الشارقة.. انطلاق النسخة الثالثة لبطولة ألعاب القوى المدرسية للقياسات البدنية
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
شهد المركز الأولمبي لرياضة المرأة بمنطقة الفلاح بالشارقة اليوم انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من بطولة ألعاب القوى المدرسية التي تنظمها مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة بالتعاون مع كل من مؤسسة التعليم المدرسي وهيئة الشارقة للتعليم الخاص واتحاد الإمارات لألعاب القوى.
حضر انطلاق الفعاليات سعادة حنان المحمود نائب رئيس مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة وعدد من مسؤولي المؤسسة ونادي الشارقة لرياضة المرأة بجانب ممثلي الجهات المتعاونة المشاركة في الحدث.
وتشمل مسابقات البطولة الجري: 60م –150م- 300م والوثب الطويل ودفع الجلة 2 كغ.
ورصدت اللجنة المنظمة جوائز تشجيعية للفائزات وللمدربة الخاصة بكل فائزة “من مدرسات التربية الرياضية” كما تم تقسيم المشاركات إلى 3 فئات عمرية الأولى من 9 وحتى 10 سنوات والثانية من 11 وحتى 12سنة والثالثة من 13 وحتى14 سنة.
وتعتبر البطولة إحدى المبادرات المدروسة للمؤسسة التي تهدف إلى الارتقاء بالمنظومة الرياضية في ربوع الإمارة حيث تم استهداف محددات مشاريع التحديث والتطوير ومنها ضرورة الاهتمام بالألعاب الفردية الأولمبية كرياضة ألعاب القوى والاستفادة من النهج العلمي لتنفيذ القياسات والاختبارات البدنية ومقارنة النتائج وفق المقاييس الدولية التي تعتبر من أهم أسس اختيار اللاعبات المميزات القادرات على تحقيق أفضل النتائج في كافة المشاركات الرسمية محلياً ودولياً والتي يقوم بها خبراء ومسؤولي القياسات الفسيولوجية بالمركز العالمي التابع لمؤسسة الشارقة لرياضة المرأة.
ويتزامن تنظيم الحدث مع افتتاح المركز الأولمبي بما يتضمن من بنية تحتية ومنشآت حديثة متطورة وخدمات لوجستية تعتبر هي الأحدث والأفضل على مستوى المنطقة وهو أحد أطر التكامل المؤسسي والشراكة بين المدارس ونادي الشارقة لرياضة المرأة باعتبار أن الرياضة المدرسية تعد الرافد الأساسي للرياضة بشكل عام والرياضات الأولمبية بشكل خاص.
وتستهدف البطولة تحقيق مجموعة من الأهداف منها تعزيز منظومة رياضة المرأة من خلال توسيع أعداد الممارسات انطلاقاً من المدارس واكتشاف واحتضان المواهب الرياضية في الرياضات الأولمبية إرساء شراكة فاعلة بين النادي والمدارس الحكومية والخاصة و الاستفادة من المنشآت والمعدات والتجهيزات الرياضية الموجودة في أندية الشارقة و دعم مراكز التدريب الرياضي ضمن مشروع “النادي الرياضي المدرسي لرياضة المرأة” وتعزيز الثقافة الرياضية من خلال بث روح التنافس الشريف والروح الرياضية بين الطالبات دعما للروح الأولمبية وإجراء القياسات والفحوصات الفسيولوجية على أكثر عدد من الفتيات دعما لعملية استكشاف المواهب.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الشارقة لریاضة المرأة
إقرأ أيضاً:
المقاومة.. الأفق الحضاري في مواجهة القُطرية
في زمن الانقسام والارتهان، يتكرر الحديث عن جدوى المشاريع القُطرية الكبرى في العالم الإسلامي والعربي، مثل تلك التي تشهدها دول كتركيا ومصر وإيران، حيث يروج البعض لهذه المشاريع باعتبارها الأمل المتاح في ظل إكراهات الواقع، ويعللون دعمهم لها بأنها قادرة، حين تقوى، على أن تصبح رافعة للإقليم بأكمله، خاصة في ظل عجز الأقطار الصغيرة وضعفها، والتي غالبا ما تُستخدم كأدوات هدم أو توابع تخضع لهيمنة القوى الكبرى. لكن هذا التفاؤل يصطدم بجدار من الحقائق السياسية والتاريخية العميقة التي تؤكد أن هذه المشاريع، مهما بلغت من تطور، تظل أسيرة لعقلية القُطر والحدود السياسية المصطنعة، ولا تتحرر من رواسب الاستعمار الذي قسّم الأمة إلى وحدات وظيفية تقوم بأدوار محددة.
فالمشروع التركي رغم تبنيه لخطاب إسلامي ظاهري، إلا أنه في جوهره قومي يخدم المصلحة التركية أولا، وكذلك المشروع الإيراني الذي يتحرك ضمن أفق قومي شيعي واضح، أما المشروع المصري فظل رهين نزعة قُطرية تتضخم على حساب غيرها من الأقطار. ومن هنا يظهر أن منطق دعم هذه المشاريع باعتبارها الوسيلة الوحيدة المتاحة، يتجاهل أن النظام الدولي القائم لا يسمح لتلك القوى بأن تتجاوز سقفا معينا، إذ يتم دعمها مرحليا لاستخدامها في ضرب قوى أخرى، ثم تُكبح حين تحاول الخروج عن الدور المرسوم لها، وهو ما حدث مع العراق سابقا، ومع إيران وتركيا ومصر في محطات متعددة.
