"نِثار".. تطبيق عماني صوتي لملخصات الكتب
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
مهند بن سالم العامري
قدَّم اختراع الهواتف الذكية نقلة نوعية جديدة لعالم الاتصال، وقد وافق ذلك دخول عصر الإنترنت أو ما سُمِّي بـ"الشبكة العنكبوتية". وتعود بنا الذاكرة لبدايات عصر صعود ما عُرف بالهاتف المحمول أو النقال، الذي طغى على عصر الاتصال في العالم الحديث، وحيث يمتاز الهاتف النقال بصغر حجمه وسهولة حملة مقارنة بالهاتف الأرضي الثابت، وكذلك فاعلية استخدامه التي فاقت الهاتف العادي، هذا عدًّا عن أنه أصبح لصيقا بالمستخدمين، فهو لا يكاد يفارق صاحبه.
وفي العام 2001 جاءت الفرصة المؤاتية ليدخل الهاتف النقال للميزات التي تقدمها شبكة الإنترنت للمنتفعين من برامجها؛ مما زاد من العلاقة والارتباط بينها وبين الهاتف الذكي الذي طوَّره المخترع الألمعي ستيف جوبز وفريقه من شركة آبل.
وبدخول عصر الهاتف الذكي المرتبط مع الإنترنت، بدأ عصر جديد بتقديم خدمة نوعية أخرى من التطبيقات التي دخلت على عالم الهواتف، بل إنَّ البعض يرجع الفضل في ذلك لشركة آي.بي.إم التي جاءت بأول تطبيق مرتبط مع الهاتف في عام 1992. وقد زادت هذه الاكتشافات الهاتف الذكي تألقاً وصعوداً خاصة مع وجود خدمات الـPlay store من جوجل في العام 2008، تلا ذلك دخول الأندرويد وغيرها. لقد أتاح وجود الهواتف الذكية المدعمة بالتطبيقات قيام عالم جديد تتداول فيه شتى العلوم والمعارف وكذلك متطلبات الترفيه كالألعاب الإلكترونية وغيرها.
ومن هذه التطبيقات التي تقدِّم صنوفَ المعرفة تطبيقات ملخصات الكتب التي انتشرت في كثير من الدول غرباً وشرقاً وفي عالمنا العربي.. فقد بدأت العديد من التطبيقات المحلية تقديم ملخصات الكتب العربية بالعمل، ومن هنا جاء طرح تطبيق "ِنثار" الذي يُشارك هذا العام كحدث جديد في معرض الكتاب الدولي للكتاب 2024، ويضم التطبيق العديد من الكتب العربية، إضافة للكتب العمانية التي تهيأت لها نافذة هذا التطبيق للولوج إلى سماء ملخصات الكتب هنا العربية. وتتميَّز تطبيقات ملخصات الكتب بكونها تقدم خدمة جديدة للقراء يتم من خلالها التعرف على ما تحويه هذه الكتب عبر تقديم ملخصاتها بشكل شيق وجذاب؛ حيث يتم التعرف على ما تتضمنه من أبواب وأفكار من خلال تتبع أبرز محطاتها.
وفي عصر السرعة، حيث لا يجد عموم الناس متسعاً لقراءة محتويات الكتب مع رغبتهم وطموحهم المعرفي، فإن التعرف على ما تتضمنه هذه الكتب من مضامين يكون من خلال القراءة والاستماع لملخصات الكتب.
ولعل ما تتضمنه هذه التطبيقات من كتب جَرَی تلخيصها يدخل في دائرة التشويق المعرفي؛ فالقارئ يُبحر في الاستماع لكتب عديدة، وقد يدفعه ذلك إلى اقتناء الموافق منها لتطلعاته الفكرية والمعرفية.
ويقول أحد المستخدمين للتطبيق إنَّني غالباً ما أقود سيارتي مع كل صباح جديد أسير فيه لمقر عملي، فأجد نفسي مستمعاً ومُستمتعاً بالتعرف على كتاب جديد من خلال الإنصات لمخلصات جديدة من الكتب المشتمل عليها التطبيق. وقد وَصَف هذا المستخدم نفسه بأنه أصبح شخصاً متعدد الثقافة؛ بما كوّنه من حصيلة الاستماع لكتب من معارف متعددة؛ سواء في التاريخ، أو الاقتصاد، أو الإدارة، أو تطوير الذات...وغيرها.
