جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@07:32:40 GMT

انتخابات الجمعيات الفكرية...إلى أين؟

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

انتخابات الجمعيات الفكرية...إلى أين؟

 

علي بن سالم كفيتان

آمنت قبل مدة من الزمن بأن أكون عضوًا في إحدى الجمعيات الفكرية (الكتاب والأدباء أو الصحفيين)، وهنا أطلقتُ عليهما الجمعيات الفكرية؛ كونهما يشتغلان على الفكر ويخاطبان المجتمع من خلال الوعاء الثقافي، وعاهدت نفسي ألا أرشِّح نفسي لمجلس إدارة أي جمعية أنتسب لها أو حتى مكاتبها الفرعية، ليس ترفُّعاً ولا تشككاً في الأهداف والغايات النبيلة التي دَفَعت الحكومة الرشيدة لإجازتها وإشهارها، وإنما من باب: "رحم الله أمرأ عرف قدر نفسه"، فأنا كما عهدت نفسي لا أجيد مهارات الحشد ولا أفضِّل العلاقات الممتدة، وإن شئتم سموها المتجذرة، تربطني بالناس فقط لحظات عمل أو لقاء عابر أو مجاملة اجتماعية خفيفة في حالات الفرح والحزن، أمقُت استخدام المنابر للدعاية الشخصية، ففيها الكثير من حرق ذوات الآخرين في الذات الواحدة، وطريقها لا بد له من سلالم متعرِّجة وحبال طرزانية تقذف بصاحبها في الهواء ليجد نفسه على القمة النامية من وريقات خضراء، كانت نتيجة لآخر القطرات التي صبها آخرون على كومة التراب في الأسفل قبل سويعات من موعد الاستحقاق الانتخابي.

تنمو هذه الأجساد النائمة فجأة لتبلغ رشدها في أسبوع، وتموت كحشرة كُتب لها العيش فقط للتزاوج ووضع البيض، وبعدها تصبح قوتاً لكتائب النمل التي لا تهدأ على جذوع الأشجار وشقوق الأرض العميقة، أتدرون قرَّائي لَمْ أتخيَّل يوماً أننا نملك هذا الكم الهائل من الكُتَّاب والصحفيين المحتشدين في القاعات والمنادين بتجديد البطاقات والداعمين للقدرات الخارقة لقوائمهم، فأنا لم أرَ كثيرًا من هؤلاء منذ أعوام في أي محفل أدبي أو صحفي، إنهم ينبتون كالفطر بعد المطر، ولا بد من رعد هادر لموسم رخاء يُغاث فيه الناس ويعصرون بكل المقاييس النتيجة محسومة، وهي نفسها منذ عدة دورات مع إزاحة بعض الوجوه ودخول أخرى لتجديد الوضوء ليس إلا.

نعتقدُ أنَّ الضعفَ المهنيَّ الذي يخيم على هذه الجمعيات منذ إشهارها يأخذ عدة جوانب؛ أبرزها النظرة المجتمعية لدورها، فهي في نظر العامة أجساد تم إنشاؤها لتكتمل الصورة بوجود جمعيات مهنية غير حكومية كنوع من الأكسسوارات الواجب ارتداؤها في مرحلة من الزمن، وهذا الانطباع ولَّد نفورَ المحترفين وانزواءهم بعيدا عن المشهد، وتُرِكَت الساحة على مصراعيها للهُواة الذين يجيدون السباحة في البرك الرسمية، ويستطيعون حشد الدعم المالي من القطاع الخاص، ليتم استنفاذه لاحقاً في أمور بعيدة كل البعد عن تطوير الفكر وخلق رأي عام مسؤول وحرية تعبير تُسهم في تجويد الأداء ورسم السياسات التي تُسَاعِد الحكومة على المضي قدما في نهج التجديد، وللأسف فإنَّ الجهات الراعية -سواء التي تشرف على أنشطة هذه الجمعيات، أو المنوط بها المتابعة المهنية- لا تغير ساكناً وكأنها تفِّضل السيناريو الحالي وترغب في استمراره، رغم أن هذا لا يخدم المشهد الفكري في البلاد.

