دمشق-سانا

منصة نوعية أطلقتها الشابة نيرمين محمود تحت عنوان كابتشر بهدف تركيز الضوء على الواقع الإعلاني والتسويقي في سورية، حيث يهدف هذا المشروع إلى تقييم الأعمال الدعائية والترويجية للأفراد والشركات، للاستفادة من التجارب الناجحة منها ورصد الأساليب الدعائية المبتكرة بما يخدم واقع السوق المحلية عموماً.

وفي حديث لنشرة سانا الشبابية بينت محمود أن الهدف من المنصة التي ترفع شعار يلا نحكي تسويق هو تسليط الضوء على التجارب الإعلانية المحلية والحد من انتشار بعض المفاهيم المغلوطة في السوق الإعلاني السوري والتي تقلل من شأن الجهد المبذول في هذا الجانب بالمقارنة مع نظيره في الدول المجاورة.

نيرمين التي تطوعت منتصف العام 2021 مع منصة مصرية تدعى ميديستا لاحظت اختلاف الطرح ومناقشة الواقع الإعلاني بين سورية ومصر، حيث لفتت إلى أن ميديستا تقوم بالإضاءة على الواقع الإعلاني من وجهة نظر تسويقية وبهدف التعلّم لا النقد فكانت الفكرة ملهمة، وخاصة في ظل الحاجة لجهود مماثلة في سورية.

وأضافت: “شعرت بضرورة النهوض بمنصة مثل كابتشر لتكون مساحة آمنة لنا كأشخاص عاملين في هذا المجال، وأيضاً كشركات بحيث تكون مساحة مُعلنة وبعيدة كل البعد عن أساليب التذمر والشكوى والنقد والكلام الذي لا يغيّر من الواقع الحالي أي شيء، إنما يعزز الأثر السلبي الناتج عن هذه الطرق الخاطئة”.

تقوم المنصة باستعراض الحملات الإعلانية المحلية، مشيدة بالناجح منها والجنود المجهولين من خلفها، كما تحاول دراسة الأسباب التي أدت إلى إخفاق بعض التجارب بغرض تفادي الأخطاء.

وتابعت: “فضلاً عن ذلك فإن للسوق الإعلاني السوري خصوصية في التسويق فبسبب الإجراءات الجائرة أحادية الجانب على سورية نجد الكثير من الطرق الإعلانية الأساسية غير متوافرة، ما دفع المسوقين السوريين لابتكار طرقهم الخاصة للوصول للجماهير المستهدفة وهي طرق تستحق منا توثيقها والحديث عنها، لا نقدها والتقليل من شأنها”.

وبالفعل انطلقت المدوّنة في رمضان 2022 وجاءت البداية من خلال تحليل الدعايات التلفزيونية الرمضانية، حيث أوضحت نيرمين أن المنصة واجهت بعض التحديات في بداية الأمر قبل أن يبدأ المتابعون بالتفاعل مع المحتوى نظراً لعدم وجود محتوى مماثل بل باتوا يقومون بترشيح حملات إعلانية سواء طرقية أو تلفزيونية أو على السوشال ميديا، لتسليط الضوء عليها ومعرفة أسرارها التسويقية.

واختتمت حديثها بالقول: “ما زلت أعتبر نفسي في بدايات المشروع وأعمل حالياً على تحويل هذه المدونة لمحتوى مرئي أيضاً على انستغرام، حيث أؤمن جداً بأهمية المنصة ضمن واقعنا الحالي، وبالأثر التراكمي الذي سوف تتركه لدى العاملين في المجال التسويقي، ولدى شركاتنا السورية على حد سواء، والأهم على نظرتنا ككل لواقعنا الإعلاني والتسويقي”.

لمياء الرداوي

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

مع قرب انطلاق الحوار المهيكل في ليبيا.. ما التوقعات؟

كان المتوقع أن ينطلق الحوار المهيكل هذه الأيام، بحسب ترتيبات البعثة الأممية، وبالنظر إلى الأطر الزمنية التي تضمنتها خارطة الطريق التي أعلنت عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه، لذا فإنه يمكن أن يكون التئامه على الأبواب.

الحوار المهيكل هو منتدى تشاوري، بحسب البعثة، يناقش عدد من الملفات الحيوية التي تتعلق بالأزمة الليبية والمختنقات التي تواجهها البلاد في الوقت الراهن، مثل الحوكمة والأمن وحقوق الإنسان والاقتصاد والمصالحة، وهو بالتالي ليس جهة معنية بتقديم توصيات ملزمة، وأهميته كما تراها البعثة أنه يشرك عددا كبيرا من مكونات المجتمع ويزيد من جرعة الحل الليبي أمام حجم التدخل الخارجي في صناعة الأحداث وتوجيهها.

الدعاية الرسمية المعتمدة اليوم في الجبهة الشرقية تدور حول رفض التدخل الخارجي والمبادرات الخارجية لحل النزاع الليبي، أيضا تركز الحراك الواسع الذي استهدف مكونات اجتماعية ومجتمعية على تجاوز البعثة وخارطتها والعمل على فرض مسار أحادي.وتقييما لما صدر عن البعثة الأممية بخصوص الحوار المهيكل، لم يظهر إلى هذه اللحظة ما يجعله حوارا مختلفا عن سابقيه، وألية استثنائية عما تم العمل به، وبالتالي يمكن أن تعقد عليه الآمال، وتكون مخرجاته بمثابة نقلة وتطورا مهما في المسار السياسي شبه الميت.

