عربي21:
2025-05-31@12:27:22 GMT

لا مستقبل لغزة إذا دخلتها قوات حفظ سلام عربية

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

بينما تتواصل حرب الإبادة الوحشية على قطاع غزة، مخلفة أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، لم تتوقف الاتصالات والاجتماعات الإقليمية والدولية لبحث مستقبل غزة، أو اليوم التالي كما يحلو لهم وصفه، وقد منّوا أنفسهم ومن وراءهم منذ وقت طويل بأنهم سيتمكنون سريعا من القضاء على المقاومة في غزة، ومن ثم يقررون مستقبلها، وهو ما عجزوا عن تحقيقه رغم مرور أربعة أشهر ونصف على أطول وأعنف حرب شنها الكيان الصهيوني على العرب حتى الآن، وها هم لا يزالون رغما عنهم يتفاوضون مع حماس.



ومع ذلك تتسرب العديد من الأفكار والمشاريع التي تشارك فيها بعض الدول العربية بطلب من الولايات المتحدة، ومن أبرز الأفكار والخطط التي توصلوا إليها، ما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها نشر قبل أيام عن دور لمحمد دحلان، المنشق على حركة فتح والمستشار لرئيس الإمارات، في خطة سرية ناقشها بعض القادة العرب تتعلق بالدفع بزعيم جديد لم يكشف عن هويته -وقد يكون دحلان نفسه- يدير قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية، بديلا عن محمود عباس الذي سيحتفظ بدور شرفي، وذلك تحت حماية ما وصف بقوة حفظ سلام عربية.

يريدون فرض زعيم على الشعب الفلسطيني يأتي محمولا على الدبابات التي ستدفع بها بعض الأنظمة العربية، وهي مصر والأردن والسعودية والإمارات، بدون أدنى اعتبار لرأي الشعب الفلسطيني الذي أجهضوا كل تطلعاته في اختيار قادته، بعد رفض الكيان الصهيوني ومن خلفه حلفاؤه في الغرب والنظام الرسمي العربي؛ الاعتراف بنتائج انتخابات 2006 وما انتهت إليه من مشروعية ديمقراطية، وأصروا على حصار قطاع غزة طوال 17 عاما، وأجهضوا كل محاولات توحيد التنظيمات الفلسطينية، وآخرها الاتفاق الذي جرى توقيعه في الجزائر في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 ووافق عليه 14 فصيلا؛ من أبرزها حركة فتح وحركة حماس. ونص الاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وتشكيل حكومة وحدة، وهو الأمر الذي لم يتحقق منه شيء ليلحق الاتفاق بما سبقته من تفاهمات.

فمن يحاصرون غزة ويحولون بين الشعب الفلسطيني وبين حقه في تقرير مصيره يفرضون فيتو على أي وحدة فلسطينية لا تخضع لشروط ما يسمى بالرباعية، وأبرزها الاعتراف بالاحتلال وتسليم سلاح المقاومة، وهي شروط تعجيزية مجحفة في الوقت الذي هم فيه عاجزون عن ضمان حقوق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة في غزة والضفة وفقا لما يسمونه بالشرعية الدولية وحدود 1967. وحديثهم اليوم عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو للتضليل الإعلامي والهروب للأمام، وهي الجزرة التي يلهون بها النظام الرسمي العربي بدون أي تعريف لهذه الدولة، بينما الواقع يكذّب ذلك.

فرض زعامة على الشعب الفلسطيني لن تكون مقبولة، حتى لو جاء على ظهر دبابة عربية، وكان الأولى بالنظام العربي الرسمي هو البناء على ما تقدم ومساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق التوافق الوطني وفقا لما تم التوافق عليه مؤخرا في الجزائر، بدلا من الزج بقوات في مواجهة الشعب الفلسطيني نيابة عن الاحتلال.