وهنا.. لا بد من تحميل المثقف والكاتب والصحفي المهني كذلك المسؤولية؛ فالهروب ليس هو الوسيلة الناجحة للتغيير، بل الإقدام على تبنِّي نهج التنافس والقبول بالنتائج، فقد لا تتوفق قائمة معينة هذه الدورة، ولكنها دفعت بوجود بديل، ويجب البناء للدورات القادمة والدخول لمعترك استقطاب الوجوه الجديدة التي يتم تأطيرها لبلوغ الغايات، فعددٌ لا يُستهان به من مُنتسبي تلك الجمعيات مجرد أسماء عبرت طريق الانتساب بسهولة دون عناء، وفي المعظم لا يوجد نتاج أدبي أو نشاط صحفي يكاد يُذكر لهؤلاء، لكنهم باتوا مخزون جيد لحسم نتائج الانتخابات.

طَوَت جمعية الصحفيين العُمانيين صفحتها قبل أيام بمشهد مُكرَّر لدورات سابقة، وينتظر ذات المشهد جمعية الكُتاب والأدباء في السادس من مارس المقبل، رغم وجود قوائم تحمل أسماءً بارزة لها مكانتها المهنية والأدبية في الفضاء الوطني والإقليمي، وحتى الدولي، لكن رُبما قلة الخبرة في التعامل مع مشهدنا الثقافي المتلوِّن هو ما يجلب الخسارة لمثل تلك القوائم المرصعة بالأسماء الفاعلة التي تحظى باحترام الشارع العُماني، لكنها لا تمتلك ذات الدعم من المنتسبين الجدد لتلك الجمعيات؛ فحملات التجديد للعضوية على قدم وساق، والدعوة لنيل التفويض لا تكاد تهدأ لمن حالفهم الحظ بالتجديد قبل الإغلاق، في ظل عدم وجود دعاية انتخابية أو برامج أو خطط للمشهد الأدبي أو الصحفي لتلك القوائم التي تشحذ الهمم لليوم الموعود... حفظ الله بلادي!!!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«جمعية الإمارات للمتقاعدين».. جودة حياة وبداية عطاء

خولة علي (أبوظبي)


في إطار سعي جمعية الإمارات للمتقاعدين إلى تعزيز جودة حياة أعضائها، وإبراز دورهم الفاعل في خدمة المجتمع، قدمت الجمعية مبادرة تعليم الحرف التراثية والمهنية، التي تهدف إلى تمكين المتقاعدين من استثمار مهاراتهم ومواهبهم بما يسهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وتوفير مصادر دخل مستدامة، وتعزيز روح المشاركة المجتمعية، بما يجعلهم جزءاً فاعلاً في مسيرة التنمية الوطنية، ويعزز الترابط والتواصل.


جودة الحياة وقالت لطيفة خلفان الحافري الكتبي، عضو مجلس الإدارة ورئيس قسم التمكين بالجمعية، إن الجمعية عملت منذ تأسيسها على إطلاق مبادرات نوعية تسهم في تحقيق الرفاه للمتقاعدين وتمكنهم من المساهمة الإيجابية في المجتمع. وأوضحت أن مبادرة تعليم الحرف جاءت استجابة لرغبات الأعضاء واهتماماتهم، حيث تم توزيع استبيان لتحديد أكثر الحرف اليدوية المطلوبة، ومن خلاله تم تنفيذ عدد من الورش التدريبية المميزة مثل ورشة صناعة النسيج والقبعات، وورشة صناعة الدخون والعطور العربية، وورشة فن الكونكريت التي تتضمن تصميم قطع فنية وديكورات منزلية مثل الفازات والمباخر، بالإضافة إلى دورة صناعة الطاولات.

أخبار ذات صلة الشحي يُهدي الإمارات «الميدالية الأولى» في «آسيوية الشباب» أسطورتا مانشستر سيتي يشجعان اللاعبين في الإمارات على تطوير مهاراتهم


هذه الورش لم تكن مجرد تدريب على مهارة، بل مساحة للإبداع، وبوابة لإحياء الموروث الإماراتي بطريقة معاصرة. وأضافت: هذه الورش تركت أثراً إيجابياً واضحاً في نفوس المتقاعدين، إذ ساهمت في تعزيز التواصل الاجتماعي بينهم، ووفرت بيئة محفزة على الإبداع والعطاء، كما أتاحت لهم فرصة تبادل الخبرات وتنشيط الذهن واستعادة الثقة بالنفس. وأشارت إلى أن الإقبال المتزايد على المشاركة في هذه الدورات يعكس مدى نجاح المبادرة في تحقيق أهدافها، حيث وجد المتقاعدون فيها فرصة للتعبير عن أنفسهم، ومواصلة العطاء بروح جديدة. وكشفت الكتبي عن توجه الجمعية لتوسيع نطاق المبادرة خلال المرحلة المقبلة، مؤكدة أن هناك خططاً للاستعانة بالخبرات الوطنية والمؤسسات الحكومية المتخصصة لتطوير الحرف اليدوية بما يواكب متطلبات العصر.

