سودانايل:
2025-07-06@13:18:57 GMT

10 أشهر من الحرب توجه ضربة قاضية للاقتصاد السوداني

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

شكّلت الحرب الدائرة في السودان منذ عشرة أشهر ضربة قاضية للاقتصاد السوداني الذي كان أصلا مستنزفا بعد سنوات من الحروب والعزلة، مع استمرار إغلاق المصارف وتوقّف حركة الاستيراد والتصدير وانهيار قيمة العملة المحلية.

واندلعت المعارك في البلاد في أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو وخلّفت الآف القتلى بينهم بين عشرة و15 ألف قتيل في مدينة واحدة في إقليم دارفور (غرب)، وفق تقديرات خبراء من الأمم المتحدة.



كما أدى القتال إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين سوداني داخل البلاد وإلى دول الجوار.

كان رجل الأعمال السوداني أحمد الخير (اسم مستعار) الذي يعمل في تصدير الصمغ العربي خزّن قبل الحرب، كمية كبيرة من الصمغ جنوب الخرطوم من أجل تصديرها.

ويقول لوكالة فرانس برس "دفعت لإخراج كمية الصمغ من العاصمة أموالا كثيرة لأفراد من قوات الدعم السريع. وعند وصولي الى منطقة سيطرة الحكومة طُلب مني دفع رسوم أخرى".

تحمّل أحمد الخير هذه الرسوم من أجل نقل بضاعته إلى مدينة بورتسودان في الشرق حيث الميناء الوحيد العامل في البلاد. ويقول "طلبت مني السلطات المحلية في بورتسودان رسوما جديدة، كما تضاعف إيجار المخازن ستّ مرات".

ويُستخلص الصمغ من عصارة صلبة مأخوذة من شجرة الأكاسيا، وهو مستحلب ذو أهمية كبيرة يُستخدم في صناعات شتى، من المشروبات الغازية إلى العلكة مروراً بالمستحضرات الصيدلانية.

والسودان في صدارة البلدان المنتجة للصمغ، ويستحوذ على حوالى 70 بالمئة من تجارته العالمية، بحسب الوكالة الفرنسية للتنمية.

وعلى الرغم من كل هذه التكلفة وإيصال البضاعة إلى المدينة السودانية المطلة على البحر الأحمر، لم تكف أموال رجل الأعمال السوداني لإتمام عملية التصدير. ويقول "لم أستطع تصدير الصمغ حتى الآن".

وأفاد تقرير لهيئة الموانئ السودانية عن تراجع حجم الصادرات والواردات في العام 2023 بنسبة 23 بالمئة مقارنة بالعام السابق له.

"غياب الدولة"

ولا تتوقف التعقيدات عند هذا الأمر، إذ زادت معاناة المصدّرين بشكل عام إثر قرار من وزارة المالية السودانية برفع قيمة "الدولار الجمركي"، أي مؤشر تعرفة الجمارك في حال تذبذب أسعار الصرف، ليسجل 950 جنيها بدلا من 650 جنيها.

ويقول الرئيس السابق للغرفة التجارية السودانية الصادق جلال "هذا القرار بمثابة تدمير للاقتصاد".

وانخفضت قيمة العملة المحلية السودانية إزاء الدولار الأميركي منذ اندلاع الحرب ليسجّل سعر صرف الدولار حاليا 1200 جنيه مقابل 600 جنيه في إبريل الماضي.

كما أدت الحرب إلى توقف 70 بالمئة من فروع المصارف في مناطق القتال، بحسب تقرير لبنك السودان المركزي، و"تمّ نهب ممتلكات وأصول وموجودات البنوك".

ويقول المحلّل الاقتصادي السوداني محمد شيخون لفرانس برس "الحرب زادت من قتامة وضع القطاع المصرفي السوداني الذي يعاني بالفعل من مشكلات هيكلية".

وللعام الثاني على التوالي، لا تقرّ موازنة الدولة في السودان. ويرى الخبير الاقتصادي هيثم فتحي أن ما يحدث "يعكس الغياب التام للدولة السودانية، ما يؤثّر على الاقتصاد بكل قطاعاته".

مشروع الجزيرة

وأفاد صندوق النقد الدولي في تقرير الشهر الماضي بأن "الصراع في السودان أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، كما توقّف النشاط الاقتصادي في أجزاء كبيرة من البلاد، ما ساهم في استمرار معدلات النمو السالبة (..) عقب الانكماش الحاد الذي شهده عام 2023".

وكانت المؤسسة المالية الدولية توقعت انكماش اقتصاد السودان لعام 2023 بنسبة 18 بالمئة.

