نقترب من يحيى السنوار.. هل تساعد الإطاحة به في إنهاء الحرب بغزة؟
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
يثق الجيش الإسرائيلي بأن زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، يختبئ داخل "شبكة من الأنفاق" أسفل جنوب القطاع، لكنه يتخذ دروعا بشرية من الرهائن بهدف ردع عملية اعتقاله أو قتله، مما يحبط جهود إسرائيل لتفكيك الحركة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخري، وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
وقال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون لـ"واشنطن بوست"، إن العملية الإسرائيلية في غزة لا يمكن أن تنتهي إلا بعد القبض على السنوار أو قتله أو عدم قدرته على إدارة حماس.
أين يختبئ السنوار؟يحيى السنوار، هو قائد الحركة في غزة، ووصفه الجيش الإسرائيلي، بأنه "رجل ميت يمشي"، قاصدا الهدف المتعلق بقتله، وتؤكد إسرائيل أنه "مهندس هجوم 7 أكتوبر".
وتحديد موقع السنوار "قد لا يكون صعبا، من الناحية التكتيكية أو السياسية"، لكن الصعوبة تكمن في "شن عملية عسكرية لقتله دون قتل أو إصابة العديد من الرهائن الذين يعتقد أنه يتخذهم دروعا بشرية"، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين وأمنيين إسرائيليين وأميركيين وغربيين.
The Israeli military says that Hamas leader Yehiya Sinwar is hiding in tunnels and surrounded by hostages intended to deter an operation to capture or kill him, frustrating efforts to dismantle the terrorist organization and bring the war to a close.https://t.co/5CYHAP9riC
— The Washington Post (@washingtonpost) February 26, 2024وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "الأمر لا يتعلق بتحديد مكانه، بل يتعلق بالقيام بشيء ما" دون المخاطرة بحياة الرهائن.
ويُعتقد أن السنوار مختبئ في أنفاق أسفل مدينة خان يونس، الواقعة جنوب قطاع غزة، وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتفقون مع التقييم الإسرائيلي بأن السنوار يختبئ في مكان ما تحت مسقط رأسه ويحيط نفسه بالرهائن.
ولعدة أشهر، قامت الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية برسم خرائط لشبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة في محاولة لفهم النقاط الرئيسية في الشبكة والعثور على السنوار.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن الجنود الإسرائيليين اكتشفوا أدلة على أن "السنوار ربما كان متقدما عليهم بخطوة".
وبحسب تقارير صحفية إسرائيلية، فقد عثر الجنود على ملابس السنوار، وملاحظات على أنه كان يكتب بخط يده، وحتى فرشاة أسنان ربما استخدمها.
وفي الأيام الأخيرة، تكهن بعض المسؤولين بأن زعيم حماس ربما انتقل على بعد بضعة أميال إلى رفح، على الحدود مع مصر، وقد نفى المسؤولون الإسرائيليون علناً مزاعم الصحافة بأن السنوار هرب عبر الحدود.
أخر ظهور للسنوارعاد الاهتمام العام بمكان وجود السنوار ومصيره للواجهة مرة أخرى في 13 فبراير، عندما نشر الجيش الإسرائيلي ما قال إنه "لقطات كاميرا أمنية للسنوار داخل نفق أسفل خان يونس".
وقال متحدث عسكري إن الفيديو، الذي حصل عليه الجيش الإسرائيلي مؤخرا من كاميرا تابعة لحماس، أظهر السنوار وهو يسير مع زوجته وأطفاله وشقيقه عبر ممر مظلم في طريقهم إلى مخبأ، بعد ثلاثة أيام من هجوم حماس في أكتوبر.
IDF RELEASES VIDEO FOOTAGE OF HAMAS LEADER YAHYA SINWAR HIDING UNDERGROUND - Sinwar in red. Using Gaza’s civilian families as cover, he hides like a rat in a tunnel. pic.twitter.com/d1105B09cD
— Michael Dickson (@michaeldickson) February 13, 2024وقدمت اللقطات للإسرائيليين نظرة نادرة عن قرب على الحياة الشخصية لزعيم حماس.
وكان ذلك مؤشرا آخر على أن الجيش الإسرائيلي ربما يقترب من موقعه، وفق "واشنطن بوست".
الموضوع المطروح للنقاش، هو ما إذا كان السنوار قادرا على قيادة عناصر أثناء تواجده تحت الأرض، وفق "واشنطن بوست".
وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير إن السنوار ما زال يتخذ القرارات في الحرب.
لكن في الآونة الأخيرة، شكك غالانت علنا في سيطرة السنوار على عناصر حماس "لأنه مختبئ".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إن "حركة حماس بدأت تبحث عن بديل للسنوار، في ظل انقطاع الاتصالات معه بشكل كامل".
