«الثقافة الفلسطينية» تنعي الفنان التشكيلي فتحي غبن: الاحتلال حرمه من العلاج
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
نعت وزارة الثقافة الفلسطينية الفنان التشكيلي فتحي غبن، الذي استشهد صباح اليوم في قطاع غزة، إثر عدم سماح سلطات الاحتلال له بمغادرة القطاع لتلقي العلاج في المستشفيات في الخارج.
وقالت الوزارة، إن «غبن» الذي كان يعاني من مشاكل حادة في الصدر والرئتين كان بحاجة للسفر للخارج لاستكمال علاجه بسبب نقص الأدوية والأوكسجين في غزة، إلا أن سلطات الاحتلال لم تسمح له بمغادرة القطاع.
وكان «غبن» في الأيام الأخيرة يتلقى العلاج في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في انتظار الخروج لمصر لتلقي العلاج، ورغم استكمال كل الإجراءات والتقارير المطلوبة التي تتم في هذه الحالة، ورغم مرور أسبوعين على ذلك إلا أن سلطات الاحتلال لم تسمح بمغادرته.
وقالت الوزارة، في بيان، إن المئات من المرضى يعانون من عدم تلقي العلاج اللازم بسبب منع قوات الاحتلال إدخال الدواء والمعدات الطبية للقطاع الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ 142 يوماً.
وبحسب «الثقافة الفلسطينية»، فإن رحيل «غبن» يشكل خسارة للفن الفلسطيني الذي شهد على يده انتقالات مهمة تجاه تجسيد الحياة الفلسطينية واللجوء الفلسطيني والمخيم وتقاليد الحياة في البلاد التي نذر حياته لتخليدها في فنه.
وقال وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف، إن «غبن» يعتبر من الرواد في الفن التشكيلي الفلسطيني بعد النكبة، وعاش حياة المخيم بكل تفاصيلها ورسمها بدقة متناهية وخلّد حياة القرية الفلسطينية التي أرادت النكبة أن تمحوها، مستذكراً قريته هربيا التي ولد فيها فرسم الحقل والبيدر والعرس والحصاد والميلاد ورسم البيوت والوجوه والطرقات.
وكانت فلسطين دائماً حاضرة بكل تفاصيلها في أعمال غبن الذي حمل معه حياة القرية الفلسطينية والمخيم واللجوء إلى العالم عبر ريشته البارعة.
وأشار إلى أن فتحي غبن عاش الذي سنته الأولى بعد أن تنفس الحياة في خيمة على رمال شمال غزة في مخيم جباليا، وقُدّر له أن يرحل بسبب منع الاحتلال لسفره إلى مصر.
معلومات عن الفنان الفلسطيني فتحي غبنووُلد فتحي غبن في قرية هربيا شمال قطاع غزة عام 1947، وحملته أمه خلال النكبة ونزحت قهراً إلى غزة، حيث عاش حياته في مخيم جباليا، وهناك احترف الفن مبكراً ونذر حياته له.
وعمل «غبن» مستشاراً في وزارة الثقافة، ومنحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسام الثقافة والعلوم والفنون مستوى الإبداع في العام 2015، وحاز على العديد من الأوسمة الدولية خلال مسيرته الفنية الغنية بالعطاء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الثقافة الفلسطينية القضية الفلسطينية فلسطين الثقافة
إقرأ أيضاً:
"مقاومة الجدار": قرار إقامة المستوطنات حرب إبادة للجغرافية الفلسطينية
رام الله - صفا قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان إن مصادقة ما يسمى بـ"كابينيت الاحتلال الإسرائيلي" على تسوية وإقامة 19 مستوطنة جديدة في أنحاء الضفة الغربية تعتبر خطوة أخرى في سباق إبادة الجغرافية الفلسطينية لصالح مشروع الاستيطان الاستعماري. واعتبر شعبان في بيان يوم الجمعة، أن هذا القرار بمثابة تصعيد خطير ويكشف عن النوايا الحقيقية لحكومة الاحتلال في تكريس نظام الضمّ والفصل العنصري والتهويد الكامل للأرض الفلسطينية. وأضاف أن "هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة ممنهجة تقودها حكومة المستوطنين بزعامة نتنياهو وسموتريتش، الرامية إلى شرعنة البؤر الاستيطانية وتحويلها إلى مستوطنات رسمية، بما يكرّس السيطرة الإسرائيلية الدائمة على الأراضي الفلسطينية". وأضاف أن القرار يشكل تحديًا صارخًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار 2334، ويدقّ ناقوس الخطر بشأن مستقبل الضفة، التي تتعرض لعملية استعمار ممنهجة تستهدف اقتلاع الوجود الفلسطيني وتحويل المدن والقرى إلى جيوب معزولة ومحاصرة. وبين أن هذا القرار جاء في سياق تصاعدي واضح للمشروع الاستيطاني، الذي يسير وفق خطة متكاملة تهدف إلى موضعة أكبر قدر ممكن من المستوطنات والتكتلات الاستيطانية في الجغرافية الفلسطينية بهدف الفصل الجغرافي وإخضاع الحياة الفلسطينية لمنطق الجنون الاستعماري. وأكد أن هذا الإعلان يضاف إلى سلسلة إعلانات كبيرة لحكومة الاحتلال في مسألة التقدم بجملة قرارات حول المستوطنات، ففي 23 آذار 2025، أعلن الاحتلال عن فصل 13 حيا استعماريا عن مستوطنات كبرى واعتبارها مستعمرات مستقلة، في خطوة هدفت إلى منحها صلاحيات إدارية وأمنية منفصلة، وتوسيع مساحة السيطرة للمستعمرين في عمق الأرض الفلسطينية. ثم أعقب ذلك في 29 أيار 2025 قرار آخر يقضي بتحويل 22 بؤرة استعمارية إلى مستعمرات قائمة بذاتها، وهو ما شكّل آنذاك أخطر عملية "شرعنة" لمواقع استعمارية غير قانونية منذ عقود. وبين أنه ومع مصادقة "الكابينيت" على إقامة وتسوية 19 مستوطنة جديدة، يتضح أن هذه القرارات ليست أحداثًا منفصلة، بل محطات متتابعة في مشروع استعماري شامل يستهدف فرض واقع جديد على الأرض الفلسطينية يسبق أي حل سياسي محتمل. وتابع "هذا يؤكد أن حكومة الاحتلال الحالية تعمل وفق رؤية استراتيجية تهدف إلى إنهاء إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا عبر توسيع المستعمرات وربطها بشبكات طرق استعمارية وأمنية تخدم فقط المستعمرين". وأك أن هيئة مقاومة الجدار بالتعاون مع الجهات الرسمية والشعبية كافة، ستواصل العمل القانوني والدبلوماسي والميداني لفضح جرائم الاستعمار الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي. ودعا شعبان إلى تحرك عاجل من الأمم المتحدة والدول الأطراف السامية في اتفاقيات جنيف لوقف هذا التمدد الخطير. وشدد على أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقه التاريخي فيها، ولن تُرهبَه مشاريع الاستعمار، مهما بلغت إجراءات الاحتلال من تطرف وعدوانية.