله. حمى الله الأردن،،، كاتب اردني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
رسالة نقيب الصحفيين في يوم الصحفي: تهنئة ودعوة بمناسبة 30 عامًا على جمعية الكرامة
وجّه نقيب الصحفيين، خالد البلشي، رسالة للزملاء أعضاء الجمعية العمومية، في ذكرى يوم الصحفي المصري، الذي واجهت فيه العمومية قانون اغتيال الصحافة رقم 93 لسنة 1995، ونجحت في فرض إرادتها وإلغاء القانون، بعد جمعية عمومية ظلّت منعقدة على مدار عام كامل.
وجاء نص الرسالة كالتالي:الزميلات والزملاء الأعزاء،،،
كل عامٍ وأنتم بخير، في واحدٍ من أهم أيام الصحافة المصرية، اليوم الذي اختارته الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين ليكون عيدها السنوي لحرية الصحافة، ويومًا للصحفي المصري، وهو يوم 10 يونيو ذكرى جمعية الكرامة عام 1995م. فكل عامٍ ونحن معًا على درب الدفاع عن الصحافة وحريتها وحقوق الجماعة الصحفية مستمرون.
في مثل هذا اليوم قبل 30 عامًا، انتفضت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين ضد القانون رقم (93) لسنة 1995م، الذي أطلق عليه الصحفيون "قانون اغتيال حرية الصحافة وحماية الفساد"؛ لتكون البداية الأكبر لملحمة مقاومة استمرت عامًا كاملًا حتى سقوط القانون وإصدار قانون تنظيم الصحافة رقم (96) لسنة 1996م.
فكل التحية لصانعي هذا اليوم المجيد، وتحية خاصة لمجلس 1995م، الذي اتخذ قراره التاريخي في اجتماعه الطارئ يوم 29 مايو عقب إقرار القانون المشبوه، بالدعوة للجمعية العمومية في 10 يونيو. وتحية لجموع الصحفيين، الذين خاضوا معركة الدفاع عن المهنة والحرية، وحق المواطن في المعرفة.
وتحية للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، التي جمعها الدفاع عن حقنا، وحق المواطنين جميعًا في صحافة تليق بنا.
تحية لكل مَن تركوا لنا يومًا نحتفي به، ويجمعنا على صعيد المهنة والحرية.
وكل عام وكل صحفيي مصر، والحالمين بصحافة حرة ووطن تسوده العدالة والحرية بخير.
زميلاتي وزملائي وأساتذتي،،،
ستبقى معركة القانون (96) لسنة 1996م، حدثًا مهمًا وملهمًا، وستبقى تفاصيلها نبراسًا يهتدي به كل المدافعين عن الصحافة وحريتها ومستقبل مهنتنا ووطننا، وعلامة فارقة في الذاكرة النقابية نتلمس خطاها في كل معاركنا. وسيبقى حضور الجمعية العمومية في هذا اليوم؛ دليلًا على قوة كلمتكم، وتأكيدًا أن حضوركم سيبقى العنصر الحاسم في كل القضايا والملمات، وعنوانًا لقوة الكيان النقابي.
في يوم الصحافة وحريتها، ومن منطلق إيماننا المطلق بأن كرامة الصحفي وحقه في العيش الكريم لا ينفصلان عن حريته، وأن ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لممارسي المهنة هو أحد السبل لنيل هذه الحرية، وأنهما يشكلان مسارًا واحدًا يكمل كل منهما الآخر، فإنني أدعو كل الأطراف إلى أن يكون الشهر القادم هو "شهر الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للصحفيين"، نركز فيه الجهود على إكمال ما بدأناه في المؤتمر العام السادس، ووضع خارطة طريق لتحقيق توصيات المؤتمر فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية.
ولتكن البداية بالسعي لإنجاز الوعود الحكومية بزيادة الرواتب، وإقرار الحد الأدنى للأجور على جميع الصحفيين مع مراعاة التدرج الوظيفي وسنوات الخبرة المهنية، وإقرار زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا بشكل دوري بعيدًا عن الانتخابات باعتباره حقًا لجميع الصحفيين المقيدين بجداول النقابة، واستكمال ما تم من خطوات على طريق تعيين المؤقتين وصولًا لوضع لائحة أجور عادلة لجميع ممارسي المهنة، ووضع منهاج واضح لتنفيذ التوصيات الخاصة بالمتعطلين، وحل مشاكل الصحافة الحزبية والصحف المتوقفة عبر توسيع السوق الصحفية، وتخفيف شروط الإصدار، وتطوير الصحافة القومية وإعادة الاعتبار لها؛ لتبقي ميزانًا للسوق الصحفية، وإعادة الاعتبار للمهنة ككل، ولكارنيه النقابة كتصريح عمل وحيد.
