إمبراطوريات الكاكاو والقهوة والشاي تتلقى ضربة جديدة.. وهذه الأسباب
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
تواجه صناعات الكاكاو والقهوة والشاي تحديات جمة تهدد استدامتها واستمراريتها في ظل تغيرات سوقية واجتماعية وبيئية، وفق تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
هجمات البحر الأحمرووفق الصحيفة، تعاني بعض الأسواق من نقص في مخزون الشاي لتعطل الإمدادات نتيجة هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر التي تعد توسيعا لدائرة حرب إسرائيل على قطاع غزة.
ولفت التقرير إلى أنه لا توجد مشكلة كبيرة في الإنتاج في الهند أو كينيا، لكن الشاي يستغرق وقتا أطول للوصول نتيجة تحول مسارات الشحن إلى رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا.
وتوقعت الصحيفة في تقريرها أن يكون الكاكاو التالي، فقد زاد سعر مسحوقه والشوكولاتة الساخنة في متاجر بريطانيا 25% خلال العام المنتهي في يناير/كانون الثاني الماضي.
وسجّلت العقود الآجلة للكاكاو مستويات قياسية مدفوعة بتأثر دول غرب أفريقيا -حيث يأتي معظم الكاكاو- بالطقس المتطرف وإصابات المحاصيل، في حين يواجه كثير من صغار مزارعي الكاكاو، والبالغ عددهم 6 ملايين، صعوبات على مستوى العالم.
وعدّ التقرير التوترات الحالية إشارة إلى هشاشة العولمة والإنتاج السلس ونقل المنتجات من الجنوب إلى أوروبا والولايات المتحدة، فقد عاودت قهوة الأرابيكا إلى الفائض بعد ارتفاع الأسعار في عام 2021، بسبب الجفاف والصقيع في البرازيل، لكن حبوب الروبوستا ذات الجودة المنخفضة من فيتنام تعاني من نقص في المعروض الذي تتضرر من اضطرابات في البحر الأحمر.
سباقات الشايومن عجيب المفارقات -وفق التقرير- أن يُنقل الشاي عبر مسافات طويلة حول أفريقيا بعيدا عن قناة السويس، وهي التي أدى افتتاحها عام 1869 إلى وضع حد لـ"سباقات الشاي" التي تقوم بها السفن الشراعية لجلب الإمدادات من الصين إلى الغرب في أسرع وقت.
وبمجرد أن تمكنت السفن البخارية من اختصار آلاف الأميال من الرحلة، عبر القناة، صارت السفن زائدة عن الحاجة.
ولفت التقرير إلى احتمال تمكّن قناة السويس من استئناف عملياتها الطبيعية في الوقت المناسب، لكن الطريق التجاري الحيوي سيظل هدفا مغريا للمهاجمين، وقد اضطرت قناة بنما، كذلك، إلى الحد من الممرات.
وأشارت الصحيفة إلى أن إنتاج السلع الزراعية اتّسم دوما بالتقلب، حيث يرتفع الإنتاج سنة ويتراجع في سنة تالية، لكن تغير المناخ يزيد المخاطر ويجعل من الصعب على المزارعين كسب عيشهم بشكل ثابت، إذ يكون لديهم رأس مال أقل للاستثمار الزراعة، وسبب أقل للمثابرة.
ولم يكن الكاكاو استثناء من التأثيرات السلبية، فارتفاع أسعاره ينذر بتأثير سلبي على صناعة الحلوى هذا العام، وقد كانت ظروف الزراعة صعبة في بلدان مثل غانا ونيجيريا، لدرجة أن المزارعين لا يستطيعون حصاد ما يكفي لمعالجتها وتحويلها إلى زبدة لصناعة الشوكولاتة.
مضارباتوأحدثت صناديق التحوط من خلال المضاربات أزمة، وحتى التدابير حسنة النية قد تخلف تأثيرات غير مقصودة، فقانون الاتحاد الأوروبي الجديد الذي يهدف إلى مقاومة إزالة الغابات يمكن أن يأتي على مخزون القهوة والكاكاو في المستودعات الأوروبية (يزيل مزارعو المحصولين الغابات لتوسيع مساحتهم المزروعة لزيادة الإنتاج).
وأشار التقرير إلى أن "الإمبراطوريات القديمة" للقهوة والكاكاو والشاي صارت هشة وسط تغير المناخ وانقطاع طرق التجارة العالمية، والنتيجة تظهر على رفوف محال البقالة التي ينقص منها المنتجات.