وأشار في جلسة لتقييم الأوضاع في مقر قيادة المنطقة الجنوبية الإسرائيلية، إلى أن "حماس لا تثق في قادتها، وفرع حماس في غزة لا يرد، ولا يوجد قادة في الميدان للتحدث معهم وهذا يعني أن هناك مناقشات لتحديد من يدير القطاع".
وأشار بعض المسؤولين، بما في ذلك غالانت، إلى أن مفاوضات الرهائن كانت بطيئة في إحراز تقدم بسبب "الوقت الذي يستغرقه إرسال الرسائل بين القيادة السياسية لحماس في الخارج والسنوار وقواته في غزة".
هل يوقف "قتل السنوار" الحرب؟سيكون قتل السنوار بمثابة نصر استراتيجي ورمزي كبير لإسرائيل، لكن بعض الخبراء يتساءلون عما إذا كان القضاء على زعيم واحد سيقرب الحكومة الإسرائيلية، من تحقيق هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، المتمثل في "القضاء على حماس".
وهو الهدف الذي يصفه النقاد بأنه "غير محدد وغير واقعي".
وأعتبر ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي المخضرم، أن "قتل السنوار سيكون بمثابة ممارسة للعدالة الخالصة".
وقال: "إنه في الواقع يستحق الموت أكثر من مرة، بالنسبة للإسرائيليين فهو يمثل الشر المتجسد".
ولكن قتله لن "يقضي"، على حماس أو"يسقطها"، ولن يمثل انتصارا، وسيكون ذلك بمثابة "انتقام مبرر" من رجل واحد، وسيجعل الإسرائيليين يشعرون بوجود عدالة "لا أكثر ولا أقل"، بحسب بينكاس.
وفي السر، أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن إحباطهم إزاء "هدف تدمير حماس"، الذي يرون أنه "مطلق بلا داع".
ويقولون إنه من الأكثر جدوى، "إضعاف حماس كمنظمة عسكرية، بقتل قادتها، إلى جانب عدد كاف من المقاتلين، بحيث لا تتمكن أبدا من شن هجوم بحجم 7 أكتوبر مرة أخرى.
ومصير السنوار يظل حاسما بالنسبة لنتيجة الحرب، وقال مسؤول عربي إن "بعض المسؤولين المشاركين في المحادثات حول تسوية محتملة ناقشوا السماح للسنوار بمغادرة غزة والذهاب إلى المنفى".
لكن لا يزال من غير الواضح "ما إذا كان السنوار سيوافق وما هي الدولة، التي ستكون على استعداد لقبول نفيه إليها".
وفي حديثه لـ"واشنطن بوست"، قال ضابط سابق في الموساد، لا يزال على اتصال وثيق مع زملائه، إن "قتل السنوار ومساعديه كان مهما، ولكنه جزء واحد فقط من مطلب أوسع لتدمير القدرة العسكرية لحماس".
وأكد أحد الأشخاص المقربين من القيادة الإسرائيلية العليا أن "قتل السنوار لن يتنهي الحرب، لكنه قد يعجل بزوال حماس".
وقال الشخص الذي لم تذكر "واشنطن بوست" اسمه، إن "قتل السنوار، سيشجع المزيد من سكان غزة على التحدث علنا وتحمل المسؤولية بدون حماس".
ومن شأن مقتل السنوار أن يقطع العلاقات الحيوية بين حماس وشبكتها الدولية، وفق المصدر ذاته.
وأضاف:" نحن نعلم بالطبع أن شخصا آخر سيحل محله، لكن ذلك سيؤدي إما إلى انقسام حماس أو إضعافها بشكل كبير"، وقد يصف العديد من الإسرائيليين ذلك بأنه انتصار.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في إسرائيل في السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 29782 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی بعض المسؤولین یحیى السنوار واشنطن بوست قتل السنوار حرکة حماس حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
هدنة بين إيران وإسرائيل.. أين مجازر غزة من حسابات ترامب؟
في مفاجأة لم يتوقعها العالم جراء التصعيد المتبادل بين الطرفين، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر اليوم الثلاثاء، وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد حرب دامت لـ 12 يومًا.
لكن ما أثار حفيظة العديد من المراقبين، أنه على الرغم من تأكيد ترامب انتهاء الحرب بين الإيرانيين والاحتلال، فإنه لم يشر من بعيد أو قريب للمجازر التي ترتكب في غزة ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال، التي قاربت على نهاية عامها الثاني.
ووسط إصرار إيران وإسرائيل أن أحدهما حقق النصر على الآخر، ليس هناك من ينظر إلى الشعب الفلسطيني، الذي يأمل لوقف معاناته المتواصلة من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أدت إلى تدمير كل مقومات الحياة داخل القطاع، فضلا عن سقوط ما يقرب من 180 ألف شهيد ومصاب أغلبيتهم من النساء والأطفال.