ويبقى الأمر أنَّ فائدة المؤلفين تأتي من خلال الترويج الذي تُتيحه هذه التطبيقات لإبراز كتبهم ومؤلفاتهم؛ مما يشجع على البحث عنها واقتنائها، وهو أمر يدعم توجهات النشر والتأليف دون شك.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تطبيق الأداة الذكية لإدارة المخلفات الصلبة بدمياط
شاركت المهندسة شيماء الصديق، نائب محافظ دمياط، في فعاليات ورشة العمل الختامية لاستعراض نتائج تطبيق الأداة الذكية Waste Wise Cities Tool (WaCT) لإدارة المخلفات الصلبة بالمحافظة، وذلك بحضور أحمد رزق، مدير مكتب مصر ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والدكتور شكري حسين، استشاري البرنامج، وممثلي الجهات المعنية.
يأتي ذلك في إطار التعاون بين محافظة دمياط وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة)، وتحت رعاية الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط
وخلال الورشة، استعرض المهندس شكري حسين استشاري البرنامج كافة المحاور المُتعلقة بالدراسة الميدانية التي نفذت لتطبيق الأداة، موضحًا تقسيم المحافظة إلى مناطق حضرية، وشبه حضرية، وأخرى ريفية، مع رصد وتحليل معدل تولد المخلفات الصلبة المنزلية بناءً على عينة من الأسر في هذه المناطق، كما تم عرض نتائج تحليل البيانات والخروج بمؤشرات دقيقة لوضع منظومة متكاملة ومستدامة لإدارة المخلفات.
وناقش الحضور آليات وضع خطة محددة لمواجهة التحديات التي تواجه منظومة المخلفات، خاصة فيما يتعلق بمشكلة التسرب البلاستيكي وأثره السلبي على البيئة والمجاري المائية، إضافة إلى بحث محاور استراتيجية إعادة التدوير.
وفي كلمتها، أكدت "نائب المحافظ" أن هذا التعاون يأتي انطلاقًا من حرص المحافظة على تبني النماذج المتطورة في إدارة الخدمات البيئية، بما يحقق حياة معيشية أفضل للمواطنين ويساهم في تحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، مشيدة بالجهود التي بذلتها فرق العمل الميدانية والجهات الشريكة في إنجاح هذا المشروع.
وأشادت نائب محافظ دمياط، بالجهود المبذولة لإعداد هذه الدراسة المتكاملة، مؤكدًا دعمه الكامل لتنفيذ مخرجات وتوصيات المشروع، مشيرًا إلى أن المحافظة تشهد حاليًا تنفيذ مجمع متكامل للمخلفات الصلبة، بما يضمن الوصول لأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
كما شددت على إلزام المحال التجارية والمطاعم والكافيتريات بوضع صناديق قمامة أمام المنشآت، مع تطبيق غرامات على المخالفين وتنظيم دوريات متابعة مستمرة لضمان انتظام المنظومة ورفع كفاءتها بشكل يومي.
وقد شهدت الورشة خلال جلساتها مناقشة عدد من الحلول العملية والمقترحات التطبيقية التي تهدف إلى تطوير منظومة إدارة المخلفات الصلبة بشكل أكثر فاعلية وشمولاً، حيث تم طرح مبادرات لتثقيف النشء والأطفال في المدارس حول أهمية فصل المخلفات من المنبع، وزيادة وعي الأجيال الجديدة بمفاهيم الإدارة السليمة للنفايات، بما يساهم في ترسيخ السلوكيات البيئية الإيجابية في المجتمع.
كما ناقشت الورشة ضرورة إيجاد حلول متكاملة للتعامل مع ظاهرة "النباشين"، بما يضمن دمجهم في المنظومة الرسمية بطريقة منظمة تحقق الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية من عمليات التجميع والفرز دون الإضرار بالنظام البيئي أو المظهر الحضاري.
وتطرق النقاش أيضاً إلى آليات دعم منظومة فصل المخلفات المنزلية من المصدر، من خلال توفير حاويات متعددة الألوان وتوعية المواطنين بدورهم الأساسي في إنجاح هذه المنظومة، مع بحث سبل تحفيز المشاركة المجتمعية وتعزيز التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وخلال الاستماع لشكاوى وملاحظات المواطنين المتعلقة ببعض المشكلات الميدانية، خاصة في المناطق المحيطة بالأسواق، تم استعراض تحديات إدارة المخلفات الناتجة عن الأنشطة التجارية اليومية، وطرح عدة مقترحات لتنظيم العمل داخل الأسواق ومحيطها بما يضمن الحفاظ على النظافة العامة وتقليل تراكم المخلفات في الشوارع.
ويأتي هذا المشروع ليعكس التزام محافظة دمياط بالتحول نحو منظومة متكاملة لإدارة المخلفات تشمل جميع المراحل من الجمع والنقل والمعالجة وحتى التخلص الآمن، بما يعزز من جهود المحافظة لتحقيق التنمية البيئية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
الأمم المتحدة.. ثمانون عامًا : السقف الأخير للعالم المفتوح على المجهول