إن الاحتفال بالذكرى الثلاثين ليوم الصحفي سيبقى دائمًا فرصة لطرح قضايانا ومطالبنا ومناقشة كل قضايا المهنة.
ومن هذا المنطلق، أوجه الدعوة لجموع الصحفيين للمشاركة في فعاليات شهر الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بما يضمن أداء الصحفيين لدورهم في المجتمع.
الزملاء الأعزاء،،،
لا يسعني في هذا اليوم المجيد إلا توجيه التحية أيضًا لكل المدافعين عن الحق والحرية، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، والزملاء الصحفيون على أرض فلسطين الصامدة الأبية، الذين دفعوا من دمائهم أثمانًا غالية من أجل الانتصار للوطن وللحقيقة، وضربوا بصمودهم نموذجًا فذًا في النضال الإنساني والعمل الصحفي في رسالة لكل الأطراف إن حرية الصحافة وحرية الأوطان لا ينفصلان.
تحية إجلال وتقدير لأكثر من 225 شهيدًا صحفيًا فلسطينيًا على درب الحقيقة والحرية، ولكل زملائهم الذين يصرون على نقل الحقيقة رغم الدم والدمار وحرب الإبادة، التي استمرت لعامين كاملين وسط تواطؤ دولي وصمت وتخاذل عربي. وتحية لكل الإعلاميين ووسائل الإعلام التي تنتصر للحق الفلسطيني.
أساتذتي وزملائي،،،
ونحن نستلهم وقائع ثورة الصحفيين المجيدة في مواجهة قانون اغتيال الصحافة، لا يمكن أن ننسى مطالب الجماعة الصحفية على طريق حريتها، التي تم رفعها في كل المحافل والأحداث خلال الأعوام الأخيرة، والتي يأتي على رأسها:
1. إطلاق سراح جميع الصحفيين المحبوسين، وإصدار قانون للعفو الشامل عن سجناء الرأي مع الانضمام للمطالبات بإطلاق سراح كل المواطنين المحبوسين بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية، خاصة طلاب الجامعات.
2. رفع الحجب عن المواقع، التي تم حجبها خلال السنوات الماضية، ومراجعة القوانين التي تفتح الباب للحجب.
3. إصدار قانوني حرية تداول المعلومات، وإلغاء العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر والعلانية، إنفاذًا للمادتين (68) و(71) من الدستور.
4. تعديل المادة (12) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام، وحذف الفقرة الأخيرة منها والخاصة بتصاريح التغطية في الأماكن العامة، واعتماد كارنيه النقابة وخطابات الصحف والمواقع المعتمدة كتصريح عمل وحيد للصحفيين، دون الحاجة إلى تصاريح أخرى.
5. تعديل التشريعات المنظمة للصحافة والإعلام، بما يرسخ استقلال المؤسسات الصحفية، ويحسّن أجور العاملين في المهنة بما يتناسب مع معدلات التضخم.
7. مراجعة القيود المفروضة على حرية الإصدار، وإعادة النظر في تركز ملكية المؤسسات الإعلامية.
أساتذتي وزملائي وزميلاتي،،،
إن حرية الصحافة لا تنفصل عن حرية الوطن، وحق المواطن في التعبير عن رأيه ضمن سياق عام، عماده الحلم بوطن يتسع للجميع، وبمساحات أكثر رحابة للحركة، وباستعادة دور ما دام مارسته الصحافة في التنوير والتثقيف وكشف مكامن الخطر التي تواجه الدولة المصرية، كسلطة رابعة تراقب وتحذر وتُبشر بمستقبل يليق بنا جميعًا.
إننا ندرك أن حرية الصحافة لن تتحقق إلا عبر إعادة الاعتبار للتنوع في المجتمع، وتحرير المجال العام يتوازى مع ذلك فتح المجال لصحافة حرة ومتنوعة، بإدراك تام أن تحرير الصحافة والصحفيين من القيود المفروضة على عملهم وعلى حريتهم في ممارسة مهنتهم، سيظل ضمانة رئيسية ليس للصحفيين وحدهم، ولكن للمجتمع بكل فئاته. فحرية الصحافة ليست مطلبًا فئويًا، ولا ريشة تُوضع على رأس ممارسي المهنة، ولكنها طوق نجاة للمجتمع بأسره، وساحة حوار دائمة مفتوحة للجميع لمناقشة كل قضايا الوطن والمواطنين.