وجدد الاتفاق الإيراني الإسرائيلي آمال الشعب الفلسطيني لوقف المعاناة التي يتعرض لها يوميًا جراء الغارات الجوية والاستهداف المباشر للمدنيين من قبل قوات الاحتلال، ما فاقم من الأوضاع الإنسانية الصعبة، وسط استهداف مباشر للبنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والوقود، إلى جانب ممارسة سياسة الحصار الخانق عن طريق منع وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، ما أدى إلى انتشار الأوبئة وسوء التغذية.
لا يزال مصير الحرب في غزة بين حماس وتل أبيب مجهولًا عقب دخول الحرب الشهر الـ 20 على التوالي، والتي أدت إلى تدمير شبه كامل للقطاع، وبحسب وكالة رويترز للأنباء، فإن مصادر مقربة من حركة حماس، قالت إن هناك جهودا جديدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقالت المصادر، إن حماس منفتحة على مناقشة أي عرض يؤدي إلى إنهاء الحرب، مع الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، في تأكيد لشروط تتمسك بها حماس ويرفضها الاحتلال.
وفي بيان صادر لها اليوم الثلاثاء، طالبت حركة حماس بوقف فوري وشامل لحرب الإبادة على أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في غزة، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف المجازر في القطاع.
وأكدت حماس أن نقاط توزيع المساعدات فب غزة مصائد للموت، مشددة على أنها تُستخدم لإدارة التجويع.
من جانبها أفادت صحيفة «ذا تايمز»، البريطانية، بأن الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، قد نساها البعض، لكنها لا تزال قائمة دون نهائية واضحة، وسط أهداف عسكرية متغيرة باستمرار، مشيرة إلى أن بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، طالب أصوات داخل إسرائيل باغتنام الفرصة لإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عبر منصة إكس: «الآن غزة.. حان الوقت لإنهاء الصراع هناك أيضًا.. أعيدوا الرهائن، وأنهوا الحرب».
كما طالب أقارب الرهائن الإسرائيليين بوقف فوري للحرب في غزة، وجاء في بيان لمنتدى أسر الرهائن والمفقودين: «نطالب الحكومة بالانخراط في مفاوضات عاجلة من شأنها إعادة جميع الرهائن وإنهاء الحرب».
وأضاف البيان: «تم إنهاء العملية التي استمرت 12 يوما في إيران، الآن حان وقت إنهاء الحرب المستمرة منذ 627 يوما».
وفي أعقاب الأزمة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصد أرواح الشعب الفلسطيني، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 56.077 شهيدا و131.848 مصابا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023.
وأشارت وزارة الصحة في بيان صادر اليوم الثلاثاء، إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، لافتة إلى أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت نحو 79 شهيدا بينهم «5 شهداء انتُشلت جثامينهم»، و289 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 5.759 شهيدا، و19.807 إصابات.
وفي خدعة جديدة، لحصد أرواح المدنيين في قطاع غزة واستهداف أكبر عدد منهم، تترقب القوات الإسرائيلية لحظة تجمع المواطنين منتظري المساعدات من مؤسسة غزة الإنسانية، المسؤولة عن نظام توزيع المواد الغذائية المدعوم من الولايات المتحدة، حيث تفتح الآليات العسكرية نيرانها تجاه المواقع المكتظة بالمدنيين الآملين في الحصول على الطعام، حيث تُعد جريمة جديدة تُضاف في سجل الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح: «لم يحدث في تاريخ الحروب أن يتحول الألم والجوع إلى أداة للقتل الجماعي، وأن تُستخدم المساعدات كطُعم للموت، وتُحول مراكز توزيع الغذاء إلى ميادين للإعدام الجماعي».
وأضاف «فتوح»، أن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، تمثل جريمة حرب جديدة تُضاف إلى السجل الدموي للاحتلال، بعدما استهدفت قواته الفلسطينيين أثناء انتظارهم مساعدات غذائية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 27 مواطنًا وإصابة العشرات، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وأوضح أن الفلسطينيين الذين سقطوا اليوم لم يكونوا يحملون سوى وجعهم وجوع أطفالهم، ووقفوا ينتظرون قافلة غذائية، لكن الاحتلال استقبلهم بقصف وحشي حوّل المساعدات إلى أشلاء، والمكان إلى ساحة موت مفتوحة، مشيرًا إلى أن المساعدات تحولت إلى فخاخ مميتة مقصودة ومدروسة.
ومن جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، من أن غزة تواجه جفافًا، وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، جيمس إلدر: «سيبدأ الأطفال بالموت عطشا.. 40% فقط من مرافق إنتاج مياه الشرب لا تزال تعمل»، مشيرًا إلى أن المستويات حاليا أقل بكثير من معايير الطوارئ فيما يتعلق بمياه الشرب لسكان غزة.
اقرأ أيضاًإصابة جنود من جيش الاحتلال في كمين مسلح بقطاع غزة
المجلس الوطني الفلسطيني: الاحتلال حول المساعدات لفخاخ موت جماعي في غزة
ارتفاع حصيلة الشهداء بنيران جيش الاحتلال في غزة إلى 37