وفي وقت سابق توقع تقرير لوكالة رويترز أن تشهد الأسواق الكاكاو عجزا عالميا قدره 375 ألف طن في موسم 2023-2024.
ومع استمرار أسعار الكاكاو في الارتفاع غير المسبوق -يقول تقرير رويترز- تستعد الصناعة لعواقب محتملة طويلة المدى، في وقت يراقب المحللون عن كثب جولات المحاصيل القادمة في الربع الثاني لتقييم مدى خطورة الوضع وآثاره على المواسم المستقبلية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
رئيس اقتصادية قناة السويس: توقيع 4 عقود لإقامة مصانع جديدة داخل المنطقة| صور
شهد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بمقر الهيئة بالعاصمة الإدارية، مراسم توقيع 4 عقود جديدة بين شركة السويدي للتنمية الصناعية وأربع من كبرى الشركات الصينية العاملة في قطاع النسيج، لإقامة مصانع جديدة داخل مدينة “سخنة 360”، المدينة الصناعية التي تطورها الشركة، ضمن نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بمنطقة السخنة الصناعية، ويبلغ إجمالي استثمارات هذه المشروعات 65 مليون دولار ، وعلى مساحة 238 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن توفر المشروعات الأربعة أكثر من 3,000 فرصة عمل مباشرة، وقد وقع العقود من جانب شركة السويدي للتنمية الصناعية المهندس محمد القماح، الرئيس التنفيذي للشركة، ومن جانب المستثمرين ممثلو الشركات الموقعة، وذلك بحضور عدد من قيادات الهيئة والمطور الصناعي والمستثمرين، وتُعد هذه المشروعات الاستثمارية الجديدة استمراراً للتعاون المثمر بين جهاز التمثيل التجاري وشركة السويدي للتنمية الصناعية في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.
وأعرب وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، عن ترحيبه بالمشروعات الجديدة التي تنضم إلى منظومة العمل داخل المنطقة الاقتصادية، مؤكداً أن توقيع هذه العقود يأتي امتداداً لمسيرة النمو التي تشهدها المنطقة في جذب استثمارات متنوعة من مختلف الدول والقطاعات الصناعية، مشيرًا إلى أن المنطقة الاقتصادية أصبحت اليوم واحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية، بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية متكاملة، وموقع استراتيجي فريد، وحوافز استثمارية جاذبة، مؤكداً حرص الهيئة على استمرار تقديم كل أشكال الدعم للمستثمرين بما يضمن سرعة التنفيذ وبدء التشغيل الفعلي للمشروعات في أقرب وقت.
استثمارات 65 مليون دولاروأضاف وليد جمال الدين أن قطاع الصناعات النسيجية يُعد من القطاعات الواعدة داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لما يمتلكه من فرص كبيرة في تعميق التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة للمنتجات المصرية، مشيراً إلى أن المنطقة تعمل على تطوير منظومة صناعية متكاملة تشمل مراحل الإنتاج كافة من الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز وحتى التصنيع النهائي، بما يعزز قدرات مصر التنافسية في التصدير إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، وأكد أن استقطاب كبرى الشركات العالمية العاملة في هذا القطاع يُمثل خطوة مهمة نحو توطين التكنولوجيا الحديثة ونقل الخبرات الفنية وخلق فرص عمل نوعية للشباب المصري، في ضوء رؤية الهيئة لجعل المنطقة منصة صناعية ولوجستية متخصصة في الصناعات التي تدعم الاقتصاد الوطني وتحقق مستهدفات التنمية المستدامة.
وأكد المهندس محمد القماح، الرئيس التنفيذي لشركة السويدي للتنمية الصناعية، أن الاتفاقيات الموقعة تعكس ثقة المستثمرين الدوليين في المناخ الاستثماري بمصر، وفي جودة البنية التحتية والخدمات المتكاملة التي توفرها الشركة داخل مدنها الصناعية.
وأوضح أن التزام الشركة لا يقتصر على توفير الأراضي فحسب، بل يمتد إلى الاستثمار المستمر في تطوير البنية التحتية وتطبيق الحلول الذكية، بما يجعل مدن السويدي أكثر جذبًا وكفاءة واستدامة. وأضاف أن الشركة تحرص على دعم شركائها في جميع مراحل استثماراتهم، بما يهيئ بيئة مثالية لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى السوق المصرية.
والجدير بالذكر أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تُعد واحدة من أهم المناطق الاقتصادية المتكاملة، لما تضمه من 6 موانئ بحرية و4 مناطق صناعية، بما يتيح للمستثمرين فرصًا كبيرة في مجالات التصنيع والخدمات اللوجستية.