كل تجاربنا مع قوات حفظ السلام العربية كارثية، وفيها سم قاتل لا تخفى على أي متابع سياسي. فقوات الردع العربية التي تشكلت بقرار من القمة العربية عام 1976 في الرياض، والتي بدأت عربية بمشاركات ولو رمزية من السعودية والإمارات والسودان واليمن مع أغلبية كبيرة من القوات السورية، سرعان ما انتهت لقوات سورية فقط بعد انسحاب قوات باقي الدول، ولم تساهم سوريا إلا في تعميق الحرب الأهلية في لبنان وإطالتها، ولم توفر الحماية للبنان من العدوان الصهيوني، عندما احتلت إسرائيل شريطا بعرض 10 كيلومترات من الأراضي اللبنانية في عملية الليطاني عام 1978، وغزو لبنان عام 1982؛ الذي ارتكبت فيه المذابح ضد المدنيين في مخيمات صبرا وشاتيلا وغيرها، ولم تنته آثار الاحتلال فعليا إلا عام 2000.

بل إن لبنان، هذا البلد الصغير الذي لا يملك الا جيشا صغيرا لا يقارن من أي وجه بالاحتلال الصهيوني، هو الدولة العربية الوحيدة التي انسحبت منها إسرائيل رغما عنها بدون فرض شروطها في معاهدة سلام، أو إجبار على الاعتراف بالاحتلال، بعد أن أعلنت في نيسان/ أبريل 2000 من جانب واحد وقبولها بتنفيذ قرار مجلس الأمن 425 الصادر عام 1978، وبناء عليه تم ترسيم ما يسمى بالخط الأزرق الذي تراقبه حاليا قوات اليونيفيل بقرار من مجلس الأمن.

ولكن لبنان لا يزال يعتبر أن منطقة مزارع شبعا (25 كيلومترا مربعا) منطقة محتلة يطالب بها، ويجادل الصهاينة بأنها ليست لبنانية بل سورية، ومع ذلك وافقت الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا في آب/ أغسطس 2023 على قرار مجلس الأمن رقم 2695 والذي يصف مزارع شبعا بأنها "منطقة محتلة"، بل وأعلن البيت الأبيض مؤخرا عن استعداده للخوض في ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان والكيان الصهيوني بعد نجاح وساطتهم في ترسيم الحدود البحرية بدون اعتراف بالكيان، بما يعني أن هناك استعدادا لتقديم تنازلات تعيد مزارع شبعا للبنان، في محاولة لسحب أي ذريعة لحزب الله بهدف اخراجه من جبهة المقاومة. وهو ما يعني أن لبنان نجح فيما فشلت فيه كل من مصر والأردن اللذين أجبرا على عقد اتفاقات مذلة والاعتراف والتطبيع في مقابل استعادة منقوصة لأراضيهما.

التحالف العربي الذي قادته السعودية والامارات في عملية "عاصفة الحزم"، فدمر اليمن وقّسمه واغتصب موانئه وجُزره ونشر فيه المليشيات المسلحة وفرق الاغتيالات من المرتزقة الأجانب، فشل في كل شيء سوى الفظائع والمجاعات التي خلفها.

ورأينا التدخلات العربية في ليبيا التي لم تدعم سوى الحرب الأهلية والانقسام وتعميق الأزمات وتأسيس المليشيات وانعدام الاستقرار.

جامعة الدول العربية التي عكست بكل وضوح عجز النظام الرسمي العربي صمتت عن كل الجرائم المرتكبة في غزة، وعجزت عن فعل شيء حتى إدخال الطحين والغذاء لأهل غزة، هي كيان لا يصلح لأن يكون ضامنا للسلام والاستقرار وليست أمينة على مستقبل الشعب الفلسطيني، بل يحتاج الشعب الفلسطيني للدعاء إلى الله لتكف شرورها عنه.

ما تحتاجه غزة اليوم وغدا هو وجود دول ضامنة تتعهد بتقديم الضمانات لتنفيذ الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها في نهاية المطاف.

الشعب الفلسطيني في حاجة لمن يساعده لتحقيق إرادته وانتخاب قياداته لتقرير مصيره بدون زعامات مصنوعة في الخارج أو تحتاج لدبابة أجنبية لحمايتها.

