قال الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، والمفكر السياسي، إن مشروع رأس الحكمة موجود منذ 2008، ولكنه ظهوره الآن يرجع إلى الأهمية المركزية لمصر في المنطقة العربية، خاصة في ظل هذه الأوقات، معقبًا: "فجاة أصبح صندوق النقد لطيف، وكذلك الإتحاد الأوروبي، وهذا يرجع إلى دور مصر المحوري في الأزمات الموجودة في المنطقة".


 وتابع "سعيد"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على فضائية "TEN"، مساء الأربعاء، أن مصر ذات قيمة اقتصادية كبيرة،  بدليل أن القاهرة قامت بإعداد أول ثروة زراعية في العالم، وأحد أقدم الحضارات، مضيفًا أن مصر تمتلك أكثر من 3 آلاف كيلو شواطئ بحرية، وهذه ثروة جبارة للغاية.


وأضاف أن الشراكة بين مصر والإمارت هامة للغاية، لأن كلا البلدين لديهما مصالح كبيرة في تحقيق الاستقرار في المنطقة، مضيفًا أن الدولة طوال السنوات السابقة كانت تدير الفقر، وهذا واضح في الحديث عن ارتفاع الأسعار، وكيفية مواجهة الفقراء هذه الأزمة، بينما إدارة الثروة لم يكن موجودًا مثلما حدث مؤخرًا، وهذا واضح في مشروع رأس الحكمة.  


وشدد على ضرورة إعادة اكتشاف الرأس مال المعطل في مصر مثل مشروع رأس الحكمة او رأس جميل أو الرمال السوداء،  مشيرًا إلى أن الملك فاروق هو اكتشف رأس الحكمة التي تعتبر منطقة بالغة الجمال، معقبًا: "لم أرى مثل ساحل رأس الحكمة في أي مكان في العالم من قبل".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رأس الحكمة عبد المنعم سعيد صندوق النقد مصر الامارت

إقرأ أيضاً:

كيف حوَّلت الدول المتقدمة المخلفات إلى ثروة؟

عباس المسكري

في عالمٍ باتت فيه التحديات البيئية تتعاظم يومًا بعد يوم، لم تعد النفايات تُعدّ مجرد مخلفات تُلقى جانبًا أو تُوارى في باطن الأرض، بل تحوّلت في بعض الدول إلى مورد اقتصادي ثمين، يُستثمر بذكاء ويُدار باحتراف، وفي طليعة هذه الدول، تقف الدول المتقدمة شاهدةً على نجاح تجربة فريدة، تمزج بين الحفاظ على البيئة وتعزيز الوعي المجتمعي، وتفتح بابًا واسعًا للاستثمار الأخضر.

ففي مراكز التسوق الكبرى هناك، لا يقتصر الأمر على عرض البضائع وتنظيم المتاجر، بل تمتد المسؤولية لتشمل البيئة نفسها، وتُوضع في هذه المراكز مكائن ذكية صُممت خصيصًا لجمع المخلفات، وقد تم تخصيصها بعناية لاستقبال الزجاجات البلاستيكية، والعلب المعدنية، ومخلفات الكرتون، وهذه الآلات التي تبدو للوهلة الأولى بسيطة في فكرتها، تُعدّ ثمرة تفكير مستقبلي يربط التكنولوجيا بالسلوك الإنساني، ويمنح كل شخص فرصة لأن يكون شريكًا في إنقاذ البيئة، دون أن يُكلفه ذلك جهدًا يُذكر.

يقوم الفرد بوضع مخلفاته المفروزة داخل الآلة، لتقوم الأخيرة بفرزها ووزنها وإصدار وصل إلكتروني أو ورقي يحمل قيمة رمزية، تُحسب بناءً على كمية المخلفات المدخلة ونوعها. اللافت أن هذا الوصل ليس مجرد مكافأة شكلية، بل يمكن استبداله مباشرة بمنتجات من نفس المركز التجاري، أو استخدامه كرصيد مالي مخفّض، ما يجعل من إعادة التدوير تجربة مفيدة على المستويين الشخصي والعام.

