الأسبوع:
2025-12-12@10:04:27 GMT

وثيقة نتنياهو لاحتلال غزة

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

وثيقة نتنياهو لاحتلال غزة

في الوقت الذي رفض فيه رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طوال الشهور الخمسة الماضية، الإفصاح عن خطته لليوم التالي لوقف العدوان على غزة، كان يعد ما أطلق عليها خطة نتنياهو لليوم التالي للقضاء على حماس، وجاء إعلان رئيس وزراء الكيان الصهيوني لوثيقته متحديًا لكل تحركات الفاعلين في المجتمع الدولي والإقليمي الذين كانوا يبحثون عن حل نهائي للقضية الفلسطينية، والذين يجمعهم مشترك واحد وهو الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة السيادة، ولكن رئيس الوزراء المعبّأ بالغرور والطغيان قذف بكل مقترحاتهم في وجوههم، وطلب من الجميع أن يصمتوا لأنهم إما كانوا أغبياء أو لا يستحقون النظر إليهم.

وأمام أعين العالم جاءت خطة مجرم الحرب الأول في إسرائيل، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1 ـ احتفاظ إسرائيل بحرية العمل في كامل قطاع غزة دون حد زمني.

2 ـ إقامة منطقة أمنية في القطاع متاخمة للبلدات الإسرائيلية.

3 ـ السيطرة على حدود القطاع مع مصر وإغلاقها.

4 ـ إغلاق وكالة الأونروا وأن تحل محلها وكالات إغاثة دولية أخرى.

5 ـ السيطرة على جميع المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في القطاع، واستبدال مناهجها بمناهج تعليمية لا تحث على كراهية إسرائيل، أو النضال لاسترداد الحقوق الفلسطينية، بمشاركة ومساعدة الدول العربية التي لديها خبرة في تعزيز مكافحة التطرف، وفق تعبيره.

6 ـ يشترط نتنياهو القضاء على حماس، والسيطرة على جميع المؤسسات التعليمية والدينية والاجتماعية قبل البدء في إعادة الإعمار.

7 ـ يُشترط أن تنفذ عملية الإعمار من خلال دول تختارها وتثق فيها إسرائيل.

8 ـ يرى نتنياهو أن إدارة قطاع غزة لن تشارك فيها عناصر من حماس أو السلطة الفلسطينية، وإنما سيدار القطاع من خلال عناصر محلية لها خبرات إدارية، يقتصر عملها على الإدارة المدنية والنظام العام لا غير.

ومن خلال متابعة أي باحث للملف الإسرائيلي، ولأداء العصابة التي تدير الأمر في فلسطين المحتلة، يمكن وبسهولة اكتشاف أن قادة إسرائيل يتحركون وفق أمور كثيرة ثابتة، لكن يمكننا الإشارة إلى أمرين اثنين في هذا المجال.

الأمر الأول: هو عدم الاعتراف بالهزيمة، أو الانكسار، والادعاء الدائم بالنصر الساحق، وهذا ما فعلوه معنا في حرب 1973، فعلى الرغم من أن الجيش المصري حتى اليوم الرابع عشر من أكتوبر كان قد سحق جيش العدوان الإسرائيلي، وهدد وجود إسرائيل نفسها، ولولا الجسر الجوي الأمريكي الغربي الأوروبي ما كانت هناك أي فرصة لبقاء هذه الدولة المصنوعة، ولكنهم عادوا لينشروا وثائق كاذبة وملفقة تدعي أنهم حققوا انتصارات في حرب نحن كسبناها.

وحتى عندما نجحنا في اختراق جهازهم الاستخباري عن طريق أبطال كثر منهم أشرف مروان، قاموا أيضًا بفبركة وثائق تزعم أنهم هم الذين جندوه.

إذا، قادة العصابة لا يعترفون أبدًا بالهزيمة والانكسار، ويزعمون دائمَا أنهم الأقوى والأعظم والأكثر حضارة على هذا المحيط الذي يتهمونه بالتخلف والجهل، وما انطبق على حرب أكتوبر 1973 يحاول الآن نتنياهو وعصابته أن يروجونه بزعم أنهم قادرون على صنع وتحقيق كل ما يخططون له، ومنه إعادة احتلال غزة وكأن حماس والمقاومة قد سلمت الراية وانتهى الأمر بتجريد المقاومة من السلاح، إنها أحلامهم التي يروجون لها ولا يجب أبدًا أن نجاريهم أو نصدقهم أو نروج لأحلامهم.

الأمر الثاني: توظيف العالم لتحقيق خططهم، ولأن إسرائيل كيان مصنوع وغير حقيقي، وهي أيضًا كيان متسلق لا يمكنه الصمود وحده، كشجر اللبلاب، فلابد أن يلتف على سيقان الأشجار الأخرى، وفي خطة نتنياهو يتضح أنه يريد الاعتماد على العالم في القضاء على حماس والمقاومة، والاعتراف بأنه قد قضى عليهم، ويناقشون خطته وكأن الأمر قد انتهى، وهو أيضًا للأسف يريد أن يعتمد على دول عربية تقوم بإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، وإمعانًا في الإذلال هو من سيقوم باختيار تلك الدول واستبعاد أخرى في المشاركة بالإعمار، لأنه يطمع في أن تتحول شركات البناء العربية إلى جواسيس يسلمونه كل الرسومات الهندسية لتلك المباني.