الشعب الفلسطيني في حاجه لأمة تقف في ظهره وتحميه وتحمي مقدساتها من تغول المتطرفين الصهاينة المهوسين بالاستيطان وبالأساطير الدينية التي جاءوا لتنفيذها على حساب شعب آخر؛ هو جدير بالحرية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال السلام غزة الاحتلال السلام العالم العربي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

«قمة الإعلام العربي 2025».. الإمارات تصنع مستقبل الإعلام في المنطقة

أكدت فعاليات ومخرجات «قمة الإعلام العربي 2025»، التي اختتمت أول أمس، على الدور المؤثر الذي تضطلع به دولة الإمارات وإمارة دبي تحديدا، في النهوض بواقع الإعلام العربي، والمساهمة في صياغة مستقبله في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.


وكرست القمة التي شهدت مشاركة نحو 8000 إعلامي، مكانة دولة الإمارات كبيئة حاضنة للإبداع وأصحاب الفكر والكلمة، خاصة مع الحضور المميز هذا العام لكبار الشخصيات والرموز والقامات السياسية والإعلامية ورؤساء التحرير وقيادات المؤسسات الإعلامية، وصُنّاع المحتوى والمؤثرين وخبراء التكنولوجيا الإعلامية، والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم العربي.وتميزت القمة بأجندة مكثفة تضمنت انعقاد أكثر من 175 جلسة رئيسة، وما يزيد على 35 ورشة على مدار أيامها الثلاثة من خلال «المنتدى الإعلامي العربي للشباب» الذي تخلله حفل تكريم الفائزين بجائزة الإعلام للشباب العربي «إبداع»، و«منتدى الإعلام العربي» الذي تزامن مع إقامة حفل تكريم «شخصية العام الإعلامية» والفائزين بجائزة الإعلام العربي، ضمن فئاتها المختلفة، بينما شهد اليوم الختامي للقمة فعاليات «قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب»، والذي تزامن معها حفل تكريم الفائزين بجائزة «رواد التواصل الاجتماعي العرب».


- تعزيز العمل العربي


وأكد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، أن التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم، سواء على الصعيد السياسي أو التقني، تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك نحو توحيد الصوت العربي ورسالة المنطقة إلى العالم، والتي تقوم في جوهرها على الدعوة إلى إقرار مقومات السلام، وتمكين الشعوب من مواصلة سعيها المشروع نحو مستقبل سمته الاستقرار وغايته التقدم والازدهار.


وأشار سموه، خلال لقاء مع وزراء الإعلام العرب المشاركين في أعمال قمة الإعلام العربي2025، إلى دعم دولة الإمارات للإعلام والإعلاميين، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن الإعلام شريك في مسيرة التنمية المستدامة بكل ما يملك من قدرة على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات وحفز الطاقات ودفع جهود التطوير.

 


- عصر الخوارزميات


وألقت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، كلمة مهمة خلال فعاليات قمة الإعلام العربي 2025، تطرّقت فيها إلى دور الإعلام في عصر الخوارزميّات، مشيرةً إلى أننا نعيش في مرحلةٍ فارقة، يتقاطع فيها الإعلام مع التحوّل الرقمي، وتتبدل فيها قواعد التأثير والتواصل، وتتغيّر فيها أدوار المؤسسات والأفراد، وهو ما يستدعي وقفة تأمل، وطرح أسئلة جوهرية تتمحور حول ماهية الإعلام الذي نريده، ودور المؤثر الحقيقي، وكيفية حماية مجتمعاتنا من الفوضى الرقمية دون أن يؤدي ذلك إلى عزلها عن التطور.


