الحكومة اليمنية تفتح طريقا رئيسيا في تعز.. والحوثي يفتح طرقا أخرى
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، عن مبادرة من جانب واحد لفتح طريق رئيسي يربط مدينة تعز (المركز الإداري للمحافظة ذات الاسم) بالضواحي الشمالية الشرقية منها، ومحافظات أخرى وسط وشمال البلاد.
فيما كشفت جماعة الحوثي اليمنية عن فتح طرقين يربطان المناطق التي تسيطر عليها في محافظة تعز، بالاخرى الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، ومحافظة لحج، جنوب البلاد.
وأفاد عمدة محافظة تعز نبيل شمسان بأنه قام رفقة رئيس اللجنة الرئاسية لفتح الطرقات عبدالكريم شيبان، بفتح طريق " صنعاء ـ تعز" الرئيسي عبر عقبة منيف تجاه الحوبان، والأخيرة منطقة صناعية خاضعة للحوثيين ، من جانب واحد، معبرا عن أمله في أن تقوم الجماعة الحوثية بفتح هذا الطريق من الاتجاه الذي تسيطر عليه، للتخفيف عن الحصار الذي تفرضه الجماعة على المحافظة منذ 9 سنوات.
ويفرض الحوثيون حصارا على المناطق التي تسيطر عليها السلطات الحكومية الشرعية في تعز من بينها مركز المدينة، من المدخل الشرقي، حيث منطقة الحوبان التي يمر منها الطريق الرئيسي إلى المحافظة ويربطها بمحافظة إب وسط البلاد، وصولا إلى صنعاء.
طريقان لربط تعز
من جانبها، قالت جماعة الحوثي إنها "دشنت عددا من الطرق التي تربط مناطق المحافظة مع باقي المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة قوى العدوان"، في إشارة إلى القوات الحكومية.
وذكرت وكالة "سبأ" بنسختها التي تديرها الجماعة، إن القائم بأعمال محافظ تعز الموالي للحوثيين، أحمد أمين المساوى ونائب رئيس اللجنة العسكرية، حسين هاشم، افتتحوا طريق الخمسين - الستين، وكذا طريق حيفان - طور الباحة الإسفلتي الذي يربط محافظة تعز بالمحافظات الجنوبية، وذلك لتخفيف معاناة المواطنين وتسهيل حركة تنقلهم ووصولهم إلى مناطقهم.
اختبار حقيقي
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة المعترف بها، معمر الإرياني إن المبادرة الحكومية التي أطلقها محافظ تعز "بفتح طريق (صنعاء- تعز) الرئيسي، عبر (عقبة منيف- الحوبان) من جانب واحد، "مثلت اختبار حقيقي لنوايا مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران تخفيف حدة الحصار الجائر الذي تفرضه على المحافظة الأكثر كثافة سكانية منذ تسعة أعوام".
وأضاف الإرياني وفق وكالة "سبأ" الحكومية، أن إعلان مليشيا الحوثي استعدادها فتح ما تسميه طريق (الخمسين -الستين) وهو طريق فرعي وترابي لا يصلح لمرور الناقلات وحافلات المسافرين، وسبق وتحدثت عن فتحه قبل عامين، رفض صريح للمبادرة الحكومية.
وتابع أن الحوثي تواصل الإمعان في حصار تعز وفي نهج التضليل والمراوغة، واختلاق التعقيدات والذرائع للتهرب من التزاماتها في هذا الملف الإنساني، وإفشال أي خطوات جدية لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين.
وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن المبادرة الحكومية جاءت بهدف "تسهيل حركة المواطنين وسلاسة تدفق السلع والبضائع والإمدادات الغذائية بين المحافظات، والتخفيف عن معاناة شعبنا اليمني الصامد والصابر في مختلف المناطق".
وأكد على أن تعنت ميليشيا الحوثي وإفشالها المبادرات الحكومية لفتح الطرقات، وإنهاء حصار تعز، بالتزامن مع هجماتها الإرهابية على السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن بمزاعم رفع الحصار عن غزة، يكشف متاجراتها بالقضية الفلسطينية، ويعكس موقفها الحقيقي من جهود التهدئة وإحلال السلام في اليمن، وعدم اكتراثها بالأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة لليمنيين.
ودعا الوزير اليمني "المجتمع الدولي الاستجابة المنسقة للتصدي لمليشيا الحوثي، عبر الشروع الفوري في تصنيفها "منظمة إرهابية"، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، والتحرك في مسار موازي لتقديم دعم حقيقي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة في الجوانب (السياسية، والاقتصادية، العسكرية) لاستعادة الدولة وفرض سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية وتخفيف المعاناة والأعباء عن كاهل المواطنين".