واستمرارًا في الاقتناع بحقه في استعباد دولنا وتوظيفها لخدمته، فهو يصف بعضها بالدول المعتدلة التي يجب أن تعاونه في نشر المناهج التعليمية التي يتم تأليفها وطبعها في إسرائيل، وتدريسها في غزة.

ولكن الخطير فيما يسمى بخطة نتنياهو، أنه قرر أن يحتل معبر فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وإغلاق الحدود تمامًا معها، وهو تجاوز لاتفاقات كامب ديفيد، وتعدٍ مقصود يستهدف به توجيه اتهامات بالتساهل مع المقاومة.

خطة نتنياهو إذًا، تتلخص في السيطرة الكاملة على قطاع غزة ومحور فيلادلفيا مع مصر، والسيطرة أيضًا على عملية إعادة الإعمار، وإلغاء أي وجود فلسطيني في إدارة غزة على مستوى المؤسسات الأمنية والشرطية والسيادية، وإلحاق القطاع بالكامل إلى الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، وهو إعادة للوضع إلى ما قبل فك الارتباط الأحادي الجانب في عام 2005.

ويبقى الحل الوحيد لمواجهة هذا المغرور هو إعلان عربي موحد بعدم الاعتراف به، أو بخطته باعتباره مجرم حرب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: خطة نتنیاهو

إقرأ أيضاً:

معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة

تتجه الأنظار إلى واشنطن حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 ديسمبر الجاري.

ويأتي هذا اللقاء في ظل حالة من الغموض تكتنف مصير المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام وإعادة الإعمار في قطاع غزة.

وتكشف المحللة السياسية الإسرائيلية آنا برسكي في تقرير لصحيفة "معاريف" عن استراتيجية "الانتظار" التي تتبناها حكومة نتنياهو إزاء الخطة الأمريكية. وتقوم هذه الاستراتيجية على "عدم الرفض المباشر" للمبادرة لتجنب إحراق الجسور مع واشنطن، ولكن في الوقت ذاته، "عدم الاندفاع إلى الأمام".

استشهاد فلسطينية وأصيب آخرون في قصف الاحتلال مخيم جباليا بغزةبريطانيا تواجه أسوأ شتاء.. إصابات بالأنفلوانزا ترتفع لأكثر من 50%

وتراهن الحكومة الإسرائيلية على أن "الواقع في المنطقة سيفعل ما يفعله"، وتترك المبادرة الأمريكية تنطلق دون أن تظهر كمن يُفشلها عمداً.

وتؤكد برسكي أن الأطراف الفاعلة تتبنى ثلاث رؤى متباينة بشكل جوهري حول ترتيب الخطوات في غزة:

تطالب الرؤية الإسرائيلية بترتيب واضح يبدأ بـ "نزع سلاح حماس وإزالة سيطرتها" أولاً، ثم يلي ذلك فقط إعادة الإعمار ودخول القوة الدولية والانسحاب الإسرائيلي.

تقترح رؤية الوسطاء (دول الخليج ومصر والولايات المتحدة) ترتيباً معاكساً يبدأ بـ "بدء الإعمار"، وتشكيل حكومة تكنوقراط، ودخول القوة الدولية، ومن ثم معالجة ملف حماس "بالتدريج".

رؤية ترامب المتوقعة

 يدرك نتنياهو أن ترامب لن يقبل بالشرط الإسرائيلي المسبق، ويتوقع أن يطالب البيت الأبيض بـ "تقدم متواز" يشمل فتح معبر رفح، والبدء بإنشاء قوة الاستقرار، وتعيين حكومة تكنوقراط، وبدء نقاش عملي حول نزع سلاح حماس بشكل متزامن.
 

ويواجه نتنياهو ما تصفه برسكي بـ “كابوس مزدوج”، أمنياً: تخشى المؤسسة الإسرائيلية أن أي ترتيبات جديدة قد تسمح للطرف الآخر بالنمو والتقوّي، استناداً إلى التجارب السابقة، وسياسياً فإن أي خطوة قد تُفسر على أنها موافقة ضمنية على بقاء حماس أو إعادة الإعمار، قد "تفجر المعسكر اليميني" داخل إسرائيل، مهددة الائتلاف الحكومي لنتنياهو.

وتشير "معاريف" إلى صعوبة إيجاد دول توافق على إرسال جنود لقوة حفظ الاستقرار، حيث من المتوقع أن "دول أوروبا ستكتفي بالشعارات، ولن ترسل جنودها إلى غزة". 

طباعة شارك واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المحكمة الجنائية الدولية ارتكاب جرائم حرب دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • رسالة غير مسبوقة من نتنياهو إلى إسرائيل
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • شروط نتنياهو تكتب الفشل للمرحلة الثانية في غزة
  • ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
  • تصريحات مشعل.. وواقعية حماس!
  • نتنياهو يماطل وواشنطن تصمت .. هل بدأت مرحلة تكريس حدود جديدة داخل غزة؟|خبير يجيب
  • حماس: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • هل يلتقي نتنياهو والسيسي في قصر ترامب؟ مطالب مصر وتحذير في إسرائيل
  • نتنياهو: لا توجد تفاهمات أو اتفاقيات تم التوصل إليها بين إسرائيل وسوريا
  • نتنياهو: سنركز الآن على نزع السلاح.. تركيا تستعد لإرسال قوات إلى غزة