وأِشارت سموّها إلى أن المجتمعات الرقمية أصبحت واقعا موازيا يُزاحم الواقع الفعلي في تشكيل الهوية، وتكوين العلاقات، وصناعة القرار، حيث شاركت سموّها بعض الأرقام كشفت من خلالها طبيعة الواقع الذي نعيشه اليوم، فهناك ملايين المجتمعات الرقمية المصغّرة التي تتشّكل وتتنامى على مئات منصات التواصل الاجتماعي النشطة في جميع أنحاء العالم، في حين يُقدَّر عدد سكان العالم في 2025 بأكثر من 8 مليارات نسمة، وهناك أكثر من 5 مليارات هوية تعكس عدد المستخدمين النشطين لوسائل التواصل الاجتماعي، أي ما يمثل 64.7% من سكان العالم.وأكدت سموّها أن الإعلام غير مطالب بأن ينافس المؤثرين في صراع «الترند»، بل نريده أن يرسّخ المعنى، ويعيد بناء الثقة، ويقدّم سردًا إنسانيًا عميقًا وسط سيل المحتوى السريع والمُختَزل، نحتاج في هذه المرحلة إلى إعلامٍ لا يركز على مواكبة التحوّل الرقمي فحسب، بل على قيادة صناعة المحتوى من جديد بعمقٍ ثقافي وإنساني، ليُعيد الإنسان إلى الواجهة، وهو ما يعيد تعريف دوره من ناقلٍ للأخبار إلى حاملٍ للهوية، وحارسٍ للحقيقة، مؤكدةً على ضرورة أن يصافح الإعلام العصر الرقمي من جهة، وأن يحافظ على أصالة القيم من جهة أخرى.


- تطوير الكوادر


ودعا سمو الشيخ حشر بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، إلى ضرورة إطلاق وتخصيص برامج توجيهية تخاطب الشباب والمجتمع بجميع طوائفه بحيث تقدم محتوى مفيداً لنشر التوعية بين أفراد المجتمع، مؤكداً سموه على أهمية الارتقاء بالعمل الإعلامي عبر تطوير الكوادر الإعلامية وتنمية مهاراتهم.


وأكد سموه، في جلسة بعنوان «حوار مع رواد الإعلام والإلهام»، أن وسائل الإعلام والصحف أصبحت مهددة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن بعض الصحف لم تواكب التطور الذي جرى في العالم.وقال سموه إن النجاح اليوم لمن يعرف كيف يمزج بين الإعلام التقليدي والجديد، ويقدم محتوى محترفا ومؤثرا يواكب العصر ويحترم العقل.وشدّد سموه على ضرورة أن يكون الإعلامي متخصصاً ومثقفاً، لافتاً إلى أن أبرز التحديات التي تواجه إدارة الإعلام تتمثل في كيفية اختيار الإنسان المناسب للمكان أو البرنامج المناسب.

 


- مرحلة تحول 


وقال معالي عبدالله آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، إن قطاع الإعلام في العالم يشهد مرحلة تحول من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الذي يعتمد على التكنولوجيا الحديثة، مشدداً على أهمية التعامل مع هذه التكنولوجيا والاستفادة من الفرص التي توفرها، لأنها هي الإعلام المستقبلي، مؤكداً أن كيفية مواكبة هذا الواقع والتعامل معه هو الذي يحدد موقع ومكانة المؤسسات الإعلامية وتنافسيتها عالمياً، داعيا إلى ضرورة الاستخدام الواعي لهذه التقنيات الحديثةوأضاف معاليه أن المؤسسات الإعلامية بحاجة إلى تغيير آلياتها من أجل الوصول إلى الأفراد والمجتمعات وسط التحديات التقنية وتأثيراتها على الإعلام التقليدي، وذلك من خلال كسب الثقة والتعبير عن هموم المواطن العربي وتطلعاته.وأشار إلى أن المنصات الإعلامية هي منصات عابرة للحدود لا تضع اعتباراً للقوانين أو القيم، وهو ما يدعو لاتخاذ المؤسسات الإعلامية خطوات سريعة ومباشرة للاستفادة من التقنيات الحديثة وتطوير المحتوى وكسب الثقة والمصداقية والتعبير عن المواطن.
وأكد الحاجة إلى برامج تعليمية لطلبة المدارس للتعامل مع تكنولوجيا الإعلام، لكي يكون بمقدورهم التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة، ومواكبة الإعلام التكنولوجي.- مفترق طرق وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، خلال جلسة رئيسية شهدتها القمة تحت عنوان «تداعيات الفوضى وتحديات صناعة الاستقرار»، أن القطاع الإعلامي في مفترق طرق ويمر بحالة من عدم اليقين لارتباطه بالذكاء الاصطناعي الذي يشهد تغيراً متلاحقاً، مشددا على أن مواكبة أو عدم مواكبة هذه المتغيرات هو من يحدد المؤسسات الإعلامية التي ستختفي وتلك التي ستبقى أو ستصعد.ولفت معاليه إلى أن دولة الإمارات تولي قطاع التكنولوجيا والاستثمار فيه أهمية كبيرة باعتباره استثمارا في المستقبل، ولهذا فإن لديها اتفاقيات كبيرة في هذا المجال مع الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما من الدول.وعن الحملة الإعلامية ضد الإمارات، أكد معاليه أنها مصطنعة ومغرضة، وقال: «إننا نترك الحكم على التجربة الإماراتية للآخرين، فإنجازاتنا ونجاحاتنا تتحدث عن نفسها وتحظى بتقدير عالمي كبير.. ومن ينظر إلى الإمارات بموضوعية مثلما هو الحال في الإعلام»الرصين«، يجد نفسه أمام تجربة رائدة في الازدهار الاقتصادي والمجتمعي، والسياسي، والتكنولوجي، والسياحي».