ومع توسّع الحرب الى ولاية الجزيرة في وسط السودان، والتي تضمّ أحد أكبر المشروعات الزراعية في القارة الإفريقية على مساحة مليوني فدان، تراجعت المساحة الزراعية في البلاد لتصبح المحاصيل المزروعة تغطي مساحة 37 بالمئة فقط من إجمالي الأراضي المهيئة للزراعة، بحسب تقرير أعدّه مركز "فكرة" السوداني للدراسات والتنمية.

ويقول المحلّل الاقتصادي السوداني محمد الناير لفرانس برس "امتداد العمليات العسكرية إلى ولاية الجزيرة أثّر على الإنتاج الزراعي في البلاد".

وحذّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الأربعاء من أن الحرب في السودان دفعت البلاد إلى "شفير الانهيار"، إذ تعاني الغالبية العظمى من السكان من الجوع.

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إيدي رو لصحافيين في بروكسل "في هذه المرحلة، أقلّ من 5 بالمئة من السودانيين يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم".  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان فی البلاد

إقرأ أيضاً:

عودة الدوري السوداني من رحم المعاناة: صافرة الأمل تنطلق من عطبرة والدامر

بعد توقف دام لأكثر من عامين بسبب الحرب التي اجتاحت السودان منذ أبريل 2023، عاد الدوري السوداني الممتاز إلى الواجهة بانطلاقة تاريخية واستثنائية من ولاية نهر النيل، وتحديداً من مدينتي عطبرة و الدامر، اللتين احتضنتا مباريات الجولة الافتتاحية من مرحلة التتويج، في مشهد أعاد نبض الحياة إلى الملاعب وأشعل الحماس في قلوب الجماهير.

عودة المنافسات جاءت وسط أجواء مليئة بالفرح، الأمل، والحنين، حيث امتلأت المدرجات بالجماهير المتعطشة لكرة القدم، التي أكدت من جديد أن الرياضة تمثل أحد أوجه الصمود والوحدة في السودان، وأنها قادرة على زرع البهجة حتى وسط رماد الحرب.

وشهدت الجولة الأولى انتصارات قوية للعملاقين الهلال والمريخ، حيث تفوق الهلال على الميرغني كسلا بنتيجة 0-2 على ملعب الدامر بأقدام قائده محمد عبد الرحمن، فيما حقق المريخ فوزًا قاتلاً أمام الأهلي مدني بهدف في اللحظات الأخيرة عبر مهاجمه الإيفواري قباني، في لقاء مثير احتضنه ملعب عطبرة.

بقية نتائج الجولة جاءت على النحو التالي:
- الزمالة أم روابة 1 × 0 حي الوادي نيالا  
- الأمل عطبرة 3 × 1 مريخ الأبيض

ويُنتظر أن تتواصل مواجهات البطولة حتى خواتيم  الشهر الجاري، وسط تنظيم جيّد وتفاعل جماهيري لافت، ما يؤكد أن الكرة السودانية لا تزال تنبض رغم الجراح.

ويُنتظر أن تتواصل مواجهات البطولة حتى نهاية الشهر الجاري، وسط تنظيم جيّد وتفاعل جماهيري لافت، ما يؤكد أن الكرة السودانية لا تزال تنبض رغم الجراح.

الجماهير، التي لم تنكسر رغم الألم، عادت إلى المدرجات لتثبت أن كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل وطن صغير يوحّد القلوب، ورسالة أمل بأن صافرة انطلاق الدوري قد تكون بداية لصافرة الأمن والإستقرار  في السودان.

مقالات مشابهة

  • أغلقت معبرا تجاريا.. جنوب السودان تنشر مئات المقاتلين على الحدود السودانية
  • الجيش السوداني: المصنع الأم للإجرام ومأزق النخبة النيلية:
  • ضربة قاضية على أوكار الجريمة في شرق النيل
  • عودة الدوري السوداني من رحم المعاناة: صافرة الأمل تنطلق من عطبرة والدامر
  • حرب لتصفية الثورة ونهب ثروات البلاد
  • 40 ضابطا وجنديا إسرائيليا ما بين قتيل وجريح.. المقاومة توجه ضربة قاصمة للاحتلال
  • السودان.. نزاع مسلح يودي بحياة المئات والهجمات على المستشفيات تتصاعد
  • استطلاع صادم: ثلث الأتراك لا يثقون بأي حزب لحل أزمات البلاد
  • أنماط طرائق التفكير السوداني: مقدمة تمهيدية
  • الصحة السودانية تقدم معالجة سريرية الناجيات من العنف الجنسي في 25 مركزاً صحياً