البعثة ستقوم باختيار من يشاركون في الحوار المهيكل، وأثارت معايير اختيار المشاركين جدلا، ومن المتوقع أن يحدث هذا، فالمعايير تتعلق بتوجهات وسياسات دولية معلوم قصورها بل وتحيزها، هذا فضلا عن طريقة مسايرة الواقع الليبي المجزئ والمفتت والذي تتجاذبه نزوعات الكثير منها ليست صحية، بل هي من علل المجتمع وأدواء البلاد التي صنعت أزمته.

فالقول بأن المرشحين ينبغي أن لا يكونوا قد تورطوا في أعمال توصف بالإرهاب هو لغم بحد ذاته، ذلك أن كل طرف يعتقد أن خصمه تورط في أعمال إرهابية، وأن من قاموا بهذه الاعمال في نظر كل طرف هم أبطال ورجال وطن، فما السند الذي ستعتمد عليه البعثة في تحديد المتورطين في الإرهاب أو الحكم بأن بعض من تلبست أعمالهم بعنف قد قاموا بعمل وطني بطولي؟!

الحوار المهيكل على وشك الإنطلاق والجبهة الشرقية، التي يتزعمها واقعيا خليفة حفتر، تتجه اتجاها مناقضا لتوجهات البعثة وألياتها لتفكيك النزاع.

الدعاية الرسمية المعتمدة اليوم في الجبهة الشرقية تدور حول رفض التدخل الخارجي والمبادرات الخارجية لحل النزاع الليبي، أيضا تركز الحراك الواسع الذي استهدف مكونات اجتماعية ومجتمعية على تجاوز البعثة وخارطتها والعمل على فرض مسار أحادي.

العقبة الجديدة أمام خطط البعثة والتي محركها جبهة الشرق هي امتداد لإخفاقات سبقت الحوار المهيكل الذي ينطلق قريبا في ظل أجواء غير مبشرة، ذلك أن ملفات أسياسية من خارطة البعثة كان من المفترض أن تشهد إنجازا قبل إنطلاق الحوار المهيكل، لكنها تعثرتالعقبة الجديدة أمام خطط البعثة والتي محركها جبهة الشرق هي امتداد لإخفاقات سبقت الحوار المهيكل الذي ينطلق قريبا في ظل أجواء غير مبشرة، ذلك أن ملفات أسياسية من خارطة البعثة كان من المفترض أن تشهد إنجازا قبل إنطلاق الحوار المهيكل، لكنها تعثرت، والبعض حكم عليها بالفشل، ومن ذلك التوافق على إعادة تشكيل مجلس إدارة المفوضية العليا للانتخابات، وكذلك مراجعة قوانين الانتخابات وتحقيق توافق حولها، والأخير من الملفات العصية على الحل التوافقي، والمواقف الراهنة للجهات المعنية به ما تزال هي المواقف القديمة التي حالت دون التفاهم حولها.

الواقع إذا عصي على التفكيك واللغة السائدة هي لغة المغالبة والاستفراد وفرض أمر واقع بأدوات سياسية واقتصادية وشعبية، وربما عسكرية، وأمام هذا الواقع شديد التعقيد والتأزيم، ما تزال البعثة ما أسيرة نهج ردود الفعل، وواقعة في شرك إدارة الأزمة، وليس تفكيكها، كما أشر بصراحة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن ليبيا الذي وجهه مؤخرا إلى مجلس الأمن، وبرغم أن الحالة الليبية التي تركبت أزمتها وتعقدت كثيرا تفرض بواقعها البائس تعاملا تقليديا، إلا إن الخلل الذي تعاني منه الأمم المتحدة ذاتها، والطريقة التي تعمل بها بعثاتها باتت قاصرة وتحولت إلى وسيلة للتأزيم بدل أن تكون أداة لمعالجته.

أمام هذا المشهد المعتم ينطلق الحوار المهيكل، ولأنه أداة بلا أسنان، ولأن الغاية منه تقديم مشورة واقتراح حلول، فإنه ليس من المتوقع أن يغير من الواقع شيئا، وسيكون حوارا ممتدا، يمدد معه عمل البعثة الأممية لا أكثر.

مقالات مشابهة

  • مع قرب انطلاق الحوار المهيكل في ليبيا.. ما التوقعات؟
  • الشرع: مساعي إسرائيل لإقامة منطقة عازلة جنوب سورية “تدفع البلاد إلى مكان خطر”
  • الجيش الإسرائيلي يتوغل بمحيط بلدة سورية شهدت مواجهة مع قواته
  • عام على التحرير.. المشهد العسكري في سورية
  • المشهد الانتخابي وهندسة القوائم "صراع المنصة"
  • محادثات سرية إسرائيلية سورية.. «الشرع» يستقبل وفداً من مجلس الأمن
  • روسيا تحجب منصة روبلوكس بدعوى المحتوى المتطرف
  • معبر رفح: وعود المفاوضات تصطدم بالواقع الميداني
  • حادث دهس يودي بحياة شاب سوري شمال الكرك
  • منصة مشاركة في عدن.. بوابة نحو حكم محلي عصري وتنمية شاملة