- قراءة وتحليل

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تبدأ حفر آبار مياه في غزة الإمارات.. جهود بارزة لدعم القطاع الزراعي في السودان


 وقالت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي، إن التفكير خارج الصندوق والقدرة على قراءة وتحليل المشهد الإعلامي، هي أدوات جوهرية لصناعة الفرص اليوم في ظل منافسةٍ قوية.


وخلال لقائها مع أعضاء برنامج «القيادات الإعلامية العربية الشابة»، أكدت سعادتها أهمية التخصص، لاسيما فيما يتعلق بالمحتوى الثقافي والتاريخي، وربط كل ذلك بفنون السرد القصصي باعتباره أحد أهم محاور التأثير الإعلامي، موضحة أنه من الضروري أن يمتلك الشباب المهارات اللازمة لمواكبة تقنيات العصر، وأن يتقنوا صناعة القصة بكافة أشكالها.

 


- شراكات 


وشهدت قمة الإعلام العربي 2025 الإعلان عن عدد من الشركات والاتفاقيات التي تسهم في تعزيز التعاون في قطاع الإعلام، وتبادل الخبرات، وتطوير المحتوى الإعلامي. وأعلنت جامعة الإمارات العربية المتحدة ومجلس دبي للإعلام عن تعزيز الشراكة ال'ستراتيجية بينهما، إذ سيتعاون الطرفان في تنفيذ برامج تدريبية تطبيقية متخصصة لطلبة الجامعة، ودعم التغطيات الإعلامية للمشاريع البحثية والفعاليات الكبرى، إلى جانب توفير فرص تدريب ميداني في مؤسسات إعلامية رائدة، وإطلاق مبادرات مجتمعية وثقافية ذات بُعد وطني ومعرفي.وفي السياق ذاته، وقعت مؤسسة دبي للمرأة وأكاديمية دبي للإعلام، التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، مذكرة تعاون بهدف دعم جهود تمكين المرأة وتعزيز حضورها الريادي في قطاع الإعلام.


وتشتمل المذكرة على تنفيذ مبادرات وبرامج تدريبية وورش عمل مشتركة، لتطوير القدرات الإعلامية للقيادات النسائية في مستويات الإدارتين المتوسطة والعليا في الدوائر والمؤسسات الحكومية بدبي، وتزويدهن بالمهارات والمُمكّنات الإعلامية، ومواكبة التحولات المتسارعة في قطاع الإعلام.


- إضافة جديدة


وكرست القمة هذا العام اهتماماً خاصاً بقطاعَيّ الأفلام والألعاب الإلكترونية، باعتبارهما ركيزتين لهما مكانتهما في عالم الإعلام الجديد تحملان إمكانات اقتصادية متنامية، وتمثلان فضاءً إبداعياً مؤثراً في تشكيل الوعي والثقافة العربية المعاصرة.وشهدت القمة إطلاق منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية، والذي شكل مساحةً رحبة لحوارات ملهمة حول بناء كوادر محلية واعدة، ومتطلبات تعزيز قدرات الإنتاج، والاستفادة من تنامي تقنيات الألعاب ليس على المستوى المحلي فقط، بل كذلك على المستويين الإقليمي والعالمي.