هذا الواقع لا ينبع فقط من طبيعة النظام الدولي، بل أيضا من ضعف حضاري داخلي، وفقدان لمشروع جامع يتجاوز القُطرية، إذ إن التيارات الإسلامية نفسها انزلقت في مستنقع التحيز لقطر على حساب قُطر آخر، وبدل أن تكون قوة توحيد وبعث حضاري، صارت أداة في لعبة المحاور الإقليمية، تُستخدم وتُستنزف وتُعاد صياغتها بحسب متطلبات النظام الذي تعمل تحته.
وقد يقال إن غلبة إحدى القوى الكبرى في الأمة ليس بالضرورة أمرا سلبيا، بل كان في عصور ماضية مدخلا لحماية الإقليم وضمان استقراره، كما حدث في فترات الدولة العثمانية، أو حتى المماليك، حيث كانت غلبة دولة مركزية قوية تؤدي إلى نوع من الوحدة السياسية والعسكرية التي تحفظ الأمة وتحمي حدودها، وكانت تلك القوى، رغم ما فيها من خلل، تعتبر نفسها مسؤولة عن كامل الجغرافيا الإسلامية، وكان في قدرتها أن تتدخل لحماية الشعوب الضعيفة وصد العدوان عنها، لكن ذلك كان قبل الانقلاب الحضاري الكبير الذي قلب موازين القوة عالميا، وهيّأ لهيمنة الغرب الحديثة، ومعه تسرب الفكر القُطري إلى بنية الوعي العام في الأمة، بحيث باتت كل دولة ترى نفسها كيانا منفصلا، له مصالحه وهويته الخاصة، بل ويعاد تعريف الإسلام نفسه داخل هذه الأطر الضيقة.
وفي هذا السياق يبدو أن المقاومة، بوصفها مشروعا شعبيا تحرريا جامعا، هي البديل الحقيقي لكل المشاريع القومية والقُطرية، فهي وحدها القادرة على تجاوز حدود سايكس بيكو، وعلى إعادة الاعتبار للأمة كوحدة حضارية، لا كمجموعة دول متفرقة. فالمقاومة ليست مجرد فعل عسكري، بل منظومة متكاملة من القيم والوعي والتعبئة الشعبية، تنهض بالأفراد وتوحد الشعوب وتعيد تشكيل الانتماء على أساس جامع يتجاوز الجغرافيا والسياسة الضيقة، وهي التي تربك العدو وتُرهق المحتل، وتفتح الباب لإبداع نابع من الأرض والناس والحق، لا من الأنظمة والصفقات والتفاهمات المرحلية. بل إن المقاومة في عمقها الأصيل، كما يبيّن طه عبد الرحمن في كتابه "ثغور المرابطة، ليست موقفا سياسيا فحسب، بل مقام روحي، تُربى فيه النفس على العبودية الحقة، وتُختبر فيه الإرادة على مقام الصبر والتوكل، حيث تتحول المواجهة إلى نوع من المجاهدة، ويصبح الثغر الذي يُرابط عليه المقاوم ليس مجرد ساحة قتال، بل ساحة تزكية وتطهر، يتجدد فيها المعنى، ويُستعاد فيها الإنسان من بين أنقاض التشييء والارتهان.
فالمقاومة ليست مشروع قوة فقط، بل مشروع إحياء، ولا يمكن أن تستقيم ما لم تتصل بالغيب وتتشبّع بالأخلاق، إذ بدون هذا البعد، تتحول إلى رد فعل غريزي سرعان ما يُستهلك، بينما حين تُصبح مرابطة على الثغور بمعناها الوجودي، تصير فعلا دائما يعيد تشكيل الزمن ويُنبِت المعنى في أرضٍ جُرفت منها الروح.
والمقاومة، بخلاف المشاريع الأخرى، لا ترتبط بدولة أو نظام، بل هي وعي شعبي متجذر، لا يُخترق بسهولة، ولا يُستبدل حين تتغير التحالفات، بل يُراكم وعيه ويصنع واقعه بإرادته، ولهذا فإن القوى الكبرى تخشاه وتحاول ضربه أو تشويهه لأنه يعجزها عن السيطرة عليه.
ومن هنا فإن المقاومة هي خيار المستقبل، لأنها المشروع الوحيد الذي يجمع بين القيم والتحرر، بين الدين والكرامة، بين الوعي والقوة، في حين أن كل المشاريع القومية أو القُطرية أثبتت أنها تظل محدودة، بل وخادمة لغيرها في كثير من الأحيان، وربما تتحول إلى أدوات تُستخدم ضد الأمة نفسها.
لذا فإن الرهان الحقيقي لا يكون على حدود رسمها المستعمر، ولا على أنظمة ترعى مصالحه، بل على شعوب قادرة على قلب الطاولة حين تدرك أن المقاومة ليست مجرد رد فعل، بل مشروع حياة شامل يعيد تشكيل الواقع ويعيد للأمة دورها ومكانتها بين الأمم.