لقد أثبتت هذه المبادرة جدواها الفعلية، ليس فقط من حيث تقليص حجم النفايات العشوائية أو رفع نسب التدوير، بل في ترسيخ ثقافة جديدة تقوم على الشراكة البيئية بين المواطن والمؤسسة. فالأفراد باتوا أكثر وعيًا بقيمة ما يلقونه في سلة المهملات، والشركات الخاصة التي استثمرت في هذه المكائن وجدت في هذه المنظومة فرصة لجمع مواد أولية قابلة للبيع، وبناء صورة مجتمعية إيجابية تُعزّز من حضورها كمؤسسات مسؤولة.

ومن اللافت أن هذه التجربة، رغم بساطتها الظاهرة، تعتمد على رؤية اقتصادية دقيقة، فهي لا تكتفي بتحقيق الربح المادي من المواد المعاد تدويرها، بل تُسهم في تخفيف الضغط على البلديات، وتقليل استخدام المواد الخام، وتوفير الطاقة، وكل ذلك يصب في خانة التنمية المستدامة التي تسعى إليها معظم دول العالم اليوم.

وفي ظل هذا النموذج المتكامل، تبرز تساؤلات مشروعة، لماذا لا نبدأ بتطبيق مثل هذه المبادرات في مدننا؟ ألا نملك الموارد والبنية التحتية والمراكز التجارية الكبرى؟ أليست الشركات المحلية قادرة على المساهمة في هذا التغيير الحضاري الذي لا يخدم البيئة فحسب، بل يعزز قيمة المسؤولية المجتمعية لديها؟

إن الخطوة الأولى قد لا تكون سهلة، لكنها بالتأكيد ليست مستحيلة، فحين تتحوّل المخلفات إلى قيمة، ويتحوّل السلوك اليومي البسيط إلى فعل بيئي راقٍ، نكون قد بدأنا بالفعل في إعادة تشكيل علاقتنا مع هذا الكوكب. وبين ركام النفايات، قد يختبئ ذهبٌ لا يُقدّر بثمن، ينتظر فقط من يمدّ يده إليه بفكرٍ واعٍ ونية خالصة.

ومن هنا، فإن الأمل معقود على الجهات المختصة في السلطنة، للنظر بعين الجدّ إلى مثل هذه النماذج العالمية التي أثبتت نجاحها، وتبنّيها بفكر وطني خالص، يُراعي خصوصية المجتمع ويستثمر في وعيه المتزايد بالقضايا البيئية ، بل إن من الجدير التفكير في تأسيس شركة مساهمة عامة تُعنى بإدارة تدوير المخلفات بشكل مبتكر، يكون لها فروع في مختلف محافظات السلطنة، وتتولى مسؤولية بناء منظومة تدوير حديثة ترتكز على التكنولوجيا والتحفيز المجتمعي، وتشرك القطاعين العام والخاص في تحقيق بيئة أكثر نقاءً، واقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة ، إننا بحاجة اليوم إلى مبادرات لا تنتظر التغيير، بل تصنعه.

مقالات مشابهة

  • اليونيسيف: الوضع في غزة مروع للغاية
  • عبد المنعم سعيد: مصر لها أولوياتها الوطنية وحركات التحرر الفلسطينية لم تحقق أهدافها
  • تنفيذ مشروع لتنمية ثروة المحار في مسندم
  • بايراقداريان أطلقت مشروع الرياضة للجميع.. وهذا ما قالته
  • عاصم الجزار: الجبهة الوطنية صوت الحكمة
  • عاصم الجزار: لولا استثمار الدولة بالعلمين الجديدة لما شهدنا الطفرة برأس الحكمة
  • بتقوى الذاكرة وتظبط الهرمونات .. عشبة مهملة تمتلك فوائد خارقة
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو لا تمتلك خطة لليوم التالي في غزة
  • تحذير من لمس قناديل البحر على شواطئ الشرقية .. فيديو
  • كيف حوَّلت الدول المتقدمة المخلفات إلى ثروة؟