وجاءت المبادرة الحكومية في تعز التي تعاني من حصار تفرضه جماعة الحوثيين من ثلاث اتجاهات منذ 9 سنوات، بعد أيام من إعلان عمدة محافظة مأرب الغنية بالنفط ( شمال شرق)، سلطان العرادة، عن مبادرة من جانب واحد لفتح الطريق الرئيسي الذي يربط بين محافظته و العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، بينما بادرت الأخيرة بفتح طريق أخر، ورفضت التفاعل مع المبادرة الحكومية.
وتسببت الحرب الدامية في اليمن على مدى السنوات الماضية في إغلاق طرقات رئيسية، ما انعكس سلبا على تنقل المواطنين وحركة نقل البضائع عبر طرق جبلية وترابية وعرة بين المحافظات، حيث سجل مئات الحوادث.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحكومة اليمنية تعز الحوثي اليمن تعز الحكومة الحوثي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المبادرة الحکومیة من جانب واحد
إقرأ أيضاً:
إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
قال الإعلامي السعودي زيد كمي نائب المدير العام لقناتي العربية والحدث إن التحركات الأحادية التي نفذها المجلس الانتقالي في حضرموت قبل أيام محاولة لخلف واقع يتجاوز المجتمع المحلي وتوازناته ويتجاهل الطبيعة الخاصة بهذه المنطقة، التي طالما حافظت على مسافة سياسية عن مراكز التوتر.
واعتبر كمي في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط بعنوان "ماذا يجري في حضرموت" إن تلك التطورات تفسر الحزمَ الذي أظهرته السعودية في بيانها، واعلانها بوضوح رفضها القاطع لسيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت، وعدّت ذلك خرقاً مباشراً للمرحلة الانتقالية وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، ومحاولة تستدعي مواجهةً سياسية لا تُبنَى على منطق السلاح.
وقال الكاتب إن ما يجرِي في حضرموتَ اليومَ لا يمكنُ قراءتُه بمعزلٍ عن تاريخٍ طويلٍ من التشكّل السّياسي والاجتماعي في جنوب اليمن، وأن جنوب اليمن لم يكن يوماً كتلةً سياسية واحدة، بل فضاءٌ واسع من الشَّبكات المحلية والولاءات والمراكزِ المتعددة، معتبرا هذه الخلفية تجعلُ أيَّ محاولةٍ لفرض السَّيطرة عَنْوَةً على محافظةٍ بحجم حضرموتَ مجردَ اصطدامٍ بتاريخ لا يقبل الهيمنةَ المفاجئةَ ولا التحولات القسريَّة.
وأكد أن الموقف السعودي وإصراره على إخراج قوات درع الوطن ليس مجرد إجراءٍ عسكري، بل محاولةٌ لقطع الطّريق أمام تكرار نماذجِ انفلاتٍ مشابهة شهدها اليمنُ خلالَ العقد الماضي، ولمنعِ انزلاقِ حضرموتَ إلى فوضَى لا طاقة لها بها.
وقال إن اختزالَ القضية الجنوبية في شخصٍ أو فصيل واحد لا ينسجم مع تاريخِ الجنوب ولا مع طموحاتِ شعبه، والقضية ـ كما تراها الرياض ـ تخصُّ أبناءَ الجنوب بكلّ تنوّعهم، ومن غيرِ المقبول تحويلُها إلى ذريعةٍ لفرض السّيطرةِ أو تغيير الوقائعِ بالقوة.
وحمل الكاتب السعودي المجلس الانتقالي مسؤوليةَ التجاوزات التي ارتكبتها قواتُه خلالَ الأيام الماضية في حضرموت، وما حدثَ من اعتقالات أو إخفاء قسري ونهبٍ وإخلاء للمنازل بالقوة، وقال بأنها أفعالٌ مقلقة وتتقاطع مع ممارساتِ جماعة الحوثي، ما يجعلُ رفضَ الرياض قاطعاً لأي محاولة لاستنساخِ هذا النموذج في الجنوب أو الشرق.
واعتبر كمي ما حدثَ في حضرموتَ ليس مجردَ تنازعٍ على السيطرة، بل اختبارٌ حقيقي لمدى قدرةِ اليمنيين على احترام رواسب تاريخهم، ولقدرتهم على بناءِ استقرار لا يقوم على فرض القوة، والعمل على منع تكرار أخطاء الماضي، وإعادة اليمن إلى مسار سياسي يضمن للجميع شراكةً عادلةً تحفظ الأمنَ، وتعيد رسمَ مستقبلٍ لا مكان فيه للمغامراتِ العسكريةِ ولا لمحاولات إعادةِ هندسةِ الجغرافيا السياسية عَنوَةً.