قال أندريه أنتيكوف، الكاتب الصحفى الروسى بجريدة «أزفيتسيا»، إن موسكو أظهرت قوتها فى الصمود وحقّقت تعافياً اقتصادياً بعد مرور عامين على الحرب الروسية - الأوكرانية واستمرار الغرب فى فرض عقوبات ومحاولة خنق روسيا اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. وأكد «أنتيكوف» فى حواره لـ«الوطن»، أن روسيا مستمرة فى القتال ولن توقف الحرب إلا بعد تحقيق أهدافها المخططة مسبقاً.

هل تتوقع انتهاء الحرب خلال الفترة المقبلة؟

- لا توجد مؤشرات حول انتهاء العمليات القتالية بسبب إصرار الطرفين على استمرار المعركة، ورغم ذلك تصرّح روسيا دائماً بأنها مستعدة للحوار، مقابل موقف السلطات الأوكرانية، التى أقرت قانوناً يمنع أى حوار مع موسكو، مما يدل على عدم وجود أفق لبدء مفاوضات بين البلدين.

ويقتصر الأمر على تبادل الأسرى والجنود بين الجانبين ليس أكثر، ودعم الغرب لأوكرانيا مستمر سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، كما أن روسيا تواصل زيادة إنتاج الأسلحة بكميات كبيرة، بالإضافة إلى حملة واسعة لاستقطاب مزيد من الجنود إلى صفوف الجيش يعرقل المفاوضات بين البلدين.

هل حقّقت روسيا أهدافها أم ما زال أمامها الكثير؟

- لم تحقّق روسيا كل أهدافها، البعض منها تحقق بالفعل، حيث تمكنت من السيطرة على المنطقة الواقعة بين القرم والأراضى الروسية، كما تم ضم 4 مناطق جديدة، ليتبقى هدف استئصال النازية ونزع سلاح أوكرانيا، وهناك مسئولون روس أشاروا إلى ضرورة حظر كل المنظمات القومية التى تحارب ضد موسكو بدعم من كييف.

كما أن روسيا وأوكرانيا تواجهان حالياً مرحلة استنزاف متبادل، فالدعم الغربى لكييف يستنزف موسكو اقتصادياً عن طريق العقوبات المفروضة عليها، بينما روسيا تستنزف أوكرانيا بشرياً كما ظهر فى ساحة القتال، وأقرت أوكرانيا قانون التجنيد الذى فرض قيوداً كبيرة على من يرفض المشاركة فى العملية القتالية أو التجنيد، فيتم تجميد حساباته فى البنك.

ما الحل الأمثل لانتهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا؟

- الحل لوقف إطلاق النار هو بدء مفاوضات بين البلدين، ويجب الاعتراف بأن روسيا لن تتخلّ عن القرم ولا المناطق الجديدة التى ضمّتها بعد الاستفتاءات خلال العملية العسكرية فى أوكرانيا، وفى حال موافقة السلطات الأوكرانية يمكن أن تبحث موسكو الملفات الأخرى، مثل هدف استئصال النازية وحظر المنظمات القومية ونزع سلاح كييف، فضلاً عن عدم انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبى، حتى لا تشكل كييف أى تهديد لموسكو.

هل أثرت العقوبات الغربية على روسيا؟

- روسيا تأثرت بالعقوبات الغربية، ولكن ليس بصورة كاملة، رغم مغادرة الشركات الغربية لموسكو، ولكن فى الوقت نفسه تم استبدالها بالشركات الآسيوية، مثل الصين وتركيا، مما أسهم فى تطوير الإنتاج المحلى.

كما تضرّرت الخدمات المصرفية بسبب طرد بنوك الدول الغربية روسيا من نظام سويفت، والبنوك الروسية الأخرى تعرّضت لعقوبات من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، فعملياً هناك صعوبات فى استخدام الدولار واليورو فى التجارة بين روسيا والدول الأخرى، لذلك لجأت موسكو إلى استخدام عملات أخرى، من بينها عملات الصين وتركيا والإمارات، وفى نهاية المطاف نرى أن هدف العقوبات الغربية لم ينجح، فالاقتصاد الروسى ما زال صامداً، ولكن العقوبات تسببت فى إلغاء التعاون مع شركاء الدول الأوروبية والغربية ودفعت هذه العقوبات إلى تطوير التعاون مع شركاء جدد فى آسيا.