 


- نسخة مطورة

 


وشهدت فعاليات اليوم الأول من قمة الإعلام العربي 2025، إطلاق النسخة المطوّرة من تقرير «نظرة على الإعلام العربي.. رؤية مستقبلية»، في خطوة تعكس التزام دبي بتعزيز البيئة الإعلامية العربية، وتقديم أدوات استشرافية لصنّاع القرار والمهنيين في هذا القطاع الحيوي.وقدم التقرير تحليلاً متكاملاً لخمسة قطاعات رئيسة في الصناعة الإعلامية، تشمل: الفيديو، والصوتيات، والنشر، والإعلانات، والألعاب الإلكترونية، كما يتناول دور الذكاء الاصطناعي المتنامي في تطوير تجارب المستخدمين، وتخصيص المحتوى، وكتابة الأخبار، وإنتاج الإعلانات.


وأشارت التقديرات الواردة في التقرير إلى نمو سوق الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 17 مليار دولار في 2024 إلى 20.6 مليار دولار بحلول عام 2028.


ووفقا للتقرير، يظل الإعلان أكبر القطاعات الفرعية، يليه قطاع الفيديو، في حين تظهر الألعاب الإلكترونية كأسرع القطاعات نمواً، مدفوعة بالتحول الرقمي المتسارع والاهتمام المتزايد بالرياضات الإلكترونية.وأكد التقرير على أن قطاع النشر التقليدي يواجه تحديات بنيوية، بينما تفتح الإصدارات الرقمية، من كتب إلكترونية وصحف ملائمة للهواتف الذكية، فرصاً جديدة للنمو.


ولفت التقرير إلى استمرار نمو السينما، خصوصاً في الإمارات والسعودية، بينما تتجه القنوات التلفزيونية إلى النماذج المختلطة التي تجمع بين البث الرقمي والتقليدي.وتناول التقرير كذلك أهم العوامل الداعمة لنمو القطاع، وفي مقدمتها تحديث الأطر التنظيمية في الإمارات والسعودية، وتوفير بيئة أكثر شفافية لجذب الاستثمارات.


وأبرز التقرير الجهود المتزايدة لتوفير التمويل للمؤسسات الإعلامية، خاصة في الإمارات والسعودية، حيث تُمنح حوافز سخية للإنتاج واستثمارات في المراحل المبكرة، فيما بدأت مصر اتخاذ خطوات مماثلة لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.وسلط التقرير الضوء على الدور المتسارع للذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الإعلام، إذ يُستخدم في تخصيص المحتوى، وتسريع الإنتاج، وتقديم توصيات ذكية، كما في منصات مثل «نتفليكس»، و«سبوتيفاي».


وشدد التقرير على ضرورة وجود تشريعات واضحة لمواجهة التحديات الأخلاقية والتنظيمية الناتجة عن اعتماد هذه التقنيات.وخلص التقرير إلى أن الابتكار والبحث والتطوير سيحددان مستقبل الإعلام العربي، مع ظهور نماذج إنتاج جديدة تعتمد على الواقع المعزز، والمحتوى المغامر، والحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • أونروا: المساعدات التي ترسل لغزة سخرية من المأساة الجماعية
  • «قمة الإعلام العربي 2025».. الإمارات تصنع مستقبل الإعلام في المنطقة
  • «قمة الإعلام العربي 2025».. الإمارات تصنع مستقبل الإعلام في المنطقة
  • وقفة نسائية في الحديدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • قوات العدو حاولت منعه لكنها فلشت.. هذا ما فعله الجيش بالتنسيق مع اليونيفيل في الجنوب (صور)
  • السيد القائد يناشد 5 انظمة عربية واسلامية
  • أحزاب إيطالية تنظم مظاهرة في روما الشهر المقبل تظامنا مع الشعب الفلسطيني
  • الهلال الأحمر الفلسطيني يناشد المجتمع الدولي بالضغط لإدخال المساعدات لغزة دون شروط
  • الأردن: إسرائيل تمعن في التعدي على حق الشعب الفلسطيني
  • زكي طليمات.. رائد المسرح العربي الذي أضاء الخشبة بعقله وفنه