كما سيتم إدخال حرف جديدة تناسب الرجال والنساء، ونقل هذه الورش إلى الجمهور وطلاب المدارس من خلال فريق الحرفيين في الجمعية، إضافة إلى المشاركة في المعارض المحلية والعالمية لإبراز إبداعات المتقاعدين، وتعزيز حضورهم المجتمعي، بما يترجم قيم العطاء والاستدامة. تجارب إيجابية وتحدثت فاطمة سعيد عبدالله السلامي، وهي إحدى المشاركات في المبادرة، عن تجربتها قائلة: إن انضمامي جاء بدافع رغبتي في استثمار عضويتي في الجمعية التي تتيح لأعضائها المشاركة المجانية في أنشطتها وورشها المختلفة. وأشارت إلى أن ورشة الكروشيه كانت من أكثر الأنشطة قرباً إلى قلبها، حيث أتاحت لها فرصة التعرف إلى مجموعة من الصديقات اللواتي تشاركهن الشغف نفسه.

وأضافت أن هذه التجربة كان لها أثر إيجابي كبير في حياتها بعد التقاعد، إذ ساعدتها على استعادة الشعور بالعطاء والإنتاج، كما تعلمت من خلالها صناعة القبعات والأغطية بطريقة بسيطة، مؤكدة أن الاستمرار في التدريب يسهم في تطوير مهاراتها للوصول إلى مستوى احترافي. تحقيق الاستدامة وأوضحت العضوة والمنتسبة للمبادرة الدكتورة فاطمة عيسى أن انضمامها إلى المبادرة جاء انطلاقاً من إيمانها بأن جمعيات النفع العام لم تعد تقتصر على تقديم الخدمات لأعضائها، بل أصبحت تركز على تنمية القدرات وتحقيق الاستدامة في العطاء.


ووصفت تجربتها في تعلم الحرف التراثية بأنها تجربة ثرية وممتعة أضافت إلى ثقافتها مهارات جديدة تنعكس إيجاباً على حياتها الشخصية والأسرية. وقالت: المبادرة أحدثت تحولاً إيجابياً في حياتي بعد التقاعد، إذ غيرتها نحو الأفضل، وجعلتني أستثمر وقتي فيما ينفع، مما ساعدني على تجاوز تحديات هذه المرحلة واستعادة الثقة بالنفس. وأضافت أن تعلم المهارات الجديدة حفز ذاكرتها ونشط تفكيرها، وفتح أمامها المجال لتبادل الخبرات وبناء شبكة اجتماعية جديدة من الزملاء المتقاعدين. وذكرت أن التدريب على الحرف اليدوية كان بمثابة بذرة لتمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً، حيث تعلمت حياكة الكروشيه والسدو وصناعة الدخون والعطور، وتخطط للاستفادة من هذه المهارات في تنفيذ مشروع صغير للأسر المنتجة يهدف إلى تحقيق دخل إضافي، والمساهمة في تنمية المجتمع من خلال العطاء والعمل التطوعي.

مقالات مشابهة

  • النعيمي: التسويق الزراعي ركيزة أساسية لدعم برامج الجمعيات التعاونية الزراعية
  • عمرو أديب: الناس اللي جابت أرقام في البداية بانتخابات النواب مجبتهاش بالإعادة
  • كيف ساعد «الفيتو الرئاسي» في تغيير المشهد بانتخابات النواب؟ محلل سياسي يجيب
  • «جمعية الإمارات للمتقاعدين».. جودة حياة وبداية عطاء
  • مدرسة التربية الفكرية بأسيوط تشهد تطوير شامل وتحسين الخدمات التعليمية
  • رئيس الأعلى للإعلام يلتقي مسؤولي جوجل لبحث ملف حقوق الملكية الفكرية
  • السيدات يتصدرن المشهد وكبار السن يتحدّون المرض في ثاني أيام انتخابات النواب بالبحيرة
  • تعليم أسيوط يتابع التشطيبات النهائية لأعمال تطوير مدرسة التربية الفكرية
  • المرأة تتصدر المشهد.. إقبال كثيف للناخبين على اللجان الانتخابية بالمنيا
  • المرأة تتصدر المشهد.. إقبال كثيف على التصويت في انتخابات النواب 2025 بالمنيا