سيناريوهات متوقعة

أتوقع أن تكون هناك مفاوضات ما بين روسيا وأوكرانيا، وسنرى حواراً أيضاً بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن المؤشرات تؤكد أن التعويل الرئيسى على ساحة القتال، حيث زودت موسكو الشئون العسكرية والدفاعية بنحو 70%.

ولكن فى حال تطورت الأمور بشكل مختلف ستُرحب روسيا بالحوار والتفاوض مع كل الدول المعنية، ولكن حقيقة الأمر أن موسكو يجب أن تكون مستعدة لأسوأ سيناريوهات، وهنا أسوأ سيناريو هو القتال، كما أن ترامب وعد بحل الأزمة الأوكرانية خلال يوم واحد حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: روسية أوكرانية أمريكا إعادة الإعمار بین روسیا أن روسیا

إقرأ أيضاً:

لماذا فشلت موسكو في إجهاض هجوم أوكرانيا الجرئ داخل العمق الروسي؟.. مصادر تجيب لـCNN

(CNN)--  كان الهجوم الذي شنته أوكرانيا، الأحد، بطائرات بدون طيار على القواعد الجوية الروسية جريئا ومغامرا، ولكن الأهم من ذلك كله، أنه كان مُخططا له بدقة ونُفذ بإتقان.

وألحقت كييف أضرارا أو دمرت طائرات عسكرية كانت موسكو تستخدمها لإرهاب المدنيين الأوكرانيين بهجمات جوية شبه يومية.

وأعلنت الاستخبارات الأوكرانية إصابة 41 طائرة روسية، بما في ذلك قاذفات استراتيجية وطائرات استطلاع، على الرغم من أنه من غير الواضح عدد الطائرات التي أُخرجت تمامًا من الخدمة.

وقال جاستن برونك، الباحث البارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، إن الهجوم كان "نجاحا باهرا لأجهزة الاستخبارات الأوكرانية".

وأضاف برونك، في مذكرة: "إذا تم تأكيد حتى نصف الادعاء بتضرر/تدمير 41 طائرة، فسيكون لذلك تأثير كبير على قدرة قوة الطيران بعيد المدى الروسية على مواصلة إطلاق صواريخ كروز واسعة النطاق بانتظام ضد المدن والبنية التحتية الأوكرانية، مع الحفاظ أيضًا على ردعها النووي ودوريات الإشارات ضد الناتو واليابان".

وهذا ما نعرفه عن كيفية وقوع الهجوم.

مقالات مشابهة

  • لماذا فشلت موسكو في إجهاض هجوم أوكرانيا الجرئ داخل العمق الروسي؟.. مصادر تجيب لـCNN
  • بعد يوم من ضرب الطيران روسي.. وفد أوكراني يصل اسطنبول للتفاوض مع روسيا
  • قصف روسي عنيف على أوكرانيا بطائرات بدون طيار
  • رسميا.. روسيا توافق على ترشيح طالبان سفيرا لها لدى موسكو
  • روسيا توافق رسميا على ترشيح طالبان سفيرا لها لدى موسكو
  • انفجار قطار عسكري روسي في ميليتوبول وانهيار جسرين في روسيا
  • موسكو: الاتصالات السياسية الثنائية بين روسيا والسويد جمدت بمبادرة من ستوكهولم
  • أوكرانيا تأمر بإخلاء 11 قرية في سومي تحسبا لهجوم روسي
  • سلسلة انفجارات شرقي أوكرانيا وقصف روسي مكثف على خاركيف
  • عاجل. تقدم روسي متسارع: موسكو تعلن السيطرة على سومي الأوكرانية