أعلنت شركة "آي سبيس" اليابانية، والتي تعمل في مجال استكشاف القمر، عن فشل هبوط مركبتها "ريزيلينس" على سطح القمر، بسبب عطل في أداة توجيه بالليزر.

هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الشركة مشكلة، إذ تحطمت مركبتها الأولى عام 2023 بسبب خطأ في البرمجيات.

مركبة متحركة صغيرة من شركة "آي سبيس" (أسوشيتد برس) خطأ ليزري

حاولت المركبة الهبوط في منطقة "بحر البرودة" على سطح القمر، لكن أثناء الهبوط، كانت المركبة تستخدم أداة ملاحة بالليزر تُسمى "محدد المدى بالليزر" لقياس المسافة بين المركبة وسطح القمر.

وبحسب بيان رسمي من الشركة، حدث خلل في هذه الأداة، حيث كانت بطيئة في العمل ولم تقم بقياس المسافة بشكل صحيح، وبسبب هذا الخلل، استمرت المركبة في النزول بسرعة عالية بلغت نحو 42 مترًا في الثانية، فارتطمت بسطح القمر وفقد الاتصال بالمركبة قبل 5 ثوانٍ من التصادم.

وتأكد التحطم عبر صور من القمر أرسلتها مركبة ناسا المدارية، حيث ظهر أنها تحطمت وتبعثرت على سطح القمر

حملت "ريزيلينس" على متنها 5 أدوات علمية على متنها تخص عملاء مختلفين، منها معدات التحليل الكهربائي للماء، من شركة تاكاساغو للهندسة الحرارية، وتجربة إنتاج الغذاء، وهي وحدة مستقلة من شركة يوجلينا، وكلتاهما يابانيتان.

كما حملت المهمة على متنها مسبار إشعاع الفضاء العميق، من تطوير قسم علوم وهندسة الفضاء، في الجامعة الوطنية المركزية بتايوان، مع لوحة سبيكة تذكارية من تطوير معهد بانداي نامكو للأبحاث اليابانية، وهي مصممة على غرار "ميثاق القرن العالمي" من فيلم الرسوم المتحركة "موبايل سوت جاندام يو سي".

وإلى جانب ذلك، حملت "ريزيلينس" مركبة "تيناسيوس" الجوالة الصغيرة، من تطوير شركة "آي سبيس-أوروبا" والتي ستستكشف موقع الهبوط وتجمع تربة القمر، وتنقل البيانات إلى المركبة، وستكون مزودة بمجرفة، وكاميرا عالية الدقة مثبتة في الأمام.

تصميم يوضح شكل مركبة بلو جوست (فايرفلاي) شركات خاصة

ومن بين 7 محاولات هبوط على القمر من قبل شركات خاصة في السنوات الأخيرة، نجحت محاولة واحدة فقط بشكل كامل، وهي شركة "فايرفلاي إيروسبيس"، وهي شركة طيران وفضاء خاصة مقرها تكساس، التي هبطت مركبتها بلوجوست بنجاح في مارس/آذار 2025.

إعلان

وكانت شركة "إنتويتيف ماشينز" التي تتخذ من هيوستن مقرا لها، قد هبطت بمركبة "أوديسيوس" على سطح القمر، ولكن كان الهبوط مصحوبا ببعض التحديات، مما جعله نجاحا جزئيا.

وكانت بلو جوست وريزيلينس قد انطلقتا معا في 15 يناير/كانون الثاني على متن أحد صواريخ شركة سبيس إكس، والذي قطع مسافة هائلة تجاوزت 3.5 ملايين كيلومتر قبل دخول المركبتين مدار القمر في 13 فبراير/شباط.

وتعتزم "آي سبيس"  إجراء محاولة هبوط ثالثة في عام 2027 بالتعاون مع وكالة ناسا، بالإضافة إلى مهمة رابعة مخطط لها.

وخلال تلك الفترة ستضيف الشركة اختبارات وتحسينات إضافية بتكلفة تزيد عن 10 ملايين دولار لتحسين أداء المركبة،

كما سيشارك خبراء خارجيون في مراجعة الحادث، وستتعاون الشركة بشكل أوثق مع وكالة الفضاء اليابانية في الجوانب التقنية.

مستقبل السفر للفضاء

تلعب الشركات الخاصة دورا متزايدا في استكشاف الفضاء، وهو المجال الذي تهيمن عليه الوكالات الحكومية تقليديا.

وغالبا ما تقدم الشركات الخاصة نهجا مبتكرا وحلولا فعالة من حيث التكلفة لمهام الفضاء المعقدة، لأن طبيعتها التنافسية تدفع التقدم التكنولوجي والكفاءة التشغيلية.

أضف إلى ذلك أن سوق المهام الفضائية يتوسع بشكل كبير، بداية من نشر الأقمار الصناعية -وهو نطاق تهتم به كل دول العالم حاليا- وصولا إلى السياحة الفضائية، وهو نطاق واعد مستقبلا.

كما أن الشراكات بين الشركات الخاصة والوكالات الحكومية -مثل برنامج "كليبس" التابع لوكالة ناسا- تمكن من تقاسم الموارد والخبرات وتسريع الجداول الزمنية للمهمة وتوسيع البحث العلمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات على سطح القمر

إقرأ أيضاً:

رائد الفضاء محمد الملا يُكمل بنجاح برنامجا لوكالة الفضاء الأوروبية

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن إتمام رائد الفضاء محمد الملا، البرنامج التدريبي CAVES الذي تنظمه وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، واستمر على مدار أسبوعين في منطقتي موليزي وكامبانيا بإيطاليا، بمشاركة طاقم دولي من رواد فضاء يمثلون وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا).
يعد برنامج CAVES أحد أكثر البرامج التدريبية تطوراً في مجال إعداد رواد الفضاء، ويهدف إلى تقييم السلوك البشري وتطوير مهارات العمل الجماعي والأداء تحت ظروف صعبة تحاكي بيئة الفضاء.

تضمن البرنامج محاضرات تقنية مكثفة وأنشطة ميدانية، إلى جانب رحلة استكشافية في كهوف تحت الأرض عاش خلالها المتدربون في عزلة تامة بعيداً عن مظاهر الحياة اليومية.
وخلال التجربة، اكتسب الملا وزملاؤه مهارات متقدمة في الاستكشاف ورسم الخرائط والبحوث العلمية، إضافة إلى تطوير قدراتهم في القيادة واتخاذ القرار والتواصل وإدارة الضغوط.
يعد هذا الإنجاز محطة مهمة في مسيرة رائد الفضاء محمد الملا، حيث يسهم في تعزيز جاهزيته للمهمات الفضائية المستقبلية، ويعكس مكانة دولة الإمارات كشريك فاعل في الجهود الدولية لاستكشاف الفضاء وتطوير علومه.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يتحدث مع ترامب للمرة الثانية خلال يومين
  • هادي شوبان وصيفًا في مستر أولمبيا 2025 وديريك لانسفورد بطلاً للمرة الثانية
  • وزير العمل : انتخاب مصر للمرة الثانية لرئاسة مجلس إدارة العمل العربي يعكس الثقة في قيادتها ودورها الإقليمي
  • للمرة الثانية على التوالي.. انتخاب مصر رئيسًا لمجلس إدارة منظمة العمل العربية
  • لدراسة البرمجة.. طريقة التسجيل على منصة كويرو اليابانية للصف الأول الثانوي
  • سالم الدوسري.. خطوة واحدة للتتويج بلقب أفضل لاعب آسيوي للمرة الثانية 
  • المرور يوضح خطوات إضافة مفوّض على المركبة عبر بوابة أبشر
  • حقيقة تورط إسرائيل في تعطيل قمرين صناعيين إيرانيين
  • أزمة الإسماعيلي تتفاقم.. نتائج مخيبة ومخاطر الهبوط تلوح في الأفق
  • رائد الفضاء محمد الملا يُكمل بنجاح برنامجا لوكالة الفضاء الأوروبية